ندوتان عن المخطوطات وشهادة الكفاءة في اللغة العربية «سمة»
تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةفي ندوة مميزة عن تحقيق المخطوطات العربية، تحدث عدد من الخبراء عن الكثير من القضايا المتعلقة بهذا النوع الخاص جداً من التحقيق، وشارك في هذه الندوة التي قدمها الكاتب والأديب علاء ولي الدين الدكتور هشام عبد الجواد، مدقق التراث والباحث في التراث الشعبي، والدكتور محمد أبو الفضل بدران، الشاعر والناقد الأدبي، والدكتور مصطفى سعيد، الفائز بجائزة الشيخ زايد للكتاب فرع المخطوطات.
وعدد فيها الدكتور هشام عبد الجواد الشروط التي يجب أن تتوافر في محقق المخطوطات، باعتبارها إرثاً كبيراً يجب أن يكون من يتصدى له ملماً باللغة العربية بشكل قوي، بالإضافة إلى التخصص والمعرفة والعلم.
كما تحدث الدكتور محمد أبوالفضل بدران عن ضرورة العمل والدعم للحفاظ على هذا الكنز العربي الذي تحتفظ به مكتبات جامعات عالمية، ذاكراً نماذج وأمثلة مرت عليه في رحلته العلمية بألمانيا وغيرها، سردها بلغة ظاهرها الفكاهة وباطنها الحزن، حيث ضياع موروث غالٍ من أيدينا بسبب العرف والتقاليد، وعدم تقدير النفيس الذي نملكه. أما الدكتور مصطفى سعيد، فقد تحدث عن تجربته في مخطوطه الفائز بجائزة زايد للكتاب، وكيف بنى رحلته في تحقيق ثري والمصاعب الفنية التي واجهته.
جلسة سمة
جلسة أخرى كانت مهمة حملت عنوان: شهادة الكفاءة في اللغة العربية «سمة»، تحدث فيها الدكتور طارق الجمل، المنسق التربوي بالمعهد العربي في فرنسا، وأدارتها رزان حسين، مدير البرامج المتخصصة للغة العربية بمركز أبوظبي للغة العربية. وتكمن أهمية الجلسة في الجهود التي يقدمها مركز أبوظبي للغة العربية بالتعاون مع المعهد العربي في فرنسا، من أجل دعم هذا المشروع الكبير، باعتباره مشروعاً يدفع باللغة العربية نحو العالمية، وهي بالفعل كذلك ولكنها تحتاج إلى مثل هذه المبادرات المهمة.
وتحدث الدكتور طارق الجمل عن الذي تقدمه سمه والنجاحات التي وصل إليها عربياً ودولياً، مؤكداً أن المشروع يتطور يوماً بعد يوم، وأن حوسبة الاختبارات التي تمكن غبر الناطقين والناطقين باللغة العربية في تقدم، كما أن انتشار سمة صار لافتاً، وأن المرحلة المقبلة ستشهد العديد من التطوير في كل ما يتعلق به سمة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: اللغة العربية التراث الشعبي المخطوطات فرنسا معرض أبوظبي الدولي للكتاب أبوظبي
إقرأ أيضاً:
محمد الأشمر.. من هو الثائر السوري الذي تحدى الفرنسيين؟
في قلب النضال السوري ضد الاستعمار الفرنسي، برز اسم محمد الأشمر الذي يصادف اليوم ذكرى وفاته كأحد أهم قادة المقاومة الذين رفضوا الخضوع للاحتلال، وساهموا في إشعال جذوة الثورة السورية الكبرى (1925-1927). لم يكن الأشمر مجرد مقاتل حمل السلاح، بل كان رمزًا للعزيمة والنضال في وجه القوى الاستعمارية، وشخصية محورية في الكفاح من أجل استقلال سوريا. فمن هو محمد الأشمر؟ وكيف أصبح أحد أبرز رموز المقاومة في التاريخ السوري؟
النشأة والتكوينوُلد محمد الأشمر في دمشق في أواخر القرن التاسع عشر، ونشأ في بيئة وطنية مشبعة بروح المقاومة. تأثر منذ صغره بحالة الغليان السياسي التي كانت تشهدها سوريا تحت الاحتلال الفرنسي، وشهد بنفسه القمع الذي تعرض له أبناء بلده، مما دفعه إلى الانخراط مبكرًا في صفوف المقاومة.
دوره في الثورة السورية الكبرىمع اندلاع الثورة السورية الكبرى عام 1925 بقيادة سلطان باشا الأطرش، كان محمد الأشمر من أوائل الذين التحقوا بصفوف الثوار. تميز بشجاعته وقدرته على قيادة المعارك، حيث خاض مواجهات شرسة ضد القوات الفرنسية، خاصة في دمشق وغوطتها، وتمكن من تحقيق انتصارات مهمة ضد المحتل.
لم يكن الأشمر مجرد مقاتل، بل كان منظمًا بارعًا، إذ ساهم في تسليح الثوار وتدريبهم على أساليب القتال، كما عمل على توحيد الصفوف بين مختلف الفصائل المقاومة لضمان استمرار الثورة.
معاركه ضد الفرنسييناشتهر الأشمر بدوره في معركة الغوطة، حيث قاد مجموعة من الثوار في مواجهة القوات الفرنسية المدججة بالسلاح. ورغم قلة العتاد، تمكنوا من تكبيد العدو خسائر فادحة. كما لعب دورًا بارزًا في الدفاع عن دمشق أثناء قصفها من قبل القوات الفرنسية، وأصبح اسمه مرتبطًا بالصمود والمقاومة.
ما بعد الثورة: استمرار النضالبعد تراجع الثورة السورية الكبرى، لم يتوقف الأشمر عن النضال، بل واصل مقاومته بطرق مختلفة، حيث شارك في دعم الثوار في مناطق أخرى، وساهم في الحركات الوطنية التي كانت تسعى لطرد الاستعمار. كما لم يقتصر نشاطه على سوريا، بل امتد إلى فلسطين، حيث دعم الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936 ضد الاحتلال البريطاني والصهيوني.
رغم مرور عقود على رحيله، لا يزال محمد الأشمر يُذكر كواحد من أعظم أبطال المقاومة السورية. كان نموذجًا للثائر الذي لم يتخلَ عن قضيته، وبقي صامدًا حتى النهاية. اليوم، يُعد اسمه جزءًا من تاريخ النضال العربي ضد الاستعمار، ورمزًا للشجاعة والتضحية من أجل الوطن