«التعاون الإسلامي» تدعو دول العالم للاعتراف بدولة فلسطين
تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT
الرياض (وكالات)
أخبار ذات صلةجددت منظمة التعاون الإسلامي أمس، دعوتها لكافة دول العالم أن تبادر بإعلان اعترافها بدولة فلسطين خاصة بعد قرار جمهورية ترينيداد وتوباجو الاعتراف بدولة فلسطين.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية «واس» أن منظمة التعاون الإسلامي، ومقرها مدينة جدة السعودية، «رحبت بقرار جمهورية ترينيداد وتوباجو الاعتراف بدولة فلسطين»، معتبرة أن «هذه الخطوة المهمة تنسجم مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وتساهم في تمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه المشروعة بما فيها حقه في العودة، وتقرير المصير، وتجسيد قيام دولة فلسطين المستقلة على حدود الرابع من يونيو لعام 1967م وعاصمتها القدس».
وجددت المنظمة والتي تضم في عضويتها 57 دولة مسلمة دعوتها كافة دول العالم التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين أن تبادر بإعلان اعترافها بدولة فلسطين في أقرب وقت ممكن، دعما للجهود الدولية الرامية لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة على أساس رؤية حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
وانضمت جمهورية ترينيداد وتوباجو إلى كل من جامايكا وباربادوس في الاعتراف رسميا بدولة فلسطين، وذلك في قرار اتخذته الحكومة خلال اجتماع مجلس الوزراء في ترينيداد، أول أمس الأول.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: منظمة التعاون الإسلامي فلسطين ترينيداد وتوباجو الأمم المتحدة غزة إسرائيل بدولة فلسطین
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: ابتُلي العالم الإسلامي بفتنٍ كقطع الليل المظلم
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن العالم الإسلامي ابتُلي في العصر الحديث بفتنٍ كقطع الليل المظلم، وكان غالب سببها الغلو وسوء الفهم للنصوص الشرعية، فاستسهل بعض الناس قذف المسلمين بالبدعة والكفر والشرك والجهل، في مسائل خلافية قد قال بها أئمة الإسلام وعلماؤه. ولم يُدرك هؤلاء أن سرَّ خلود هذا الدين إنما هو في الاختلاف المحمود، الذي دعا إليه الإسلام، وتمثل فيه علماء الأمة منذ نشأة حضارتها.
وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أن الداء الذي تغذّى به دعاة الفتنة هو غياب آداب الحوار وضوابط الاختلاف، وهي التي تعصم طالب العلم من التهور والغلو، إذا كان مطلبه الوصول إلى الحق، لا الانتصار لهوى أو تعصّب، قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ﴾.
وقد كانت سنة السلف في اختلافهم استعمال اللين والقول الحسن، لأن ذلك أقرب إلى تهذيب النفوس وكسر العناد، مصداقًا لقوله تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ } ، وقوله تعالى: {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا}.
وكان رسول الله ﷺ في غاية الخلق، لم يكن فاحشًا، ولا سبابًا، ولا لعّانًا، فاستمسك العلماء بهديه ﷺ حتى في اختلافهم؛ فنرى الإمام الذهبي يثني ثناءً عطِرًا على الإمام تقي الدين السبكي، مع أنه من أئمة الأشاعرة، الذين كان بينه وبين شيخ الذهبي – ابن تيمية – من الخلاف ما هو معروف.
ولم يكن علماء الأمة يتبعون الظنون والأوهام في تخطئة الناس أو رميهم بالجهل أو الخيانة، بل قرروا أن الأصل في عموم المسلمين العدالة وحسن الظن، وأن كلام المسلم – لا سيما العالم – يُحمل على أحسن المحامل، متى أمكن ذلك. فالاحتياط في الاتهام أولى، والتمهل في الفهم أجدى؛ لأن هؤلاء إنما يتكلمون بمستند شرعي، وإن لم يُصرّحوا به، وهذا هو المعتمد في كتب الفقهاء حين يذكرون المسائل دون ذكر أدلتها.
وكذلك كان دأب المحدثين، فلم يجرّحوا أحدًا إلا في مقام الرواية، أما في غير ذلك فكانوا أحرص الناس على حسن الظن، والأدب، وستر الجاهل، وبسط الوجه. ولم يكن من شيمهم السباب، ولا التحقير.
ومن الشغب الذي ظهر في الأزمنة المتأخرة أن تشبّه بعض الناس بالعلماء دون أن يتحلّوا بأخلاقهم، فخدعوا الناس بصخب الكلام، وحماسة الخطاب، وتزيّنوا بلباس العلم دون جوهره.
يقول الحافظ ابن رجب الحنبلي: "ولما كثر اختلاف الناس في مسائل الدين، وكثر تفرقهم، كثر بسبب ذلك تباغضهم وتلاعنهم، وكلٌّ منهم يظن أنه يُبغض لله..."،
ثم يقول: "وها هنا أمرٌ خفي ينبغي التفطن له، وهو أن كثيرًا من أئمة الدين قد يقول قولًا مرجوحًا، ويكون فيه مجتهدًا مأجورًا، موضوعًا عنه الخطأ فيه، ولا يكون المنتصر لمقالته تلك في درجته، لأنه قد لا ينتصر لهذا القول إلا لكون متبوعه قد قاله. وأما هذا التابع، فقد شاب انتصاره لما يظنه حقًا إرادةُ تعظيم متبوعه وظهور كلمته، وأنه لا يُنسب إلى الخطأ، وهذه دسيسة تقدح في قصده الانتصار للحق، فافهم هذا فإنه أمرٌ عظيمٌ مهم". [جامع العلوم والحكم].
إن الصحابة والتابعين وسائر أئمة الإسلام لم يجعلوا الهوى مطيتهم، بل قصدوا وجه الحق، وحافظوا على أخوة الإسلام فوق كل خلاف، لأنها أصل لا قيام للدين بدونه، ولو تباينت الآراء، وتعددت الاجتهادات.