يمانيون:
2025-01-08@12:33:56 GMT

اليمن يهزم الأساطيل

تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT

اليمن يهزم الأساطيل

عبد الله الفرح
ليس عاراً أن يدخل العدو دارك رغماً عن أنفك، لكن العار أن يخرج سالماً أمام عينيك. من هنا ينطلق اليمن، وخلفه إرث تاريخي كبير، ومدرسة عسكرية تعاملت مع مختلف الأدمغة العسكرية الغربية، حاملاً معه أيضاً الصبر الاستراتيجي الذي نسجه من خيوط إرادة صلبة ومتينة، وقبل كل ذلك ثقافة دينية متماسكة تؤمن بأن عواقب الأمور لخالقها.

تحركات أخيرة للقوات الأميركية، وتنسيق سري وعلني مع الحلفاء، أعقبتها إعادة تموضع لقوات واشنطن، وخصوصاً بعد فشل ما سُمي “تحالف الازدهار”، الذي وُلِد ميتاً.

هذه التحركات الأميركية، وسحب قواتها تباعاً من البحر الأحمر، بعثت الشكوك بشأن النيات، وخصوصاً أن العدوان على اليمن لا يزال قائماً وبوتيرةٍ متصاعدة، ودماء الأطفال والنساء والشيوخ في غزة لا تزال تنساب من بين أصابع الاحتلال وشريكه الأميركي في العدوان.

إن انسحاب حاملة الطائرات الأميركية “يو أس أس دوايت آيزنهاور”، واتجاهها إلى شرقي المتوسط، حملا عدة سيناريوهات، أحدها أن طاقم هذا الأسطول لم يكن معتاداً حرباً من هذا النوع، له هذا الزخم وهذه الجرأة، وعمل من دون إجازات وتحت وقع تأثير الأسلحة اليمنية المتطورة.

ويرى آخرون أن انسحاب “آيزنهاور” ليس إلا مجرد إعادة تموضع للقوات البحرية الأميركية، وأن التخفيف من وجود القوات في البحر الأحمر سيقلل من تكاليف التصدي للأسلحة اليمنية.

أما السيناريوهات الأخرى، فأخطرها مرتبط بإرسال الطائرات الحربية الأميركية إلى مطارات سعودية، وهذا يشير إلى تنسيق أميركي مع حلفاء واشنطن، عبر إعادة الحرب على اليمن من جديد، وخصوصاً بعد خطاب سعودي ليّن خلال الأشهر الماضية، فيما يتعلق بالبحر الأحمر، فضلاً عن توقف المفاوضات والمماطلة السعودية في تنفيذ ما تم التوصل إليه على طاولات المفاوضات.

صنعاء تدرس هذا السيناريو جيداً، وتنظر إليه في سياق المؤامرات الأميركية المعروفة، بينما كان إعلان واشنطن ما يسمى “تحالف الازدهار” استجابةً لضغوط اللوبي الإسرائيلي، وأساليب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الذي يستغل ولاية الرئيس الأميركي الحالي، جو بايدن.

وأمام هذه السيناريوهات، كان رد اليمن عالياً، إذ شنّت القوات المسلحة عدة عمليات ضدّ سفن إسرائيلية في المحيط الهندي، وأخرى حربية أميركية في البحر الأحمر، كما أطلقت عمليةً في اتجاه أم الرشراش المحتلة: “إيلات”.

الرد اليمني العسكري على كل التحركات والتكتيكات في البحر الأحمر وبحر العرب بعث اليأس في العقلية الأميركية، التي اعتقد أصحابها أن انسحاب بعض قواته من أمام سواحل اليمن سيدفع في اتجاه التهدئة إلى الأمام. لكن صنعاء كان لها حساباتها التي يتفاجأ منها أعداؤها كالعادة، لأنها تقول دائماً إن الحل هو في إيقاف العدوان على غزة وإدخال المساعدات، وليس بإعادة التموضع أو التآمر من تحت الطاولة.

أربعة أشهر أمضتها “آيزنهاور” والسفن المرافقة لها في البحر الاحمر، لتعود إلى البحر المتوسط بعد تصريحات الأدميرال مارك ميغويز، وهو قائد المجموعة الضاربة الثانية، والذي علق على دخول الزوارق اليمنية المسيرة بقوله: “إنه تهديد غير معروف، وليس لدينا الكثير من المعلومات عنه، ويمكن أن يكون مميتاً”.

لقد تفاجأ الأميركيون وحلفاؤهم بمسرح عمليات معقد وصعب ومكشوف، وفوجئوا أيضاً بحرب استنزاف، فسحبت بريطانيا مدمّرتها “دايموند”. وفي إثر ذلك كان قرار الدنمارك، ثمّ فرنسا وألمانيا، وليس انتهاءً بالولايات المتحدة.

هذه الانسحابات المتتالية يقرأها البعض على أنها خطوات جيدة، لكنها غير مرضية بالنسبة إلى اليمن، الذي دخل المعركة ورفع السقف منذ البداية، والتفّت حول موقفه الشعوب العربية، وهتفت باسمه الجماهير الغربية.

في ضوء ما تقدم، فإن اليمن يدرك تماماً ما تمثّله الانسحابات من البحر الأحمر، وهو ينصح ذوي القربى وجاره الذي ارتكب خطأ الحرب على اليمن، بعدم المماطلة أو التآمر. وجاء ذلك على لسان رئيس المجلس السياسي الأعلى، مهدي المشاط، الذي ذكّر بنصح قائد أنصار الله، السيد عبد الملك الحوثي، وأعاد إلى واجهة الاهتمام ملف المفاوضات اليمنية – السعودية، وبعث رسائله إلى رياض قائلاً: “نحذّر من أي تصعيد أميركي ضدّ أمن اليمن واستقراره. والتحضيرات المشبوهة الجارية لثني اليمن وإضعاف دوره الفاعل والمؤثّر، والمنطلق من الواجب، دينياً وإنسانياً، دفاعاً عن فلسطين، ستبوء بالفشل”.

وأضافت صنعاء، على لسان المشاط ومجلسها السياسي، أن “تداعيات أي تصعيد لن تقف عند حدود اليمن”، في إشارة إلى احتمال اشتعال المنطقة بأسرها، في حال فكر العدو باللعب بالنار واستخدام أوراقه الداخلية أو الخارجية.

وكتذكير للسعودية، قائدة تحالف الحرب على اليمن، أرسل المجلس السياسي الأعلى رسالةً مفادها أن “على السعودية تقديم مصلحتها الوطنية على المصلحة الأميركية، فيما يخص مسارها التفاوضي في اليمن، والمضي إيجاباً لاستكمال هذا المسار وعدم التباطؤ والتلكؤ عنه”.

إنها تطورات متسارعة قد تلقي ظلالها إيجاباً على القضية الفلسطينية، وقد تشعل النار مجدداً في عباءة المملكة السعودية وسفنها العابرة من البحر الأحمر، وفي جسد اليمن العربي الأصيل.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: البحر الأحمر على الیمن فی البحر

إقرأ أيضاً:

مسؤول أردني: القوات اليمنية دمرت الردع الإسرائيلي الذي أصبح في عداد المجهول

يمانيون../
أشاد الخبير العسكري ونائب رئيس هيئة أركان الجيش الأردني السابق، الفريق الركن الدكتور قاصد محمود، بالعمليات البطولية التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية في عمق الكيان الصهيوني، دعمًا للشعب الفلسطيني في غزة.

وأكد الفريق محمود أن القوات اليمنية قد دمرت الردع الإسرائيلي تمامًا، مشيرًا إلى أنه لم يعد هناك أي شك في أن الردع الإسرائيلي أصبح في عداد المجهول.

وأضاف أن القيادة الإسرائيلية تسعى للتغطية على فشلها أمام اليمن من خلال محاولة رمي المسؤولية على الولايات المتحدة، التي هي بدورها تعاني من عدم الردع منذ أكثر من عام.

مقالات مشابهة

  • فورين بوليسي تنشر تحليلا مشتركا لنائبة مدير الاستخبارات الأمريكية السابقة حول عمليات اليمن البحرية
  • مخاوف أمريكية من إغراق اليمن حاملات الطائرات بدلاً من توجيه ضربات تحذيرية لها
  • “اليمنُ ” يواصلُ تثبيتَ واقع التفوُّق على جبهة العدوّ في كافة مسارات الإسناد لغزة
  • فيما يترقب مفاجآت العام الجديد: فاعلية العمليات اليمنية تربك حسابات العدو
  • عاجل | الناطق العسكري باسم أنصار الله: نفذنا عملية استهدفت حاملة الطائرات الأميركية هاري ترومان شمالي البحر الأحمر
  • صحيفة سعودية تتساءل: لماذا لا تتدخل مصر عسكرياً ضد الحوثيين في اليمن؟
  • مصر تنفي تقارير عن استعدادات لتدخل عسكري في اليمن
  • مسؤول أردني: القوات اليمنية دمرت الردع الإسرائيلي الذي أصبح في عداد المجهول
  • مصر توضح موقفها بشأن تقارير التدخل العسكري في اليمن
  • مصدر مصري مسؤول ينفي الاستعداد للتدخل العسكري في اليمن (شاهد)