الرؤية - سارة العبرية

في السنوات الأخيرة، شهدت صناعة التصميم والمونتاج تطورات هائلة بفضل تقدم التكنولوجيا، لا سيما عندما تم توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تعد اليوم عاملًا أساسيًا من عوامل تحسين تحسين جودة التصاميم وتحرير مقاطع الفيديو وجعلها أكثر كفاءة وفعاليّة.

ويستخدم الذكاء الاصطناعي في التصميم لتحسين تجربة المستخدم، إذ يتم تقديم توصيات عبر المواقع والتطبيقات لتسهيل عمل المصممين والخروج بمنتج تتوفر فيه عناصر الإبداع البشري والتكنولوجي.

وباتت منصات التصميم الآن توظف بشكل كبير تقنيات الذكاء الاصطناعي، مثل Adobe Sensei التي تخسر أدوات مبتكرة للمصممين لتحسين عمليات الرسم والتصميم.

ويمكن للذكاء الاصطناعي تصميم وتطوير واجهات مستخدم أكثر تفاعلية وذكاء، وأبرز مثال تقدم شركة Figma التي تقدم أدوات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لمساعدة المصممين في إنشاء تصاميم مبتكرة وسلسة.

كما يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تسريع عمليات المونتاج وجعلها أكثر دقة وفعالية، فيستخدم بعض محرري الفيديو مثل Adobe Premiere Pro خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحسين عمليات المونتاج.

وبات بالإمكان أيضا تحسين التعرف على الصوت والصورة؛ إذ بإمكان الذكاء الاصطناعي التعرف على الأصوات والصور وتسريع عمليات المونتاج ذات الصلة، وتقدم شركة Blackmagic Design أدوات مبتكرة لمونتاج الفيديو تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي.

وبفضل الذكاء الاصطناعي، يمكن توليد محتوى جديد وفقًا للاتجاهات والاحتياجات الحالية بشكل أوتوماتيكي؛ حيث يستخدم بعض المنصات الإعلانية الذكاء الاصطناعي لتوليد إعلانات مبتكرة وفعالة.

ويشير تقرير من Adobe إلى أن 82% من الشركات يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي سيكون محوريًا في الاستراتيجيات الخاصة بالتسويق والتصميم في المستقبل.

ووفقًا لتقرير من Gartner، فمن المتوقع أن يتجاوز حجم سوق التصميم والمونتاج باستخدام الذكاء الاصطناعي 15 مليار دولار بحلول عام 2025.

وأشار تقرير من McKinsey إلى أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التصميم والمونتاج يمكن أن تحقق زيادة تصل إلى 30% في الكفاءة وتقليل الوقت المستغرق.

وقد أحدث الذكاء الاصطناعي تغييرات كبيرة في مجالات التصميم والمونتاج، موفرًا أدوات جديدة تساعد على تحسين الجودة والكفاءة في هذه الصناعات، ولكن يظل التحدي في كيفية استخدام هذه التقنيات بشكل يحافظ على القيم الإبداعية ويدعم الابتكار.

ولقد سهّل الذكاء الإصطناعي على المصممين أموراً كثيرةً جداً، فوجود أنظمة الذكاء الإصطناعي في عملية التصميم ومحاولة الاستفادة منها أتاحت الفرصة للإبداع والإبتكار أكثر فأكثر، كما أدت إلى تطوير تجربة المستخدم والتعبير عن العلامات التجارية بطرق حديثة ومبتكرة.

وبالتالي، يمكننا القول بأنّ أتمتة العمليات واستخدام الذكاء الإصطناعي لمساعدة الأشخاص بالقيام بوظائفهم لا يُشكل تهديداً في الوقت الحاضر على الإطلاق، بل تقوم هذه التقنيات بدور مساعد ومكمل لدور المصمم.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي: محور الإبداع في العصر الرقمي

لمياء الصديق (أبوظبي) يشهد العالم تحولات جذرية بفضل التقدم التكنولوجي المتسارع، ولا سيما في مجال الذكاء الاصطناعي الذي طال مختلف القطاعات.. ويسجل قطاع الذكاء الاصطناعي نمواً متسارعاً في المجالات كافة.

اقرأ أيضاً..الذكاء الاصطناعي.. تخصص رئيس في جامعات الدولة

ويحتل الذكاء الاصطناعي والتغييرات العميقة التي يحدثها موقعا مركزياً في مختلف المجالات، ويدخل الذكاء الصناعي أو AI في الساحة.. ويطرح تساؤلات الى أي مدى يمكن أن يتم توظيفه في مجالات الحياة المختلفة؟.

الإبداع الأدبي وصناعة المحتوى
يلعب الذكاء الاصطناعي، أهمية ودوراً محورياً في تقديم حلول مبتكرة لقطاع التأليف والإبداع، مع ظهور تقنيات متقدمة مثل ChatGPT.

ويتيح الذكاء الاصطناعي، إمكانيات كبيرة في مجال إنشاء المحتوى الإخباري بمختلف أشكاله، حيث يوفر الكثير من الوقت والجهد بالنسبة للإعلاميين، كما يتيح فرصاً عديدة للإبداع إذا تم استخدامه بشكل صحيح.

اقرأ أيضاً.. استكشاف دور الذكاء الاصطناعي في الحفاظ على البيئة
والمحتوى الإخباري الذي يتم إنشاؤه عبر الذكاء الاصطناعي، هو عبارة عن قصص صحفية تم إنشاؤها بواسطة خوارزميات الذكاء الاصطناعي وأساليب التعلم العميق تحت إشراف بشري.

ويشمل المحتوى الإخباري جميع المعلومات التي يتم توزيعها عبر القنوات المختلفة كمحطات التلفزيون والإذاعة والإعلام المطبوع والمواقع الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي.

 وفي مجال الأدب والكتابة، أصبح الذكاء الاصطناعي قادرًا على توليد نصوص تتراوح بين المقالات الصحفية والقصائد الشعرية. فخوارزميات مثل GPT يمكنها توليد نصوص ذات طابع إنساني، قادرة على الكتابة بأسلوب قريب من الكتابة البشرية، ما يوفر إمكانيات جديدة لكتابة القصص والسيناريوهات والأفكار الإبداعية.

اقرأ أيضاً..مستقبل الكتابة وأخلاقيات الإبداع في عصر الذكاء الاصطناعي

ويساعد الذكاء الاصطناعي الكتّاب على تطوير أفكار جديدة أو حتى تقديم مسودات أولية، مما يتيح لهم التركيز على الجوانب الأكثر إبداعًا في العمل الأدبي.. مثل تطوير شخصيات في الروايات أو تقديم مقترحات للأحداث في قصص الخيال العلمي..ولكن تبقى معضلة القضايا القانونية والأخلاقية التي يواجهها العديد من المبدعين، وأبرزها مسألة سرقة الأفكار وحقوق الملكية الفكرية، التي غالباً ما تحدث بسبب الاستخدام غير المنظم أو غير المشروع لتقنيات الذكاء الاصطناعي. ما يؤكد ضرورة وضع ضوابط قانونية صارمة وأطر أخلاقية واضحة تحمي حقوق المؤلفين والمبدعين، وتعزز من احترام الملكية الفكرية، لضمان ألا يتعرض الإبداع البشري للتهديد أو التهميش.

الذكاء الاصطناعي في الفنون
أصبح الذكاء الاصطناعي قادرًا على إنتاج أعمال فنية تتجاوز قدرات الإنسان من خلال تقنيات التعلم العميق وإنتاج لوحات جديدة وأعمال فنية أخرى مستوحاة من تلك الأساليب.حيث يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي أن تبتكر لوحات فنية تتمازج فيها الأساليب التقليدية مع اللمسة الرقمية المعاصرة.

الذكاء الاصطناعي،بات فرشاة ترسم وإزميل ينحت، وقيثارة تُطرب، وطبل يدمدم، ووتر يطنطن، بل إن الأمر تعدى ذلك فأصبح هو الممثل الذي يقوم بمشاهد البطولة الخطيرة في أفلام السينما، من دون أن يكون لهذا الشخص وجود من الأساس، فهو مجرد رسوم تخيلها وحركها الذكاء الاصطناعي، بتعديل طفيف من المبرمجين، دون أن تكون هناك كاميرات تصور أو مخرج ينفذ أو مصمم للأداء يراقب الحركة أو أفراد للسلامة يحافظون على حياة هذا الممثل، ليس البطل فحسب هو الذكاء الاصطناعي، بل حتى المشاة في الشوارع داخل الأفلام، والمقاتلون في المعارك الحربية، والديناصورات التي تعود من الماضي، كل ذلك من فعل الذكاء الاصطناعي.

فقد أصبح الذكاء الاصطناعي المخرج للمشهد، والمنفذ للحركة، والمؤلف للموسيقى التصويرية، وربما أيضاً مؤلف القصة وكاتب السيناريو، وما دورنا نحن البشر إلا المشاهدة فقط، ثم التصفيق إعجاباً بهذا العمل الإبداعي.

أخبار ذات صلة مؤتمر «سايبركيو» يبحث مستقبل الأمن السيبراني بأبوظبي تحت رعاية نهيان بن مبارك.. أبوظبي تستضيف منتدى «XPANSE 2024» الأسبوع المقبل

مؤخراً أعلنت دار سوذبيز للمزادات أن لوحة تمثل عالم الرياضيات الإنجليزي آلان تورينغ بيعت بسعر يتخطى مليون دولار، لتصبح أول عمل فني يصنعه إنسان آلي يباع في مزاد. 
العمل الذي يحمل عنوان "A.I. God" ("إيه آي غاد")، والذي ابتكره "إيه آي -دا" (Ai-Da")، أول روبوت "فنان" واقعي للغاية في العالم، حطم التوقعات وبيع بسعر 1,08 مليون دولار.

يشبه هذا الروبوت الواقعي للغاية امرأة ذات عيون كبيرة وشعر مستعار بني، وهو من أكثر الروبوتات تقدما في العالم. 
ولدى هذا الروبوت أذرع إلكترونية لكنّ وجهه، المُحاط بشعر مستعار بني، يمنحه تشابها كبيرا مع الإنسان.

وقال الروبوت، الذي يتحدث من خلال الذكاء الاصطناعي، "إن القيمة الأساسية لعملي هي قدرته على العمل كحافز للحوار حول التقنيات الناشئة". 
وبحسب Ai-Da، فإن "صورة الرائد آلان تورينغ تدعو المتفرجين إلى التفكير في الطبيعة الخارقة للذكاء الاصطناعي والحوسبة مع الأخذ في الاعتبار الآثار الأخلاقية والمجتمعية لهذه التطورات". هذا الفنان الآلي، الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي لإنشاء لوحات أو منحوتات، لديه كاميرات في عينيه ويديه الإلكترونية. وهو يتحرك ويعبّر عن نفسه بشكل مستقل، من دون تدخل بشري.
وقد عُرضت أعمال للروبوت "اي-دا" سابقا في بينالي البندقية، وفي متحف التصميم في لندن، وفي أهرامات الجيزة في مصر وفي الأمم المتحدة. كما ألقى الروبوت خطابا أمام مجلس اللوردات في عام 2022.
الموسيقى والذكاء الاصطناعي
يفتح الذكاء الاصطناعي المجال لتجارب موسيقية جديدة تتجاوز الأنماط التقليدية بما  فيها تأليف الألحان ودمجها، وإنشاء مقطوعات موسيقية جديدة. فتقنيات الذكاء الاصطناعي قادرة على فهم الأنماط الموسيقية وتوليد مقطوعات تتماشى مع مختلف الأساليب الموسيقية، سواء كانت كلاسيكية أو حديثة.

 يستخدم بعض الموسيقيين الذكاء الاصطناعي كأداة تكميلية تعزز من إبداعهم، بينما يستخدمه آخرون كمصدر إلهام للتجريب في أصوات جديدة.

بعض البرامج الموسيقية المدعومة بالذكاء الاصطناعي يمكنها تأليف موسيقى استنادًا إلى كلمات أو ألحان قصيرة، مما يساعد الموسيقيين على تطوير أفكار جديدة ودمجها في أعمالهم.

تعد موسيقى الذكاء الاصطناعي أداة متعددة الاستخدامات، ليس فقط  التلحين، حيث أنه بالإضافة إلى صناعة مقطوعات موسيقية أصلية، يستخدم الذكاء الاصطناعي في جوانب متنوعة من إنتاج الموسيقى:
كالتأليف: يحلل خبراء الخوارزميات المشاهد الموسيقية الواسعة، ويتعلمون الأنماط والأساليب لتكوين قطع مصممة خصيصاً لأنواع معينة، أو حتى أصوات فنانين فرديين..في حين أن هذه الأساليب قد طورت هذا المجال، إلا أنها تأتي مع مجموعة من القيود الخاصة بها، مما يؤكد الطبيعة المعقدة لتوليد الصوت.
الإنتاج: يساعد الذكاء الاصطناعي المنتجين بمهام مثل المزج وتصميم الصوت، مقدماً تعليقات فورية ومقترحاً التعديلات الصوتية الأمثل.
الأداء: من التفاعل مع الموسيقيين إلى توليد مسارات تدعم أغانيهم، يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً مميزاً حتى في العروض المباشرة.
أما النماذج التوليدية في ضمن أحدث اللاعبين الرئيسيين في موسيقى الذكاء الاصطناعي، مثل الشبكات العصبية المتكررة (RNNs) والشبكة التنافسية المولِّدة، تخيل هذه النماذج كطلاب يلتهمون مكتبات الموسيقى، يحللون بعناية الألحان والإيقاعات. ثم يستخدمون هذه المعرفة لخلق أعمالهم الخاصة، التي غالباً ما تتجاوز توقعات البشر في تعقيدها وأصالتها.

تصميم المنتجات والأزياء

يلعب الذكاء الاصطناعي في مجالات مثل تصميم المنتجات والأزياء، دوراً كبيراً. حيث يمكن للخوارزميات تحليل توجهات المستهلكين، وأنماط الموضة السابقة، واستخدام هذه البيانات لاقتراح تصاميم جديدة.في تصميم الأزياء ويمكنها البناء على ما هو شائع أو حتى بناء على توقعات احتياجات السوق المستقبلية.

يستخدم الذكاء الاصطناعي في إنشاء نماذج أولية لمنتجات جديدة وتحليل كيفية تحسينها من حيث الجمالية والوظيفية. ويساعد المصممين على تجاوز القيود التقليدية والإسراع في عملية الابتكار في التصميم الصناعي.

صناعة الأزياء
يتميز الذكاء الاصطناعي بقدرته على التخصيص والتحليل وبالتالي إنتاج ما هو رائج ومطلوب.
فالآلات التي تدعم الذكاء الاصطناعي المستخدمة في تصنيع الملابس تساعد في إحصاء أخطاء التصنيع وإصلاحها وتقليل الخسارة الناتجة عن عيوب التصنيع.
والذكاء الاصطناعي يساعد مصنعي ملابس الموضة على تبني الاستدامة وتحديد طرق الحد من النفايات وتعزيز كفاءة استخدام الطاقة.
وتسهم تقنيات AR وVR، وهي تقنيات حديثة تهدف إلى تحسين تجربة الواقع عن طريق دمج العناصر الافتراضية في البيئة الحقيقية أو إنشاء بيئة افتراضية تمامًا؛ في تسريع عملية اتخاذ القرار لدى المستهلك وربما تسريع وتيرة المبيعات.
وفي عملية التصميم تجعلها أكثر فعالية وكفاءة وتوفر الكثير من الوقت والجهد للمصمم وتقدم له بيانات تحدد اتجاهات الموضة.
التحديات والفرص
بالرغم  من الفرص العديدة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي، إلا أن هناك تحديات أخلاقية وفنية تواجه تطبيقه في المجالات الإبداعية. من أبرزها حقوق الملكية الفكرية، حيث يُثار السؤال حول من يملك حقوق الأعمال التي ينتجها الذكاء الاصطناعي: هل هي تعود للمبرمج أم للآلة أم للشركة؟ كما أن هناك مخاوف من أن يؤدي الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي إلى إضعاف الإبداع البشري الأصلي.


في العصر الرقمي، أصبح الذكاء الاصطناعي ليس فقط أداة لتعزيز الإنتاجية، بل أصبح ركيزة للإبداع والابتكار. فهو يدعم الفنانين والكتاب والموسيقيين والمصممين في إنتاج أعمال جديدة تدمج بين الخبرة البشرية وقوة الحوسبة المتقدمة. وبهذا، يظل الذكاء الاصطناعي أحد أعظم أدوات العصر الرقمي في دفع حدود الإبداع الإنساني إلى آفاق غير مسبوقة، مما يجعل المستقبل مليئًا بالفرص والأمل.

 

مقالات مشابهة

  • وزير السياحة: الذكاء الاصطناعي يقدم فرصة أكبر لترويج المنتجات السياحية بشكل أكثر فعالية
  • فيفا يكشف عن التصميم الجديد لكأس العالم للأندية 2025
  • فيفا يكشف رسميًا عن التصميم الجديد لكأس العالم للأندية 2025 .. فيديو
  • فيديو.. التصميم الجديد لكأس العالم للأندية 2025
  • الطب الشخصي وطب الذكاء الاصطناعي: ثورة جديدة في الرعاية الصحية
  • دراسة: الذكاء الاصطناعي يوفّر على المعلم 15 ساعة في إتمام المهام الرتيبة
  • 25 مليار دولار حجم تمويلات الذكاء الاصطناعي بالربع الثاني
  • هيئة السوق المالية تعتمد أكبر حزمة من التحسينات التنظيمية منذ إطلاق سوق الصكوك وأدوات الدين
  • العلاج بالضوء.. ثورة في عالم العناية بالبشرة وتحسين مظهرها
  • الذكاء الاصطناعي: محور الإبداع في العصر الرقمي