من أجمل ماقيل فى كلمات عزاء الشهداء الأطباء فى قطاع غزة هذه الجملة التى تجمع حروفها كل المعانى الوافية لهذه الشريحة المؤمنة برسالتها وهذه الجملة هى "انتهاء التكليف وبدء التشريف " كلمات بسيطة الا أنها تحصر بين معانيها كل معانى العظمة والسمو، فكل من استشهد فى قطاع غزة وعلى رأسهم الأطباء تسرى وتنطبق عليهم هذه الكلمات جملة وتفصيلا .

 

على مدى أكثر من سبعة أشهر من العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة وأهله العزل، كان هناك الأطباء واقفين فى عزة وإباء يقومون بواجبهم على أكمل وجه، يعملون فى جد ودأب رغم ندرة الإمكانيات وبشاعة الواقع وقلة الحيلة والرعب المتواصل والهمجية الاسرائيلية التى تفعل كل مايحلو لها بزعم الدفاع عن النفس وبدعم أنجلو أمريكى بغيض وتخاذل عربى مقيت . هذه الشريحة الممثلة فى الأطباء والمسعفين ذاقت الأمرين خلال الغزو الاسرائيلي لقطاع غزة وانتهاك آدمية أهله والتنكيل بهم وقتل وتعذيب الأطباء لإجبارهم على أشياء عدة من بينها إعترافهم بانتمائهم وتعاونهم مع المقاومة الإسلامية حماس، وأيضا لإجبارهم على ترك عملهم وعدم القيام بواجبهم الوطني والإنساني فى معالجة المصابين من جراء الهمجية الاسرائيلية المتواصلة منذ السابع من أكتوبر من العام الماضى . 

إسرائيل لم تدخر أية وسيلة فى إحباط الأطباء وإجبارهم على التنصل من رسالتهم السامية فقتلت ابناءهم وأسرهم لدرجة ان يفاجىء الطبيب بوجود زوجته أو أبناءه وأمه وأخيه والعديد من أفراد عائلته شهيدا أو مصابا إصابات لاينتظر منها شفاء أو إن شفى سيظل ذو عاهة مستديمة، ليس ذلك فقط بل اعتقلتهم وعذبتهم حتى الموت ونكلت بجثثهم واحتجزت بعضها لأجل ولسبب غير معلومين .

الانتهاكات الاسرائيلية فى حق الأطباء يشهد عليها مستشفى ناصر وغيره من المشافى التى حاصرتها قوات الاحتلال وعاثت فيها فسادا بدعوى إختباء عناصر من حماس فيها ، وكم جاءت الصرخات من داخل هذه المستشفيات تطلب التدخل ولكن كالعادة صمت الآذان وعميت الأعين ليفاجئنا أحد الأطباء الشباب بمداخلة مع احدى الفضائيات العالمية يشرح من خلالها كم المعاناة والتعسف الاسرائيلي فترد عليه المذيعة ببرود واستنكار غربى معهود منذ بدء الحرب الاسرائيلية على غزة فتقول له ولماذا بقيت فى القطاع مع أنه وحسب معلوماتى لديك جواز سفر غربى يمكنك من الأمان والعودة الى بر السلامة؟ ويرد عليها بثبات ووطنية تؤكد رسوخ الشعب الفلسطينى أمام الصلف الاسرائيلي فيقول لها وأترك أبناء شعبى وهم فى أمس الحاجة لى، أى أمان تتحدثين عنه وتطلبون منا ان نهرب اليه ونترك لحمنا وعرضنا فى هذا العدوان الغاشم . طبيب آخر يعمل لآخر لحظة فى عمره ويرفض الأوامر الصهيونية بالنزوح من المستشفى ويقول لمن معه عندما أموت لابد أن يبقى غيره شاهدا ليحكى للدنيا كلها ماعشناه تحت صلف وجبروت النازيون الجدد. 

شهادات كثيرة كتبها أطباء غزة بدماءهم وعرقهم وشرفهم الرافضين للهجوم الصهيونى والعربدة آلة الحرب وجنود الاحتلال الصهاينة الذين يعيثون فى غزة فسادا ويقتلون النفس التى حرم الله بدون أى حق بدعوى الدفاع ان النفس وحماية دولة الاحتلال . باستشهاد هذا الكم الكبير من الأطباء يبدأ الشطر الثانى من عنوان المقالة وهو "بدء التكريم" بالفعل تكريمهم بأن يظل ذكرهم وذكراهم حاضرين على مسمع ومرأى من العالم أجمع ، وأن يسرد القاصى والدانى بطولاتهم وعملهم ليل نهار وسط ظروف صعبة ومعاناة لم يشهدها العالم كله من قبل ، سيحفر التاريخ بحروف من نور ما قدمه أطباء غزة من بطولات وعمل إنسانية لشعب قطاع غزة الذى صبر على حرب تشابكت فيها كل أيادى الغرب مع إسرائيل. 

هذا التكريم لايضاهى أبدا ولا يوازن التكريم الالهى الذى أعد للشهداء منزلة ومكانة تجعل الشهيد يتمنى العودة الى الحياة ليستشهد مئة مرة لما رآه من تشريف ومكانة فى الجنة وقربا من الخالق والحبيب سيدنا محمد علية أفضل الصلوات والسلام والمباركة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

صحيفة فايننشال تايمز تلقي الضوء على أوضاع الأطباء في حرب السودان

تحدثت صحيفة "فايننشال تايمز" في تقريرا مطولا عن الأوضاع في السودان، وكشفت معاناة المستشفيات والأطباء على خطوط النار في ما وصفتها بالحرب المنسية، حيث أصيب القطاع الصحي نتيجة لها بخسائر فادحة.

 

وذكرت الصحيفة أن قوات الدعم السريع اختطفت أكثر من 12 طبيبا، ونُقل بعضهم عبر خط المواجهة في النيل، مشيرة إلى أن "قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو الملقب حميدتي، وهو أمير حرب مخيف وتاجر إبل سابق، استولت على جزء كبير من منطقة العاصمة وتحتاج إلى أطباء لعلاج رجالها".

 

ووفقا للسلطات الصحية، قُتل 54 طبيبًا في ولاية الخرطوم منذ بدء الحرب، بعضهم برصاص قناصة، كما أن حوالي 70 إلى 80% من مرافق الرعاية الصحية في السودان لا تعمل بكامل طاقتها.

 

وقالت إن الاستهداف المتعمد لمرافق الرعاية الصحية يمثل أحد أخطر الانتهاكات التي أدانها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. ومع ذلك، يقول الأطباء والمسؤولون إن هذه الهجمات ليست حوادث عابرة.

الاستهداف المتعمد

وتنقل الصحيفة عن رئيس لجنة الطوارئ الصحية في ولاية الخرطوم محمد إبراهيم قوله إنه "منذ اليوم الأول للحرب، استهدفت قوات الدعم السريع قطاع الصحة على وجه التحديد".

 

ويضيف أنه قبل اندلاع الحرب، وعندما كان عدد سكان الولاية أكثر من 9 ملايين نسمة، كان هناك 53 مستشفى عامًا يعمل، والآن لا يوجد سوى 27 مستشفى فقط.

 

ويؤكد أن "الغرض الرئيس لقوات الدعم السريع هو تدمير قطاع الصحة؛ فعندما تدمر قطاع الصحة ثم قطاع الأمن، فإن البلاد تنهار".

 

وقالت رئيسة عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر في السودان، دورسا ناظمي سلمان، إن "قصف المستشفيات ونهبها أدى إلى انهيار الرعاية الصحية تقريبا".

 

وذكرت الصحيفة أن مسؤولي قوات الدعم السريع يعترفون بأن بعض قواتهم التي اتهمت أيضا بالاغتصاب والقتل والنهب والتطهير العرقي "ارتكبت جرائم"، لكنهم يزعمون أن القوة أنشأت لجنة للتحقيق في الانتهاكات وقد عوقب المئات بالفعل، لكن الهجمات مع ذلك لم تتوقف، وفقا للصحيفة.

 

وتنقل هنا عن مها حسين، مديرة مستشفى الأطفال في أم درمان، قولها إن "المستشفى يتعرض للهجوم طوال الوقت.. إنها كارثة".

 

وقالت منظمة أطباء بلا حدود إنه في مستشفى بشائر بجنوب الخرطوم "وقعت حوادث أمنية متكررة وترهيب في العنابر من قبل مقاتلي قوات الدعم السريع المسلحين".

 

وبحسب مجموعة مراقبة الصراع "أكليد"، فقد بلغ عنف قوات الدعم السريع ضد المدنيين أعلى مستوياته منذ بدء الحرب في النصف الأول من عام 2024.

 

 

مقالات مشابهة

  • مأرب تحتشد تضامناً مع غزة وتنديدا باستمرار حرب الإبادة الاسرائيلية
  • دعوا إلى فتح جسر طبي لإنقاذ الأرواح في غزة أطباء أردنيون يطالبون بإرسالهم إلى القطاع أو جلب الجرحى
  •   السيد القائد: العدو الاسرائيلي يسعى لتهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة
  • انتهاء عملية التصويت على انتخاب رئيس البرلمان وبدء العد والفرز
  • نائب محافظ المنوفية يتابع مستجدات تنفيذ مشروعات حياة كريمة بقرى أشمون والشهداء
  • انتهاء مهلة مخالفي الإقامة في الإمارات.. وبدء حملات تفتيش بالمساكن والشركات
  • فاينانشيال تايمز تسلط الضوء على أوضاع الأطباء في حرب السودان المنسية
  • صحيفة فايننشال تايمز تلقي الضوء على أوضاع الأطباء في حرب السودان
  • هيئة البث الاسرائيلية: الجيش سينسحب من لبنان خلال أسبوع
  • احتجاج لأطباء أردنيين: إما أن ترسلونا لغزة أو تجلبوا الجرحى (شاهد)