نقلت صحيفة "واشنطن بوست"  الأميركية، شهادات لفلسطينيبن بأحد مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية، اتهموا فيها الجيش الإسرائيلي بـ"إعدام 3 أشخاص على الأقل" خلال عمليات مداهمة، في حين ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن "طواقم الإسعاف تتعرض لأخطار كبيرة بالضفة الغربية، بما فيها مقتل مسعف فلسطيني".

في المقابل، نفى الجيش الإسرائيلي إقدامه على إعدام مدنيين في مخيم نور شمس بمدينة طولكرم، كما أكد أنه جرت تحقيقات بشأن مقتل مسعف على يد مستوطنين جنوب نابلس.

وأوضحت "واشنطن بوست" أنها اعتمدت في إعداد تقريرها على  أكثر من 12 مقابلة على مدار يومين داخل نور شمس وعبر الهاتف، بالإضافة إلى صور ومقاطع فيديو قدمها شهود عيان، واستعرضها مراسلو الصحيفة الأميركية.

واتهم سكان مخيم نور شمس الجيش الإسرائيلي بـ"استخدام أساليب وحشية" خلال اقتحامه تلك البقعة بحثا عن مطلوبين خلال الشهر الماضي.

وذكر بعض السكان أنه في تاريخ 18 أبريل، "بقي سكان المخيم محاصرين في منازلهم وسط انقطاع للكهرباء والمياه والإنترنت"، لافتين إلى أنهم عندما خرجوا، "وجدوا الطرق متهالكة والعديد من المنازل مدمرة، في حين تناثرت الجثث في الأزقة".

وفي إحدى الشهادات التي حصلت عليها الصحيفة الأميركية، قال الفلسطيني محمد أبو سويلم إن "جنودا اقتحموا منزله على حين غرة في المخيم، واقتادوا ابنه رجائي إلى الخارج".

وأوضح أنه لم يستطيع أن يفهم لماذا يريد الإسرائيليون ابنه ، مضيفا: "هو أب لأربعة أطفال، ويبلغ من العمر 39 عاما ويعمل في متجر الأجهزة الخاص بالعائلة، ولم يكن متشددا في يوم من الأيام".

ولفت إلى أن الجنود، الذين ظلوا في المخيم لعدة أيام، "لم يكونوا على دراية بهوية ابنه، حيث لم يطلبوا منه إثبات شخصية، واكتفوا بأخذه إلى الخارج"، مردفا: "بعد نحو دقيقة سمعنا صوت إطلاق نار وصوت ابني رجائي وهو يصرخ من الألم".

وتابع أبو سويلم: "بعد ساعات طوال تمكنا من الخروج، حيث عثرنا على رجائي جثة هامدة ويبدو أنه جرى استخدامه كدرع بشري".

لكن الجيش الإسرائيلي نفى مزاعم القتل خارج نطاق القانون واستخدام المدنيين كدروع بشرية، قائلا إن "مسلحين فلسطينيين، وليس جنودا إسرائيليين، هم من قتلوا رجائي".

"لا تطلقوا النار"

وفي شهادة أخرى، قالت عائلة الصبي جهاد الزنديق، الذي قتل عن عمر ناهز 14 عاما خلال اقتحام المخيم في أبريل المنصرم، إنه "كان عالقا في منزل يتواجد فيه مسلحون، وتم قتله رغم أنه حاول الخروج مستسلما".

وأوضح نياز نصر الزنديق، والد جهاد، والذي يحمل مع أسرته الهوية الإسرائيلية لأنهم بالأساس من سكان مدينة الطيبة، أنهم "كانوا زيارة إلى منزل العائلة (جد جهاد) في المخيم بتاريخ 18 أبريل، عندما اقتحمت قوات من الجيش الإسرائيلي مخيم نور شمس".

وفي ذلك اليوم، قال جهاد لوالديه إنه ذاهب إلى متجر قريب لكنه لم يعد حتى اليوم التالي، على حد قول والده.

وغادر مرة أخرى في 19 أبريل، وهو اليوم الذي قُتل فيه، متجاهلاً مناشدات والديه بعدم الخروج، حيث ذهب إلى منزل عمه، بينما أكدت عائلته أنه لم يكن مسلحاً عندما غادر.

الضفة الغربية.. قتلى في توغل إسرائيلي "غير مسبوق" بمخيم نور شمس قالت وزارة الصحة الفلسطينية، السبت، إن القوات الإسرائيلية قتلت 13 فلسطينيا منذ بداية المداهمة في مدينة طولكرم ومخيم نور شمس للاجئين في الضفة الغربية، الخميس، وفق رويترز.

ودعا جنود إسرائيليون بالقرب من منزل عمه المسلحين إلى الخروج والاستسلام، حسب السكان وعائلة جهاد، إذ قالت عمته، حنين الزنديق، التي كانت في مبنى مجاور، إن ابن شقيقها عندما حاول الاستسلام "أصيب برصاصة في الرأس".

وأوضحت أن "جثة الفتى بقيت ملقاة في الشارع لمدة 16 ساعة"، مظهرة صورة على هاتفها توضح أن جهاد تعرض لإصابة قاتلة في عينه اليمنى.

وتابعت: "لقد سمعته وهو يصيح، كان يخبرهم بأنه يريد الاستسلام".

وقال أشخاص آخرون يعيشون في المنطقة التي أصيب فيها المراهق، إنهم "سمعوه وهو يقول إنه يريد الاستسلام".

وذكر محمد جابر (30 عاماً)، وهو  أحد أقارب جهاد، أنه "سمع عناصر الجيش يصرخون (سلموا أنفسكم) ويأمرون المستسلمين برفع قمصانهم".

وأوضح جابر أنه سمع الفتى يقول "لا تطلقوا النار، نحن نستسلم"، لافتا إلى أنه تلا ذلك صوت "إطلاق نار كثيف".

من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إن جهاد كان "إرهابيا"، مضيفا: "ألقى قنابل يدوية وأطلق النار على قواتنا، والجيش الإسرائيلي ليس على علم بإطلاق نيران حية تجاه أفراد غير مسلحين"، وفق "واشنطن بوست".

مقتل مسعف

من جانبها، ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن "طواقم الإسعاف في الضفة الغربية أصبحت معرضة لأخطار كبيرة، كما يحدث مع المسعفين في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر"، وذلك على حد تعبير  الصحيفة.

وفي هذا السياق، تحدثت الصحيفة عن مقتل سائق سيارة إسعاف فلسطيني، في أبريل الماضي، خلال مواجهات مع  مستوطنين في بلدة الساوية الواقعة جنوب محافظة نابلس بالضفة الغربية.

تصاعد العنف بالضفة الغربية.. مقتل فلسطينية بالأغوار الشمالية وتشييع جثامين قتلى المخيم أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل امرأة فلسطينية من طوباس، في الضفة الغربية، برصاص الجيش الاسرائيلي على حاجز الحمرا العسكري بالأغوار الشمالية واحتجز جثمانها، وفق مراسل الحرة

وأعلنت جمعية "الهلال الأحمر الفلسطيني" أن طواقمها الطبية نقلت إصابة خطيرة بالرصاص الحي بالصدر لسائق إسعاف (48 عاماً)، خلال مواجهات بلدة الساوية؛ حيث توفي لاحقا في مركز طبي.

ونقل "المركز الفلسطيني للإعلام" عن الناشط بشار القريوتي، قوله إن "طواقم الإسعاف توجهت لإنقاذ المصابين بعد استهدافهم في بلدة الساوية"، مضيفا أنه "تم بالفعل حمل عدد من المصابين برصاص المستوطنين".

وأشار القريوتي إلى أنه بعد حمل المصابين "استهدف المستوطنون والجنود طواقم الإسعاف بشكل مباشر"، مما أدى إلى مقتل سائق الإسعاف محمد عوض موسى، من بلدة قريوت.

لكن عندما سألت صحيفة "هآرتس" وحدة المتحدثين باسم الشرطة الإسرائيلية، عما إذا كان قد تم فتح تحقيق جنائي في أعقاب وفاة سائق سيارة الإسعاف، كان الرد: "سيارة الإسعاف تعرضت لإطلاق النار في 20 أبريل من قبل الجيش، وعليه لم يتم فتح أي تحقيق جنائي" من الشرطة.

من جانبه، قال متحدث باسم الجيش للصحيفة العبرية، إنه "حدثت مناوشات ومواجهات عنيفة في بلدة الساوية بين مدنيين إسرائيليين وفلسطينيين، وعليه فقد هرع عناصر من شرطة الحدود إلى الموقع، واتخذت إجراءات لتفريق الحشود".

وأضاف: "خلال ذلك، قُتل سائق سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر، وقد فتحت الشرطة العسكرية  تحقيقا في ملابسات الحادث".

يشار إلى أنه منذ بداية العام الماضي، اندلعت أعمال عنف في جميع أنحاء الضفة الغربية، قبل أن تتفاقم مع الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحماس.

وقتل ما لا يقل عن 469 فلسطينيا على يد القوات الإسرائيلية أو المستوطنين في الضفة الغربية، منذ أن أدى هجوم حماس، المصنفة إرهابية، إلى اندلاع الحرب في غزة، وذلك وفقا لمصادر رسمية فلسطينية.

ويقول الجيش الإسرائيلي إن أنشطته العسكرية في الضفة الغربية تأتي بهدف "ملاحقة مطلوبين بقضايا إرهابية".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی فی الضفة الغربیة بالضفة الغربیة طواقم الإسعاف بلدة الساویة واشنطن بوست إلى أنه نور شمس إلى أن

إقرأ أيضاً:

«واشنطن بوست»: اتفاق فى الكونجرس لتجنب إغلاق الحكومة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

كشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية عن اتفاق قادة الكونجرس الأمريكى الثنائى الحزب لتمديد مهلة إغلاق الحكومة حتى شهر مارس، لكن الصراع الداخلى بين الجمهوريين فى مجلس النواب قد يعرض أى اتفاق للخطر ويدفع الوكالات الفيدرالية إلى حافة الإغلاق هذا الأسبوع.

مشروع قانون التمويل المؤقت، المعروف بالقرار المستمر، يمدد التمويل الفيدرالى حتى ١٤ مارس. ويتضمن المشروع ١١٠.٤ مليار دولار للإغاثة من الكوارث ويوافق على عدد من الأولويات المحلية.

بما فى ذلك تمهيد الطريق لمقاطعة كولومبيا لتولى أراضٍ، بحيث تتمكن من التفاوض مع فريق واشنطن كومانديرز التابع لدورى كرة القدم الأمريكى «NFL» بشأن بناء ملعب محتمل، كما يتعهد بتغطية الحكومة الفيدرالية للتكلفة الكاملة لإعادة بناء جسر فرانسيس سكوت كى فى بالتيمور الذى انهار.

كما يحظر الممارسة المثيرة للجدل التى يقوم بها مديرو فوائد الصيدلة، وهم وسطاء بين المرضى وشركات التأمين، وتسمى «نشر الأسعار»، والتى يتمكن فيها المديرون من الاحتفاظ بجزء من الرسوم على الأدوية الموصوفة.

كان الجمهوريون فى الكونجرس، بقيادة رئيس مجلس النواب مايك جونسون «من ولاية لويزيانا»، قد سعوا فى البداية لتقييد مشروع القانون بتمديد بسيط للتمويل. دون تشريع جديد، ستغلق الوكالات الحكومية فى الساعة ١٢:٠١ صباح يوم السبت.

لكن الأولويات غير المتعلقة بالإنفاق- بما فى ذلك ١٠ مليارات دولار كمساعدات إضافية للمزارعين، وتعديلات فى سياسة الرعاية الصحية، وقضية ملعب واشنطن فى منطقة كولومبيا، وجسر بالتيمور- تهدد بتحويل مشروع قانون تمويل روتينى قصير الأجل إلى «شجرة عيد الميلاد» المزعجة فى نهاية العام، المزينة بمشروعات النواب المفضلة.

مما يعرض رئاسة جونسون للخطر. ويتضمن مشروع القانون أيضًا تعديلًا فى تكاليف المعيشة لرواتب النواب، وهو ما صوّت الأعضاء على حظره فى مشاريع قوانين تمويل الحكومة السابقة منذ عام ٢٠٠٩ خوفًا من الاستياء العام.

يجب على جونسون الحصول على أصوات ٢١٨ من الجمهوريين فى مجلس النواب فى الكونغرس الجديد للاستمرار فى منصبه فى عام ٢٠٢٥، والكثير من أعضاء مؤتمر الحزب الجمهورى بدأوا بالفعل فى التذمر من بنود التشريع.

قال جونسون: «هذا مشروع قانون تمويل مؤقت صغير اضطررنا لإضافة أشياء إليه كانت خارج إرادتنا. هذه لم تكن كوارث من صنع الإنسان، بل كانت أمورًا للحكومة الفيدرالية دور مناسب فى التعامل معها. كنت أتمنى لو لم يكن الأمر ضروريًا..».

وأضاف: «كنت أتمنى لو لم تكن هناك أعاصير قياسية فى الخريف. كنت أتمنى لو لم يكن المزارعون فى موقف صعب بحيث لا يستطيع الدائنون إقراضهم بعد الآن. يجب أن نتمكن من مساعدة أولئك الذين هم فى هذه الأوضاع الصعبة، وهذا هو حجم الصفحات فى هذا المشروع».

يرسل التشريع ٢٩ مليار دولار لوكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية، و٢١ مليار دولار لوزارة الزراعة، بالإضافة إلى ١٠ مليارات دولار كمساعدات إضافية للمزارعين والمربين.

كما يعيد تمويل برنامج قروض الكوارث التابع لإدارة الأعمال الصغيرة، الذى استنفد سلطته الإقراضية بعد أن دمرت الأعاصير هيلين وميليتون جنوب شرق الولايات المتحدة، مما ضرب أجزاء من فلوريدا وكارولاينا الشمالية.

قالت رئيسة لجنة الاعتمادات فى مجلس الشيوخ باتى موراى «ديمقراطية من واشنطن»: «هم يعتمدون علينا لتوفير الموارد التى يحتاجونها للوقوف على أقدامهم مرة أخرى، وإعادة بناء البنية التحتية الأساسية، والتعافى بعد الدمار».

وأضافت: «هم يراقبون ويتساءلون ما إذا كان الكونغرس سيساعدهم. ويجب علينا أن نجيب بنعم مدوية من خلال إتمام هذا الحزمة».

لكن التكلفة العالية للمساعدات الإنسانية- والانتصارات التى حققها الديمقراطيون فى مشروع القانون- أغضبت المتشددين من اليمين داخل مؤتمر الجمهوريين فى مجلس النواب.

ولتمرير الإجراء قبل الموعد النهائي، قد يحتاج جونسون إلى دعم من الديمقراطيين لتجاوز هؤلاء الأعضاء، الذين قاموا فى معارك الإنفاق السابقة بوضع عقبات أدت إلى اقتراب الحكومة من الإغلاق.
 

مقالات مشابهة

  • تصعيد إسرائيلي متواصل بالضفة الغربية ومستوطنون يغلقون مدخل قرية
  • استخدمهم كرهائن للضغط على أبنائهم.. الاحتلال يعتقل 25 مواطنا بالضفة الغربية
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عدة بلدات في الضفة الغربية
  • واشنطن بوست: العلاقات بين ترامب وبوتين تضع العالم على المحك
  • الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 25 فلسطينيا من الضفة الغربية
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم بلدة عبوين شمال غرب رام الله بالضفة الغربية
  • "الهيكل سيُبنى".. مستوطنون يشعلون النار في مسجد بالضفة الغربية ويتركون شعارات تهديدية
  • مستعمرون يحرقون مسجدا بالضفة الغربية
  • «واشنطن بوست»: اتفاق فى الكونجرس لتجنب إغلاق الحكومة
  • الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 14 فلسطينيا من الضفة الغربية