الرؤية- سارة العبرية

أثار اعتراف شركة أسترازينيكا البريطانية أمام المحكمة ولأول مرة، بأن لقاحها المضاد لفيروس كورونا، يمكن أن يكون سببا لآثار جانبية مميتة بسبب تجلط الدم، مخاوف الملايين حول العالم ممن خضعوا لهذا اللقاح خلال جائحة كورونا "كوفيد-19".

ولقد أدلت الشركة بهذا الاعتراف بعدما قدّمت دعوى قضائية جماعية تطالب بالتعويضات المالية، زاعمين أنهم أو أقاربهم أصيبوا بتشوهات أو تعرضوا للقتل بسبب اللقاح "المعيب" الذي أنتجته الشركة.

وعلى الرغم من تأكيد الشركة أن هذه الآثار الجانبية تحدث بشكل نادر جدا، إلا أن هذا الاعتراف أثار موجة من المخاوف، مما دفع المزيد من الأشخاص إلى تقديم دعاوى قضائية.

وقالت أسترازينيكا في بيان "تعاطفنا مع أي شخص فقد أحباءه أو أبلغ عن مشاكل صحية، وسلامة المرضى أولويتنا القصوى، ولدى السلطات التنظيمية معايير واضحة وصارمة لضمان الاستخدام الآمن لجميع الأدوية، بما في ذلك اللقاحات".

وأضافت "من خلال مجموعة الأدلة في التجارب السريرية وبيانات العالم الحقيقي، ثبت باستمرار أن لقاح أسترازينيكا-أكسفورد يتمتع بملف أمان مقبول، وأن فوائد التطعيم على مستوى العالم تفوق مخاطر الآثار الجانبية المحتملة النادرة للغاية".

وأظهرت الدراسات المستقلة أن لقاح أسترازينيكا كان فعّالا في معالجة وباء "كوفيد- 19"، إذ إنه ساهم في إنقاذ حياة أكثر من 6 ملايين شخص على مستوى العالم في السنة الأولى من طرحه.

إلا أنه في مارس 2021، قام العلماء بتحديد لأول مرة وجود علاقة بين اللقاح وحالة تسمى "نقص الصفيحات الخثارية المناعي الناجم عن اللقاحات" (VITT)، وذلك بعد فترة قصيرة من بدء توزيع لقاحات كورونا.

ويتم تشخيص حالة VITT ضمن الفترة من 4 إلى 42 يوماً بعد تلقي لقاح فيروس كورونا، وتشمل الأعراض وفقاً للجمعية الأمريكية للدم تجلطات دموية في الأوردة أو الشرايين، نقص الصفيحات، نتيجة إيجابية لاختبار الـPF4 "HIT" (heparin-induced thrombocytopenia) ELISA، وارتفاع مستويات "دي دايمر" أكثر من أربعة أضعاف الحد الأعلى الطبيعي.

وكان معدل الإصابة بهذه الحالة منخفض جدا، كما أن مخاطر الوفاة والأعراض الخطيرة الناجمة عن كورونا بما في ذلك تجلط الدم، تظل أعلى بكثير مقارنة بخطر الإصابة بنقص الصفيحات الخثارية المناعي الناجم عن اللقاحات.

ويتطلب ظهور أعراض نقص الصفيحات الخثارية المناعية الناجم عن اللقاحات تقييمًا طبيًا فوريًا للفحص العاجل لهذه الحالة إذا ما ظهرت بعض الأعراض بعد 4 إلى 42 يومًا من التطعيم، وتشمل هذه الأعراض صداعًا شديدًا، تغيرات في الرؤية، ألم البطن، القيء والغثيان، ألم في الظهر، وصعوبة في التنفس.

وقال الدكتور علي عوف رئيس شعبة الأدوية في اتحاد الغرف التجارية المصرية: "متعارف علمياً على أن أي علاج جديد يظل تحت البحث والاختبار لمدة طويلة؛ للتأكد من ما قد يسببه من آثار جانبية، وهو ما لم يحدث مع لقاحات كورونا بالقدر الكافي؛ نظراً لخطورة الفيروس وضرورة سرعة تلقي اللقاح، وهو ما أدى لظهور مثل تلك الأعراض الجانبية في وقت لاحق من التطعيم ضد فيروس كورونا".

ويقول المستشار السابق لمنظمة الصحة العالمية الدكتور وائل صفوت، إن تلك اعترافات استرازينيكا بشأن اللقاح مقلقة بشكل كبير، وينصرف ذلك القلق إلى كافة أنواع اللقاحات بشكل عام، مبينا أن الوقوف على التفاصيل يحتاج الرجوع لكل حالة بحسب التاريخ المرضي وما تعاني منه كل حالة على حدة مثل السن؛ لأن الآثار الجانبية للقاح مختلفة من شخص لآخر.

من جهته، يوضح الدكتور ضرار حسن بلعاوي مستشار العلاج الدوائي السريري للأمراض المعدية، أن "اللقاحات فعّالة وآمنة وقد أنقذت حياة المليارات، وهناك عرض جانبي نادر جدا وهو تخثر الدم المصاحب لانخفاض الصفيحات الدموية، وهو عرض تم الحديث عنه سابقا واكتشافه ليس بالجديد."

ويبين: "هذا العرض أصاب 2 من كل مليون شخص أخذ اللقاح، ولكم أن تتخيلوا لو لم يأخذ مليون شخص اللقاح كم شخص كان سيموت منهم، تقريبا كان سيموت من 20 إلى 30 ألف شخص، كما أن الشركة لم تقل أن لقاحها يسبب هذا العرض الجانبي بل قالت يمكن أن يسببه، وهناك فرق بين التعبيرين، بالإضافة إلى أن جميع اللقاحات يمكن أن تسبب أعراض جانبية.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: الآثار الجانبیة

إقرأ أيضاً:

الصحة: انخفاض في وفيات الإنفلونزا الموسمية لهذا الموسم مع تعزيز جهود التطعيم

الرياض

أعلنت وزارة الصحة أن عدد حالات الإنفلونزا المنومة في العناية المركزة حاليًا في المملكة بلغ 84 حالة، موضحةً أن إجمالي الوفيات التراكمية من الإنفلونزا منذ بداية الموسم بلغ 31 حالة.

وأفادت بأن أكثر من 3 ملايين من الفئات الأكثر عرضة للإصابة من كبار السن والنساء الحوامل والمصابين بالأمراض المزمنة تلقوا اللقاح هذا الموسم، مما أسهم – بفضل الله – في خفض نسبة الوفيات التراكمية إلى 70% مقارنةً بالعام الماضي في نفس الفترة، مؤكدة أن هذا الانخفاض الملحوظ يعكس الأثر الإيجابي للتطعيم في الحد من مضاعفات الإنفلونزا الموسمية، مشيدةً بمستوى الوعي المجتمعي الذي انعكس على زيادة الإقبال على أخذ اللقاح.

وشددت الوزارة على أن القلق من مضاعفات الإنفلونزا الموسمية لا يزال قائمًا، ولم ينتهِ موسم الإنفلونزا بعد , وسيستمر نشاطها إلى نهاية شهر مارس من كل عام، مبينة أنه لا تزال بعض الحالات الحرجة تصل إلى العناية المركزة بمضاعفات خطيرة نتيجة الإصابة بالفيروس.
وأوضحت أن ما يقارب 100% من الحالات التي تطلبت دخول العناية المركزة أو تلقت دعمًا علاجيًا مكثفًا هي من غير الملقّحين، مما يؤكد أهمية التطعيم كوسيلة رئيسية للوقاية من المضاعفات الشديدة.

وأكدت الصحة حرصها على تسهيل حصول المواطنين والمقيمين على لقاح الإنفلونزا الموسمية، مشيرة إلى أن اللقاح يتوفر في مراكز الرعاية الصحية الأولية، مع إمكانية الحجز عبر تطبيق “صحتي” ، كما وفرت الوزارة خدمة التطعيم بالمنازل للحالات التي تحتاج لذلك عبر تطبيق “سنار” ، مستهدفةً الفئات الأكثر عرضة للإصابة مثل الأطفال وكبار السن والنساء الحوامل والمصابين بالأمراض المزمنة.

ودعت وزارة الصحة الجميع إلى الاستفادة من هذه الخدمات وأخذ اللقاح، مشددةً على أن التطعيم يُعد وسيلة آمنة وفعّالة للحد من مضاعفات الإنفلونزا وتقليل الحاجة إلى التنويم، خاصةً للفئات الأكثر عرضة للإصابة.

مقالات مشابهة

  • تطوير لقاحات جديدة ومواجهة المتحورات الفيروسية
  • الصحة: انخفاض في وفيات الإنفلونزا الموسمية لهذا الموسم مع تعزيز جهود التطعيم
  • وزارة الصحة: انخفاض في وفيات الإنفلونزا الموسمية
  • هيئة الدواء تنشر المخاطر والآثار الجانبية المحتملة لأنبوب التنفس
  • طفل يكشف لغز اختفاء شاب أبكم في جريمة مروعة بالعراق
  • في آخر ساعات ولايته.. بايدن يمنح عفوا مفاجئا لحماية منتقدي ترامب
  • اعتراف صهيوني.. اليمنيون في استعداد دائم ويدهم على الزناد
  • حبوب اللقاح تروي قصة مناخ ليبيا الفريد
  • بعد 5 سنوات على كورونا.. كيف أصبحت الحياة في ووهان الصينية؟
  • الأدوية وتأثيراتها الجانبية على الكلى: مخاطر وحلول