الأسد: في ظل الظروف العالمية تصبح الأحزاب العقائدية أكثر أهمية بكثير من قبل
تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT
سوريا – أكد الرئيس السوري بشار الأسد الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي خلال اجتماع اللجنة المركزية للحزب أنه في ظل الظروف العالمية الراهنة تصبح الأحزاب العقائدية أكثر أهمية من قبل.
وتطرق الأسد خلال كلمته في الاجتماع الموسع للجنة المركزية للحزب المنعقد اليوم في قصر المؤتمرات بالعاصمة السورية دمشق إلى “مفهوم علاقة الحزب بالسلطة، ومراجعة النظام الداخلي للحزب ودور اللجنة المركزية كعصب رئيسي للحزب، ودور لجنة الرقابة والتفتيش الحزبي وعملية المحاسبة داخل الحزب، وأهمية تطوير البنية التنظيمية كحاجة حزبية ووطنية وبناء مؤسسة الحزب”.
كما تحدث الرئيس السوري عن النهج الاشتراكي لحزب البعث بين الايديولوجيا من جهة وبين القواعد الاقتصادية من جهة أخرى.
وقال الأسد: “في ظل هذه الظروف وأنا لا أقصد تحديدا ظروف سوريا وإنما الظروف العالمية التي يشهد كل العالم فيها حروبا ذات طابع ثقافي وعقائدي تصبح الأحزاب العقائدية أكثر أهمية بكثير من قبل وليس كما كان يسوق منذ ثلاثة عقود بأن عصر الأيديولوجيات قد انتهى وأن عصر الأحزاب العقائدية قد انتهى، هذا الكلام غير صحيح، نحن نعيش أعلى مرحلة أيديولوجية على مستوى العالم لأن التطرف هو عقيدة والليبرالية الحديثة هي عقيدة، والخنوع الذي يدعو إليه الغرب تحت عناوين مختلفة هو عقيدة، فإذا دور الأحزاب العقائدية وفي مقدمتها حزب البعث في سورية تحديدا هو دور اليوم أكثر أهمية مما سبق خلال كل المراحل التي مرت فيها سوريا”.
وأضاف: “ما يتعلق بصياغة رؤية الحزب وتحديدا حول القضايا الداخلية، رؤية الحزب المقصود فيها كيف يفهم الحزب دور الدولة تجاه المواطنين في مختلف القضايا والقطاعات، وتأتي السلطة التنفيذية لتحويل هذه الرؤية إلى برامج تنفيذية، والعنوان الأول والأهم بالنسبة لنا جميعا وبالنسبة لكل المواطنين في سوريا هو الوضع المعيشي”.
وتابع: “إذا أردنا أن ننطلق من الوضع المعيشي فلا نستطيع إلا أن ننطلق من العنوان الأساسي بالنسبة لنا كحزب البعث وهو الاشتراكية، والاشتراكية بالنسبة لنا حسب ما نفهمها اليوم هي العدالة الاجتماعية، والاشتراكية منذ طبقت منذ أكثر من قرن في أماكن مختلفة في العالم وبأشكال مختلفة بما فيها سورية التي أخذت الاشتراكية فيها طيفا واسعا من التطرف والماركسية في النصف الثاني من الستينيات إلى الانفتاح بعد عام 1991 والانفتاح الذي نعيشه حاليا.. نماذج كثيرة جدا علينا أن نحدد ما هو النموذج الذي يناسبنا من حيث تحقيق العدالة الاجتماعية وقدرته على مواجهة الظروف الراهنة التي نعيشها وثالثا قدرته على دفع التقدم إلى الأمام”.
وأكد أن “الاشتراكية تطرح علينا سؤالا كحزب وهي متى ينطلق النهج الاقتصادي لحزب البعث من الأيديولوجيا ومتى ينطلق من القواعد الاقتصادية.. يعني هل هناك توافق بينهما أم هناك تناقض أم هناك حل وسط نستطيع أن نؤدي الجانب أو نعتمد أو نستند إلى الجانب الأيديولوجي وبنفس الوقت القواعد العلمية الاقتصادية وبنفس الإطار ما هي قدرة الاقتصاد على تحمل القواعد الأيديولوجية من دون أن يكون هذا الاقتصاد منهكا وخاسرا بشكل عام.. يعني كما قلت هو إيجاد التوازن”.
وأردف: “ما هو التوازن بين الجانب الاجتماعي والجانب الاقتصادي، الحقيقة كلها أسئلة تلف حول عنوان واحد ولكن يجب أن نراها من كل الزوايا لأننا عندما نتحدث عن التوازن بين القواعد الاقتصادية والقواعد الاجتماعية فهذا يعني أن نسير بخط دقيق لا يكون فيه الجانب الاقتصادي مجرداً على حساب المجتمع، لأننا في هذه الحالة سوف نتحول إلى حزب رأسمالي ولا يمكن أن يسير بالعكس باتجاه الجانب الاجتماعي بشكل مجرد، لأننا عند ذلك سوف نكون دولة مفلسة، لذلك أتحدث عن كل هذه العناوين لكي نصل إلى نقطة التوازن بين الأيديولوجي وبين الاقتصادي”.
وأضاف: “لو أبقينا كلمة السوق لوحدها فهذا يعني أننا تحولنا إلى اقتصاد السوق المتوحش، فكلمة الاجتماعي هي التي تحافظ على النهج الاشتراكي مع الحفاظ على المنافسة بالنسبة للسوق، هناك من سيقول لا يمكن أن يكون هناك سوق مع اشتراكية، هذا الكلام غير صحيح لأن النموذج الصيني واضح بالنسبة للعالم، الصين تحولت باتجاه اقتصاد السوق وهي دولة شيوعية اشتراكية مركزية منذ عام 1978”.
وتابع: “الجانب الآخر وهو عنوان مرتبط بالوضع المعيشي أن الحزب تبنى منذ بداياته الوقوف إلى جانب الكادحين طبعا الكادح بالتعريف قد يكون معناه هو الطبقة التي تعمل ولكنها فقيرة فهل نقول الكادحين أم نقول الفقراء بشكل عام، باعتبار المفهوم أشمل سأتحدث عن الفقراء باعتبارهم الشريحة الأوسع أولاً ومن الطبيعي أن يقف الحزب إلى جانب الشريحة الأوسع وباعتبارهم الشريحة التي تتأثر أكثر من غيرها بالأزمات الاقتصادية”.
وأكد الرئيس السوري “أن الدولة التي يحكمها حزب البعث هي دولة لكل أبنائها، فإذا ما هو البرنامج أو النهج الذي يمكن أن يتبناه حزب البعث ويعبر عن تقاطع المصالح بين مختلف الشرائح وليس تناقضا، يعني الشرائح تربح مع بعضها البعض وليس شريحة تربح على حساب الأخرى”.
المصدر: وكالات
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: أکثر أهمیة حزب البعث
إقرأ أيضاً:
فوز «ترامب» يغير قواعد اللعبة الاستثمارية.. هل تصبح مصر الوجهة الآمنة في الأسواق الناشئة؟
مع تزايد تعقيدات الاقتصاد العالمي، وفوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية، أصبحت الأسواق الناشئة، بما فيها السوق المصرية، محط اهتمام كبير للمستثمرين.
في هذا التقرير، نرصد تأثير فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، على الحالة الاقتصادية للاقتصاديات الناشئة في ظل توجيه أولوية كبيرة من الفائز في انتخابات أكبر دول الاقتصاد العظمى للاهتمام بقطاعات الشركات والأعمال، كما سيتم التطرق إلى تأثير مؤشر الشريعة الإسلامية لما ساهم فيه من استقرار البورصة المصرية وجذب المستثمرين.
من جانبه، أكد محمد سعيد، محلل أسواق المال، أن مؤشر الشريعة الإسلامية، الذي أطلقته البورصة المصرية في أوائل 2022، أثبت قوته كخيار استثماري مستقر وسط تقلبات الأسواق العالمية، مضيفًا أن بيانات المؤشر قبل الإطلاق الرسمي أظهرت أنه أقل تأثرًا بالتذبذبات السعرية مقارنةً بالمؤشرات الأخرى، ما يجعله وجهة جذابة للمستثمرين الباحثين عن استثمارات آمنة ومتوافقة مع الشريعة، وقد شهد المؤشر إقبالًا متزايدًا، مما أسهم في تعزيز ثقة المستثمرين في الشركات المدرجة فيه.
وقالت الدكتور حنان رمسيس، خبيرة أسواق المال، إن هناك إقبالًا كبيرًا من المستثمرين المصريين والعرب على الشراء في السوق المصرية، بفضل الأداء المتنوع للشركات ونتائج أعمال قوية، لافتة إلى أن السوق المصرية تختلف عن الأسواق الأخرى في المنطقة مثل السعودية والإمارات، حيث تتسم بعدم وجود قنوات سعرية ضيقة، ما يتيح فرصًا استثمارية متعددة، وتظهر السوق المصرية تقلبات شهرية، تصل إلى ألف نقطة، وهي سمة تناسب المستثمرين الباحثين عن تذبذبات عالية للعائدات.
تأثير فوز ترامب على الطلب العالمي على الذهبوترى رمسيس أن فوز ترامب قد يؤدي إلى تراجع الطلب العالمي على الذهب كملاذ آمن، نتيجة سياساته التي تهدف إلى تهدئة النزاعات في الشرق الأوسط وحل الأزمة الروسية الأوكرانية سلميًا، ويجعل هذا الاستقرار المحتمل المستثمرين يتجهون نحو أسواق المال، بينما ستساعد سياسات ترامب الضريبية في جذب الاستثمارات إلى الأسواق المالية والعملات المشفرة.
كما لفتت، إلى أن استثمارات الأجانب في مصر تتنوع بين استثمارات غير مباشرة مثل أذون وسندات الخزانة واستثمارات مباشرة في البورصة، فالأولى تعتمد على أسعار الفائدة المرتفعة التي يطرحها البنك المركزي المصري، أما الاستثمار المباشر فيتركز في الأسهم القيادية، حيث تمثل نسبة استثمارات الأجانب في البورصة المصرية حوالي 5.8%، مما يعزز ثقتهم في الشركات ذات رأس المال الكفء.
العلاقة بين البورصة المصرية والسياسات الأمريكيةوأكدت خبيرة أسواق المال، أن علاقة البورصة المصرية بتداعيات الانتخابات الأمريكية تأثيرها محدود، حيث تتأثر السوق المصرية بشكل ثانوي بالأسواق العالمية، ووفقًا لأداء الأسواق الأمريكية، يرتفع السوق المصري عند ارتفاع الأسواق الأمريكية وينخفض معها، إلا أن الاختلافات النقدية تحد من التأثير المباشر للسياسة الأمريكية.
أداء المؤشرات المصرية في ظل التأثيرات العالمية والمحليةمن جهته، أوضح الدكتور محمد عبد الهادي، المحلل الاقتصادي، أن عوامل محلية مثل رفع التصنيف الائتماني لمصر وزيارة مديرة صندوق النقد الدولي، دعمت السوق المصرية، وأثرت نتائج الأعمال القوية لبعض الشركات الكبيرة إيجابيًا على مؤشر «EGX30»، الذي يرتبط بأداء الشركات المحلية بجانب تأثره بشكل جزئي بالأخبار العالمية.
التأثير المتوقع لسياسات ترامب الاقتصادية على الأسواق الناشئةويعتقد عبد الهادي، خبير أسواق المال، أن سياسات ترامب الداعية إلى رفع أسعار الفائدة وتقوية الدولار ستؤثر على الأسواق الناشئة، بما فيها مصر، إذ قد تجذب هذه السياسات الاستثمارات إلى أمريكا على حساب الأسواق الناشئة، لكنها أيضًا تزيد من جاذبية أدوات الدين المصرية بفضل ارتفاع عوائدها.
واتفق الخبراء، في تصريحاتهم لـ«الأسبوع»، أن المستثمرين الأجانب يفضلون السوق المصرية بفضل رخص أسعار الأسهم وانخفاض مضاعف الربحية، رغم تأثرها بأذون وسندات الخزانة وأسعار الفائدة الأمريكية، وتبقى السوق المصرية جاذبة بفضل استقرارها النسبي وتنوع الشركات.
اقرأ أيضاًالبورصة المصرية تعلق تداول أسهم «فيصل الإسلامي».. و«البركة» يسجل ارتفاعا بـ 688 مليونا
«المصرف المتحد» يطرح 30% من أسهمه بالبورصة المصرية بسعر 15.6 جنيه للسهم
ختام أخضر لمؤشرات البورصة.. مؤشر الشريعة يقفز وتميز يرتفع بـ0.14%