الصومال.. استعدادات مكثفة لانسحاب «أتميس»
تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT
أحمد مراد (مقديشو، القاهرة)
أخبار ذات صلةيشهد الصومال ترتيبات مكثفة استعداداً لمرحلة ما بعد بعثة الاتحاد الأفريقي «أتميس» المقرر انسحابها من البلاد نهاية العام الجاري، تزامناً مع دعوات الحكومة الفيدرالية الصومالية لنشر قوات متعددة الجنسيات بقيادة الاتحاد الأفريقي لتحل محلّ البعثة الأفريقية، والعمل على تسريع إنشاء قوات الأمن الصومالية لضمان تحمل المسؤوليات بشكل فعال.
وأوضح الباحث والمحلل الصومالي، شرحبيل أحمد إسماعيل، أن هناك مخاوف من عودة عناصر حركة «الشباب» الإرهابية إلى المناطق التي تم طردهم منها جراء خروج قوات البعثة الأفريقية التي كان لها دور كبير في دعم قدرات الجيش الصومالي في مواجهة التحديات الأمنية، ومنع الحركة من استعادة سيطرتها على بعض المناطق، ومن هنا تأتي المطالبات بنشر قوات متعددة الجنسيات بقيادة الاتحاد الأفريقي. وشدد شرحبيل في تصريح لـ«الاتحاد» أهمية أن تحل القوة متعددة الجنسيات محل بعثة الاتحاد الأفريقي في فترة انتقالية حتى لا يتسبب خروج قوات البعثة الأفريقية في فراغ أمني يعطي الفرصة للتنظيمات الإرهابية على التمدد داخل الأراضي الصومالية من جديد.
وبحسب تقديرات بعض المراقبين فإن قوام القوة متعددة الجنسيات قد يتراوح بين 3000 و8000 جندي، وسيكون دورها محدوداً ويتركز بالأساس على تأمين المنشآت الحكومية والبعثات الدبلوماسية. وقال شرحبيل إن قوات بعثة الاتحاد الأفريقي الموجودة في الصومال منذ نحو 17 عاماً ساهمت بشكل كبير في ضبط الأوضاع الأمنية في البلاد، لا يمكن لأحد أن يشكك أو يقلل من أهمية دور البعثة الأفريقية في العمليات ضد مقاتلي حركة «الشباب» الإرهابية طوال السنوات الماضية. وذكر أن بعثة الاتحاد الأفريقي ساندت بقوة عمليات الجيش الصومالي ضد معاقل الحركة في العديد من المناطق، ويظهر ذلك بشكل واضح في الضربات العسكرية الموجعة التي وجهتها قوات الأمن الصومالية للتنظيمات المتطرفة، وهو ما ساعد على تطهير بعض المناطق بعد طرد مقاتلي الشباب منها.
وفي الفترة الأخيرة، سلمت البعثة الأفريقية نحو 7 قواعد عمليات للحكومة الصومالية، وانخفض قوامها من 22 ألف جندي إلى حوالي 14 ألفاً في الوقت الحالي، ومن المقرر أن يغادر 4 آلاف جندي في يونيو المقبل.
وبدورها، أوضحت المساعد السابق لوزير الخارجية المصري للشؤون الأفريقية، وعضو لجنة الحكماء في الكوميسا، السفيرة سعاد شلبي، أن الصومال يقترب من انتهاء أطول بعثة لحفظ السلام يقوم بها الاتحاد الأفريقي، إذ بدأت في عام 2007 بإنشاء بعثة «أميصوم» الإقليمية لحفظ السلام تحت إدارة الاتحاد الأفريقي ورعاية الأمم المتحدة، وبعدها تسلمت البعثة الانتقالية للاتحاد الأفريقي «أتيمس» التي تم تكليفها بمهام محددة تنتقل فيها المسؤوليات الأمنية إلى مؤسسات الأمن الصومالية. وذكرت شلبي لـ«الاتحاد» أن بعثة «أتيمس» تحدد لها ثلاث سنوات (2022- 2024) من أجل تنفيذ المهام الرئيسية، وبعدها يتم انسحاب القوات الأفريقية تدريجياً إلى أن ينتهي الانسحاب الكامل في أواخر عام 2024، وقد أثبتت أنها أكثر مرونة وقدرة على الحركة من «أميصوم»، إذ إنها مصممة لتكون لديها قوات لها القدرة على الرد السريع، مع تمتعها بالمرونة في الاستجابة للتهديدات الأمنية، بالإضافة إلى قيامها بتدريب وإعداد قوات الأمن الصومالية لتولي المسؤوليات الأمنية في مرحلة ما بعد الانسحاب.
وقالت عضو لجنة الحكماء في الكوميسا إن القوات الحكومية الصومالية لديها استعداد لمرحلة ما بعد انسحاب البعثة الأفريقية نهاية العام الحالي، وهو ما تؤكد عليه الحكومة التي أعلنت عن استعدادها لتسلم المهام الأمنية، وأنها قادرة على بسط سيطرتها وتحكمها في المسارات كافة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الصومال الاتحاد الأفريقي حركة الشباب الإرهابية الجيش الصومالي الاتحاد الأوروبي بعثة الاتحاد الأفریقی البعثة الأفریقیة متعددة الجنسیات الأمن الصومالیة
إقرأ أيضاً:
الأديرة القبطية خلال الصيام.. استعدادات روحية مكثفة لعيد القيامة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تعيش الأديرة القبطية الأرثوذكسية خلال فترة الصيام الكبير حالة من الاستعداد الروحي المكثف لاستقبال عيد القيامة المجيد، حيث يمر الرهبان بمرحلة من النسك والتقشف الشديد، تتزايد حدتها مع اقتراب أسبوع الآلام، الذي يمثل ذروة الطقوس الروحية في الكنيسة القبطية.
وتشهد الأديرة خلال هذه الفترة تكثيفًا للصلوات اليومية والقداسات الإلهية، إلى جانب صلوات الأجبية والتسابيح التي تستمر لساعات طويلة، استعدادًا لأسبوع الآلام الذي يتميز بطقوس خاصة تشمل قراءات مكثفة من الأناجيل وتأملات في آلام المسيح.
ويعد الصيام داخل الأديرة أكثر صرامة من خارجه، حيث يعتمد الرهبان على أطعمة نباتية خالية من الزيوت، مع الامتناع عن الطعام لفترات طويلة يوميًا.
كما تتوقف العديد من الأنشطة المعتادة داخل الأديرة، ليتفرغ الرهبان تمامًا للصلاة والتأمل الروحي، مع تقليل الكلام والالتزام بالصمت في أغلب الأوقات، مما يعني عن روح الخشوع والتقوى التي تميز هذه الفترة.
وفي الأيام الأخيرة من الصيام، تستعد الأديرة لاستقبال الزوار الذين يتوافدون لقضاء أسبوع الآلام والمشاركة في صلوات الجمعة العظيمة، حيث تمتلئ الكنائس داخل الأديرة بالمصلين الذين يأتون من مختلف المحافظات بحثًا عن أجواء روحانية خاصة تميز هذه الأماكن المقدسة.
ومع اقتراب عيد القيامة، تستعد الأديرة لإقامة الاحتفالات الطقسية الخاصة بهذه المناسبة، حيث يكسر الصيام بعد 55 يومًا من التقشف والصلوات، وسط أجواء تعبر عن روح القيامة والانتصار الروحي، في تقليد كنسي متوارث منذ قرون، تحافظ عليه الأديرة القبطية حتى يومنا هذا.