تسارعت مؤخرا ومع دخول المائة يوم الثالثة من طوفان الأقصى الذي انطلق من غزة، وتيرة المتغيرات المتجددة في المنطقة الناتجة عن الطوفان وما تلقيه من ظلال على مسار الأحداث والمواقف والرأي العام العالمي، بل وعلى إحداث زلزال داخل بنية الوعي الجمعي في مساحة واسعة من العالم.
وليس ثمة خلاف حول فاعلية الموقف اليمني المساند لغزة وتصاعده وتطور أساليبه وما نتج وينتج عنه من آثار وارتدادات وتداعيات، في صناعة وتوجيه المواقف والمتغيرات الإقليمية وربما الدولية.


ومن على منصة مشرفة على كل ذلك، تأتي كلمة السيد عبدالملك الحوثي قائد الثورة في اليمن، بشكل أسبوعي منتظم لتكون حدثا بالغ الأهمية والتأثير سواء لجهة قراءة وتحليل الحدث وتداعياته أو لجهة توجيه الحدث وتحريكه.
تحليل / علي أحمد جاحز

لماذا الكلمة الأسبوعية؟
من المؤكد ان تساؤلا كهذا قفز إلى أذهان الكثيرين، ولفهم الإجابة لا بد ان نعرف ما هو الغرض منها ولكي نعرف الغرض لا بد ان نفهم المنطلقات والمرتكزات للموقف اليمني الذي يقوده السيد القائد ويعتبره أولوية قصوى في هذه المرحلة.
باعتقادنا ان السيد القائد ينطلق عموما من المسؤولية الإيمانية والتوجيهات القرآنية الجهادية التي تعتبر التحرك واجبا وفريضة، وترتكز خطواته وتحركاته وضمنها خطاباته وانتظامها على عدة مرتكزات أهمها:
امتلاك المشروع التحرري الجهادي، وتوفر الفرصة السانحة للاشتغال عليه وتقديمه.
التحرك الجاد والصادق والمبادرة واستثمار الموارد والسنن المتاحة لصناعة أسباب القوة وأدوات المنازلة، ومن ثم استحقاق التأييد الإلهي.
معرفة العدو ونقاط ضعفه وثغراته ودراسة سلوكه ومواقفه وأدواته باستمرار للتحرك وفق ذلك الفهم ومخاطبته بوعي.
الرهان على وعي وإيمان وشجاعة وحكمة الجمهور، وتنامي جاهزية الجيش وأدواته وتقنياته.
وعلى هذا الأساس نبني اعتقادنا أن كلمة السيد القائد بذلك الشكل المنتظم أسبوعيا ولغتها ومحتواها ورسائلها المتصاعدة باستمرار، تأتي بغرض التالي:
الحشد والتعبئة للنفير داخل اليمن والاستنهاض للشعوب والنخب في العالم العربي والإسلامي.
الاستمرارية والديمومة في الارتباط بالحدث والتحرك معه ومواكبته، والتحديث المستمر لمشهدية الحدث الأساسي وما يرتبط به وما ينتج عنه من أحداث وتوجيهها ومن ثم صناعة التداعيات والتأثيرات.
ضمان عدم الوقوع في مأزق الملل والتطبع على الوضع والذي ينتج عنه فتور الموقف وتراجعه وقد يؤدي إلى توقفه والاستسلام لما يريده العدو الذي لا يمل ولا يكل.
إعادة برمجة الوعي الجمعي الإقليمي والإنساني عموما بالمعلومة والمنطق، سواء بتقديم وكشف الوجه الحقيقي للعدو وتعريته وتكريس العداء له، أو بفضح وكشف ضعف وهشاشة العدو وتكريس القناعة بإمكانية مواجهته وسهولة هزيمته، وغير ذلك من الأمور التي تحدث زلزالا في بنية الوعي.
كلمة السيد القائد .. مؤسسة وعمل منظم:
نادرا ما تجد زعيما يمتلك القدرة على القاء خطابات ومحاضرات طويلة منظمة المتن ومرتبة المحاور، مؤيدة بالمعلومات الكافية والموثقة، ومتسقة الرؤى والأفكار وعميقة الدلالات، ومذخرة بالرسائل الموجهة بعناية، ومن بين النادر بل ربما يأتي في المقدمة السيد عبدالملك الحوثي الذي تمكن من أن يجعل كلمته الأسبوعية عملية نوعية فاعلة ومؤثرة ضمن حزمة العمليات النوعية اليمنية في ساحة المعركة المحتدمة مع العدو الصهيوني.
ومن الواضح أن السيد القائد يبني كلمته وفق ديناميكية عمل مؤسسي وجهد منظم ربما يتفوق على أداء منابر وقنوات إعلامية مجتمعة، سواء من حيث الرصد الكفؤ والمواكب للمعلومة والإحصاءات والتحليل العميق لها، ثم التوظيف الذكي لها واستخدامها بعناية في الموضع والموعد المناسبين، أو من حيث القدرة على ايصال المحتوى والرسائل والدلالات، والسرعة العالية في التأثير والتوجيه.

غزة.. الحدث الأساسي وتداعياته :
تظل الحرب الإجرامية على غزة أو بالأصح المحاولات الصهيونية الإجرامية لتركيع غزة ومقاومتها وأهلها، هي الحدث الأساسي والمركزي، وبرغم أن معظم الأحداث البارزة عالميا ترتبط وثيقا بغزة إلا أنها تبقى تداعيات وارتدادات للحدث الأساسي في غزة، وهي إما ارتدادات للإجرام الصهيوني المسعور الذي فاق الاستيعاب والمدعوم بشكل كامل عالميا، أو تداعيات وارتدادات للصمود الأسطوري لغزة ومقاومتها وأهلها والذي نستطيع ان نقول إنه يوازي مستوى الإجرام ويتصاعد معه طرديا، وعلى هذا الأساس، يبقى الحدث الأساسي في غزة متصدرا التناول الإعلامي والسياسي والحقوقي والشعبي إلى حد ما.
ولو تتبعنا كل خطابات السيد القائد عبدالملك الحوثي الأسبوعية، سنجدها تفتتح بقراءة متجددة وتحديث رؤيوي وتقييمي للحدث الأساسي بثنائيته المتمثلة في استمرار وتصاعد الإجرام الصهيوني، واستمرار وتصاعد الصمود والتصدي الفلسطيني في غزة، وحيث أنها تأتي نتاج عمل منظم مؤسسي كما اسلفنا فان كلمة السيد القائد تحتوي أسبوعيا على تحديث نوعي لمستجدات الحدث في غزة سواء إحصاءات حصيلة الجرائم أو متابعة عمليات المقاومة وخسائر العدو في المعركة المحتدمة.
كلمة الخميس الفائت وكلمة هذا الخميس بدتا أكثر ثراء بالمعلومات وأكثر عمقا في التحليل لتلك المعلومات، وأكثر جاذبية وإقناعا لجهة أسلوب وطريقة تقديم وايصال المعلومات ودلالاتها للمتلقي، وفوق ذلك وهو الأهم هو القدرة على إعادة الحدث إلى قمة الأهمية في الوعي الجمعي، وتحريك التفاعل العاطفي والشعور بالمسؤولية تجاه الحدث لدى الرأي العام، وكل ذلك يعتبر نجاحا في قتل حالة الملل، وهو كما اسلفنا من اهم أغراض الكلمة الأسبوعية.

الكيان .. جرائم وهزائم:
بات من الواضح بعد تجاوز 200 يوم على الطوفان وحرب الإبادة في غزة ان ما حصده الكيان المجرم يتلخص في كلمتين “جرائم هزائم “، فالعدو الذي اعلن أهدافا واضحة لحربه على القطاع كان يبرر لداعميه وللأنظمة العربية المتواطئة معه انه مضطر لارتكاب تلك الجرائم لأنه يراهن على نجاحه في اجتثاث المقاومة وتحرير الأسرى وضمان إزالة ما يسميه خطر حماس عليه، فبعد كل هذه الفترة الطويلة وجد نفسه أمام هزائم ووضع ميداني يزداد تعقيدا، ولم يكن هذا هو المأزق، فعادة ما يخرج بهزائم من أي معركة مع المقاومة، لكنه هذه المرة خرج بهزائم غير مسبوقة وهو مثقل بأرصدة هائلة من الجرائم التي وضعته في مأزق أخلاقي وسحبت داعميه إلى جواره في المأزق، وأحرجت الأنظمة المتواطئة أمام شعوبها، بمعنى انه ارتكب جرائم وحصد هزائم.
إلى ذلك، بات معلوما لدى الرأي العام والغرف السياسية والمجتمع الدولي كيف تحول السلوك الإجرامي للكيان وسلوك داعميه المتصلب، إلى مأزق أخلاقي وقانوني وسياسي ليس للكيان وحسب، بل للوبي الصهيوني العالمي واذرعه وأدواته الأمريكية والأوروبية، وهذا ما نجحت كلمة السيد القائد الخميس الماضي في تشخيصه وبلورته باحترافية ودقة عالية
نجحت غزة المحاصرة التي تعيش داخل سجن مغلق بإحكام تحت نيران الكيان بلا طعام ولا دواء، في أن تشعل العالم وتزلزل الأرض تحت أقدام الصهيونية في أمريكا وأوروبا، فالمظاهرات والاعتصامات التي تتصاعد يوميا في جامعات الولايات المتحدة وتداعياتها في أوروبا وما تواجهه من قمع ومحاولات إسكات، تأتي لترسم صورة لما يجري في غزة، تعري الأنظمة

الديموقراطية والنظام العالمي وقيمه الزائفة
الملف الإنساني والحقوقي في يد الشارع.. من يحرك الاحتجاجات؟
لأجل استمرار الكيان في حرب الإبادة في غزة، تنصلت المؤسسات الأممية أمام الإجرام الصهيوني في غزة عن القيام حتى باليسير من دورها القانوني والسياسي والإنساني، سواء مجلس الأمن الذي ظهر منظمة مرتهنة للصهيونية، أو منظمات الأمم المتحدة الإنسانية الإغاثية منها والحقوقية التي اتضح انها ليست إنسانية ولا تتجاوز كونها أدوات تخدم أجندات صهيونية، أو المحكمة الدولية التي لم تصمد في واجهة الحدث لشهر كامل ثم اختفت وتعرت حقيقتها لأول مرة بشكل فاضح انها مجرد أكذوبة كبيرة، وكل هذا التنصل وهذا التعري طوال هذه المدة الطويلة لم ينجح في جعل الكيان يحقق أهدافه، ولم ينجح في طي الملف الإنساني والحقوقي ورميه في بئر النسيان، بل نجحت غزة وجراحها ووجعها ومآسيها ودماؤها في ان تشعل اكبر تحرك حقوقي وقانوني في التاريخ، وتملأ اثقل ملف إنساني بما يكفي لاجتثاث الكيان من على وجه الأرض.
لا يبدو أن الملف الإنساني والحقوقي هذه المرة محتاجا لمؤسسات أو منظمات أممية لتحمله أساسا فقد وضعت غزة المؤسسات والمنظمات الأممية الإنسانية على هامش الوقت بعد أن تورطت في مستنقع التواطؤ مع الكيان القاتل، فقد فرض ذلك الملف الثقيل نفسه على الشعوب الحرة، وحمله الأحرار، وباتت المحاكمة والمساءلة مفتوحة ومنعقدة يوميا على أرصفة الشوارع وفي أروقة الجامعات وفي الساحات.
منذ وقت مبكر ركزت كلمة السيد القائد عبدالملك الحوثي الأسبوعية على استنهاض الشعوب ودعت شعوب أوروبا وأمريكا للخروج والضغط على أنظمتها التي تزج بها في مازق دعم الكيان المجرم، ومن متابعتنا للكلمة التي -كما اسلفنا- تأتي ملمة ومحيطة بالأحداث، لم تعول على الدور الأممي الإنساني ولم تدع ايا من تلك المنظمات للضغط أو للتدخل، بل غالبا ما تستشهد بصمتها إن لم تكن كلمة السيد القائد قد أسهمت بشكل فاعل في تعرية المؤسسات والمنظمات الأممية ونقلها إلى خانة العار في الوعي الجمعي، بل أن تأثير ومفعول الكلمة الأسبوعية للسيد القائد فاعل وعميق في صناعة وتوجيه الرأي العام والمواقف الشعبية من جهة، وهو ما يؤكده الاتهامات الأمريكية التي تقول إنه ضالع في تحريك الاحتجاجات الجامعية مؤخرا، وبالنظر إلى المتابعة
المركزة وما يشبه التبني العالي للتحركات الجماهيرية في كلمة السيد القائد الأسبوعية، فإن من الطبيعي الاعتقاد انه ضالع بأي مستوى في تحريك السخط الشعبي والطلابي والحقوقي تجاه جرائم الكيان وداعميه، على غرار تأثير الموقف اليمني السياسي والعسكري في تحريك وتفعيل المواقف السياسية والعسكرية عموما وهو ما سوف نتطرق اليه لاحقا.

اليمن .. خارج قوالب الخطاب السياسي العربي:
الخطاب السياسي الرسمي العربي طوال عقود مضت أصيب بحالة تبلد واصبح مجرد قوالب جاهزة كرستها الوصاية الصهيونية في بروتوكولات النظام العربي الرسمي، واتضح جليا أمام هول ما جرى ويجري في غزة إلى مدى اصبح الخطاب السياسي معلبا والى أي حد لا تستطيع الأنظمة الخروج من تلك القوالب، في مقابل خطاب سياسي صهيوني غربي أمريكي وأوروبي منفلت وقح يتعاطى بتعال واستخفاف مع الزعامات والأنظمة العربية، ويعلن ويجاهر بدعمه ومشاركته مع الكيان المجرم في إبادة شعب كامل أمام كل المحافل الدولية بلا سقوف ولا حدود ولا اعتبارات بروتوكولية.
أمام كل هذا، يأتي الخطاب السياسي في كلمة السيد عبدالملك الحوثي مختلفا عاليا، لا سقوف ولا قوالب تقزمه وتحده، خطاب يؤسس لقواعد جديدة في اللغة السياسية، فقط سقف القيم والأخلاق الإنسانية التي تفرضها الهوية الإيمانية والشخصية القيمية التي يتحلى بها القائد، يضبط مستوى الخطاب السياسي الجديد الذي يؤسس السيد الحوثي لتكريسه في المنطقة متجاوزا النمطية الدبلوماسية التي جعلت الخطاب السياسي العربي والإسلامي معلبا وباردا حد التبلد.
تعودت الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية التي تمثل اذرعا أساسية للوبي الصهيوني على توجيه وتحريك موقف النظام العربي الرسمي والإسلامي ” عدا أنظمة الممانعة” إلى هذا المستوى غير المستوعب منطقيا الذي جعل الشارع يقف مذهولا أمام عدم قدرة الأنظمة أن تتحرك للضغط باتجاه إدخال شاحنة غذاء أو دواء لغزة، إما التعبير عن الغضب والسخط والاحتجاج، أو التهديد باستخدام حقها في الدفاع عن عرضها وشرفها، فهذا بدا مستبعدا كليا.
أمام غزة ومأساتها وصمودها، كان الامتحان الفاضح للمواقف السياسية، فقد سقطت أوراق التوت عن عورة النظام العربي والإسلامي الموالي للصهيونية، بل كان الامتحان قاسيا في تعرية وفرز الأنظمة والتيارات التي ظلت تختبئ خلف قناع الوقوف مع المقاومة طوال عقود لتظهر عارية في طابور المصطفين مع الكيان المجرم، كل وفق الدور المرسوم من الحياد الذي يخدم الكيان بالصمت وإسكات الشعب والجيش، إلى الحياد الذي يلعب دور الوسيط، إلى المتواطئ الذي يغلق المعبر وصولا إلى الذي يدعم جيش الكيان بالغذاء والسلاح وفق عقود توريد حصرية، فضلا عن المواقف المؤيدة للعدو صراحة، وانتهاء بالموقف الممجوج الذي يقول انه يسعى للتطبيع إنقاذا لغزة، فيما يفضحه الأمريكي ويؤكد انه اشترط القضاء على المقاومة مهرا للتطبيع.
كان من الممكن أن يبدو كل هذا المشهد السياسي العربي اعتياديا لو لم يكن ثمة أنموذج مغاير نجح السيد عبدالملك الحوثي أن يكرسه في الوعي الجمعي، حين وجه السلطات أن تعلن رسميا الدخول في المعركة منذ البداية واعتبر العدوان على غزة تهديداً للأمن القومي العربي ولليمن، وهو ما جعل الأنظمة تخاف من الانتقال إلى الخطوة التي تريدها الصهيونية وهي تصفية القضية نهائيا والاجهاز على المقاومة بشكل حاسم، ولذلك واستمرارا لهذا التوجه يأتي ضمن كلمة السيد القائد أسبوعيا محور خاص بتشخيص وتقييم الموقف السياسي العربي والإسلامي الرسمي، ومع انه يلتزم النصح والتحذير والتنبيه والتذكير، إلا انه يحمل رسائل قوية للأنظمة وللجماهير ويحاصر التحرك الرسمي في زاوية الخوف والتردد، وباعتقادي سينجح في اسنهاض الشعوب للضغط وربما إسقاط الأنظمة.
*سنواصل معكم بإذن الله في الجزء الثاني قراءة التداعيات السياسية والاقتصادية والعسكرية للطوفان، وفي الجزء الثالث قراءة في الموقف اليمني وتأثيره في صناعة التحولات.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

السيد القائد: العدوان الأمريكي لن يثنينا عن نصرة غزة والتجويع جريمة حرب تستدعي تحرك الأمة

يمانيون../
أكد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أن الشعب اليمني صمد بكل ثبات وفاعلية في مواجهة العدوان الأمريكي، وسيستمر في موقفه المساند للشعب الفلسطيني.

واعتبر السيد القائد في كلمة له تعقيبًا على تصعيد العدوان الأمريكي على اليمن، أنه عندما يتجه العدو الإسرائيلي وبشراكة أمريكية لارتكاب الإبادة الجماعية في غزة فهذا خط أحمر ولا يمكننا التفرج عليها، مشيرًا إلى وجود التزامات قانونية وإنسانية حتى على غير المسلمين لكن الكل يفرطون بالتزاماتهم في المجتمع الدولي.

وندد السيد القائد بالجولة الجديدة من العدوان الأمريكي على اليمن، والتي شملت عدة غارات وعمليات قصف بحري على المنازل والأحياء السكنية في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات، وأسفرت عن ارتقاء العشرات من الشهداء والجرحى بينهم أطفال ونساء.

ووصف العدوان الأمريكي بأنه غاشم ظالم في إطار الطغيان الأمريكي والعربدة الأمريكية تجاه أمتنا، وأن الهدف منه واضح، وهو الإسناد للعدو الإسرائيلي بعد موقف اليمن الواضح في إسناد الشعب الفلسطيني ورفض تجويعه.

وأكد السيد القائد أن الشعب اليمني صمد بثبات في مواجهة العدوان الأمريكي وسيستمر في دعم فلسطين، مشددًا على أن الإبادة الجماعية في غزة خط أحمر لا يمكن التفرج عليها.

وقال إنه لا يمكن أن نفرط في التزاماتنا تجاه الخطوط الحمراء ولو فرط الآخرون، ولو سكت الآخرون فلن نسكت أبدا، مؤكدًا أن من السهل بالنسبة لنا أن تكون مشكلتنا مع طغاة عصرنا ولا أن يكون لنا مشكلة مع الله.

وأوضح أن الأمريكي يقدم عدوانه على بلدنا بأنه يحاسب فيه شعبنا على وقفته المشرفة الشجاعة الكاملة إلى جانب الشعب الفلسطيني”، مؤكدًا أن هذه الوقفة هي من أجل الله تعالى وفي سياق الالتزامات الإيمانية والإنسانية والأخلاقية والدينية.

وأشار إلى أن الشعب اليمني لن يندم على موقفه العظيم إلى جانب الشعب الفلسطيني بل يرى في وقفته قربة إلى الله تزيده قوة على كل المستويات.

وتعهد السيد القائد بأن الشعب اليمني لن يتزحزح عن توجهه الإيماني القرآني الإنساني الأخلاقي مهما كان الطغيان الأمريكي والإسرائيلي، مؤكدًا أن العدوان الأمريكي فاشل وسيفشل بإذن الله تعالى ولن يحقق أهدافه في الضغط على شعبنا وبلدنا في التراجع عن موقفه ولا عن قراره لأنه موقف أساسي.

وأكد أن العدوان الأمريكي لن يحقق أهدافه في تقويض القدرات العسكرية لبلدنا، مشيرًا إلى أن العدوان الجديد سيسهم في تطوير قدراتنا العسكرية أكثر فأكثر، وسنواجه التصعيد بالتصعيد.

وكشف السيد القائد عن أن قواتنا المسلحة باشرت الرد على العدوان الأمريكي، مؤكدًا أن حاملة الطائرات والقطع الحربية الأمريكية ستكون هدفا لنا، وقرار حظر الملاحة سيشمل الأمريكي طالما استمر في عدوانه.

وحذر من أن الأمريكي يسعى إلى التأثير على الملاحة الدولية حين يحول البحر إلى ساحة حرب، مؤكدًا أن الأمريكي والإسرائيلي هما مصدر شر وخطر على مستوى المنطقة بكلها وعلى مستوى العالم.

وتوعد السيد القائد العدو الأمريكي بالقول: “سنواجه التصعيد بالتصعيد، وسنرد على العدو الأمريكي بالاستهداف لحاملة طائراته وبوارجه والحظر لسفنه”، مضيفًا: “إذا استمر العدوان الأمريكي على بلدنا سننتقل إلى خيارات تصعيدية إضافية”.

ودعا السيد القائد الشعب اليمني إلى تحرك شامل على مستوى التعبئة العامة وفي كل المجالات.

واعتبر السيد القائد جريمة التجويع لـ2 مليون فلسطيني جريمة كبيرة جدا بكل ما توصف به كبار الجرائم”، معربًا عن أسفه للموقف العام البارد للأنظمة في العالم الإسلامي والعربي، وعدم وجود أي تحرك جاد لمنع ما يقوم به العدو الإسرائيلي من تجويع تام لأهل غزة، بل وصل الحال به إلى السعي لتعطيش أهل غزة والسعي لمنع الماء عنهم.

ووصف السيد القائد ما يعيشه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بمأساة كبيرة يتجاهلها الكثير من الناس ولا يتفاعلون معها، مشيرًا إلى أن مسألة التجويع لأهل غزة ومنع الغذاء عنهم ليست قضية سهلة وهي توجه نحو الإبادة لهم بوسيلة من وسائل الإبادة.

ولفت إلى مرور 15 يومًا والعدو الإسرائيلي مغلق للمعابر إلى القطاع ويمنع دخول المساعدات، مما يزيد من معاناة الشعب الفلسطيني.

وشدد السيد القائد على المسؤولية على أمتنا قبل غيرها على كل شعوبنا وبلدان أمتنا للتحرك الجاد لمنع جريمة التجويع في غزة، معتبرًا أن تدخل الأمريكي مع الإسرائيلي كشريك في كل جرائمه وتوليه دور الحماية له هو المشكلة التي أوصلت الأمة إلى هذا المستوى من التفريط.

ودعا السيد القائد الأمة إلى تذكر المسؤولية الإنسانية والأخلاقية والدينية والإيمانية، وإدراك الخطأ والخطر الكبير عندما يصل واقع الناس إلى أن تكون خشيتهم من أمريكا أكثر من خوفهم من العقوبة الإلهية.

وحذر من أنه حينما تفرط الأمة في مسؤوليات كبيرة وعظيمة ومقدسة ومهمة وضرورية فإنها تفتح الأبواب للشر على نفسها، وأنه عندما تكون الأمة مكبلة بالخوف والرعب يلجأ الأمريكي أكثر، وهذا له مخاطر كبيرة على الأمة.

وأكد السيد القائد أن الأمريكي والإسرائيلي أصحاب أطماع كبيرة ومشاريع عدوانية إجرامية يستهدفون بها أمتنا، ولديهم منطلقات عقائدية ونزعة استعمارية وسلوك طغياني وإجرامي.

وجدد التأكيد على أن موقف بلدنا وقراره في الإسناد للشعب الفلسطيني هو حظر الملاحة الإسرائيلية، وبشكل واضح أن قراره يخص العدو الإسرائيلي فقط، وكان بهدف الضغط عليه لفتح المعابر لدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة وإنهاء التجويع، في ظل نكبة كبيرة يعيشها الشعب الفلسطيني في القطاع بعد 15 شهرا من الإبادة والتدمير.

وأكد السيد القائد على أن العدو الأمريكي لن يحقق هدفه في الضغط علينا بالتراجع عن موقفنا، والحل الوحيد هو دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة”، مشددًا على ضرورة أن يكون لدى الأمة خطوط حمراء لا تسمح بها لأن العدو يتشجع على ما هو أسوأ عندما لا تتخذ أي خطوات عملية، وأن سقف الإسرائيلي هو المشروع الصهيوني، وكل خطوة تصعيدية يقدم عليها دون رد فعل ستشجعه للانتقال فيما بعدها إلى خطوة أكبر.

مقالات مشابهة

  • “رويترز”: الجيش الأمريكي يسقط 11 مسيرة أطلقها الحوثيون باتجاه حاملة الطائرات “هاري ترومان”
  • (نص + فيديو) كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حول آخر التطورات والمستجدات
  • فُرِضَ الحصار وكان وعدُ السيد حقًّا
  • السيد القائد: اليمن ثابت في موقفه المساند لغزة والإبادة الجماعية خط أحمر
  • السيد القائد: العدوان الأمريكي لن يثنينا عن نصرة غزة والتجويع جريمة حرب تستدعي تحرك الأمة
  • السيد القائد يوجه بالتعبئة الشاملة ويكشف خيارات اليمن التصعيدية
  • كلمة هامة للسيد القائد الـ9 مساء
  • كشف تفاصيل الرتل الأمريكي الذي انتقل من بغداد إلى الانبار
  • خطاطو الباحة يطلقون مبادرة “التقويم الرمضاني” بالخط العربي
  • “نزيف التراب”.. دراما فلسطينية توثق البطولة وتكشف المعاناة