يمانيون:
2025-02-02@01:26:18 GMT

من اليمن إلى كل عربي حر.. أين أنتم من غزة؟!

تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT

من اليمن إلى كل عربي حر.. أين أنتم من غزة؟!

عبد القوي السباعي
إلى كُـلِّ عربي يعتصرُهُ الألمُ ويسكُنُه الوجع، وتهزُّهُ المشاعرُ الإنسانية النبيلة، وعروقُه ما تزال تنضحُ بالدماء العروبية الأصيلة، وقلبُهُ ينبضُ إيماناً بالتعاليم المحمدية، أَمَا آن لك اليوم، أخي؛ أيها العربي، أن تتحَرّك، وأنت تقفُ: إما موقف الصامت المتفرج المصدوم، أَو موقف المتخاذل اللئيم المذموم، أَو موقف العاجز المعدوم، أمام كُـلّ ما يجري من مظلوميةٍ كونية، وحربٍ عدوانيةٍ خرافية ضد إخوانٍ لك في الدين والقومية والإنسانية، على الأرض الفلسطينية.

نقول لك؛ من هُنا من يمن الإيمان، كُـلَّ يوم؛ كُـلَّ ساعةٍ ولحظة: إذَا لم يتحَرّكْ ضميرُك الإنساني وتنهضُ بمسؤوليتك الدينية والأخلاقية والقومية، أمام مشاهد الخراب والدمار والمجازر.. مشاهد الإبادة والقتل الهيستيري.. مشاهد الإذلال والإجرام والتوحش الصهيوني الممارَس على أهلك في غزة.. فمتى تتحَرّك؟.. وعلامَ ستنهض؟

إذا لم تستفز نخوتَك وحميتَك مشاهدُ الأشلاء والدماء.. مشاهد النحيب والأنين والبكاء.. مشاهد البؤس والجوع وانعدام الدواء، إذَا لم يستثر رجولتَك وأنت تسمع وترى ما يمارسُه جنودُ الاحتلال الصهيوني من قتلٍ للأطفال والنساء.. من اغتصابٍ للفتيات وامتهان لكرامة الرجال، ومِن نبشٍ للقبور وسرقة للأعضاء من أجساد الشهداء؛ إذَا لم تفزع فزعَةَ الرجال أمام كُـلّ هذا.. فمتى تستنفر وتثور وتفزع؟

أيها العربي الأبي لك أن تتأمَّـلَ من حولك، وفي أرجاء العالم، ثَمَّةَ دولٌ أنظمتُها صهيونية، دولٌ علمانية وأُخرى لا دينية، غير أن شعوبَها حية وتنبِضُ بالإنسانية، برغم محاولات إسكاتها وإخماد حراكها بكل وسائل السلطات القمعية والترهيبية، إلا أنها تعبر عن تضامنها مع غزة، وتزمجر أصواتُها؛ نصرةً لمظلومية أهلها، وتناضل وتضغط على حكوماتها بكل وسائل التعبير لوقف هذه الحرب العدوانية العبثية.

وتأمل كيف أن النُّظُمَ العربية، تقفُ اليوم هكذا -أمام أكبر منكر في البشرية وأبشع حربٍ إجرامية- خانعةً ذليلة، أَو متواطئةً في مُمَالَأَةٍ وكيدية، أَو عاجزةً مسلوبة الإرادَة والحرية، غير أن هذا لا يعفي شعوبَها من التحَرّك بكل قوةٍ واندفاع، في كُـلّ ميدان وعبر كُـلّ اتّجاه وفي مختلف الساحات، وبكافة وسائل التعبير والتغيير، بالفعل والقول؛ باليد واللسان؛ إذ لا مجال اليوم للتغيير القلبي “فذلك أضعف الإيمان”!

فإما أن تكونَ في الخندق العربي المؤمن القوي السائر على منهاج الرسالة المحمدية والسنة الإلهية، أو في خندق التخاذل والتطبيع والتدجين والاستسلام لتعاليم الصهيونية والمسالك الشيطانية.

لا مجالَ اليوم لكل من يحاولُ صرفَ الانتباه ولفتَ الأنظارِ عن قضية الأُمَّــة المركَزية “فلسطين” الحرة ومظلومية غزة العزة.

لا مجالَ لكل من يوجِّهُ بُوصلةَ العِداء لغير من أمَرَ الله بمعاداتِه، لكل من يهدف إلى تفريق الأُمَّــة وتمزيقها وإضعافها.. والله سبحانه يقول: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أولياء بَعْضٍ، يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ، إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

استبشار عربي بالعصر الترامبي السعيد

من منغصات بدايات هذا العام أنه لا مهرب لقارئ الصحف العربية والعالمية الجادة من ترامب. أينما ذهبتَ أطل عليك بلِمَّته البرتقالية وخُيلائه وأباطيله الفاقعة وأقواله الكاذبة كذبا ملحميا حتى لو صدق، لأنه لا يصدُق إلا عرَضا من غير قصد. وإن كان يجوز الاكتفاء في مسألة ما بقول واحد، ولو إلى حين، لذهبنا إلى حد الزعم بأن الكاتب توم ستيفنسون هو الذي سبق منذ شهرين إلى إدراك الجوهر لما كتب أن «عودة ترامب لا تعادل صدمة فوزه عام 2016 ولكنها تفرض تغيرا دائما في منظور الفهم التاريخي». ذلك أن العالم قد عدّ فوز بايدن عام 2020 بمثابة «خلاص من نوبة هذيان» طارئة. ولكن المفارقة هي أن ولاية بايدن هي التي تبدو اليوم كما لو أنها كانت «برهة انقطاع في عهد ترامب، وأن هذا الانقطاع ما كان ليحدث لولا ملابسات جائحة الكوفيد».

ومؤدى هذا كله أن ولاية بايدن لم تكن سوى فترة عارضة، مجرد قوسين سرعان ما انغلقتا، وأننا الآن في عصر (لا مجرد عهد) ترامب، أي أن البشرية المعولمة قد أظلها، وأضلها، عصر ترامب الذي زج بها التاريخ فيه صاغرة مستسلمة، فما عليها إلا أن تتحمل وتتأقلم. وما على الصحافيين إلا أن يهتموا بما يقول ترامب ويفعل، من منطلق واجب الفهم لا تحكّمات المزاج. تماما كما أن الأمة الأمريكية ذاتها ملزمة، كما كتب ديفيد فروم، أن تتعلم كيف تعيش في بلد اختار عدد هائل من سكانه «رئيسا لا يقف من أبسط بسائط الديمقراطية وقيمها إلا موقف الاحتقار والاستهتار».

وقد كثر الحديث أخيرا عن الرئيس الخامس والعشرين ويليام ماكنلي، الذي حكم من عام 1897 حتى اغتياله عام 1901، والذي يَعُدّه ترامب بطلا قوميا ويسعى للاقتداء به لأنه تألق في التاريخ الأمريكي بالإفراط في فرض «الرسوم» الجمركية، التي صرنا نعلم بفضل ذائقة ترامب الأدبية أنها «أجمل كلمة في اللغة الإنكليزية»!، وبإثارة الحروب التجارية وشن حملات الغزو والتوسع الإمبريالي (في الفلبين، وغوام، وبورتو ريكو، وهاواي، الخ.). ولكن مؤرخين كُثرا يرون أن ترامب إنما هو أقوى شبها، من حيث غوغائية المسار وتدميرية الدور، بالرئيس السابع أندرو جاكسون الذي حكم من 1829 إلى 1837 وتزعم حملة قمع رهيبة آلت إلى اقتلاع الأهالي الأصليين من جنوب شرق البلاد. ووجه الشبه أن جاكسون لم تكن له خبرة بالسياسة، بل كان عسكريا من كارولاينا الجنوبية كارها لواشنطن ومؤسساتها. وهو الذي ابتدع نموذج المرشح الشعبوي الخارج على الصندوق والمتمرد على النُّخب. ومنذئذ أخذت تترسخ في الجنوب الأمريكي ثقافة شعبية حانقة على الصفوة (الاستابلشمنت) وأذرعها الطويلة المتدخلة في تسيير شؤون الناس.

وما تخافه الشرائح الشعبية في الداخل الأمريكي، وخصوصا في الجنوب وفي الغرب الأوسط، هو ما تظن أنه حلف واسع، بين الأجهزة الحكومية ووسائل الإعلام النافذة وكبريات الجامعات، يديم التواطؤ على إنفاذ سياسات التمييز الإيجابي وإنصاف الأقليات. ومن ملاحظات المعلق وولتر راسل ميد الثاقبة أن هذا الخوف متأصل في الثقافة الأنغلو-أمريكية منذ عصر النهضة: الخوف من مؤامرة شيطانية تتربص بالحرية الدوائر وترمي إلى استعباد الناس وتجريدهم من السلاح وتقديمهم لقمة سائغة لنخبة ميولها عالمية وأطماعها بلا حدود.

ويكفي لفهم طريقة ترامب في التفكير التذكر بأنه وصف خطبة أسقف واشنطن بأنها مَقيتة وفيها لؤم. لماذا؟ لأنها ذكّرته بقيم الرحمة والشفقة المسيحية، وناشدته الرأفة بأفراد الأقليات وبالمهاجرين غير الشرعيين الذين يريد طردهم عن بكرة أبيهم. أما عن العلاقة الأمريكية ـ الإسرائيلية في العصر الترامبي فلا شك، كما يرى بيتر بينارت، أن «ترامب سينتقد التصرفات الإسرائيلية على نحو يفاجئ الإعلام ويثير امتعاض أنصاره اليمينيين من مؤيدي إسرائيل. ولكن هذا غير مهم ولن يكون له أي أثر لأن الرجل أحاط نفسه مجددا بأعضاد متفانين في خدمة إسرائيل. وبحكم جهل ترامب وكسله ورداءته، فإن مستشاريه سوف يداورون حوله ويناورون لضمان أن تبقى إسرائيل مطلقة اليد تفعل كل ما تريد».

ولكن رغم أهمية هذه الحقيقة التي قررها الكاتب اليهودي بنزاهة، فإن بعض الصحف العربية الكبرى أخذت تقدم قراءة إيجابية، بل تمجيدية، للعصر الترامبي السعيد وتُثني على ترامب بأنه رجل تاريخي ذو عقلية «صفقاتية» وتبشّر العرب، وهي بالطبع تعني القلائل منهم حصرا، بما في وسعهم أن يجنوه من ثمر جنته البزنسية.

(القدس العربي)

مقالات مشابهة

  • سعر الذهب في اليمن اليوم.. الأحد 2-2-2025
  • ناشط عربي يوجه دعوة عاجلة لحزب الإصلاح في اليمن إلى التوقف عن هذا الأمر فورًا
  • من قلب القاهرة.. رفض عربي لمخططات تهجير الفلسطينيين.. ومطالب تذليل العقبات أمام إدخال المساعدات إلى غزة.. وخبراء: مصر تتمسك بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.. ورفض تهجير الفلسطينيين خارج أرضهم
  • بعد اعادة النظر براتبه.. فينيسيوس يعود لتشكيلة الريال المتوقعة أمام إسبانيول
  • خبير أرصاد: موجة برد شديدة تضرب اليمن بدءاً من اليوم وتستمر حتى هذا التاريخ
  • مسؤول عربي: التبدّلات غير مطمئنة
  • استبشار عربي بالعصر الترامبي السعيد
  • ضبط مغني عربي شهير بتهمة ترويج المخدرات
  • تنتهي اليوم.. شروط وخطوات التقديم في وظائف الإمارات
  • الأوطان والأماكن كلها تشتاق لك