أكد الصحفي المتخصص في شؤون البيئة حسين ناصر اليعبري، أن اليمن واجه العديد من التحديات البيئية الكبيرة خلال العام الماضي، والتي تفاقمت بسبب الصراع المستمر في البلاد الغارقة بالحرب منذ تسع سنوات.

 

وقال الصحفي اليعبري بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة 2024، بأن "التحديات البيئية تفاقمت بسبب النزاع، حيث أدت الكوارث التي هي من صنع الإنسان مثل إزالة الغابات، والاستخدام غير الآمن للمبيدات، والانسكابات النفطية، وسوء إدارة النفايات، إلى مزيد من الضغط على موارد البلاد".

 

وأضاف: "واجه اليمن العديد من التحديات البيئية الكبيرة خلال العام الماضي، والتي تفاقمت بسبب الصراع المستمر، وتدهور الظروف الإنسانية والاقتصادية والبيئية".

 

وجاء حديث اليعبري، في سياق تسليط مكتب اليونسكو في دول الخليج واليمن على العمل الأساسي للصحفيين اليمنيين في مواضيع البيئة، مشددا على تسليط الضوء على التحديات التي يواجهها الصحفيون، لا سيما في مناطق النزاع مثل اليمن.

 

وقال مكتب اليونسكو بأنه و"في خضم الاضطرابات المستمرة، لا يزال الصحفيون اليمنيون يواجهون خطر التحدي للإبلاغ عن القضايا الحاسمة بما في ذلك الأزمات البيئية التي تؤثر على بلدهم".

 

وأشار إلى أن اليمن المثقل بالصراع، يواجه عددا كبيراً من التحديات البيئية. على مدى العقد الماضي، تسببت الكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ، بما في ذلك الفيضانات والأعاصير والانهيارات الأرضية والجفاف، في أضرار جسيمة في البلاد. ومن بين القضايا الأكثر تأثيراً، العديد من الأعاصير التي ضربت اليمن، مما أدى إلى أضرار جسيمة في المساكن والبنية التحتية، وإغراق مئات الهكتارات من الأراضي الزراعية، وفقدان آلاف الأطنان من المحاصيل، وأكثر من ذلك، مما أثر بشكل مباشر على سبل عيش اليمنيين.

 

ولفت إلى أنه وفي نوفمبر 2023، وفقا لتقرير صادر عن صندوق الأمم المتحدة للسكان، ضرب إعصار تيج المناطق الساحلية الجنوبية لليمن، مما أثر على ما يقدر بنحو 100,000 أسرة، بينها 3,000 امرأة حامل.

 

وأكد الصحفي اليعبري وهو صحفي بيئي في مؤسسة 'حلم أخضر'، وهي مؤسسة بيئية تهدف إلى تعزيز الوعي والفهم العام للتحديات البيئية في اليمن، أكد أن الوعي بجوانب الأزمة البيئية وعواقبها أمر أساسي لبناء السلام. العمل الصحفي أمر بالغ الأهمية لهذا الغرض، حيث يوفر للجمهور معلومات موثوقة وتحليلا ثاقبا وفهما شاملا للقضايا التي تؤثر عليهم بشكل مباشر".

 

وتطرق اليعبري إلى التهديد الذي واجه الناس واليمن ككل خلال السنوات الماضية، كان متمثلا بـ "خزان نفط سفينة صافر"، الذي تم إنقاذه الآن، مشيرا إلى أنهم في "حلم أخضر"، قاموا برفع مستوى الوعي بهذه القضية من خلال الحملات ونشر الأفلام والتحذيرات عبر وسائل الإعلام المحلية والدولية.

 

وشدد اليعبري على أهمية إعطاء الأولوية لإعداد التقارير البيئية، مؤكدا أن الإبلاغ عن القضايا البيئية أثناء الأزمات أمر بالغ الأهمية، لأن الصراع يؤدي إلى تفاقم التدهور البيئي، مما يؤثر بشكل مباشر على سبل عيش السكان.

 

وقال: "نحن نعطي الأولوية لنهج استراتيجي يوازن بين الإلحاح والتأثير وحاجة الجمهور إلى المعرفة، والإبلاغ عن الأزمات التي تشكل تهديدات مباشرة لصحة الإنسان وسبل عيشه، مثل ندرة المياه أو النفايات السامة أو الانسكابات النفطية. نحن نربط القضايا البيئية بالأمور الإنسانية، ونربط النقاط بين تغير المناخ والفشل الزراعي وانعدام الأمن الغذائي".

 

وحول التحديات التي تواجه إعداد التقارير في حالات النزاع، أشار إلى أن الإبلاغ عن الأزمات البيئية وسط الصراع وعدم الاستقرار السياسي يمثل تحديات عديدة، حيث يواجه الصحفيون عقبات كبيرة في البحث عن المعلومات حول هذه القضايا ونشرها، خاصة في بلد يعاني من الحرب مثل اليمن.

 

وأشار إلى تقرير لنقابة الصحفيين اليمنيين لعام 2024، تم توثيق 17 حالة انتهاك ضد حرية الإعلام في البلد خلال الربع الأول من العام. وشملت هذه الانتهاكات فرض قيود على الحريات، والاعتداءات على الصحفيين والمؤسسات الصحفية، ومصادرة الممتلكات.

 

وأردف اليعبري: "بما أن النزاع قد استنزف الموارد، بما في ذلك الوقود والكهرباء والاتصال بالإنترنت، يواجه الصحفيون صعوبات في جمع البيانات وإجراء المقابلات ونقل التقارير. انقطاع التيار الكهربائي ومحدودية الوصول إلى التكنولوجيا يعيقان الإبلاغ في الوقت المناسب".

 

وللتغلب على تلك العقبات، يؤكد اليعبري على أهمية بناء علاقات مع المجتمعات المحلية، وعلى التعاون مع الصحفيين الموثوق بهم، واستخدام قنوات اتصال آمنة، مشيرا إلى أن النزاع يؤدي إلى زيادة انتشار المعلومات المضللة، مما يجعل التأكد من الحقائق ضروريا في مكافحة المعلومات المضللة وضمان دقة الإبلاغ.

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: نقابة الصحفيين اليمن البيئة مليشيا الحوثي الحرب في اليمن التحدیات البیئیة إلى أن

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: العالم يواجه تهديدًا وجوديًا بسبب الانقسامات والمخاطر النووية

أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، أن  العالم يواجه تصاعدًا في التهديدات الوجودية في ظل تنامي الانقسامات والمخاطر النووية.

الأمم المتحدة تواصل مساعيها لوقف الأعمال العدائية على طول الخط الأزرق بين لبنان وإسرائيل الشباب والرياضة وصندوق الأمم المتحدة للسكان ينفذان أنشطة "المساحات الآمنه بمراكز الشباب"

 

 

وقال جوتيريش، خلال جلسة الدعوة العالمية بشأن مؤتمر القمة المعني بالمستقبل 2024، نقلته قناة “القاهرة الإخبارية”، إنه: "نحتاج لمزيد من التضامن العالمي للتغلب على المشكلات التي تعصف بنا".

 

وتابع جوتيريش إنه يجب أن نعمل سويا من أجل تحديث منظومة الأمم المتحدة.

 

 

وفي إطار آخر، أعلنت الأمم المتحدة، أن اقتصاد غزة انكمش منذ السابع من أكتوبر إلى أقل من سدس حجمه قبل الحرب.

 

وذكرت الأمم المتحدة أن السلطة الفلسطينية تعاني من ضغط اقتصادي هائل يهدد قدرتها على العمل.

 

صحة فلسطين تُدين اختطاف الاحتلال مريضًا شمال الخليل


 

وفي إطار آخر، أدانت وزارة الصحة اختطاف قوة خاصة إسرائيلية مريضاً كان يعالج في مستشفى الرئيس محمود عباس بحلحول شمال الخليل، وفقًا لـ"وفا".

 

وذكرت  الوزارة في بيانها عند منتصف الليلة الماضية، اقتحمت قوة خاصة إسرائيلية بزي مدني مستشفى الرئيس محمود عباس، وداهموا قسم الباطني، واختطفوا المريض أيهم السعدي.

 

وقال مدير عام المستشفيات هيثم الهدري، أن المريض كان يتلقى العلاج في غرفة عزل، ووضعه الصحي صعب، وذلك بعد أن تم إجراء 4 عمليات وتثبيت لأكثر من 7 كسور في الأطراف السفلية، وتمزق في العضلات والأربطة وتهتك للعظم، مع فقدان للأنسجة والجلد في الفخذ الأيسر، وكان لا يزال يعاني من تقرحات والتهابات حادة في منطقة العمليات إضافة لانتشار البكتيريا داخل الدم.

 

 

 

 

 

مقالات مشابهة

  • تحليل غربي: الصراع في اليمن متجذر بعمق في صراعات القوة الإقليمية ودعوات الانتقالي تضاعف تعقيد الحل (ترجمة خاصة)
  • “صحة غزة”: الاحتلال ارتكب 4 مجازر خلال الـ48 ساعة الماضية
  • تحديات وضغوط شخصية بسبب حرب غزة.. تجربة الحاخامة كلاينمان
  • اليمن يؤكد التزامه بدعم كافة جهود إنهاء الصراع
  • الفيضانات والسيول التي ضربت اليمن تلحق أضرارا بنصف مليون مواطن
  • مريم الزعابي تبتكر لمواجهة التحديات البيئية
  • أودي أمام القضاء: نقابات العمال تخطط لمقاضاة عملاق السيارات الألماني بسبب التوتر المستمر في بروكسل
  • «جوتيريش»: العالم يواجه تهديدًا وجوديًا بسبب الانقسامات والمخاطر النووية
  • الأمم المتحدة: العالم يواجه تهديدًا وجوديًا بسبب الانقسامات والمخاطر النووية
  • جوتيريش: العالم يواجه تهديدًا وجوديًا بسبب الانقسامات والمخاطر النووية