كتبت ابتسام شديد في "الديار":   لم يصوت نواب "الجمهورية القوية" لرئيس مجلس النواب نبيه بري في الدورات الإنتخابية جميعها، ومع ذلك لم تقفل أبواب عين التينة يوما في وجه معراب، على الرغم من مجموعة واسعة من التباينات السياسية والتوترات. جعجع بقي متمسكا بشعار "الصديق العزيز" على الرغم من نزع عين التينة الصفة بقول بري "لا أنا صديق ولا عزيز".

التباين يكاد يصل الى الذروة حيال كل الملفات تقريبا، وبدأت معالمه في التباعد الرئاسي، إذ استشعرت "القوات" محاولة تعطيل الجلسات التشريعية فخاصمت رئيس المجلس، أضف الى ذلك الاختلاف الكبير في المواجهة العسكرية وفتح جبهة الجنوب، وقد ساهم لقاء معراب المعارض في صب الزيت على نار الاشتباك السياسي.   يسعى الطرفان لضبط المسائل الخلافية بينهما، لكن التباين صار شاسعا. فلقاء معراب ساهم في تأزيم الوضع وتعزيز الانقسام السياسي، كما ترى مصادر عين التينة، بسبب مقاربة "القوات" للوضع في الجنوب والقرار 1701 وسعيها لتزعم المعارضة، فيما تعتبر المصادر انه لا يمكن الضغط على المقاومة وسط المعركة الجارية على جبهة الجنوب، عدا ان حركة "أمل" جزء من المقاومة ولها شهدائها ، ولا يمكن لها لأي اعتبارات سياسية المسايرة في موضوع الحرب.   لكن وبالرغم من كل أجواء التوتر، واتهام بري لجعجع بالسعي الى الفيدرالية، وإجهاض دعواته الى الحوار، والتصدي لمشاريعه النيابية والحوارية، يصف رئيس "القوات " بري بـ "شيخ المهضومين"، في وصف يحمل خليطا من التودد و"اللطشة" السياسية، وهي ليست المرة الأولى التي يتداول فيها الطرفان الرسائل المعبرة، اذ سبق لبري القول "جعجع يجلس فوق ويتسلى بنا" ، وتكرار جعجع القول "بري الصديق او بري العزيز".   بالمقابل، تتجه الأنظار الى التقارب بين رئيس المجلس والنائب جبران باسيل، الذي يتوقع ان يفتح مسارا جديدا للعلاقة بينهما، لا أحد يمكن ان يحدد الى أين سيصل، واذا كان سيشمل تعاونا في الاستحقاق الرئاسي والانتخابات النيابية. هذا المسار يمكن ان يؤدي الى عزل "القوات" سياسيا والمزيد من التصادم بين جبهة بري - باسيل مع "القوات"، إلا إذا كان ما يحصل بين عين التينة ومعراب اليوم مجرد مناوشات وتسجيل نقاط.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: عین التینة

إقرأ أيضاً:

بعد فصلها جبهة لبنان عن غزة.. إسرائيل تسعى لضمانات أميركية

تسعى إسرائيل للحصول على ضمانات أميركية توفر لها حرية الرد على أي انتهاكات مزعومة من قِبَل حزب الله بعد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار معه، وذلك بعد أن تمكنت من فصل جبهة لبنان عن جبهة قطاع غزة.

هذا ما خلص له تقرير نشرته صحيفة هآرتس، لمحللها العسكري الأبرز عاموس هرئيل، الذي أشار فيه إلى أن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تواجه معضلة في قضية حشد جنود الاحتياط على الجبهة اللبنانية، وتسعى إلى إنهاء الحرب من خلال التوصل إلى اتفاق طويل الأمد.

التدخل الأميركي

بدأ هرئيل تقريره بالإشارة إلى جولات المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين إلى لبنان، مشيرا إلى أنه رغم تصريحات سابقة له لن يعود إلى المنطقة إلا إذا كانت هناك فرصة حقيقية للتوصل لاتفاق، فإنه عاود نشاطه بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، وأجرى مؤخرا محادثات في لبنان، ثم انتقل إلى إسرائيل، حيث أكد في حديثه أن "80% من المشاكل" قد تم حلها في الطريق إلى اتفاق.

وأشار هرئيل إلى أن "إسرائيل ترى في هذا التدخل الأميركي فرصة لتحقيق أهدافها الإستراتيجية، وفي مقدمتها وقف القتال على الجبهة الشمالية مع حزب الله، ما يتيح لها التركيز على التصعيد المستمر في قطاع غزة".

ويؤكد في هذا السياق أن المحادثات تركز على مسألة الإشراف الأميركي على تنفيذ الاتفاق وضمان حق إسرائيل في الرد على أي انتهاكات من قبل حزب الله، متسائلا ما إذا كان المبعوث الأميركي سيستطيع إقناع إسرائيل وحزب الله بالالتزام بشروط اتفاقية تكون مقبولة لكلا الطرفين.

ويسلط المحلل العسكري الضوء على ما أسماه التغير الملحوظ في مواقف حزب الله بعد مقتل أمينه العام حسن نصر الله، ويقول إن "حزب الله، الذي كان يرفض أي فصل بين جبهتي لبنان وغزة، أصبح أكثر استعدادا للموافقة على اتفاق منفصل في لبنان"، مستشهدا بهذا الخصوص بالخطاب الذي ألقاه الأمين العام الجديد للحزب، نعيم قاسم، وأبدى فيه موافقة الحزب على اقتراح الوساطة الأميركية"، معربا عن أن "كل شيء يعتمد الآن على إسرائيل".

خسائر كبيرة

ويرى أن هذا التغيير في موقف حزب الله يعكس الضغوط التي يواجهها نتيجة الخسائر الكبيرة التي تكبدها في القتال ضد الجيش الإسرائيلي، مستندا في ذلك إلى تقارير لجيش الاحتلال أشارت إلى أن الحزب فقد نسبة كبيرة من قوته العسكرية وقياداته البارزة في الأشهر الأخيرة.

ومع ذلك، فإن هرئيل يعتبر أن التقييمات في إسرائيل لا تزال حذرة، مشددا على أن الموقف الإسرائيلي هو أن "أي اتفاق يتم الوصول إليه سيقود إلى فصل فعلي بين الجبهتين العسكرية في لبنان وغزة، وهو ما يعتبر أمرا حيويا لضمان الأمن الداخلي لإسرائيل، وتقليص التهديدات التي تواجهها من عدة جبهات في الوقت ذاته".

ورغم ذلك، يؤكد التقرير أن الواقع العسكري لا يزال معقدا، إذ "يواصل حزب الله إطلاق مئات الصواريخ والطائرات دون طيار على الأراضي الإسرائيلية، ولا يزال الجيش الإسرائيلي يواجه مقاومة شديدة، رغم سيطرته على جزء من الأراضي في جنوب لبنان".

ويشير أيضا إلى أنه ووفقا للتقييمات الإسرائيلية، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي، فإن إسرائيل قد تضطر إلى توسيع هجومها إلى مناطق أخرى، وهو ما قد يتطلب تعبئة واسعة النطاق للقوات الاحتياطية.

كما يلفت الانتباه إلى الضغوط الداخلية في إسرائيل لإنهاء القتال في لبنان بأسرع وقت ممكن، ويقول "حتى اليمين المتطرف في الحكومة لا يبدو متحمسا للانخراط في حرب طويلة الأمد في الجنوب اللبناني، مما يعكس رغبة قوية في العودة إلى التركيز على القتال في غزة".

الدور الإيراني

وبالنظر إلى الموقف الإيراني، يرى هرئيل أن إيران، التي تدعم حزب الله في لبنان، يواجه اقتصادها ضغوطا بسبب العقوبات الدولية، وتسعى إلى تخفيف هذه الضغوط عبر تسوية حول البرنامج النووي، مشيرا إلى أنها "قد تضغط على حزب الله لوقف تصعيد المواجهات العسكرية مع إسرائيل، وذلك ضمن محاولات طهران لتجنب تصعيد أكبر قد يؤدي إلى تهديدات عسكرية ضدها".

ويعتبر أن "دور إيران لا يقتصر على دعم حزب الله فقط، بل يشمل أيضا حسابات دقيقة حول كيفية الحفاظ على مصالحها الإستراتيجية، بما في ذلك العودة إلى المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة وتخفيف العقوبات المفروضة عليها".

ويختم التقرير بالإشارة إلى استمرار نتنياهو في ألاعيبه، فيقول "يتم التلميح إلى أن الاتفاق في لبنان سيسمح بنقل الضغط إلى غزة ويعزز صفقة الرهائن. لكن المصادر المهتمة بقضية المختطفين تشكك في حقيقة هذه الأمور".

ويقول إن تلك المصادر ترى أن "نتنياهو يلعب مرة أخرى على الوقت، ويحاول بالأساس استيعاب الضغوط من أهالي المختطفين والحركات الاحتجاجية، دون التوصل إلى اتفاق يتطلب تنازلات ويؤدي إلى أزمة مع شركائه من المتطرفين اليمينيين".

مقالات مشابهة

  • مليشيا الحوثي تحاول الوصول إلى جبهة مهمة
  • جعجع: الدولة لا يمكنها أن تستمرّ من دون إيجاد حلّ للتركيبة الحالية
  • بعد فصلها جبهة لبنان عن غزة.. إسرائيل تسعى لضمانات أميركية
  • عضو السياسي الاعلى الحوثي يصدر توضيح بشان تركيا
  • المعارك مستمرة في الجنوب.. وغارات جديدة تطال صيدا
  • هوكستين يمدد زيارته إلى لبنان مع تزايد آمال التوصل لاتفاق
  • مسؤول إيراني: الاستقرار والأمن في اليمن لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال الحوار والحل السياسي
  • نبيه بري يلتقي كبير مستشاري وزارة الدفاع البريطانية بقصر عين التينة
  • حزب الله يرفع الراية البيضاء ويرضخ للشروط الإسرائيلية وينفصل عن جبهة غزة وينسحب من الجنوب
  • جعجع اطّلع من هوكستين على مفاوضات وقف النار: لا جدوى من أن حل لا يرتكز على تطبيق القرارات الدولية