بعد اعتراف الشركة.. هل يجب أن نخاف من الآثار الجانبية للقاح "أسترازنيكا"؟
تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT
الرؤية- سارة العبرية
أثار اعتراف شركة أسترازينيكا البريطانية أمام المحكمة ولأول مرة، بأن لقاحها المضاد لفيروس كورونا، يمكن أن يكون سببا لآثار جانبية مميتة بسبب تجلط الدم، مخاوف الملايين حول العالم ممن خضعوا لهذا اللقاح خلال جائحة كورونا "كوفيد-19".
ولقد أدلت الشركة بهذا الاعتراف بعدما قدّمت دعوى قضائية جماعية تطالب بالتعويضات المالية، زاعمين أنهم أو أقاربهم أصيبوا بتشوهات أو تعرضوا للقتل بسبب اللقاح "المعيب" الذي أنتجته الشركة.
وعلى الرغم من تأكيد الشركة أن هذه الآثار الجانبية تحدث بشكل نادر جدا، إلا أن هذا الاعتراف أثار موجة من المخاوف، مما دفع المزيد من الأشخاص إلى تقديم دعاوى قضائية.
وقالت أسترازينيكا في بيان "تعاطفنا مع أي شخص فقد أحباءه أو أبلغ عن مشاكل صحية، وسلامة المرضى أولويتنا القصوى، ولدى السلطات التنظيمية معايير واضحة وصارمة لضمان الاستخدام الآمن لجميع الأدوية، بما في ذلك اللقاحات".
وأضافت "من خلال مجموعة الأدلة في التجارب السريرية وبيانات العالم الحقيقي، ثبت باستمرار أن لقاح أسترازينيكا-أكسفورد يتمتع بملف أمان مقبول، وأن فوائد التطعيم على مستوى العالم تفوق مخاطر الآثار الجانبية المحتملة النادرة للغاية".
وأظهرت الدراسات المستقلة أن لقاح أسترازينيكا كان فعّالا في معالجة وباء "كوفيد- 19"، إذ إنه ساهم في إنقاذ حياة أكثر من 6 ملايين شخص على مستوى العالم في السنة الأولى من طرحه.
إلا أنه في مارس 2021، قام العلماء بتحديد لأول مرة وجود علاقة بين اللقاح وحالة تسمى "نقص الصفيحات الخثارية المناعي الناجم عن اللقاحات" (VITT)، وذلك بعد فترة قصيرة من بدء توزيع لقاحات كورونا.
ويتم تشخيص حالة VITT ضمن الفترة من 4 إلى 42 يوماً بعد تلقي لقاح فيروس كورونا، وتشمل الأعراض وفقاً للجمعية الأمريكية للدم تجلطات دموية في الأوردة أو الشرايين، نقص الصفيحات، نتيجة إيجابية لاختبار الـPF4 "HIT" (heparin-induced thrombocytopenia) ELISA، وارتفاع مستويات "دي دايمر" أكثر من أربعة أضعاف الحد الأعلى الطبيعي.
وكان معدل الإصابة بهذه الحالة منخفض جدا، كما أن مخاطر الوفاة والأعراض الخطيرة الناجمة عن كورونا بما في ذلك تجلط الدم، تظل أعلى بكثير مقارنة بخطر الإصابة بنقص الصفيحات الخثارية المناعي الناجم عن اللقاحات.
ويتطلب ظهور أعراض نقص الصفيحات الخثارية المناعية الناجم عن اللقاحات تقييمًا طبيًا فوريًا للفحص العاجل لهذه الحالة إذا ما ظهرت بعض الأعراض بعد 4 إلى 42 يومًا من التطعيم، وتشمل هذه الأعراض صداعًا شديدًا، تغيرات في الرؤية، ألم البطن، القيء والغثيان، ألم في الظهر، وصعوبة في التنفس.وقال الدكتور علي عوف رئيس شعبة الأدوية في اتحاد الغرف التجارية المصرية: "متعارف علمياً على أن أي علاج جديد يظل تحت البحث والاختبار لمدة طويلة؛ للتأكد من ما قد يسببه من آثار جانبية، وهو ما لم يحدث مع لقاحات كورونا بالقدر الكافي؛ نظراً لخطورة الفيروس وضرورة سرعة تلقي اللقاح، وهو ما أدى لظهور مثل تلك الأعراض الجانبية في وقت لاحق من التطعيم ضد فيروس كورونا".
ويقول المستشار السابق لمنظمة الصحة العالمية الدكتور وائل صفوت، إن تلك اعترافات استرازينيكا بشأن اللقاح مقلقة بشكل كبير، وينصرف ذلك القلق إلى كافة أنواع اللقاحات بشكل عام، مبينا أن الوقوف على التفاصيل يحتاج الرجوع لكل حالة بحسب التاريخ المرضي وما تعاني منه كل حالة على حدة مثل السن؛ لأن الآثار الجانبية للقاح مختلفة من شخص لآخر.
من جهته، يوضح الدكتور ضرار حسن بلعاوي مستشار العلاج الدوائي السريري للأمراض المعدية، أن "اللقاحات فعّالة وآمنة وقد أنقذت حياة المليارات، وهناك عرض جانبي نادر جدا وهو تخثر الدم المصاحب لانخفاض الصفيحات الدموية، وهو عرض تم الحديث عنه سابقا واكتشافه ليس بالجديد."
ويبين: "هذا العرض أصاب 2 من كل مليون شخص أخذ اللقاح، ولكم أن تتخيلوا لو لم يأخذ مليون شخص اللقاح كم شخص كان سيموت منهم، تقريبا كان سيموت من 20 إلى 30 ألف شخص، كما أن الشركة لم تقل أن لقاحها يسبب هذا العرض الجانبي بل قالت يمكن أن يسببه، وهناك فرق بين التعبيرين، بالإضافة إلى أن جميع اللقاحات يمكن أن تسبب أعراض جانبية.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: الآثار الجانبیة
إقرأ أيضاً:
مقبرة الملك الذهبي.. "توت عنخ آمون" درّة الآثار المصرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
منذ أكثر من 102 عام تم اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون، والتي تعد من أهم الاكتشافات الأثرية؛ لانها المقبرة الملكية الوحيدة بوادي الملوك التي تم اكتشاف محتوياتها سليمة ومتكاملة نسبيا، وكان اكتشاف المقبرة في الرابع من شهر نوفمبر عام ١٩٢٢ من قبل عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر، والذي يعد أول إنسان تطأ قدماه الغرفة التي تحوي تابوت الملك توت عنخ آمون.
كما أن مقبرة الملك توت عنخ آمون هي رقم 62 في وادي الملوك، وعلى الرغم من ثرواتها المهولة فهي متواضعة من ناحية الحجم والتصميم المعماري، وذلك مقارنة بالمقابر الاخرى في هذا الموقع، ولعل ذلك بسبب وصول الملك توت عنخ آمون إلى العرش في عمر صغير وحكم وهو في التاسعة من عمره، وذلك بحسب الموقع الرسمي لوزارة السياحة والآثار.
وفي شهر ديسمبر من نفس عام اكتشاف المقبرة خرجت أول قطعة أثرية منها، وبدأ تنظيف الغرفة الأمامية والتي استغرقت سبعة اسابيع، وتم اكتشاف المقبرة وهي مكدسة بالمتعلقات الملكية من دون ترتيب، وتمكن كارتر من اخذ صور لأكاليل من الزهور والتي سرعان ما تفككت بمجرد لمسها في محاولة لنقلها خارج المقبرة، ووصفه للمتعلقات الملكية بها استغرق عقد كامل، كما ضمت المقبرة ايضاً القناع الجنائزي للملك توت عنخ آمون، والمصنوع من الذهب الخالص ومطعم بالاحجار الكريمة، إلى جانب ما يقرب من ٥٠٠٠ قطعة أثرية اخرى عثر عليها في الغرف المختلفة في المقبرة والتي تعطينا فكرة عن طريقة المعيشة في القصر الملكي، وكان من ضمن القطع الموجودة: الخنجر الملكي وكان ملفوف في احد اللفائف الكتانية الملفوفة حول المومياء، وملابس الملك توت عنخ آمون، وأقمشة وحلي ذهبية، ومعدات حربية، وعربات تجرها الخيول، وأوعية ذهبية وفخارية، ومخزونات غذاء ومشروبات، وقطع للألعاب، ومصابيح بالزيت، وكراسي وقطع أثاث اخرى.
قبر الملك توت يحتوي على خمس غرف، ويتضمن ملحق وغرفة انتظار ومساحة ممر وخزانة وغرفة دفن، وفقًا للعديد من الرسوم التوضيحية والنماذج بالأحجام الطبيعية التي شاركها المؤرخون منذ اكتشاف القبر، وحجرة الدفن في مقبرة الملك توت كانت تبلغ 19.7 قدمًا (6 أمتار) في 13.1 قدمًا (4 أمتار) وتحتوي على تابوت خارجي مستطيل الشكل يحتوي على ثلاثة توابيت متداخلة، وتم بناء مقبرة الملك توت تحت الأرض في وادي الملوك، وهي مقبرة ملكية للقادة الوطنيين والنبلاء الأقوياء، والتي تقع على الضفة الغربية لنهر النيل مقابل مدينة الأقصر.
تم تخريب المقابر التي بنيت في وادي الملوك من القرن السادس عشر إلى القرن الحادي عشر قبل الميلاد، وفقًا لموسوعة العالم الجديد، وكانت قد أفادت وزارة السياحة والآثار المصرية أن تابوت الملك توت كان مصنوعًا من الكوارتزيت وله أربعة آلهة مصورة بأجنحة منتشرة في كل زاوية.
أما بالنسبة للتوابيت الثلاثة، فقد ورد أن التابوت الخارجي مصنوع من الخشب المذهب بشكل أوزوري وزخارف زجاجية باللونين الأزرق والأحمر ومقابض فضية، أما التابوت الأوسط مصنوع من الخشب المذهب والزجاج متعدد الألوان المرصع؛ أما التابوت الأعمق فهو على شكل مومياء ومصنوع من الذهب الخالص الذي يزن 110.4 كجم.
وقد تم افتتاح المقبرة لاول مرة للجمهور في الخامس عشر من شهر نوفمبر عام ١٩٣٩، وكانت تضم حينها مومياء وتابوت الملك توت عنخ آمون، بالاضافة إلى ٢٠٠٦ قطعة أثرية اخرى، وتم تخزين باقي القطع بالمتحف المصري بالتحرير، وبعضها بمخازن علي حسن بالأقصر، ومن المقرر ان يتم عرض المجموعة الكاملة لمقبرة الملك توت عنخ آمون لاول مرة في المتحف المصري الكبير والمقرر افتتاحه في العام الحالي في احتفالية ضخمة تبهر العالم وتدل على عظمة الآثار المصرية.
300909574_512405567555267_5076609623241896246_n 343386Image1-1180x677_d FB_IMG_1541335251331 images (1) images