يمانيون:
2025-02-07@16:04:35 GMT

اليمن يهزم الأساطيل

تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT

اليمن يهزم الأساطيل

عبد الله الفرح
ليس عاراً أن يدخل العدو دارك رغماً عن أنفك، لكن العار أن يخرج سالماً أمام عينيك. من هنا ينطلق اليمن، وخلفه إرث تاريخي كبير، ومدرسة عسكرية تعاملت مع مختلف الأدمغة العسكرية الغربية، حاملاً معه أيضاً الصبر الاستراتيجي الذي نسجه من خيوط إرادة صلبة ومتينة، وقبل كل ذلك ثقافة دينية متماسكة تؤمن بأن عواقب الأمور لخالقها.

تحركات أخيرة للقوات الأميركية، وتنسيق سري وعلني مع الحلفاء، أعقبتها إعادة تموضع لقوات واشنطن، وخصوصاً بعد فشل ما سُمي “تحالف الازدهار”، الذي وُلِد ميتاً.

هذه التحركات الأميركية، وسحب قواتها تباعاً من البحر الأحمر، بعثت الشكوك بشأن النيات، وخصوصاً أن العدوان على اليمن لا يزال قائماً وبوتيرةٍ متصاعدة، ودماء الأطفال والنساء والشيوخ في غزة لا تزال تنساب من بين أصابع الاحتلال وشريكه الأميركي في العدوان.

إن انسحاب حاملة الطائرات الأميركية “يو أس أس دوايت آيزنهاور”، واتجاهها إلى شرقي المتوسط، حملا عدة سيناريوهات، أحدها أن طاقم هذا الأسطول لم يكن معتاداً حرباً من هذا النوع، له هذا الزخم وهذه الجرأة، وعمل من دون إجازات وتحت وقع تأثير الأسلحة اليمنية المتطورة.

ويرى آخرون أن انسحاب “آيزنهاور” ليس إلا مجرد إعادة تموضع للقوات البحرية الأميركية، وأن التخفيف من وجود القوات في البحر الأحمر سيقلل من تكاليف التصدي للأسلحة اليمنية.

أما السيناريوهات الأخرى، فأخطرها مرتبط بإرسال الطائرات الحربية الأميركية إلى مطارات سعودية، وهذا يشير إلى تنسيق أميركي مع حلفاء واشنطن، عبر إعادة الحرب على اليمن من جديد، وخصوصاً بعد خطاب سعودي ليّن خلال الأشهر الماضية، فيما يتعلق بالبحر الأحمر، فضلاً عن توقف المفاوضات والمماطلة السعودية في تنفيذ ما تم التوصل إليه على طاولات المفاوضات.

صنعاء تدرس هذا السيناريو جيداً، وتنظر إليه في سياق المؤامرات الأميركية المعروفة، بينما كان إعلان واشنطن ما يسمى “تحالف الازدهار” استجابةً لضغوط اللوبي الإسرائيلي، وأساليب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الذي يستغل ولاية الرئيس الأميركي الحالي، جو بايدن.

وأمام هذه السيناريوهات، كان رد اليمن عالياً، إذ شنّت القوات المسلحة عدة عمليات ضدّ سفن إسرائيلية في المحيط الهندي، وأخرى حربية أميركية في البحر الأحمر، كما أطلقت عمليةً في اتجاه أم الرشراش المحتلة: “إيلات”.

الرد اليمني العسكري على كل التحركات والتكتيكات في البحر الأحمر وبحر العرب بعث اليأس في العقلية الأميركية، التي اعتقد أصحابها أن انسحاب بعض قواته من أمام سواحل اليمن سيدفع في اتجاه التهدئة إلى الأمام. لكن صنعاء كان لها حساباتها التي يتفاجأ منها أعداؤها كالعادة، لأنها تقول دائماً إن الحل هو في إيقاف العدوان على غزة وإدخال المساعدات، وليس بإعادة التموضع أو التآمر من تحت الطاولة.

أربعة أشهر أمضتها “آيزنهاور” والسفن المرافقة لها في البحر الاحمر، لتعود إلى البحر المتوسط بعد تصريحات الأدميرال مارك ميغويز، وهو قائد المجموعة الضاربة الثانية، والذي علق على دخول الزوارق اليمنية المسيرة بقوله: “إنه تهديد غير معروف، وليس لدينا الكثير من المعلومات عنه، ويمكن أن يكون مميتاً”.

لقد تفاجأ الأميركيون وحلفاؤهم بمسرح عمليات معقد وصعب ومكشوف، وفوجئوا أيضاً بحرب استنزاف، فسحبت بريطانيا مدمّرتها “دايموند”. وفي إثر ذلك كان قرار الدنمارك، ثمّ فرنسا وألمانيا، وليس انتهاءً بالولايات المتحدة.

هذه الانسحابات المتتالية يقرأها البعض على أنها خطوات جيدة، لكنها غير مرضية بالنسبة إلى اليمن، الذي دخل المعركة ورفع السقف منذ البداية، والتفّت حول موقفه الشعوب العربية، وهتفت باسمه الجماهير الغربية.

في ضوء ما تقدم، فإن اليمن يدرك تماماً ما تمثّله الانسحابات من البحر الأحمر، وهو ينصح ذوي القربى وجاره الذي ارتكب خطأ الحرب على اليمن، بعدم المماطلة أو التآمر. وجاء ذلك على لسان رئيس المجلس السياسي الأعلى، مهدي المشاط، الذي ذكّر بنصح قائد أنصار الله، السيد عبد الملك الحوثي، وأعاد إلى واجهة الاهتمام ملف المفاوضات اليمنية – السعودية، وبعث رسائله إلى رياض قائلاً: “نحذّر من أي تصعيد أميركي ضدّ أمن اليمن واستقراره. والتحضيرات المشبوهة الجارية لثني اليمن وإضعاف دوره الفاعل والمؤثّر، والمنطلق من الواجب، دينياً وإنسانياً، دفاعاً عن فلسطين، ستبوء بالفشل”.

وأضافت صنعاء، على لسان المشاط ومجلسها السياسي، أن “تداعيات أي تصعيد لن تقف عند حدود اليمن”، في إشارة إلى احتمال اشتعال المنطقة بأسرها، في حال فكر العدو باللعب بالنار واستخدام أوراقه الداخلية أو الخارجية.

وكتذكير للسعودية، قائدة تحالف الحرب على اليمن، أرسل المجلس السياسي الأعلى رسالةً مفادها أن “على السعودية تقديم مصلحتها الوطنية على المصلحة الأميركية، فيما يخص مسارها التفاوضي في اليمن، والمضي إيجاباً لاستكمال هذا المسار وعدم التباطؤ والتلكؤ عنه”.

إنها تطورات متسارعة قد تلقي ظلالها إيجاباً على القضية الفلسطينية، وقد تشعل النار مجدداً في عباءة المملكة السعودية وسفنها العابرة من البحر الأحمر، وفي جسد اليمن العربي الأصيل.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: البحر الأحمر على الیمن فی البحر

إقرأ أيضاً:

شركة ميرسك تتمهل في العودة إلى البحر الأحمر.. المخاوف قائمة

قال الرئيس التنفيذي لشركة ميرسك للشحن، فينسنت كليرك، إنه لا يعتقد أن الشركة ستعود قريبا للعمل في البحر الأحمر، بسبب حالة من عدم اليقين.

في وقت سابق، قالت الشركة إنها ستواصل تحويل مسار سفنها حول أفريقيا عبر طريق رأس الرجاء الصالح حتى يتم التأكد من المرور الآمن عبر منطقة البحر الأحمر وخليج عدن على المدى الطويل.

ويأتي قرار الشركة رغم إعلان جماعة أنصار الله اليمنية "الحوثي" إنها ستحد من هجماتها على السفن التجارية.




وذكرت شركة الشحن الدنمركية أن قرار جماعة الحوثي "خطوة مرحب بها للغاية في الاتجاه الصحيح نحو الاستقرار والعودة إلى الأوضاع الطبيعية في قطاع الشحن العالمي".

لكنها قالت إن المخاطر الأمنية التي تهدد السفن التجارية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب لا تزال مرتفعة.

وأضافت في بيان "مع وضع ذلك في الاعتبار، وكون سلامة أطقمنا وسفننا وشحناتكم على رأس أولوياتنا، ستواصل ميرسك الإبحار حول أفريقيا عبر رأس الرجاء الصالح حتى يتم التأكد من المرور الآمن عبر المنطقة على المدى الطويل".

مقالات مشابهة

  • حدث وأنت نائم.. غرق مركب في البحر الأحمر ورفض إثبات نسب طفل للاعب إسلام جابر
  • البحر الأحمر بدون حاملة طائرات.. ترومان تنسحب
  • بخلاف ما تروج له واشنطن.. شركات شحن تعود تدريجياً للبحر الاحمر 
  • شركة ميرسك تتمهل في العودة إلى البحر الأحمر.. المخاوف قائمة
  • شاهد | البحر الأحمر والحروب الحديثة
  •  شركات عالمية تشكك في القدرة على حل ازمة البحر الأحمر بعيداً عن غزة
  • المشدد 15عامًا لسائق بتهمة هتك عرض طفلة بالغردقة
  • تفاصيل إقالة السعودية لأعضاء مجلس القيادة الرئاسي في اليمن
  • رفع درجة الاستعداد في البحر الأحمر لمواجهة اضطرابات الطقس
  • اليمن.. يوسفُ العرب الذي سيُعيد المجد من رُكام الخيانة