«رواق الأدب والكتاب».. استدامة المعرفة ودعم المبدعين
تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT
فاطمة عطفة (أبوظبي)
أخبار ذات صلة ندوتان عن المخطوطات وشهادة الكفاءة في اللغة العربية «سمة» هدى الريّس: أعمالي تعكس الإيجابية وتتحدث مع الجمهور معرض أبوظبي الدولي للكتاب تابع التغطية كاملةتحت رعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، أعلنت مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون عن البرنامج الثقافي لمبادرة «رواق الأدب والكتاب»، وتهدف هذه المبادرة إلى تعزيز استدامة المعرفة واحتضان الكتّاب ودعم المؤلفين والمبدعين، وتحفيز صناعة الكتاب والتأليف والنشر، وذلك ضمن فعاليات الدورة الثالثة والثلاثين من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي يختتم اليوم فعالياته في مركز أبوظبي الوطني للمعارض.
ورأت هدى إبراهيم الخميس، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، أنّ معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الثالثة والثلاثين يعكس تصميم أبوظبي على ريادة صناعة النشر والكتاب في العالم العربي، ويرسخ مكانة العاصمة كمركز أصيل للمحتوى المعرفي العربي، مستعيداً الدور المؤثر للعرب في سياق الحضارة الإنسانية.
وقالت: «إنّ صناعة الكتاب تعكس نهضة الأمم ونماء ثقافتها، وتعنى بصناعة العقول وبناء الإنسان، ونحن نولي أهمية كبرى لمراكمة المعرفة وتمكين صناعات النشر والتأليف والترجمة، لما تبرزه من تواصل للأفكار وجهد إبداعي للكتّاب والمؤلفين واحتراف مهني للناشرين».
تجربة عريقة
وتحت عنوان «من الهواء والماء والرمل نتشكل» احتفت مبادرة رواق الأدب والكتاب بالمنجز الأدبي والتجربة الإبداعية العريقة لشيخ الروائيين الإماراتيين الأديب علي أبو الريش، وتنعقد فعاليات البرنامج الثقافي لمبادرة رواق الأدب والكتاب في سنتها التاسعة، متضمنةً 8 إصدارات أدبية وفكرية، و5 ندوات حوارية، وحفلات تواقيع الكتب، بمشاركة أكثر من 20 روائياً وشاعراً وكاتباً من الإمارات والوطن العربي، كما تحتفي المبادرة بالشاعرين الراحلين الإماراتي أحمد راشد ثاني، واللبناني أنسي الحاج، عبر إصدار كتابي «قفص الأمواج: مقالات أحمد راشد ثاني في المعنى والوجود، و«وردة الذهب: مختارات لأنسي الحاج»، تكريماً لدورهما وفكرهما المتجدد في ريادة قصيدة النثر العربية وتوثيقهما جمالياتها في المكان الإماراتي والفضاء العربي».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الأدب الكتاب نهيان بن مبارك الثقافة معرض أبوظبي الدولي للكتاب
إقرأ أيضاً:
أثر اللغة العربية على الثقافة الأفريقية فى نقاشات معرض القاهرة للكتاب 2025
شهدت القاعة «الدولية» ضمن فعاليات الدورة الـ56 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، انطلاق أولى ندوات المحور الفكري المصاحب لفعاليات المعرض، تحت عنوان «الأدب الأفريقي» ضمن محور «تجارب ثقافية»، وذلك بحضور كل من الكاتبة والفنانة التشكيلية Abra Christiane من توجو، والكاتب Ndiogou Samb ممثل وزارة الثقافة في السنغال والكاتب Madohona Arouna من توجو، وأدارتها الإعلامية منى الدالي، وجاءت الندوة باللغتين العربية والفرنسية وصاحبها ترجمة بلغة الإشارة.
تناولت الندوة موضوعا مهما حول التكوين الثقافي وتأثير الثقافات الأخرى على الأدب والفن الأفريقيين، مع التركيز على دور اللغة العربية في تشكيل هذا التأثير.
اللغة العربية في السنغال.. إرث ثقافي عريق
بدأت الندوة بكلمات الكاتب السنغالي نديوغو سامب الذي أكد أن اللغة العربية لعبت دورا محوريا في تشكيل الثقافة السنغالية منذ دخول الإسلام إلى البلاد قبل مئات السنين.
وأوضح أن اللغة العربية أصبحت جزءا لا يتجزأ من الحياة اليومية للسنغاليين، حيث كانت اللغة الرسمية في المراسلات الإدارية والدبلوماسية خلال العصور السابقة.
وأشار إلى أن اللغة العربية فقدت بعضا من زخمها مع دخول الاستعمار الفرنسي، الذي فرض اللغة الفرنسية كلغة رئيسية في التعليم والإدارة. رغم ذلك، ما زالت هناك مدارس ومطبوعات تدرس وتنشر باللغة العربية، مؤكدا أن اللغة العربية ما زالت تحمل قيمة ثقافية كبيرة في السنغال.
تأثير التعددية الثقافية على الأدب الأفريقي
فيما تناولت الكاتبة والفنانة التشكيلية أبرا كريستيان أثر التعددية الثقافية على المبدعين الأفارقة، وأشارت إلى أن الفنانين والكتاب الأفارقة عادة ما يمتلكون مهارات متعددة، حيث يدمجون بين الفنون المختلفة، مثل الجمع بين الفن التشكيلي والأدب. وأرجعت هذا التوجه إلى التنوع الثقافي في أفريقيا والتأثير المتبادل بين الثقافات المختلفة بما فيها العربية والفرنسية.
وأكدت أن هذا التنوع يمنح الفنانين فرصة للتعبير عن أنفسهم بطرق متعددة، لكنه يمثل أيضا تحديا في تحقيق التوازن بين المهارات المختلفة.
مواجهة الفرنسية باللغات المحلية
من جانبه، تحدث الكاتب مادوهونا أرونا عن تجربة توغو في مواجهة هيمنة اللغة الفرنسية، موضحا أن اللغة الفرنسية أصبحت طاغية على الحياة اليومية، مما حد من استخدام اللغات المحلية في المجالات الأدبية والإبداعية. ومع ذلك، بدأت الدولة تدرك أهمية إحياء اللغات المحلية من خلال تنظيم ورش عمل ومبادرات لدعم استخدامها، مما يعكس وعيًا متزايدًا بأهمية الحفاظ على الهوية الثقافية.
كما أشار إلى دعم الدولة للفنانين، موضحا أن هذا الدعم يشجعهم على الجمع بين مواهب مختلفة. ومع ذلك، عبر عن رأيه بأن التخصص في مجال واحد يمكن أن يتيح للفنان أو الكاتب تقديم إنتاج أكثر تميزا وعمقا.
المرأة والإبداع في الثقافة الأفريقية
بينما تطرقت أبرا كريستيان إلى التحديات التي تواجهها المرأة الأفريقية في المجال الثقافي، مؤكدة أن المرأة تبذل جهودا مضاعفة لإثبات وجودها في المشهد الثقافي، سواء كفنانة أو كاتبة. ورغم الدعم الذي تقدمه الدول الأفريقية للفنانات ورائدات الأعمال، إلا أن الطريق لا يزال مليئا بالتحديات.
وأشارت إلى أن التعددية الثقافية تسهم في تمكين المرأة من التعبير عن نفسها بطرق مختلفة، مما يعزز من مكانتها في المجتمع.
الأدب السنغالي بين المحلية والعالمية
وسلط نديوغو سامب الضوء على الأدب السنغالي، موضحا أنه لا يقتصر على التأثر باللغة العربية، بل شهد أيضا تطورا ملحوظا وصل إلى الساحة العالمية. حققت بعض الأعمال الأدبية السنغالية جوائز مرموقة، وتم ترجمتها إلى عدة لغات، مما يعكس مدى ثراء وتنوع هذا الأدب.
كما أشار إلى أهمية تعزيز التعاون الثقافي بين الدول الأفريقية لتعميق الروابط الثقافية والاجتماعية، مستشهدًا بعلاقات المصاهرة بين السنغال وموريتانيا كأحد الأمثلة على هذا التعاون.
واختتمت الندوة بالإشادة بأهمية تعزيز التعددية الثقافية والمحافظة على الهوية الأفريقية في مواجهة التأثيرات الأجنبية.
واتفق المشاركون على أن التحدي الأكبر يكمن في تحقيق التوازن بين الانفتاح على الثقافات الأخرى والحفاظ على الجذور الثقافية الأفريقية.
يذكر أن الندوة شهدت تفاعلا كبيرا من الجمهور الذي أعرب عن تقديره للقضايا المطروحة، مؤكدين أهمية استمرارية النقاش حول دور اللغة العربية والثقافات الأخرى في تشكيل الهوية الأفريقية.