هزاع أبوالريش (أبوظبي)

أخبار ذات صلة «الدروس القيادية في مسيرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم» ندوتان عن المخطوطات وشهادة الكفاءة في اللغة العربية «سمة» معرض أبوظبي الدولي للكتاب تابع التغطية كاملة

أكد كتّاب وناشرون في معرض أبوظبي الدولي للكتاب أن أغلفة الكتب تشكل تناغماً بصرياً بين محتوى الإصدار وعنوانه، لافتين إلى أن هناك علاقة وطيدة بين القارئ والغلاف، حيث يعد الغلاف لافتاً للقارئ ومن خلال جماليته، وقد يصبح شغوفاً بالكتاب من الإطلالة الأولى.


يقول عبدالله الكعبي، رئيس جمعية الناشرين الإماراتيين، ومؤسس دار الرمسة: «اليوم هناك الكثير من الأعمال الأدبية الإماراتية تألقت باختيار العناوين والأغلفة، ونجحت كذلك؛ لأنها أدركت جيّداً أن الغلاف هو مفتاح الشغف لدى القارئ، ومن خلاله يستطيع جذبه لأن يشتري الكتاب، ويقرأه ويكون شغوفاً به». مضيفاً: «الأغلفة هي فلسفة تجعل الكتاب قريباً من القارئ، ملامساً لوجدانه، وانطلاقة مهمة لتشجيع زوار المعرض على أن يقفوا ويتمعنوا بتفاصيل الغلاف واللمسات الإبداعية التي يحتويه، بالإضافة إلى العنوان، فهو يسبق أسم المؤلف بلا شك، وهذا ما يميّز الأمر، فحين يصاغ الغلاف باحترافية عالية الجودة تكون الصورة أكثر إبهاراً للقارئ».
وتابع الكعبي: «بلا شك، هناك الكثير من دور النشر اهتمت كثيراً بالأغلفة، وتلاشت عنها فكرة المضمون ومحتوى الكتاب، فقد يكون الغلاف مع العنوان بعيداً كل البعد عن النص الذي يحتويه الكتاب، وهنا تحدث مسألة انعدام الثقة بين دار النشر وبين القارئ»، مشيراً إلى أن «النجاح الحقيقي هو التوازن الإبداعي بصياغة محتوى إبداعي شامل يجمع بين الغلاف والعنوان والمضمون؛ لأنها في الحقيقة هي ثلاثية النجاح والإبداع والتفرد، فالمسألة تكاملية وتجعل القارئ على ثقة في دور النشر».
ويقول جمال الشحي، مدير عام دار كُتاب للنشر والتوزيع «الغلاف هو عتبة النص، وعندما نقول هذه العبارة أي يعني أن يكون هناك ترابط بين الغلاف والنص، وأن يكون مندمجاً في الأصل، مربوطاً بتفاصيله وفصوله، فهي وحدة عضوية إبداعية متكاملة، ولا يمكن أن يغيب جزء عن الآخر، لأنها ستفقد معاييرها الإبداعية». ويضيف: «ولا ننسى أن هناك العديد من الأعمال الأدبية المحلية التي نجحت في اختيار العناوين والأغلفة، لتعكس رؤية مضمون النص للقارئ، وتجعله أمام صورة متكاملة للعمل الإبداعي الذي يحتويه الإصدار، وهذه هي الابتكارية في الطرح بحد ذاتها».
من جانبه، يقول محمد خميس، روائي وسيناريست: أصبحت الأغلفة عبارة عن أدوات تسويقية لدور النشر والكاتب لما تحمله من أهمية، مؤكداً أن من الضروري العمل على تنظيم جلسات وورش توعية لتدريس كيفية عمل الإصدار واختيار الأغلفة والعناوين والترابط فيما بينها والمحتوى النصي، وأن يكون هناك تبادل للخبرات ما بين المصممين والمؤلفين، للارتقاء بالعمل الأدبي، وأن يكون المنجز الإبداعي متكاملاً من كل الجوانب.
وبيّن د. راشد المزروعي، الباحث في التراث الشعبي، ومؤسس دار التراث الشعبي، أن للأغلفة دوراً كبيراً في جذب القارئ، وتشجيعه على قراءة النص، فالغلاف وهلة أولى يقتنصها الزائر في المحافل الثقافية للوقوف على عنوان معيّن والتمعن فيه، والخوض في غماره للوصول إلى الأفكار المترامية بين دفتيّ هذا الكتاب المركون في زاوية من ذلك الجناح المشارك. ويضيف: «علينا جميعاً أن نكون معنيين في ثقة القارئ، وأن نواكب الأفكار والتحديات بالطريقة التي لا تخلو من العمل الإبداعي، وأن يحمل الإصدار زخماً إبداعياً متكاملاً من حيث الغلاف والعنوان والمضمون الذي يجعل القارئ يتناغم مع هذا المنجز المُلهم».

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: معرض أبوظبي الدولي للكتاب أبوظبي الثقافة جمعية الناشرين الإماراتيين الأدب الكتاب أن یکون

إقرأ أيضاً:

تحقيق علي المك لديوان خليل فرح: قراءة فلسفية في سياق الهوية الوطنية

إبراهيم برسي
17 يناير 2025

تحقيق علي المك لديوان خليل فرح يمثل نقطة ارتكاز في مسيرة الأدب السوداني، يتجاوز فيه العمل حدود التوثيق الأكاديمي ليصبح رؤية ثقافية متكاملة، تعيد الحياة إلى نصوص خليل فرح بعمق إنساني وبُعد فلسفي.
علي المك لم يكن محققًا للنصوص فحسب، بل كان وسيطًا بين الماضي والحاضر، ناقلًا روح شاعرٍ صاغ من الألم والأمل معادلةً ملهمةً للأجيال.

ديوان خليل فرح هو لوحة فنية متكاملة، تتقاطع فيها الألوان الفكرية مع ألحان المقاومة، ليصبح نصًا مفتوحًا على تأويلات متعددة.
إنه ليس مجرد تعبير عن الألم أو الانتماء، بل هو مشروع فلسفي متكامل ينظر إلى الفن بوصفه أداة للتحرر والتغيير، ووسيلة لفهم الذات والعالم.

القصائد في هذا الديوان ترتكز على ثنائية الصراع والتجديد، حيث يقف الشاعر بين الماضي والحاضر، مستشرفًا المستقبل بروح مفعمة بالإيمان بقوة الكلمة.

ما يميز هذا الديوان هو تلك القدرة الاستثنائية على المزج بين الجماليات الشعرية والروح النضالية، حيث تُوظّف الكلمة كوسيلة للمقاومة، وتصبح القصيدة ميدانًا لصراع يتجاوز الحدود السياسية والجغرافية، ليُعبّر عن جوهر الإنسان في سعيه المستمر نحو الحرية.
النصوص في جوهرها تتجاوز سياقها المحلي لتطرح أسئلة وجودية عميقة حول معنى الوطن، والكرامة، والحرية.

وقد تعامل علي المك مع نصوص خليل فرح بوصفها أكثر من قصائد، بل كوثائق نابضة بالحياة، تعكس هموم مجتمع بأسره. لم يكن عمل المك مجرد جهد توثيقي بارد، بل محاولة لإحياء الروح التي سكنت هذه النصوص. استشعر المك البعد الإنساني في شعر فرح، وتعامل معه كجزء من تجربة إنسانية أكبر، لا تنحصر في حدود السودان، بل تمتد إلى الإنسانية جمعاء.

في تحقيقه لديوان خليل فرح، لم يعتمد علي المك فقط على تقديم النصوص كما هي، بل أضاف بُعدًا تحليليًا يعكس وعيه بأهمية ربط النصوص بسياقها التاريخي والاجتماعي. منهجيته اعتمدت على استكشاف الجذور الفلسفية والمعاني العميقة التي تتخلل قصائد فرح.

على سبيل المثال، لم يكن تحقيقه مقتصرًا على ترتيب القصائد أو توثيقها فحسب، بل سعى إلى تقديم قراءة شاملة تعزز من فهم القارئ لمعانيها. وقد حرص المك على تضمين المقدمات والتحليلات التي تضع القارئ في قلب الزمن الذي كُتبت فيه النصوص، مما جعل التجربة تتجاوز حدود القراءة العادية إلى استيعاب أعمق لتاريخ السودان وروحه.

ومع ذلك، قد يشعر القارئ أحيانًا بأن كثرة التفاصيل التاريخية قد تُثقل النصوص الشعرية وتطغى على جمالياتها. لكن هذا الأمر يبرز كجزء من رؤية المك لتعزيز الوعي الثقافي بأهمية الأدب كوثيقة تاريخية وفنية في آنٍ واحد.

في هذا السياق، تظهر قصائد مثل:
“عازة في هواكِ…
عازة ما سليت وطن الجمال،
ولا ابتغيت بديل غير الكمال،
وقلبي لي سواك ما شفته مال،
خذيني باليمين وأنا راقد شمال.”

هذه الكلمات تختزل الصراع الأبدي بين الانتماء والقهر، وتبرز الالتزام الجماعي بوصفه قيمة تتجاوز الفردانية.
و في هذا الغزل السياسي نجد ان “عازة” هنا ليست مجرد رمز للوطن، بل هي تعبير عن وطن ينبض بالحياة، وطن يشكل محور وجود الإنسان السوداني، حلمًا يدافع عنه الجميع بكل إخلاص.

قصائد خليل فرح تتميز بعمق رمزي يظهر من خلال استعاراته للطبيعة، كما في قوله:
“أنا في التُرْبْ نَخيلْ…
أنا في الصَيفْ ظليلْ…
أنا في الشِتَا مَطرْ…
وبِسْمَةِ مَنُوّرَةْ ليلْ.”

النخيل هنا رمز للثبات والأصالة، بينما المطر يعكس تجدد الحياة بعد المعاناة. أما “بِسْمَةِ مَنُوّرَةْ ليلْ”، فهي تعبير عن الأمل الذي يضيء حتى في أحلك اللحظات.
علي المك في تحقيقه أضاف لهذه الرمزية تفسيرًا يُبرز العلاقة بين جماليات النصوص والطبيعة السودانية كجزء من الهوية الجمعية.

رغم جمالية ديوان خليل فرح، إلا أن القارئ قد يواجه بعض التحديات عند قراءة النصوص. من أبرز هذه التحديات التشابه بين الصور الشعرية في بعض القصائد، مما قد يؤدي إلى شعور ببعض الملل.

لكن هذا التشابه، إذا أُعيد تأمله، يعكس رؤية فرح لوحدة الموضوعات التي تربط الإنسان بوطنه وطبيعته ومجتمعه. علاوةً على ذلك، قد يجد القارئ صعوبة في بعض المواضع التي تحمل تفاصيل تاريخية مرتبطة بالسياق الاستعماري.
هنا يظهر دور تحقيق علي المك الذي يقدم شروحات إضافية تساعد القارئ المعاصر على فهم أبعاد النصوص في سياقها الزمني.

ديوان خليل فرح – بتحقيق علي المك – ليس مجرد كتاب يُقرأ، بل هو تجربة شعورية تتماهى مع روح القارئ، تأخذه في رحلة تأمل عميقة عن معنى الانتماء والحرية.

إنه أيقونة فنية تعبر عن أمة بأكملها، لوحة نُسجت بخيوط من الألم والأمل، لتصبح شاهدًا على أن الكلمة الصادقة تستطيع أن تحيا إلى الأبد.

حين تقف أمام نصوص خليل فرح، تشعر وكأنك تقف أمام بحر هائل من المعاني، أمواجه تتلاطم لتكشف عن سر الكلمة حين تمتزج بالشعور، وعن قوة القصيدة حين تتحول إلى فعل نضالي.

هذه النصوص ليست كلمات فحسب، بل هي نغمات أبدية تتردد في أذن الزمن، تؤكد أن الفن حين يكون صادقًا، يصبح وسيلةً للخلاص، نافذةً تطل منها الإنسانية على ذاتها، وتجد فيها انعكاسًا لما يربطها بأعماق الوجود.

Sent from Yahoo Mail for iPhone

zoolsaay@yahoo.com  

مقالات مشابهة

  • لن يكون هناك بريق في لوس أنجلوس.. ستيفن كينغ يطالب بإلغاء حفل الأوسكار
  • مصدر أمريكي مقرب من ترامب: لم يكون هناك دولة فلسطينية في المستقبل
  • تحقيق علي المك لديوان خليل فرح: قراءة فلسفية في سياق الهوية الوطنية
  • استقالة رئيس النفط الليبية لهذا السبب.. والحكومة تعيّن بديلا عنه
  • عدنان الروسان يكتب : لن يكون هناك حماس … ننتظر رد Hماس
  • «الدبيبة» يقبل استقالة رئيس مؤسسة النفط ويعيّن بديلاً مؤقتاً
  • طبيب روماتيزم يحذر من طرقعة الرقبة أو الظهر: قد يكون هناك كسور
  • مدرس روماتيزم يحذر من طقطقة الرقبة أو الظهر: قد يكون هناك كسور
  • ما هي الحلقات الإكليلية؟.. تساعد العلماء في التنبؤ بالانفجارات الشمسية
  • التعدد القرائي وتشكّلات الدلالة