الجديد برس:

أكد وزيرا الخارجية المصري سامح شكري، والإيراني حسين أمير عبد اللهيان، رفض بلديهما الكامل لقيام الاحتلال الإسرائيلي بعمليات عسكرية برية في رفح.

وخلال لقاء جمعهما في غامبيا، على هامش مؤتمر القمة الإسلامي، ناقش الجانبان آخر التطورات في المنطقة، وخاصةً الوضع في فلسطين وقطاع غزة، والجهود الحالية لوقف جرائم كيان الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى بحثهما في آخر تطورات الجهود بينهما لتحسين العلاقات الثنائية.

وصرح السفير أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي ومدير إدارة الدبلوماسية العامة بوزارة الخارجية المصرية، بأن اللقاء تطرق إلى البنود المدرجة على جدول أعمال القمة الإسلامية، حيث توافق الوزيران على أهمية تعزيز التضامن والوحدة بين الدول الإسلامية في هذا التوقيت الذي يواجه فيه العالم الإسلامي تحديات جسام.

في هذا السياق، شكر أمير عبد اللهيان مصر على جهودها لوقف الإبادة في قطاع غزة، مجدداً استعداد بلاده لإرسال المساعدات الإنسانية، وطالب القاهرة بتسهيل الأمور في هذا المجال.

كما قدّر الوزير الإيراني إدانة مصر للقصف الإسرائيلي على قنصلية إيران في سوريا. وعد تبادل الوفود بين المؤسسات الدينية في إيران ومصر أمراً مفيداً للعلاقات الثنائية، وذلك انطلاقاً من اتفاق رئيسي البلدين. 

بدوره، أمل شكري أن تفضي الجهود السياسية الجارية في إطار المفاوضات إلى وقف الحرب وتحقيق حقوق الشعب الفلسطيني واستمرار إرسال المساعدات الإنسانية العاجلة بشكل كامل وآمن ودون عوائق”.

كذلك، أكد على “أهمية المضي قدماً في تشجيع الدول على الاعتراف بالدولة الفلسطينية، بما يسهم في تعزيز جهود إقامة الدولة الفلسطينية على أساس رؤية حل الدولتين”.

وجدّد شكري إدانته لاستهداف “إسرائيل” القنصلية الإيرانية في سوريا. كما رحب بتنفيذ اتفاق رئيسي إيران ومصر لتبادل الوفود بين المؤسسات الدينية، مؤكداً عزم الأزهر على الحوار بين المذاهب وتعزيز العلاقات الشعبية والسياحية.

وأشار إلى أن بلاده “تولي أهمية كبيرة للحوار ومواصلة الاتصالات مع إيران باعتبار البلدين حضارتين كبيرتين”.

وفي الختام، أعرب الوزيران عن أملهما في أن يؤدي انعقاد قمة التعاون الإسلامي في غامبيا، إلى تعزيز تضامن العالم الإسلامي ووحدته في دعم الشعب الفلسطيني وحل قضايا  المنطقة ومشكلاتها.

وكان أمير عبد اللهيان، قد صرح في وقت سابق، بأن هناك قنوات مباشرة ورسمية بين إيران ومصر، معرباً عن أمله بـ”انفتاح العلاقات مع مصر عبر اتخاذ خطوات جديدة ومتبادلة لتحقيق ذلك”.

وتناول موقع “Responsible Statecraft”، مسار التقارب المصري – الإيراني، وأشار إلى أن هذا التقارب يشير إلى نمط إقليمي من الدبلوماسية المتجددة، وأن العلاقات الودية مع مصر يمكن أن تساعد طهران في مواجهة الجهود الأمريكية – الإسرائيلية لإنشاء تحالف عربي ضدها.

الجدير ذكره أن الدورة الـ 15 لمؤتمر القمة الإسلامي تبحث عدداً من الملفات، من بينها نبذ خطاب الكراهية، وظاهرة كراهية الإسلام (إسلاموفوبيا)، وتعزيز الحوار، وقضايا التغير المناخي والأمن الغذائي.

وتُعقد القمة، التي انطلقت اليوم، وتستمر يومين، تحت شعار “تعزيز الوحدة والتضامن من خلال الحوار من أجل التنمية المستدامة”، في ظرف دقيق يشهد تطورات بالغة الأهمية، لا سيما القضية الفلسطينية.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: إیران ومصر

إقرأ أيضاً:

البطولة الأخيرة في غزة وتهافت الكلام

كل يوم يمر على غزة، تزيد فظاعته عن الذي سبقه، وكل يوم فلسطيني يمر على الضفة والقدس يكشف عن انتزاع جزء من أرضها وتهويده وسلبه ونسفه، وكل يوم عربي يمر على عواصم العرب يكشف عن انتزاع المروءة والوفاء والأخلاق. بدون مكابرة وإنكار، مسؤولية استمرار الإبادة الفلسطينية هي مسؤولية عربية أولا، فكل ما هو محظور قد وقع بالفعل دون تداعيات ومخاطر يمكن أن يحاجج فيها منطق السياسة العربية المنطق الأمريكي والغربي الداعم لإسرائيل فعلا وقولا، وليس هناك مجال للشك في أن الحالة الفلسطينية الرسمية مساهمة بهذا المنطق العربي الذي يقدم تفسيره للواقع بالعقدة "الحمساوية"، وهي عقدة خطيرة أصلا فسرها عتاة الصهيونية من نتنياهو وسموتريتش وبن غفير وعميحاي وكاتس وكل أقطاب فاشية إسرائيل، من خلال الدعوة لإبادة كل الفلسطينيين وعدم قبول أي فصيل وسلطة أو كيان فلسطيني يؤدي لقيام دولة فلسطينية.

فجرائم الإبادة الجماعية المستمرة في غزة، لم تعد تُحدث مفاجأة للمجتمع الدولي، ولا لعالم عربي مدهش وغريب في صمته ومواقفه من جرائم الإبادة في غزة ومن الإرهاب الاسرائيلي، مواقف منحت صك الاعتراف باستمرارها، ومضاعفتها والإيغال بقسوتها، وجعلت من الاحتلال يبتلع كل شيء، فغداة قمة الرئيس ماكرون مع زعماء مصر والأردن، وبعد منتدى أنطاليا الدبلوماسي، وقرارات ثلاث قمم عربية، أكملت إسرائيل حصار مدينة رفح وعزلها عن بقية مناطق غزة، واستحدثت محور "موراغ" بين رفح وخان يونس بعد احتلال محور فيلادلفيا، وكررت الجريمة في المستشفى المعمداني للمرة الثالثة بقصفه مباشرة، وتعمل على تقطيع أوصال مدن شمال وجنوب غزة، من خلال تكثيف المذابح اليومية وقصف خيام النازحين، والدفع أكثر لحصار السكان وصولا للتهجير. وهنا، نذكر بما قاله نتنياهو سابقا لإدارة جو بايدن وللمجتمع الدولي: "الكل حذرنا بعدم دخول رفح ودخلناها ولم يحدث شيء، وحذرونا من الدخول لمستشفى الشفاء ودخلناه".

ونتنياهو أحد زعماء إسرائيل الذين أتقنوا مثل أسلافهم صناعة الإرهاب وارتكاب المذابح، وهو يذكرنا من حيث النتائج الخطيرة التي ترتبت على مشاريعه الإجرامية في غزة بالشراكة مع أقطاب حكومته الفاشية، وأن تدعيم خططه الفاشية لتكريس الإبادة الجماعية في غزة، والفصل العنصري في الضفة والقدس، يمكن تحقيقها في العصر الحديث، لذلك لم يواجه حرجا في كل ما أقدم عليه للآن، على العكس، يتجرأ أقطاب حكومته بطروحات لخلق إسرائيل الكبرى تحت حماية القنابل والبوارج الأمريكية.

لذلك، لم يحدث شيء له فاعلية لوقف جرائم الإبادة، أو وقف خطة تهجير السكان التي أصبحت خطة أمريكية إسرائيلية أو بالعكس، ولا تقابل بفرض إرادة دولية لمنع هذه الجرائم، أو بمناعة عربية إذا شئنا ضد هذه الخطط. يُقتل فلسطينو غزة يوميا بالمئات، يبتلعون لغة الخذلان والاستسلام التي تُرمى فوق جثث الضحايا، وفوق أجسادهم التي أكلتها الأمراض والجوع، وإثر كل مذبحة وجريمة إبادة في غزة، يبقى مستنقع اللغة ساكنا في منطق تبرير ما لا يُبرر، ورهان على وقت إنجاز إسرائيل للجريمة الكبرى، وللحديث عن مستقبل المنطقة دون أهلها.

فمنطق تسوية المنطقة العربية بدءا من جرف غزة من سكانها وبنيانها، هو منطق الاعتراف بالإبادة الجماعية بمبررات صهيونية أمريكية، في ظل كل أشكال التهافت الكلامي عن رفض التهجير، دون وقف جرائم الإبادة الجماعية، والحديث عن ضرورات تحقيق السلام في المنطقة، أو إقرار حل "الدولتين"، والطرف المعني بالاعتراف بالفلسطينيين وحقهم يقوم بسحقهم لتحويلهم إلى أصفار غير مرئية، وهم ينتظرون منطق الضغط الدولي على إسرائيل، وينتظرون مواقف عربية ضاغطة على مصالح الاحتلال في بلدان التطبيع، أو أن تتحرك مشاعر الغضب العربي في عواصم العرب دعما لبقائهم ورفضا للتطبيع مع المجرم، لا التغنّي ببطولتهم.

المسألة تجاوزت كل منطق، وكل عذرٍ عن أسرى الاحتلال في غزة، المسألة تتعلق بوحشية الاحتلال وطابعه العنصري، وبمعركة الشعب الفلسطيني ضد مشروع استعماري ينفي حقه الأزلي بالوجود فوق أرض فلسطين، وهذا الشكل الجديد البالغ القدم من الإبادة الجماعية منذ النكبة الفلسطينية، هو الوجه الآخر للمنطق الاستعماري المدعوم إمبرياليا والذي يدغدغ رغبات ترامب الفاشية التي يجسدها نتنياهو في غزة.

فإذا كانت العقلية الداعمة بشكل أعمى لفاشية إسرائيل، هي التي ترعى التفاوض على مستقبل غزة وشعب فلسطين، مبنية وفق المنطق الترامبي لإحلال التطبيع في المنطقة، على حساب وجود الفلسطينيين، وبمعرفة عربية مبنية على قبول ضمني لها، قبول ضمني بالشراكة مع احتلال مهيمن بالقوة ومتغطرس بشراكة المال العربي مع القوة الإسرائيلية، وأنها هي من ستحول المنطقة لجنّةٍ ينعم فيها الجميع، فإن هذه العبقرية الصهيونية جُربت في مراكمة جثث ضحايا النكبة والإبادة الجماعية في غزة، وطحنت حواضر الغزيين وسحقت كلام وشعارات العرب. فالذي يجري من صمتٍ مطبق على جرائم الإبادة في غزة والتعاطي معها بجملة من الأخطاء الفظيعة، ليس من قبيل المصادفة التاريخية لمن لم يقرأ أدبيات المشروع الصهيوني الذي يعد العدة لهذه الإبادة الجماعية.

فأول الأخطاء العربية وأبرزها، يكمن في مفهوم قراءة مقاومة الشعب الفلسطيني لمستعمره، ومفهوم قراءة جوهر المشروع الصهيوني، والتخلي الرسمي عن نقاط القوة، التي يمكن أن تحمي ظواهر وبواطن الأمن العربي المشترك، ستجلب نوعا من الاستسلام، لا السلام، ومواقف الذل من جرائم الإبادة لاسترضاء الأمريكي والإسرائيلي، ستبقى سببا رئيسيا في استمرارها وتوسعها في أكثر من جبهة عربية. وهي نفس الذرائع والحجج التي يتفهمها البعض ويهلل لها، حتى أصبحت عند العقل الباطني لبعض النخب العربية تبريرا للعدوان الإسرائيلي.

لهذا كله من الأخطاء والكوارث، يجري الإعداد الإسرائيلي والأمريكي لاستثمار هذا الخذلان، بتشديد الخناق على الشعب الفلسطيني قتلا وتهجيرا وسحقا، وأن هذا الترتيب الجديد لأوضاع غزة والضفة والقدس، إن تم وفق المنظور الإسرائيلي الأمريكي، لن يؤدي لا لقيام دولة فلسطينية، ولا لسلامٍ جَرّب أوهامه الفلسطينيون والعرب، إنما سيؤدي لضم كل الأراضي الفلسطينية، وإعادة احتلال غزة وإعادة إحياء مشروع وأحلام صهيونية في سيناء وجنوب لبنان وسوريا، ولأن البطولة الأخيرة في غزة وناسها المكلومين يتلقون تهافت الكلام، تنازع غزة من ينقذها من راية الاستسلام، وتتأمل أن ينهض من يحزم أمره ليتصدى لإبادتها، حتى لا تكون عبودية المنطقة كلها للصهيوني.

x.com/nizar_sahli

مقالات مشابهة

  • وزيرا خارجية السعودية وهولندا يبحثان هاتفياً القضايا الإقليمية
  • أمين خارجية المصريين: زيارة الرئيس السيسي للكويت تعزز وحدة الصف العربي
  • البطولة الأخيرة في غزة وتهافت الكلام
  • وزيرا خارجية السعودية وإيران يبحثان هاتفيًا تطورات الأوضاع في المنطقة
  • وزير الخارجية ونظيره الإيراني يبحثان هاتفيا تطورات الأوضاع في المنطقة
  • الشورى و الغرفة يناقشان حماية الأجور والفرص الوظيفية بقطاع الطاقة
  • روسيا تدخل على الخط.. وزير خارجية إيران إلى موسكو قبل جولة روما النووية
  • سفير الكويت: زيارة الرئيس السيسي لبلادنا تاريخية.. ومصر وجهة جاذبة لاستثماراتنا
  • الرياض.. مجموعة “دراغون” تبحث تطورات الأوضاع بفلسطين
  • وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا: الوضع في غزة مأساوي ويجب وقف إطلاق النار