عندما يقال لك أنك ستقابل غدًا مسؤولا كبيرًا في هذه الدنيا كيف تستعد وتتهيأ له وتعد له العدة؟ قد يغيب عن عينيك النوم من التفكير والتأمل فكيف بملك الملوك! تعالى عن الشبيه والنظير والمثيل فنحن نقف بين يديه في كل يوم خمس مرات وننطرح بين يديه، هل تأملنا في معاني ذلك الوقوف المتكرر الذي فرض بخمسين صلاة ثم خُفض إلى خمس صلوات ؟ يجب أن نتبصر ماهو مراد الله، هل الأفعال والأقوال والحركات في الصلاة هي المقصودة بذاتها فقط؟ أم أنها وسيلة للخضوع والانقياد والطاعة للخالق؟ عندما تعرف الصلاة في اللغة أنها الدعاء فذلك من مقاصد الصلاة أنها دعاء لله عزوجل في كل حركاتها، وهي صلة بين العبد وربه، تأمل عندما تكبر فيحرم عليك الكلام وهو من مبطلاتها وهذا ما يساعدك على الخشوع، فأنت بين يدي الله وتبدأ بالحمد ثم مابعدها من الأدعية والصلوات على النبي صلى الله عليه وسلم ، وعندما تنتهي تنزل عليك السكينة والخشوع ويقذف الله في قلبك النور.
إن الصلاة تغير في الإنسان وتجعل منه صالحاً مطيعاً فمن كانوا مع الله فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون، هي النجاة يوم القيامة فمن صلحت صلاته فقد أفلح ونجا، الذين يصلون تجدهم نافعين في أوطانهم قليلة جرائمهم، ولذلك ترى المجرمين ومتعاطي المخدرات ورفقاء السوء قل منهم من يصلي، زاغ قلبه فزاغ عمله وكثر لغطه، يجب أن تكون الصلاة دافعاً ذاتياً في قلب المرء ويربي أبناءه على ذلك ويعلمهم معانيها.
إنك عندما تقف بين يدي الرحمن فهو يسمع منك فمن مواطن إجابة الدعاء وأنت ساجد حين وضعت جبهتك له وأشرف مافي الإنسان وجهه فيسجد به لله، أتظن أن يرد الله دعاءك صفراً؟ ولكن نحتاج مع الدعاء الاستشعار والمناجاة والتوكل على الله، واحرص أن تكون مناجاتك لله تذللاً وخضوعاً وتسبيحًا وتمجيدًا، ولاتدع سؤالك لله دومًا للمطالب وقضاء حوائج الدنيا،
اللَّه يُنَادِيك سحيراً
قمْ واسألْ يَا عَبْدَ اللَّهِ .
فاسألني أٌعطك ماترجو
لَا تطلبْ مِن غيرِ اللَّه .
إن كنتَ مريضاً يَا عَبْدِي
فَأَنَا الشَّافِي وَأَنَا اللَّه .
أَوْ كُنْت كسيراً هَل أحدٌ
يُجْبَر كَسِرِّك غيرُ اللَّه .
مَوْلَانَا ارْحَمْنَا واجبرنا
يَا مَوْلَانَا أَنْتَ اللَّهُ .
وَصَلَاةُ اللَّهِ عَلَى الْهَادِي
أحمدَ سيدِ رُسُلُ اللَّهِ .
من رحمة الله بنا أن ولدنا مسلمين وتعاليم الإسلام تهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم ، كل ما أصلحت علاقتك مع الله بتطبيق تعاليمه انعكس ذلك على أخلاقك وحياتك وأمورك كلها وأصبحت طيب النفس، ويعطيك الله من خزائنه مايدهشك ويدخلك جنات عرضها السموات والأرض، فبقدر ماتتقرب إليه يرفعك بها في الدنيا والآخرة، فإذا تقربت منه شبرًا تقرب منك ذراعاً ،وإن تقربت منه ذراعاً تقرب منك باعاً، وإن أتيته تمشي أتاك هرولة فأنت في معيته ، نسأل الله حسن الختام وأن يرزقنا الفردوس الأعلى وأن يجمعنا ووالدينا في جنات النعيم .
المصدر: صحيفة صدى
إقرأ أيضاً:
كيف تجلب الخشوع في الصلاة؟.. نصائح سهلة التطبيق
يُعتبر الخشوع في الصلاة من الأمور الأساسية التي تُزيد من فضل الصلاة، إذ يرتبط ارتباطًا وثيقًا بنية المصلّي وقلبه في أثناء الصلاة. فالخشوع لا يعني فقط أداء الحركات الجسدية من ركوع وسجود، بل يشمل أيضًا التركيز التام على العلاقة مع الله واستشعار عظمته في كل لحظة من لحظات الصلاة.
لذلك، يشترط أن يكون المصلّي في حالة خضوع كامل لله عزّ وجلّ، مع تجنب الانشغال بالأفكار الدنيوية أو الانحرافات الذهنية.
10 أمور تساعدك على الخشوع في الصلاة:
1. ردد الأذان: بذكرك لكلمات الأذان، تُحفّز نفسك على الاستعداد الذهني للصلاة.
2. أسبغ الوضوء وحسنه: الوضوء الجيد يعينك على الهدوء والتركيز.
3. صل الصلاة في وقتها، وحافظ على أدائها في جماعة: الالتزام بمواعيد الصلاة يعزز روحانية الصلاة ويزيد من خشوعك.
4. ابتعد عن الضوضاء والمشتتات: تأكد من أن البيئة المحيطة بك هادئة، كي تتمكن من التركيز التام.
5. اطمئن في أداء الصلاة: لا تسرع في الحركات، بل أديها بتأنٍ وطمأنينة.
6. استشعر قرب الله منك: تذكر أن الله قريب منك، يراك ويسمعك في كل لحظة.
7. اعرف معاني الآيات التي تصلي بها وتدبرها: الفهم العميق للآيات يساهم في زيادة الخشوع.
8. استحضر معاني الأذكار داخل الصلاة: استشعر معاني كل ذكر تقولُه في الصلاة.
9. أكثر من الدعاء في السجود: السجود هو أقرب لحظة لله في الصلاة، فاستغلها بالدعاء.
10. حافظ على أذكار ختم الصلاة: الاستمرار في الأذكار بعد الصلاة يعينك على الحفاظ على الخشوع في حياتك اليومية.
كيفية الخشوع في الصلاة
ووفقًا لما أوصى به مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، فإن الخشوع في الصلاة يتطلب معرفة تامة بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم في كل من واجباتها وآدابها وأذكارها، ومن ثم تطبيق هذه المعارف في الصلاة بدقة. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "صلوا كما رأيتموني أصلي"، ما يعني أن التقليد الصحيح في الصلاة يعين المسلم على أداء الصلاة بخشوع تام.
حكم تقاضي السمسار عمولة من البائع والمشتري:
جاءت الإجابة من دار الإفتاء المصرية لتوضح حكم السمسرة في المعاملات المالية، مشيرة إلى أن السمسرة في أصلها جائزة بشرط أن تكون خالية من المحاذير الشرعية مثل الغش أو الغرر. ويجوز للسمسار أخذ عمولة من البائع أو المشتري، أو من كليهما إذا كان هناك اتفاق بين الأطراف ورضا متبادل، دون حاجة لإعلام أحد الأطراف بالعمولة المدفوعة من الآخر، ما دام الاتفاق قائمًا على الوضوح والصدق.