ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (ما حكم الدعاء وقراءة الفاتحة بعد الفراغ من الطعام لكل من ساهم فيه؟ فعادةً ما يتم تقديم طعام الإفطار أو الغداء أو العَشاء للناس، ومِن ثم يتم الدعاء لمَن بَذَل وأَكَل وسَاهَم وتَصَدَّق، ويتم قراءة سورة الفاتحة، وأيضًا قراءة الفاتحة بعد تناول الطعام بشكلٍ عامٍّ في كلِّ الأوقات.

وقالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال، إن إطعام الطعام مِن أحب الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى، ويُسنُّ الدعاء لصاحب الطعام بعد الفراغ منه؛ لما رَوَى عَبْدُ اللهِ بْنُ بُسْرٍ رضي الله عنهما قَالَ: نَزَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَبِي، قَالَ: فَقَرَّبْنَا إِلَيْهِ طَعَامًا وَوَطْبَةً، فَأَكَلَ مِنْهَا، ثُمَّ أُتِيَ بِتَمْرٍ فَكَانَ يَأْكُلُهُ وَيُلْقِي النَّوَى بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ، وَيَجْمَعُ السَّبَّابَةَ وَالْوُسْطَى، ثُمَّ أُتِيَ بِشَرَابٍ فَشَرِبَهُ، ثُمَّ نَاوَلَهُ الَّذِي عَنْ يَمِينِهِ، قَالَ: فَقَالَ أَبِي: وَأَخَذَ بِلِجَامِ دَابَّتِهِ، ادْعُ اللهَ لَنَا، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِي مَا رَزَقْتَهُمْ، وَاغْفِرْ لَهُمْ وَارْحَمْهُمْ» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه".

وأشارت إلى أن قراءة الفاتحة في كلِّ موضِعٍ وكلِّ وقتٍ وحالٍ مُستحبٌّ تبرُّكًا وتَـيَمُّنًا بها؛ لاتفاق علماء المسلمين سلفًا وخلفًا على استحباب قراءتها في إنجاح المقاصد، وقضاء الحوائج، وتيسير الأمور، وإجابة الدعاء، وغير ذلك من الأمور الدنيوية والأخروية، وعلى ذلك جرى عمل المسلمين عبر العصور.

ودلت النصوص الشرعية على أن فيها من الخصوصية ما ليس في غيرها، فالله تعالى يقول: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ﴾ [الحجر: 87]، والنبي صَلَّى الله عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يقول: «أُمُّ الْقُرْآنِ عِوَضٌ مِنْ غَيْرِهَا، وَلَيْسَ غَيْرُهَا مِنْهَا عِوَضٌ» أخرجه الإمامان: الدارقطني في "السنن"، والحاكم في "المستدرك"، وفي حديث آخر يقول: «يَا جَابِرُ، أُخْبِرُكَ بِخَيْرِ سُورَةٍ نَزَلَتْ فِي الْقُرْآنِ؟» قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: «فَاتِحَةُ الْكِتَابِ»، قال راوي الحديث: وأحسبه قال: «فِيَها شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ» أخرجه الإمامان: ابن ماجه في "السنن"، والبيهقي في "شعب الإيمان".

ولذلك نص فقهاء الحنفيةِ على استحسان قراءة الفاتحة على الطعام، فقال الإمام الخَادِمِي الحنفي في "بريقة محمودية" (4/ 111) وهو يتحدث عن آداب الطعام: [أما قراءة الفاتحة: فعن بعض العلماء عن "شرح مختصر الإحياء" لعلي القاري: وقول قراءة سورة الفاتحة المشتملة على التحميد والدعاء بالاستقامة كما هو المتعارف بين العامة -مُستحسَنٌ خلافًا لمن منعه] اهـ.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دار الإفتاء الدعاء قراءة الفاتحة الطعام قراءة الفاتحة

إقرأ أيضاً:

دعاء ليلة 17 رجب: فرصة روحانية لتحقيق الأمنيات والتقرب إلى الله

دقائق معدودة وتبدأ ليلة 17 رجب بعد رفع أذن مغرب اليوم في تما الساعة 5:19 مساء بتوقيت القاهرة، وهى من الليالي التي يلتمس فيها المسلمون فرصة للتقرب إلى الله بالدعاء.

رجب.. بوابة الروحانية لرمضان وفرصة لتقوية العلاقة بالله الفوائد النفسية لصيام شهر رجب

 

مكانة شهر رجب الروحية

ويتميز شهر رجب بمكانته الروحانية كأحد الأشهر الحرم التي وردت في القرآن الكريم. يتسابق المسلمون في هذا الشهر للتضرع إلى الله بأدعية مأثورة ومؤثرة لتحقيق الأمنيات وتيسير الأمور.

فضل الدعاء في ليلة 17 رجبدعاء رجب 

الدعاء هو العبادة كما وصفه النبي محمد ﷺ، ومن أفضل الأوقات التي يُستحب فيها الإكثار من الدعاء هي ليالي الأشهر الحرم. في شهر رجب، يُفتح باب الخير والبركات، ويُحث المؤمنون على استغلال هذه الليالي بالدعاء المخلص. ومن أبرز الأدعية التي يستحب ترديدها في هذا الشهر:

اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان، وأعنا على الصيام والقيام، وحفظ اللسان، وغض البصر، ولا تجعل حظنا منه الجوع والعطش.

أدعية مأثورة في ليلة 17 رجب1. دعاء المغفرة والتوبة:

"اللهم اغفر لنا ذنوبنا التي تهتك العصم، واغفر لنا الذنوب التي تحبس الدعاء، واغفر لنا الذنوب التي تنزل البلاء."

"اللهم ارحمني رحمة تغنيني بها عمن سواك، وأعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك."


2. دعاء تيسير الأمور:

"اللهم اكفني ما أهمني وما لا أهتم له، واغفر لي ذنبي، ووجهني للخير أينما توجهت، واجعل لي من كل كرب فرجًا ومن كل هم مخرجًا."

"يا حي يا قيوم، برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين."


3. دعاء الرزق الوفير:

"اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله، وإن كان في الأرض فأخرجه، وإن كان بعيدًا فقرّبه، وإن كان قليلًا فباركه لي فيه."

"اللهم اكفني بحلالك عن حرامك وأغنني بفضلك عمن سواك."


4. دعاء الحفظ من الشرور:

"اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال."

"اللهم اغسل خطاياي بماء الثلج والبرد، ونق قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس."


أهمية الدعاء في الأشهر الحرمدعاء رجب 

يعد شهر رجب من الأوقات المباركة التي يُستحب فيها الاجتهاد في العبادات والدعاء. ويُعتبر الدعاء فرصة لتحقيق الأمنيات وتغيير الأقدار بإذن الله. يقول الله تعالى: "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ" (غافر: 60)، مما يدل على أهمية الدعاء كمفتاح للخير والبركات.

كيفية استغلال ليلة 17 رجب بالدعاء

الإخلاص في النية والتضرع إلى الله بإيمان.

تهيئة النفس بالدعاء في وقت السحر أو بعد صلاة العشاء.

الإكثار من الاستغفار والصلاة على النبي ﷺ.

اختيار الأدعية المأثورة من السنة النبوية.

 

ليلة 17 رجب هي فرصة عظيمة للعودة إلى الله والتقرب إليه بالدعاء الخالص، اجعل هذه الليلة محطة للتأمل الروحي وتجديد العهد مع الله بالدعاء، عسى أن تكون هذه الليلة بابًا لتحقيق الأمنيات وتيسير الأمور.

مقالات مشابهة

  • الإفتاء: زيارة المقابر يوم الجمعة من السنن المستحبة
  • دعاء ليلة 17 رجب: فرصة روحانية لتحقيق الأمنيات والتقرب إلى الله
  • استفتحوا يومكم بهذا الدعاء
  • 3 أدعية لا تفارق لسانك فى النصف من رجب.. رددها حتى يطمئن قلبك
  • هل قراءة القرآن بسرعة تنقص الثواب وحكم ترديد الأذان أثناء التلاوة ..الإفتاء توضح
  • لا تنسوا الدعاء فهو عبادة يحبها الله
  • دار الإفتاء: لم يرد ما يدل على منع الصوم فى رجب
  • حكم التسبب في جرح الميت عن طريق الخطأ .. دار الإفتاء تجيب
  • الدعاء للميت على القبر بعد الدفن .. تعرف عليه
  • دعاء الرزق الوفير .. ردّده باستمرار بين الأذان والإقامة