تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

صلى قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، مساء السبت، قداس عيد القيامة المجيد في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، بمشاركة ثمانية من الآباء الأساقفة العموم المشرفين على القطاعات الرعوية بالقاهرة، ووكيل البطريركية بالقاهرة، وبعض الآباء الكهنة والرهبان، وسط مشاركة كثيفة من قبل المهنئين ممثلي رئاسة الجمهورية، ومجلسي النواب والشيوخ ورئاسة مجلس الوزراء وعدد من الوزراء وكذلك ممثلي العديد من مؤسسات وهيئات الدولة بأركانها المختلفة وسفراء بعض الدول، وامتدت الصلوات حتى مطلع اليوم الأحد، يوم عيد القيامة.

وشهدت الكاتدرائية حضور كبير من أبناء الكنيسة الذين ملأوا صحن الكنيسة الكبرى بالكاتدرائية، وحيَّا أبناء الكنيسة قداسة البابا لدى دخول موكبه إلى الكنيسة، وكذلك أثناء دورة القيامة.

وتم بث الصلوات عبر التلفزيون المصري والفضائيات القبطية وقناة COC التابعة للمركز الإعلامي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية على شبكة الإنترنت، وعدد من القنوات الفضائية العامة، بينما بثت العديد من القنوات مقاطع من القداس.

وقدم  الأنبا أكليمندس الأسقف العام لكنائس قطاع ألماظة ومدينة الأمل وشرق مدينة نصر، الشكر للمهنئين باسم قداسة البابا والمجمع المقدس والهيئات القبطية. حيث شكر فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي لإرساله برقية تهنئة بالعيد، وكذلك هنأ فخامته المصريين المسيحيين بالخارج، كما أوفد اللواء أحمد على رئيس ديوان رئيس الجمهورية لتقديم التهنئة أثناء قداس العيد. 
وحرص  الأنبا أكليمندس على تهنئة الرئيس بمناسبة بدء فترة رئاسية جديدة.

ووجَّه نيافته الشكر لمندوبي رؤساء مجالس النواب والشيوخ ورئيس مجلس الوزراء، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب وفضيلة المفتي الدكتور شوقي علام، وعدد من الوزراء الذين أرسلوا مندوبين عنهم في القداس للتهنئة.

كما شكر نيافته أيضًا الوزراء والمحافظين والقيادات الذين حضروا في القداس لتقديم التهنئة، وهم: وزراء الكهرباء، والتموين، والتضامن الاجتماعي، والتنمية المحلية، والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، والثقافة، ومحافظ القاهرة ومحافظ دمياط، وعدد من كبار قيادات القوات المسلحة، ووزارة الداخلية، وممثلو الهيئات القضائية، وسفراء بعض الدول، وممثلو عدد من النقابات والأحزاب، والجامعات المصرية والعديد من الهيئات والمؤسسات، وبعض من المسؤولين السابقين.

وهنأ قداسة البابا في بداية عظته بالقداس الكنائس والإيبارشيات خارج مصر في كل قارات العالم وفي مصر والآباء المطارنة والأساقفة والكهنة والشمامسة وكافة أبناء الكنيسة في مصر وبلاد المهجر بعيد القيامة، وشكر قداسته فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي على تهنئته بالعيد.

وأشار إلى أننا في عيد القيامة المجيد نتلامس مع قوة محبة المسيح لنا جميعًا، وأن القوة تتعدد أنواعها، ولكن ما هي أعظم قوة في حياة الإنسان والتي يمكن أن ينالها ويتمتع بها؟

وشرح قداسته أن أعظم قوة في حياة الإنسان هي قوة الغفران، والله هو الذي يسكب من غفرانه على البشر من محبته، فلا يوجد قوة أعظم من أن الله يغفر للإنسان خطيته، لأن الخطية هي مرض الروح ولا يمكن أن تُمحى إلا بمغفرة الله.

وأعطى قداسة البابا مثالًا لمخاطبة الإنسان لله في لحن "ثوك تى تي جوم" والذي نكرره في أسبوع الآلام السابق للعيد، ونقول لله "لك القوة والمجد والبركة والعزة"، لذلك هنيئًا للإنسان الذي يتمتع بغفران الله في حياته فيكون مقبولًا في السماء.

وأوضح قداسته أن قوة الغفران لها وجهان، هما: 
- غفران الله لخطية الإنسان. 
- استعداد الإنسان أن يغفر ويسامح الآخرين.

وأشار قداسة البابا إلى شرط قوة الغفران، وهو أن الله لن يغفر للإنسان إذا لم يغفر لأخيه الإنسان، لأن مقابلة الخير بالخير هو عمل إنساني، ومقابلة الخير بالشر هو عمل شيطاني، أما مقابلة الشر بالخير هو عمل إلهي، ونحتاج فيه إلى قوة الله، لذلك نصلي باستمرار في الصلاة الربانية "وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضًا لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا" (مت ٦: ١٢)، وهنا توجد العلاقة التعاقدية بين الله والإنسان، ونتيجة مسامحة الإنسان للآخر أن يسكب الله من محبته وغفرانه في قلب الإنسان، فيتمتع الإنسان برحمة الله.

وتناول قداسته عدة نماذج عن أشخاص نالوا الغفران، كالتالي: 
- زكا العشار: عندما أظهر رغبته لرؤية السيد المسيح وصعد على شجرة، وكانت النتيجة أن زاره السيد المسيح في منزله، فقال: "«هَا أَنَا يَا رَبُّ أُعْطِي نِصْفَ أَمْوَالِي لِلْمَسَاكِينِ، وَإِنْ كُنْتُ قَدْ وَشَيْتُ بِأَحَدٍ أَرُدُّ أَرْبَعَةَ أَضْعَافٍ»" (لو ١٩: ٨). 
- المرأة التي أمسكت في ذات الفعل: عندما سجّل السيد المسيح على الأرض خطايا الذين أرادوا أن يرجموها، فكانت النتيجة أن كل واحد منهم عندما رأى خطيته مكتوبة ترك المكان، كما أعطى السيد المسيح المرأة عمرًا جديدًا، "اذْهَبِي وَلاَ تُخْطِئِي أَيْضًا" (يو ٨: ١١).
- اليهود أثناء محاكمة السيد المسيح: عندما صرخوا قائلين: "«لِيُصْلَبْ!»... «دَمُهُ عَلَيْنَا وَعَلَى أَوْلاَدِنَا»" (مت ٢٧: ٢٣، ٢٥)، بينما السيد المسيح طلب المغفرة لهم وهو على الصليب، "«يَا أَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ»" (لو ٢٣: ٣٤). 
- اللص اليمين المصلوب مع السيد المسيح: الذي قدّم صلاة وطلب مغفرة، "ثُمَّ قَالَ لِيَسُوعَ: «اذْكُرْنِي يَا رَبُّ مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ»" (لو ٢٣: ٤٢)، فنال الغفران "إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ" (لو ٢٣: ٤٣).

وأشاد قداسة البابا بروعة أن يملك الإنسان قوة مسامحة الآخر، فهذه هي أعظم قوة في حياة الإنسان: أن يغفر لمَنْ أساء إليه، وعندما يطلب هذه القوة من الله سيصبح قادرًا على مسامحة أخيه الإنسان، كما سينال الرحمة من الله في حياته.

واختتم قداسته مشيرًا إلى أن القيامة هي روح تنساب إلى الإنسان، بحيث ينال قوة محبة الله في حياته اليومية.

وقال قداسة البابا: "نصلي لأجل مصر الوطن الغالي ليكون دومًا في محبة وسلام وأخاء" دعا قداسته إلى ضرورة انتهاء الحروب الدائرة في أماكن عديدة في العالم، وأن يعطي الله العالم سكينة وهدوء وسلامًا، وأن يحفظ بلادنا في سلام وتقدم، لافتًا إلى أن الوطن هو أغلى ما عند الإنسان، واختتم بالدعاء لمصر ولشعبها بالبركة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية التلفزيون المصري الرئيس عبد الفتاح السيسي الشمامسة الكاتدرائية المرقسية بالعباسية بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية يوم الأحد عيد القيامه المجيد السید المسیح قداسة البابا عید القیامة وعدد من

إقرأ أيضاً:

البابا تواضروس: أزمة العالم ليست اقتصادية.. بل في نقص المحبة

أجرت الإعلامية مارتا زابلوكا حوارًا صحفيًّا مع قداسة البابا تواضروس الثاني، لصالح وكالة الأنباء البولندية (P. A. P). 

الجوع الى المحبة 

وحول سؤال من يعايشون أزمات إيمانية أو الشك، أضاف البابا: “الابتعاد عن الله يدخل الإنسان في دائرة الشك واليأس، مما يؤدي إلى مشكلات خطيرة مثل الإلحاد والانتحار. العالم اليوم بحاجة إلى المزيد من الحب، فالجوع الحقيقي في العالم ليس للمادة بل للمحبة."

وشدد قداسة البابا على أهمية المحبة والخدمة في دور الكنيسة لمساعدة كل إنسان.

وعن رؤيته لتحقيق الوحدة بين المسيحيين، أوضح قداسة البابا تواضروس أن الطريق يتطلب عدة خطوات:
أولاً: إقامة علاقات محبة مع كل الكنائس. ثانيًا: إجراء دراسات متخصصة لفهم تاريخ وعقائد كل كنيسة. 
ثالثًا: السير في خطوات حوار لاهوتي معمق. 
وأخيرًا: أن نصلي من أجل تحقيق هذه الرغبة، لأن رغبة المسيح أن يكون الجميع واحدًا.

تحقيق الوحدة 

وفيما يخص تحقيق الوحدة على أرض الواقع، أشار قداسته إلى أن هناك بالفعل خطوات حقيقية قائمة، وقال: هناك محبة متبادلة، وحوارات لاهوتية جادة، مثل الحوار القائم بين الكنيسة الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية، والذي ساعدنا على فهم بعضنا البعض بشكل أعمق. ولا ننسى أن الانشقاق وقع عام ٤٥١ ميلاديًا، أي منذ خمسة عشر قرنًا، ولذلك فتصحيح المسار يحتاج إلى وقت طويل وجهد مستمر.

تعميق الفهم 

وعن كيفية تعميق الفهم بين الكنيستين، قال: "من الضروري أن تتعرف الكنيسة الكاثوليكية أكثر على عقائدنا وتقاليدنا. فلدينا تراث كبير وكنوز روحية من شروحات الآباء الأوائل، والكنيسة القبطية تسير في خط مستقيم منذ أيام المسيح وحتى اليوم. وأضاف: "لدينا أكثر من ٢٠٠ يوم مخصصة للأصوام كل عام، ولدينا ألحان كنسية عظيمة باللغة القبطية، وفنون الأيقونات المقدسة، وزيارة أديرتنا والتعرف على حياتنا الرهبانية يشكل خطوة مهمة للتقارب"

وحول زيارته لبولندا، أوضح أن هذه هي الزيارة الأولى لقداسته لها، وقال: “قرأت كثيرًا عن بولندا منذ وقت قداسة البابا يوحنا بولس الثاني، البولندي الأصل، كما تعرفت على مدينة كراكوف والرئيس البولندي الشهير ليخ ڤاونسا. وازدادت رغبتي في زيارتها بعد زيارة الرئيس البولندي الحالي وقرينته إلى مصر، واستقبلناهما في كاتدرائية مار مرقس بالعباسية، والتقيا كذلك بفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وعن عدد الأقباط في أوروبا وخارج مصر، قال قداسته: "يبلغ عدد الأقباط خارج مصر حوالي ٣ ملايين، من أصل ٩ ملايين مصري مقيمين بالخارج. الولايات المتحدة وفرنسا وأستراليا تضم أكبر عدد من الأقباط. ولدينا كنائس وأديرة هناك، تخدمهم" ومسؤولية الكنيسة أن ترعى كل إنسان حتى لو كان في بلد لا يوجد به سوى ثلاثة أو أربعة أفراد، حيث يزورهم الكاهن كل ستة أشهر"

مشكلات الأسرة 

تحدث قداسة البابا عن أبرز المشكلات التي تواجه الأسر المسيحية في حياتهم بصفة عامة، فأشار إلى أن: "أول مشكلة هي المشكلات الاقتصادية، ولا سيما لدى الأسر المحتاجة منهم. ثانيًا التعليم، حيث أن التعليم الجيد مكلف للغاية. ثالثًا تأثير الإعلام الرقمي، الذي أثر على فكر وأخلاقيات الشباب، وهو أمر لا يتماشى مع ثقافتنا الشرقية. وهنا يأتي دور الكنيسة أن تحافظ على نقاوة الفكر وتحصين أبنائها من هذه المؤثرات"

كما أكد أن مصر رغم التحديات، لا تعاني من اضطهاد ديني بين المسلمين والمسيحيين، قائلاً: "نعيش في محبة وتلاحم منذ قرون. نعمل ونتعلم ونتعالج معًا. التقارير التي تصدر عن حقوق الإنسان كثيرًا ما تكون مسيسة. أدعوكم لزيارة مصر ورؤية الحقيقة بأنفسكم."

عن مصادر الدعم الروحي، قال: “الدعم الحقيقي يأتي من الله وحده، ومن الكنائس والأديرة. الله محب لكل البشر، صانع للخير، وضابط للكل. لذلك، نحيا في طمأنينة وسلام، ونكرر كل يوم: يا ملك السلام، أعطنا سلامك.”

طباعة شارك البابا تواضروس البابا تواضروس الثاني قداسة البابا تواضروس الكنيسة الأرثوذكسية الكنيسة الكاثوليكية

مقالات مشابهة

  • السفارة المصرية برومانيا تقيم حفل استقبال على شرف قداسة البابا
  • قداسة البابا يلتقي أبناء الكنائس الأرثوذكسية والموارنة برومانيا | صور
  • دشنه السيد المسيح.. محافظ أسيوط يزور دير المحرق ويستمع لشرح معالمه الأثرية
  • قداسة البابا تواضروس يزور رئيس أساقفة وارسو .. تفاصيل
  • البطريرك ثيودوروس الثاني يترأس قداس أحد توما.. صور
  • مجمع الكرادلة يصلي من أجل راحة نفس قداسة البابا فرنسيس .. صور
  • البابا تواضروس: أزمة العالم ليست اقتصادية.. بل في نقص المحبة
  • البابا تواضروس: الكنيسة القبطية تسير في خط مستقيم منذ أيام المسيح
  • لقاء الأبناء مع أبيهم.. البابا يلتقي أقباط بولندا وأبناء الكنيسة الإثيوبية |صور
  • البابا تواضروس يستقبل عمدة بلدة برفينوف خلال زيارته الرعوية ببولندا