تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ترأس مساء اليوم السبت  الأنبا توما حبيب مطران الأقباط الكاثوليك بسوهاج قداس عيد القيامة المجيد بكنيسة الشهيد العظيم مارجرجس بسوهاج، وشاركة الصلاة القمص بشرى لبيب راعى الكنيسة وجمع من رعية سوهاج.

وخلال عظته تأمل الأنبا توما في إنجيل هذا المساء لعيد القيامة عن المريمات اللواتي ذهبن في فجر الصباح، ذهبت النّساء إلى القبر مع أوّل أضواء الفجر، وفي داخلهنَّ ما زال ظلام الليل مخيِّمًا.

كُنَّ سائرات، لكنّهنّ واقفات بَقِيَت قلوبهنَّ عند أقدام الصّليب لقد غمرتهن دموع الجمعة العظيمة، وأصابهن الألم بالشّلل، وشَعَرن أنّ كلّ شيء قد انتهى، وأن حجرًا وُضِع على كلّ ما يتصلّ بيسوع،  كان الحجر هو مركز تفكيرهنّ، في الواقع، سألنَ أنفسهنَّ: “مَن يُدَحرِجُ لنا الحَجَرَ عن بابِ القَبْر؟” (مرقس 16، 3). لكن عندما وصلنَ إلى المكان، صدمتهنّ قوّة الفصح المفاجِئَة، يقول الإنجيل: “فنَظَرْنَ فرَأَيْنَ أَنَّ الحَجَرَ قَد دُحرِج، وكانَ كَبيرًا جِدًّا” (مرقس 16، 4).
هناك سؤال يتردّد في قلوبهنّ التي حطَّمَها الألم: من يُدحرج لنا الحجر عن القبر؟ كان هذا الحجر نهاية قصّة يسوع، الذي دُفن ليلة موته. هو، الحياة الذي جاء إلى العالم، قُتِل. وهو، الذي أظهر محبّة الآب الرّحيمة، لم يَجِدْ رحمة. وهو، الذي أزال ثقل الحكم عن الخطأة، حُكم عليه بالصّلب، أمير السّلام، الذي حرّر الزّانية من العنف وغضب الحجارة، دُفِن ووُضِع خلف حجر كبير. هذا الحجر، العائق الذي لا يمكن تجاوزه، كان رمزًا لما كُنَّ يحمِلْنَ في قلوبهنَّ، ونهاية رجائهنَّ: تحطّم كلّ شيء على ذلك الحجر، في ظلام السّرّ والمأساة الأليمة التي منعت تحقيق أحلامهنّ.

يمكن لمثل هذا أن يحدث لنا أيضًا. أحيانًا نشعر أنّ حجر القبر الثّقيل وُضع على باب قلبنا، فخنق حياتنا، وأزال ثقتنا، وقيَّدنا في قبر مخاوفنا وحسراتنا، وأعاق طريقنا نحو الفرح والرّجاء. إنّها ”صخور الموت“ التي نلتقي بها، على طول مسيرتنا، وفي كلّ الخبرات والمواقف التي تسلبنا حماسنا وقوّتنا للاستمرار في مسيرتنا: في الآلام التي تحِلّ بنا، وفي موت أحبّائنا، الذي يترك فينا فراغًا عميقًا، وفي فشلنا ومخاوفنا التي تمنعنا من القيام بأعمال الخير التي نريدها، وفي انغلاقاتنا كلّها التي توقف اندفاع سخائنا ولا تسمح لنا بأن نفتح أنفسنا على المحبّة، وفي الجدران المبطَّنة للأنانيّة واللامبالاة، التي ترفض الالتزام ببناء مدن ومجتمعات فيها مزيد من العدل والإنسانيّة، وفي كلّ تَوقٍ إلى السّلام حطَّمته قسوة الكراهية ووحشيّة الحرب. عندما نختبر كلّ خيبات الأمل هذه، نشعر أنّ أحلامًا كثيرة صار مصيرها أن تتحطّم، ونسأل أنفسنا نحن أيضًا بقلق: من يُدحرج لنا الحجر عن القبر؟
المسيح قام! وصار لدينا الإمكانية لأن ننفتح لاستقبال عطية الرجاء، لننفتح على الرجاء ولننطلق في المسيرة؛ لتكُن ذكرى أعماله وكلماته النور المشرق الذي يوجّه خطواتنا بثقة نحو ذاك الفصح الذي لا يعرف نهاية.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أقباط الأنبا توما قداس عيد القيامة

إقرأ أيضاً:

قداس عن راحة انفس شهداء تفجير كنيسة سيدة النجاة- زوق مكايل

أقيم قداس عن راحة انفس شهداء تفجير كنيسة سيدة النجاة- زوق مكايل، بدعوة من حزب "القوات اللبنانية"، ترأسه الاب بطرس يوسف بمعاونة الاب إيلي اندراوس، وشارك فيه الوزير السابق ملحم رياشي ممثلا رئيس حزب "القوات" الدكتور سمير جعجع، النائب زياد حواط، رئيس بلدية المحلة الياس بعينو واعضاء المجلس البلدي، المختارة جوزيان خليل، الأمين العام للحزب إميل مكرزل، منسق الحزب في كسروان نهرا بعيني، واعضاء الهيئة التنفيذية في "القوات" واعضاء المجلس المركزي في الحزب، اعضاء منسقية كسروان، سفيرة ACAT France أنطوانيت شاهين وأهالي الشهداء العشرة الذين سقطوا في التفجير.

بعد الإنجيل المقدس، القى الاب يوسف عظة استهلّها بتعداد أسماء الشهداء العشرة الذين سقطوا في 27 شباط من العام 1994، وقال:" كانت فاجعة ومجزرة في قلب كنيسة سيدة النجاة في وسط كسروان، عشرة شهداء وأكثر من ستين جريحا، إضافة إلى الشهداء الأحياء. ان الأيدي الأثيمة التي امتدّت على كنيسة العذراء ام يسوع المسيح هي امتدّت على حقوق المسيحيين وان الكنيسة هي دائما إلى جانب أبنائها".

تابع:"خلال فترة التسعينات، كانت فترة فيها وجع وظلم وطعن فيها الحق. تسبب التفجير الأثيم باضطهاد حزب القوات اللبنانية وظلمه لا سيما الدكتور سمير جعجع لمدة 11 عاما. هذه الحقيقة لا دخل لها بالسياسة، انها حقيقة وجدانية في الحياة المسيحية".

ولفت إلى انهم استغلوا هذا التفجير "كي ينتقم أعداء صليب المسيح، لكن الحق عاد لاصحابه"، وقال:" يسوع المسيح هو اله الكون وليس فقط اله المسيحيين، نحن نعترف به ونشهد له، وتحت أقدامه في منطقة نهر الكلب، كثر كتبوا اسماءهم انهم احتلوا بلدنا، كلهم ذهبوا وبقي لبنان وبقي يسوع".

وأعتبر انه في العام 2005 "تذوقنا الحرية انما لم تكن كاملة"، واستذكر الاب يوسف بكلامه البطريرك الراحل صفير ومواقفه ونداء بكركي الشهير عندما قال " فل الاحتلال الاسرائيلي، خلي الاحتلال السوري يفل، وليبق فقط اللبنانيون"، وأشار إلى ان "هذا ما حصل، طبعا انا لا أقول ان القوات اللبنانية وحدها كانت في الساحات، طبعا كان هناك غيرها، انما هي كانت في صلب الوجع وتحمل الجرح إلى ان تم الحق وخرج الحكيم من المكان الذي صمد فيها ظلما". 

ودعا الاب يوسف إلى الصلاة "لأنه مهما طال الظلم ومهما قيل لنا أنكم تحلمون، أقول كما قال الراحل الحبيس أبونا أنطونيوس طربيه ان لبنان حسكة في زلعوم من يريد ان يبتلعه ووجه مسيحي للابد"، لافتا إلى "أننا لا نعتدي على احد ولم نعتد يوما، انما من سيأتي إلى هنا عليه ان يعرف ان هذا المكان ليس له وسيرحل ونحن سنبقى. لقد ذهب المحتل ومن فجر ولبنان باق وكنيسة سيدة النجاة". 

وفي نهاية القداس، توجه الجميع إلى مكان النصب التذكاري للشهداء، حيث وضع إكليل من الزهر. 

مقالات مشابهة

  • الدخول الرسمي الأول في الصوم الكبير لعام 2025 بكنيسة القيامة
  • الأنبا مكاريوس يترأس نهضة البابا كيرلس السادس بدوار شعراوي في المنيا
  • قداس عن راحة انفس شهداء تفجير كنيسة سيدة النجاة- زوق مكايل
  • الأنبا إبراهيم إسحق يترأس الاجتماع الدوري لكهنة الإيبارشية البطريركية
  • الأنبا توماس يترأس صلوات درب الصليب بكاتدرائية مارجرجس بالجيزة
  • لا عذاب قبل الحساب.. داعية إسلامي يرد بالدليل
  • داعية إسلامي: من ينكر عذاب القبر ضال ومضل
  • الحجر الزراعي المصري يترأس اجتماعات مجلس الصحة النباتية الأفريقي AU IAPSC
  • الأنبا فيلوباتير يترأس قداس عيد تجليسه الرابع بكنيسة السيدة العذراء
  • مدير أمن محافظة اللاذقية لـ سانا: المجموعات المسلحة التي تشتبك معها قواتنا الأمنية في ريف اللاذقية كانت تتبع لمجرم الحرب “سهيل الحسن” الذي ارتكب أبشع المجازر بحق الشعب السوري