يمانيون – متابعات
تشير التحركات الأخيرة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية ترتب لعملية برية ضد صنعاء، بعد فشل مهمتها البحرية والجوية في إضعاف هذه القوات ومنعها من استهداف السفن الإسرائيلية والمتجهة إلى إسرائيل في البحر الأحمر .

وعلى رغم أن الولايات المتحدة لم تحظ بدعم دولي في معركتها البحرية والجوية، واضطرت إلى خوضها منفردة، إلى جانب بعض الدول الأوروبية، إلا أن ذلك ـ على ما يبدو ـ دون الترتيب لعملية برية جديدة.

هذه الخطوة ـ إن صح أنه يتم الترتيب لها ـ تطرح أسئلة عن دوافع اتخاذها، خصوصا وأن حلفاءها في المنطقة، وفي مقدمتهم السعودية، رفضوا علنا المشاركة في التحالف البحري الذي دعت إليه أواخر العام الماضي.

وفي حال استبعدنا أن يكون ما يتم تداوله مجرد تهديد هدفه إجبار قوات صنعاء على إيقاف عمليات البحر الأحمر، يمكن طرح سؤال عن الموقف السعودي الجديد، الذي يقول البعض إنه قد يكون وراء ترتيب أمريكا للعملية البرية. أي أن هناك موافقة سعودية مبدئية على المشاركة فيها مقابل ضمانات بحمايتها من أية عمليات انتقامية مستقبلية.

يمكن القول إن هذا أقرب تفسير للتحرك الأمريكي باتجاه إطلاق عملية برية في اليمن، خصوصا وأنه تزامن مع زيارة مسئولين أمريكيين للسعودية، وتحركات للقوات الموالية للتحالف السعودي ـ الإماراتي في المحافظات اليمنية المحتلة.

إلى جانب ذلك، ومن الأمور التي يمكن اعتبارها مؤشرا على مشارة المملكة في اعتداء قادم، إبرام اتفاقية أمنية بين واشنطن والرياض. فعلى رغم أن ملف اليمن لم يرد ضمن الأهداف المعلنة للاتفاقية، إلا أن خبراء يؤكدون أن التوقيع على هذه الاتفاقية يعني عودة الحرب إلى اليمن.

يأتي هذا رغم، وجود بعض المؤشرات على أن السعودية بدت ـ في وقت سابق ـ مستعدة لتغيير سياستها تجاه اليمن. على سبيل المثال، عقدت السعودية محادثات مع صنعاء في الأشهر الأخيرة، وعبرت عن استعدادها لإجراء محادثات سلام جديدة.

ويبدو من السابق لأوانه تحديد ما إذا كانت السعودية ستنخرط في صراع جديد مع قوات صنعاء إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية. ويمكن القول إن ذلك يعتمد على العديد من العوامل، منها:

تطورات الصراع في اليمن: إذا ازداد الصراع سوءًا، فقد تكون السعودية أكثر عرضة للتدخل بشكل مباشر.

العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية: ربما تلعب العلاقة بين البلدين دورًا في تحديد ما إذا كانت السعودية ستشارك في صراع جديد.

المصالح السياسية للسعودية: ستأخذ السعودية في الاعتبار مصالحها السياسية الخاصة عند اتخاذ قرار بشأن كيفية المضي قدمًا في هكذا قرار.

وفي حال اعتمدنا على القرائن والتحركات التي شهدتها الأسابيع الأخيرة، يمكن القول إن السعودية أقرب إلى المشاركة في أي عمل عسكري أمريكي قادم، خصوصا إذا أخذنا بالاعتبار موضوع اللعب على الوقت فيما يتعلق بمحادثات السلام، من خلال المماطلة واختلاق العراقيل.

عبدالرزاق علي ـ عرب جورنال –

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

ما وراء إعادة تفعيل السعودية للمفاوضات مع الحوثيين؟

رئيس وفد صنعاء ووزير الدفاع السعودي (وكالات)

في خطوة مفاجئة، أعادت السعودية تحريك ملف المفاوضات السياسية في اليمن بعد فترة من الجمود، حيث دعت في بيان المجلس الوزاري الخليجي، الذي عقد نهاية الأسبوع في الرياض، إلى استئناف المفاوضات ودعمت لأول مرة خارطة الطريق الأممية التي تشمل صرف المرتبات ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد.

تأتي هذه الدعوة السعودية رغم تصنيف الولايات المتحدة لحركة أنصار الله على لائحة العقوبات، وهو القرار الذي تهدد بموجبه واشنطن أي دولة تتعامل مع الحوثيين.

اقرأ أيضاً بشرى سارة من المرور في صنعاء بمناسبة شهر رمضان 8 مارس، 2025 هل يمكن القلي بزيت الزيتون؟: مختص يجيب ويضع النقاط على الحروف 8 مارس، 2025

ورغم أن السعودية كانت قد امتثلت للطلب الأمريكي بتجميد المفاوضات وربطها بوقف العمليات اليمنية في غزة، فإن توقيت هذه الدعوة يعكس مخاوف من تصعيد أكبر قد تدفع صنعاء إليه، خاصة بعد اللقاءات الأخيرة بين المسؤولين السعوديين والأمريكيين في واشنطن.

وبينما يرى البعض في هذه الدعوة مجرد مناورة أو حملة دعائية سعودية، يشير توقيتها إلى إدراك الرياض العميق للمأزق الذي قد تواجهه في حال تصاعد التصعيد العسكري.

مقالات مشابهة

  • اليمن بين موقفين
  • قمة القاهرة الأخيرة .. مخرجات مخيبة للآمال وصنعاء تحذّر من استئناف عملياتها
  • البيت الأبيض: إيران يمكن التعامل معها عسكريًا أو من خلال إبرام اتفاق
  • ما وراء إعادة تفعيل السعودية للمفاوضات مع الحوثيين؟
  • أسعار الصرف في اليمن: تفاوت ملحوظ بين صنعاء وعدن
  • تحليل: هل يمكن لحلف الناتو أن يصمد دون الولايات المتحدة؟ وما قدراته أمام روسيا؟
  • السعودية ترحب باستضافة لقاء بين الولايات المتحدة وأوكرانيا
  • السعودية تستضيف لقاء بين الولايات المتحدة الأمريكية وأوكرانيا
  • بعد الاشتباكات الأخيرة.. السعودية توجه رسالة إلى الحكومة السورية
  • اكتمال وصول مجموعة القوات الجوية الملكية السعودية إلى قاعدة نلس في الولايات المتحدة