في حين تشهد مختلف جبهات القتال الساخنة في السودان نوعاً من التباطؤ في حدة المواجهات العسكرية، على الرغم من أن طرفي الحرب ظلا يواصلان حشد التعزيزات العسكرية «غير المسبوقة» تأهباً لمعارك مرتقبة في القريب العاجل، لكن بعض التحليلات تصف ذلك الوضع بأنه أقرب إلى هدنة غير معلنة تسبق إرهاصات العودة إلى مسار التفاوض.

وقال الجيش السوداني في بيانه إنه دمر عدداً من شاحنات الوقود والمركبات القتالية «التابعة لقوات الدعم السريع، وقتل جميع من فيها» في شمال الخرطوم.

وفي سياق آخر، تحاول قوات الجيش والفصائل المتحالفة معها منذ أشهر، تنفيذ هجمات مضادة من عدة محاور لاختراق دفاعات «الدعم السريع» التي تسيطر على ولاية الجزيرة (وسط) دون إحراز تقدم يذكر.

وأفادت مصادر محلية ونشطاء بأن القوات المشتركة المكونة الجيش السوداني والحركات المسلحة، بأن معارك محدودة تدور منذ يومين في محور الفاو بالقرب من بلدة الشبارقة، التي تقع في المدخل الشرقي لولاية الجزيرة، إلا أن قوات «الدعم السريع» المتمركزة بأعداد كبيرة تصدت لها.

الجدير بالذكر أن استيلاء الجيش على تلك البلدة الصغيرة التي تقع على بعد نحو 40 كيلومتراً من جسر حنتوب الذي يؤدي مباشرة إلى مدخل مدينة ود مدني عاصمة الولاية من ناحية الشرق، ستسهل مهمة استرداد ود مدني. والأسبوع الماضي، قال المتحدث الرسمي باسم الجيش السوداني، نبيل عبد الله، إن قوات الجيش «أحرزت تقدماً في كل المحاور»، دون أن يكشف أي تفاصيل إضافية عن سير المعارك.

معارك في ولاية الجزيرة ومنذ أشهر يخطط قادة الجيش السوداني لاستعادة ولاية الجزيرة، وحشدوا لها قوات كبيرة ضمت مقاتلين من الحركات المسلحة والمتطوعين المدنيين «المستنفرين» لتطويق قوات «الدعم السريع» في الولاية من 3 محاور جغرافية.

وقال مقيمون في بلدات قريبة من موقع العمليات العسكرية، إن قوات الجيش السوداني تحاول منذ فترة شن هجمات مباغتة بهدف التسلل، ما يمكنها من التقدم عسكرياً على الأرض، لكن سرعان ما يتم التصدي لها من قبل «الدعم السريع»، وتعود إلى أدراجها إلى مناطق دفاعاتها الأولى خارج الولاية.

ووفقاً للمصادر ذاتها، فإن قوات «الدعم السريع» تحافظ على دفاعاتها المتقدمة التي تنصبها في الطريق الرئيسية وداخل البلدات لمواجهة أي هجوم ينطلق من محور «الفاو»، وهو ما يمكنها من منع أي توغل عميق لقوات الجيش في تلك المناطق.

وقالت المصادر المحلية إن خلو البلدات من السكان ونزوحهم إلى مناطق آمنة أتاح لقوات «الدعم السريع» مساحة من التحرك الواسع والالتفاف، وعرقل أي هجوم بري للجيش السوداني في تلك المنطقة.

 من جهة ثانية، أفادت مصادر في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور بأن المدينة تعيش على صفيح ساخن، على الرغم من توقف المواجهات بين الجيش و«الدعم السريع». وقال الفاضل إبراهيم لـ«الشرق الأوسط»، إن الأوضاع في الفاشر هادئة، إذ لم تشهد أي اشتباكات تذكر خلال الأيام الثلاثة الماضية، مضيفاً: «لكن المخاوف تزداد وسط سكان المدينة من اندلاع معركة في أي وقت».

وأشار إلى أن الجميع يتابعون «بقلق كبير» الحشود العسكرية للجيش والحركات المسلحة من جهة، والحصار الذي تفرضه قوات «الدعم السريع» على المدينة من 3 جهات.

وقال إن حدوث أي مواجهات عسكرية داخل الفاشر قد يودي بحياة الآلاف من المدنيين. ونشرت منصات تابعة لـ«الدعم السريع» في وسائط التواصل الاجتماعي وصول الآلاف من مقاتليها من القبائل العربية إلى مناطق شمال دارفور، وسط تهديدات باقتحام المدينة في أي وقت، على الرغم من التحذيرات الدولية والإقليمية من التداعيات الإنسانية.

 إلى ذلك، أفاد مجلس السيادة الانتقالي بأن عضو المجلس نائب القائد العام للقوات المسلحة، الفريق شمس الدين كباشي، اتفق مع رئيس الحركة الشعبية شمال، عبد العزيز الحلو، على تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين من الحرب. وذكر بيان المجلس أن الطرفين اتفقا خلال اجتماع في جوبا على «تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية في مناطق سيطرة الحكومة، وفي مناطق سيطرة الحركة بشكل فوري كل طرف في مناطق سيطرته».

 وناقش اللقاء الأزمة السودانية، وتبادل الطرفان الرؤى حول الحلول للملف الإنساني والحل السياسي للأزمة... وتم الاتفاق على أن يلتقي خلال أسبوع وفد لإقرار وثيقة تحدد كيفية إيصال المساعدات»، على حد قول البيان. وكان كباشي قد وصل إلى جوبا الجمعة، والتقى مع رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، وناقشا «إحلال السلام في السودان وإيصال المساعدات الإنسانية»، على حد قول بيان لمجلس السيادة.

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: الجیش السودانی ولایة الجزیرة الدعم السریع قوات الجیش

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني يسترد المصرف المركزي من قوات الدعم السريع

صرح الجيش السوداني، السبت، أنه استعاد عددا من المباني المهمة وسط الخرطوم، من بينها المصرف المركزي، من قوات الدعم السريع، غداة استرجاع القصر الجمهوري.

اذ أعلن مصدر من قوات الدعم السريع بأن, "قواتنا تخوض الآن معركة شرسة في المدخل الشمالي لشارع المطار, مساء أمس (الجمعة) وصباح اليوم (السبت) انسحبت قواتنا من بعض المواقع في وسط الخرطوم لكن المعركة لم تحسم بعد".

ويأتي ذلك غداة استعادة الجيش السوداني القصر الجمهوري من قوات الدعم السريع التي ردت باستهداف المجمع بطائرات مسيّرة.

حيث من المفترض أن تؤدي المعركة للسيطرة على المنطقة الحكومية والاقتصادية في الخرطوم إلى تعزيز قبضة الجيش على العاصمة، ليحقق بذلك مكسبا كبيرا في الحرب المستمرة منذ عامين تقريبا بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ونائبه السابق وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو, بجانب استعادة الجيش للقصر الرئاسي قد تؤدي إلى استعادته الخرطوم الكبرى، لكن منطقة دارفور الغربية الشاسعة ومعظم الجنوب ما زال إلى حد كبير تحت سيطرة قوات الدعم السريع.

بنك السودان

لفت المتحدث باسم الجيش السوداني نبيل عبدالله في بيان، "حققت قواتنا مزيدا من النجاحات ليلة أمس ، حيث قضت على المئات من عناصر المليشيا التي حاولت الهروب من خلال جيوب بوسط الخرطوم ، كما أحكمت سيطرتها على بنك السودان" من بين أبنية أخرى.

وتعرّضت المؤسسات الوطنية السودانية الواقعة في وسط العاصمة للنهب على أيدي عناصر في قوات الدعم السريع في بداية الحرب التي اندلعت في 15 أبريل 2023.

كما أشار الجيش السوداني الجمعة على أنه تم استعاد بعد حوالى عامين على بدء الحرب القصر الجمهوري في الخرطوم من قوات الدعم السريع التي ردت باستهداف المجمع بطائرات مسيّرة ما أدى إلى مقتل طاقم إعلامي وعسكريين.

المعركة "لم تنته"

استعاد الجيش السيطرة في الأسابيع الأخيرة، على مساحات كبيرة من الخرطوم، من بينها بحري، المعروفة بالخرطوم شمال، ومنطقة شرق النيل الواقعة شرقا, وما زالت قوات الدعم السريع تسيطر على الكثير من المواقع في الخرطوم وأم درمان المحاذية لها على الجانب الآخر من النيل الأبيض.

وقال البرهان الجمعة في فيديو نشره الجيش السبت إن "الجيش يتقدم بخطى ثابتة لتحرير كل السودان" مؤكدا أن المعركة لن تتوقف، وأن الجيش سيواصل القتال.

فيما أسفرت الحرب المتواصلة منذ حوالى العامين عن سقوط عشرات آلاف القتلى ونزوح أكثر من 12 مليونا، متسببة بأكبر أزمتي جوع ونزوح في العالم.

وبحسب تقديرات الأمم المتحدة يواجه قرابة مليوني شخص انعدام أمن غذائي حادا في أنحاء السودان فيما يعاني 320 ألفا من ظروف مجاعة، وأكدت أن في الخرطوم وحدها يعاني ما لا يقل عن 100 ألف شخص من ظروف مجاعة.

كلمات دالة:السوداناقتصاد السودانالجيش السودانيلقصر الجمهوري السودانيقوات الدعم السريعالمتحدث باسم الجيش السودانيبنك السودانالأمم المتحدةالخرطوم

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

زين حجازي شابة صحفية انضمت مؤخراً لعائلة " موقع البوابة"..بكل إخلاص وحماس.. سأنقل لكم كل ما هو مهم وحصري, وبكل حب وشغف.، سأقدم لكم في رحلتي القادمة محتوى مبهر ..أتمنى أن ينال إعجابكم. الأحدثترند الدعاء الذي لا يرد في رمضان أدعية ليلة القدر لتحقيق المستحيلات رونالدو يخطط للرد على هويلوند في الملعب: سأقوم باحتفالي أمامه تركيا..القضاء يأمر بحبس عمدة اسطنبول للتحقيق بعدة تهم من بينها "الإرهاب" الجيش السوداني يسترد المصرف المركزي من قوات الدعم السريع Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني: نسيطر بالكامل على ميدان العمليات في الخرطوم
  • الجيش السوداني يسترد المصرف المركزي من قوات الدعم السريع
  • بعد دخول القصر.. هل كتب الجيش السوداني نهاية الدعم السريع؟
  • قائد في الجيش السوداني يكشف أدق تفاصيل خسائر الدعم السريع وسط الخرطوم 
  • قائد في الجيش السوداني يكشف عدد قتلى الدعم السريع وسط الخرطوم
  • صلاح حليمة: تضامن شعبي واسع مع الجيش السوداني في مواجهة قوات الدعم السريع
  • الجيش يطارد قوات الدعم السريع بعد فرارها من القصر وتحصنها في هذه المواقع ومعارك عسكرية متوقعة.. كشف عتاد قوات حميدتي داخل القصر واسناد عسكري للقوات المسلحة
  • عاجل.. تطور جديد في مواجهات الجيش السوداني والدعم السريع بمحيط القصر الجمهوري
  • الجيش السوداني يطرد قوات الدعم السريع من القصر الجمهوري في الخرطوم
  • عاجل. الجيش السوداني يعلن سيطرته على القصر الرئاسي بعد معارك طاحنة مع قوات الدعم السريع امتدت لأسابيع