كريمة أبو العينين: انتهاء التكليف وبدء التشريف
تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT
من أجمل ماقيل فى كلمات عزاء الشهداء الأطباء فى قطاع غزة هذه الجملة التى تجمع حروفها كل المعانى الوافية لهذه الشريحة المؤمنة برسالتها وهذه الجملة هى "انتهاء التكليف وبدء التشريف " كلمات بسيطة الا أنها تحصر بين معانيها كل معانى العظمة والسمو، فكل من استشهد فى قطاع غزة وعلى رأسهم الأطباء تسرى وتنطبق عليهم هذه الكلمات جملة وتفصيلا .
على مدى أكثر من سبعة أشهر من العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة وأهله العزل، كان هناك الأطباء واقفين فى عزة وإباء يقومون بواجبهم على أكمل وجه، يعملون فى جد ودأب رغم ندرة الإمكانيات وبشاعة الواقع وقلة الحيلة والرعب المتواصل والهمجية الاسرائيلية التى تفعل كل مايحلو لها بزعم الدفاع عن النفس وبدعم أنجلو أمريكى بغيض وتخاذل عربى مقيت . هذه الشريحة الممثلة فى الأطباء والمسعفين ذاقت الأمرين خلال الغزو الاسرائيلي لقطاع غزة وانتهاك آدمية أهله والتنكيل بهم وقتل وتعذيب الأطباء لإجبارهم على أشياء عدة من بينها إعترافهم بانتمائهم وتعاونهم مع المقاومة الإسلامية حماس، وأيضا لإجبارهم على ترك عملهم وعدم القيام بواجبهم الوطني والإنساني فى معالجة المصابين من جراء الهمجية الاسرائيلية المتواصلة منذ السابع من أكتوبر من العام الماضى .
إسرائيل لم تدخر أية وسيلة فى إحباط الأطباء وإجبارهم على التنصل من رسالتهم السامية فقتلت ابناءهم وأسرهم لدرجة ان يفاجىء الطبيب بوجود زوجته أو أبناءه وأمه وأخيه والعديد من أفراد عائلته شهيدا أو مصابا إصابات لاينتظر منها شفاء أو إن شفى سيظل ذو عاهة مستديمة، ليس ذلك فقط بل اعتقلتهم وعذبتهم حتى الموت ونكلت بجثثهم واحتجزت بعضها لأجل ولسبب غير معلومين .
الانتهاكات الاسرائيلية فى حق الأطباء يشهد عليها مستشفى ناصر وغيره من المشافى التى حاصرتها قوات الاحتلال وعاثت فيها فسادا بدعوى إختباء عناصر من حماس فيها ، وكم جاءت الصرخات من داخل هذه المستشفيات تطلب التدخل ولكن كالعادة صمت الآذان وعميت الأعين ليفاجئنا أحد الأطباء الشباب بمداخلة مع احدى الفضائيات العالمية يشرح من خلالها كم المعاناة والتعسف الاسرائيلي فترد عليه المذيعة ببرود واستنكار غربى معهود منذ بدء الحرب الاسرائيلية على غزة فتقول له ولماذا بقيت فى القطاع مع أنه وحسب معلوماتى لديك جواز سفر غربى يمكنك من الأمان والعودة الى بر السلامة؟ ويرد عليها بثبات ووطنية تؤكد رسوخ الشعب الفلسطينى أمام الصلف الاسرائيلي فيقول لها وأترك أبناء شعبى وهم فى أمس الحاجة لى، أى أمان تتحدثين عنه وتطلبون منا ان نهرب اليه ونترك لحمنا وعرضنا فى هذا العدوان الغاشم . طبيب آخر يعمل لآخر لحظة فى عمره ويرفض الأوامر الصهيونية بالنزوح من المستشفى ويقول لمن معه عندما أموت لابد أن يبقى غيره شاهدا ليحكى للدنيا كلها ماعشناه تحت صلف وجبروت النازيون الجدد.
شهادات كثيرة كتبها أطباء غزة بدماءهم وعرقهم وشرفهم الرافضين للهجوم الصهيونى والعربدة آلة الحرب وجنود الاحتلال الصهاينة الذين يعيثون فى غزة فسادا ويقتلون النفس التى حرم الله بدون أى حق بدعوى الدفاع ان النفس وحماية دولة الاحتلال . باستشهاد هذا الكم الكبير من الأطباء يبدأ الشطر الثانى من عنوان المقالة وهو "بدء التكريم" بالفعل تكريمهم بأن يظل ذكرهم وذكراهم حاضرين على مسمع ومرأى من العالم أجمع ، وأن يسرد القاصى والدانى بطولاتهم وعملهم ليل نهار وسط ظروف صعبة ومعاناة لم يشهدها العالم كله من قبل ، سيحفر التاريخ بحروف من نور ما قدمه أطباء غزة من بطولات وعمل إنسانية لشعب قطاع غزة الذى صبر على حرب تشابكت فيها كل أيادى الغرب مع إسرائيل.
هذا التكريم لايضاهى أبدا ولا يوازن التكريم الالهى الذى أعد للشهداء منزلة ومكانة تجعل الشهيد يتمنى العودة الى الحياة ليستشهد مئة مرة لما رآه من تشريف ومكانة فى الجنة وقربا من الخالق والحبيب سيدنا محمد علية أفضل الصلوات والسلام والمباركة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
الجيش الاسرائيلي يفجر المنازل والمباني السكنية اثناء توغله في الخيام
أدت غارة على طريق النبطية مرجعيون طريق الخردلي، إلى انقطاع الطريق بالكامل. وافادت مندوبة" الوكالة الوطنية للاعلام" بقصف مدفعي ثقيل يستهدف بلدة ديرميماس ، منطقة عين الحجر. كما ويقوم جيش العدو بعملية تفجيرات كبيرة في الخيام ، ناسفا المنازل والمباني السكنية خلال عملية توغله في البلدة.