باسم خندقجي أسير فلسطيني كسر القضبان بالأدب وفاز بجائزة البوكر
تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT
باسم خندقجي، مناضل فلسطيني ولد عام 1983 ودرس في قسم الصحافة والإعلام بجامعة النجاح الوطنية في مدينة طولكرم، اعتقلته قوات الاحتلال في سنته الجامعية الأخيرة عام 2004، وحكم عليه بالمؤبد ثلاث مرات.
بدأ كتاباته الأدبية في سجنه، واستمر في الإبداع إلى أن حصل في أبريل/نيسان 2024 على جائزة البوكر العربية عن روايته "قناع بلون السماء".
ولد باسم صالح محمد أديب خندقجي في مدينة نابلس يوم 22 ديسمبر/كانون الأول 1983. وله أخوان هما أديب ونضال، وأختان هما أماني وأمينة.
درس المرحلة الابتدائية في مدرسة المعري الأولى، وانتقل إلى مدرسة الملك طلال، وحصل منها على الشهادة الثانوية.
بدأ دراسته في قسم العلوم السياسية في جامعة النجاح، لكنه غيَّر تخصصه الجامعي إلى قسم الصحافة والإعلام لاحقا.
في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 2004 نفذت المقاومة عملية فدائية في سوق الكرمل في الحي التجاري بمدينة تل أبيب، قُتل على إثرها 3 إسرائيليين وجُرح أكثر من 50 منهم.
كان باسم خندقجي ضمن من اعتقلتهم القوات الإسرائيلية بتهمة التخطيط لهذه العملية وتنفيذها. وقد تم اعتقاله قبل تخرجه من الجامعة، واستمر احتجازه دون محاكمة حتى 7 يونيو/حزيران 2005، ثم حُكم عليه بالسجن مدى الحياة ثلاث مرات.
كما حكمت عليه محكمة الاحتلال بدفع 11.6 مليون دولار تعويضا لعائلات القتلى، وتم سجنه في سجن هيداريم.
ومن السجن، أكمل خندقجي دراسته في جامعة القدس، وكانت رسالة تخرجه عن "الدراسات الإسرائيلية في العلوم السياسية"، وذلك بالتزامن مع بدايات إبداعه الأدبي في الرواية والشعر.
الأعمال الأدبية والمؤلفاتبدأ خندقجي حياته الأدبية بكتابة 10 مقالات تحمل عنوان "مسودات عاشق وطن"، ثم أنهى كتابا بعنوان "وهكذا تحتضر الإنسانية"، وتناول فيهما التجربة اليومية للمعتقل الفلسطيني داخل سجون الاحتلال والهموم والمصاعب التي يواجهها.
كما أصدر لاحقا مجموعتين شعريتين هما "طرق على جدران المكان" و"شبق الورد إكليل العدم"، ومجموعة شعرية أخرى بعنوان "أنفاس قصيدة ليلية" عام 2014، ثم بدأ فيما بعد رحلة كتابته الروائية برواية "مسك الكفاية.. سيرة سيدة الظلال الأولى".
وتحدثت هذه الرواية عن فانتازيا تاريخية حصلت في العصر العباسي، وركز فيها باسم على طموحات البشر ومكائدهم ودفاعهم عن ذواتهم ولو جاء ذلك على حساب آخرين لا ذنب لهم ولا جريرة.
وأنتج بعدها روية "نرجس العزلة"، التي كتبها بين فترات متباعدة، إذ بدأها عام 2010 وانتهى منها عام 2016، ثم أعلن عن إطلاقها في ملتقى فلسطين الأول للرواية العربية عام 2017 في رام الله، حيث وقعت والدته وشقيقته الرواية للجمهور بدلاً عنه.
وعكست الرواية الواقع الفلسطيني من حيث العادات والتقاليد والفن، كما انتقد فيها حالة الصراع بين الفصائل الفلسطينية، مع تركيزه على التفنن في وصف نابلس مسقط رأسه وذكر أماكنها ومواضع جمالها.
وفي عام 2018 أصدر خندقجي روايته "خسوف بدر الدين"، بطلها بدر الدين الذي كان هدفه من حياته مقارعة الفساد والظلم ومجابهة وعاظ السلاطين وعلمائهم، إذ كان السؤال الأساسي في روايته: ما فائدة العلم بلا كرامة؟
ثم كتب رواية "أنفاس امرأة مخذولة" عام 2020، وفي 2023 صدرت له رواية "قناع بلون السماء" عن دار الآداب في بيروت.
رواية "قناع بلون السماء" -التي فاز عنها خندقجي بجائزة البوكر العربية- تحكي قصة "نور" الشاب الفلسطيني الذي اكتشف هوية إسرائيلية داخل جيب معطف اشتراه من سوق الألبسة المستعملة، ثم بدأ يخوض حوارات وهمية في مخيلته مع صديقه "مراد" المحكوم بالسجن المؤبد، وتعرف بعدها على الفتاة الفلسطينية "سماء" التي شاركته عمله ومعركته الثقافية.
انتقل خندقجي بشخصيات الرواية بين مواضيع الهوية والعنصرية والسجون والحرب والعلاقات الإسرائيلية الفلسطينية. وقدم صورة مختلفة عن الأسير الفلسطيني، وعن تعقيدات الهوية في الصراع العربي الإسرائيلي.
كما ركزت الرواية على التاريخ والثقافة والهوية، مع انتقادات للممارسات الإسرائيلية العنصرية، وشرحٍ مفصل لتعقيدات الحياة تحت الاحتلال والهويات المتعددة التي يمكن أن تتحول إلى قناع.
بعد تأهل رواية باسم خندقجي للقائمة الأخيرة للروايات المرشحة للجائزة، تعرض لإجراءات تعسفية من قبل مصلحة السجون الإسرائيلية، إذ تم عزله انفراديا لمدة 12 يوما وتكبيل يديه وقدميه لمدة 12 ساعة.
كما تعرض لحملة تحريض من اليمين المتطرف بقيادة وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير تدعو إلى تشديد ظروف اعتقاله، وبلغ الأمر ببعض المحرضين إلى الدعوة إلى قتله.
وأعلن عن فوز رواية باسم خندقجي بالجائزة يوم 28 أبريل/نيسان 2024، وتسلمتها بالإنابة عنه مالكة دار الآداب رنا إدريس.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات قناع بلون السماء البوکر العربیة بجائزة البوکر باسم خندقجی
إقرأ أيضاً:
زوج خلف القضبان.. نورا في دعوى خلع: محبوس مخدرات وحبسني معاه
لم تتخيل "نورا" يومًا أن شريك حياتها، الذي عاشت معه 8 أعوام وأنجبت منه طفلتين، متورط في تجارة المخدرات، حتى صدر بحقه حكم بالسجن ثلاث سنوات، وعند طلبها الانفصال رفض تطليقها وتركها تواجه مصيرها وحدها، ما دفعها للجوء إلى محكمة الأسرة طلبًا للخلع، متخلية عن جميع حقوقها مقابل حريتها.
أرفقت الزوجة في دعواها أمام المحكمة مستندًا رسميًا من مصلحة السجون يثبت حبس زوجها على ذمة قضية جنائية، مؤكدة أنها لم تعد تحتمل العيش مع رجل فقدت الثقة فيه.
واستندت الزوجة إلى المادة 20 من قانون الأحوال الشخصية، التي تمنحها الحق في الخلع إذا تنازلت عن حقوقها المالية، مشددة على أنها تخشى ألا تقيم حدود الله إذا استمرت في هذا الزواج، بعد أن فقدت الأمل في إصلاح زوجها.
روت "نورا" كيف تبدلت حياتها منذ زواجها، إذ كان زوجها في البداية مستقرًا، لكن مع مرور الوقت بدأ يهمل مسؤولياته، حتى سقط في دوامة الإدمان والاتجار بالمخدرات، ورغم محاولاتها المتكررة لإنقاذه، استمر في طريقه حتى انتهى به الحال خلف القضبان، تاركًا لها أعباء الحياة بمفردها، وحينما طلبت الطلاق ليتيح لها فرصة لبدء حياة جديدة، رفض وتمسك بإبقائها في زواج لم يعد له معنى، فلم تجد أمامها سوى القضاء ليكون الملاذ للتخلص من هذه الزيجة.