*كل التسريبات من غرف المليشيا و حلفاءها تتخوف من نتيجة الهجوم على الفاشر*
*الجيش يعمل على استكمال السيطرة التكتيكية على مسارح العمليات و اجبار المليشيا على تعديل خياراتها و اولوياتها*
*العلاقات الامريكية – الاماراتية تواجه ازمة وصلت للعلن بعد طلب الامارات من امريكا سحب طائرات مقاتلة من اراضيها*
*الرئيس الامريكى بايدن يدرس توجيه عقوبات للمليشيا و قائدها حميدتى بموجب قانون (ماغنتيسكى) حسب طلب الكونغرس*
رغم التحذيرات المتعددة ، من الامم المتحدة ، و المنظمات الدولية و الانسانية ، و الدول الغربية و فى مقدمتها امريكا و فرنسا و بريطانيا ، فان كل المؤشرات تقول ان معركة الفاشر واقعة لا محالة ، والمعركة حتمية بالنسبة لمليشيا الدعم السريع فهى من تهاجم الفاشر، لا سيما و ان المليشيا تواجه ضغطآ عسكريآ ضخمآ فى تخوم مدنى وفى الخرطوم على كافة المحاور واهمها محور الجيلى – الكدرو ، ووفقآ للوقائع على الارض فأن المليشيا تتراجع و تفقد السيطرة على قواتها ، و فشلت فى فك الحصار عن منطقة المصفاة ، كما لم تستطع تغيير الاوضاع لمصلحتها فى جنوب الخرطوم او شرق النيل ،
مليشيا الدعم السريع تضغط على الفاشر لتحقيق هدفين ، اولهما محاولة اسقاط المدينة ، بهدف اكمال السيطرة على دارفور ، و الثانى تخفيف الضغط على قواتها فى الخرطوم و الجزيرة ، و بالطبع تعمل على الحصول على هدف كبير لتعزيز ادعاءاتها بالسيطرة و القدرة على المناورة التكتيكية ، و لهذا لا يغيب عن الاذهان استهدافها الدائم للشمال او النيل الابيض بالاضافة الى الشرق ، و مع ذلك فان استهداف الفاشر هو الاقرب ، المليشيا تعلم ان فشل هجومها على الفاشر سيكون كارثيا ، و سيحدث تحولآ كبيرآ سيتسبب فى فقدانها للمكاسب التى حققتها فى نيالا و الجنينة ، و لذلك تحاول الابقاء على الجيش و القوات المشتركة داخل الفاشر ، بينما الخطة المضادة للجيش و القوات المشتركة تعتمد على تأمين الفاشر و استعادة الجنينة و نيالا ، خاصة بعد انضمام قوات مقاتلة جديدة للجيش من المقاومة الشعبية ، و تعدد الانسحابات اليومية من صفوف المليشيا ، و عليه فمن المتوقع ان ترجح المليشيا المضى قدمآ فى حصار المدينة عوضآ عن اقتحامها ، لاسيما وان المليشيا لم تنجح فى حشد قوات كافية للمعركة ، و بالمقابل يعزز الجيش و القوات المشتركة من الاستعدادات لأن تكون المعركة قاصمة ظهر للمليشيا ،
كل التسريبات من غرف المليشيا و حلفاءها تتخوف من نتيجة الهجوم على الفاشر، لصعوبة السيطرة عليها ولوجود حاضنة معادية لها ، كما ان استمرارها فى بسط نفوذها على المدينة يعتبر امرآ مستحيلآ و منهكآ لجهة ضمان استدامة الامداد فى منطقة مفتوحة يسهل على الطيران تدمير و استنزاف الامدادات من الاسلحة و الوقود كما يحدث حاليآ ،
بالنسبة للجيش فان نجاح خطته فى الجزيرة و الخرطوم مرتبط بمعركة الفاشر ، بحيث يستطيع السيطرة التكتيكية على مسارح العمليات و اجبار المليشيا على تعديل خياراتها و اولوياتها بين البقاء فى الجزيرة و الخرطوم او القاء ثقلها فى معركة الفاشر ، لا سيما وان عامل الوقت ليس فى صالحها لاعتبارات سياسية و دبلوماسية و عسكرية ، و بالذات ما يتعلق بالضغوط التى ينتظر ان تواجه الامارات خلال هذا الشهر فى مجلس الامن بعد ان تم تأجيل نظر شكوى السودان ضدها لتدخل بريطانيا و تعديل طبيعة الجلسة ، و فيما يبدو ان العلاقات الامريكية – الاماراتية تواجه ازمة وصلت للعلن بعد طلب الامارات من امريكا سحب طائرات مقاتلة من اراضيها ، كما ان المهلة التى منحتها لجنة الشؤن الخارجية بالكونغرس للرئيس بايدن بتوجيه عقوبات الى ( قوات الدعم السريع ) و قائدها حميدتى بموجب قانون (ماغنتيسكى) ، قد بدأت فى النفاذ ، الامارات و ربيبتها المليشيا المجرمة ستواجهان وضعا صعبا فى غضون اسابيع،
محمد وداعة
4 مايو 2024م
.المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: على الفاشر
إقرأ أيضاً:
توغل «الدعم السريع» في النيل الأزرق والجيش يستعيد بلدة اللكندي .. تجدد القصف المدفعي في الفاشر
توغلت «قوات الدعم السريع» على نحو مفاجئ في ولاية النيل الأزرق، جنوب شرقي السودان، وفرضت سيطرتها على بلدتي (جريوة ورورو) بمحلية التضامن، فيما استعاد الجيش بلدة اللنكدي بولاية سنار المجاورة، وبثت عناصر من «قوات الدعم» مقاطع فيديو على منصة «إكس»، يؤكدون فيها وجودهم داخل المناطق التي تبعد نحو 70 كيلومتراً من مدينة الدمازين عاصمة الولاية، التي تضم مقر الفرقة الرابعة للجيش السوداني.
وكانت «قوات الدعم السريع» تقدمت في سبتمبر (أيلول) الماضي، وبسطت سيطرتها على بلدة رورو، إلا أنها انسحبت، وعادت أدراجها لتنضم إلى قواتها الرئيسية المتمركزة في الدالي والمزوم داخل ولاية سنار.
ومن جهة ثانية، أعلنت منصات إعلامية استعادة الجيش بلدة اللكندي التي تقع على بُعد نحو 60 كيلومتراً من عاصمة ولاية سنار سنجة.
وكانت قوات الجيش استعادت، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، مدينتي الدندر والسوكي بسنار، بالإضافة إلى عدد من البلدات الصغيرة المحيطة بهما.
وتشير أنباء متداولة إلى أن الجيش أحرز تقدماً كبيراً نحو مدينة سنجة التي سيطرت عليها «قوات الدعم السريع»، يونيو (حزيران) الماضي.
وفي الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور (غرب البلاد)، تبدد الهدوء بتجدد المواجهات بين الجيش والقوة المشتركة للفصائل المسلحة المتحالفة معه من جهة، و«قوات الدعم السريع» من جهة أخرى. وأفادت مصادر محلية «الشرق الأوسط» بأن «قوات الدعم» قصفت بالمدفعية الثقيلة عدداً من الأحياء السكنية باتجاه قيادة الفرقة السادسة العسكرية.
وأضافت: «القصف جاء بعد أيام من حالة الهدوء التي شهدتها المدينة، وتراجع المواجهات البرية التي كانت تجري بين الأطراف المتحاربة».
وقالت الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش بالفاشر إن المدينة تشهد حالة من الهدوء بنسبة 80 في المائة مقارنة بالأيام الماضية.
وبحسب وكالة الأنباء السودانية الرسمية، فإن «ميليشيات (الدعم السريع) قصفت عشوائياً عدداً من الأحياء المتفرقة»، دون وقوع أي أضرار بالمدينة.
وقالت الفرقة إن الطيران الحربي شن ثلاث غارات جوية «استهدفت معاقل العدو، وحققت نجاحات كبيرة، وتراجعت الميليشيات إلى شرق المدينة».
وأكد الجيش «أن الأوضاع تحت السيطرة، وأن قواته متقدمة في كل المحاور القتالية».
بدورها قالت القوة المشتركة للفصائل المسلحة إنها «أحبطت خلال الأيام الماضية هجمات عنيفة شنتها (قوات الدعم السريع) من عدة محاور على الفاشر»، في حين تقول مصادر محلية إن «(قوات الدعم السريع) توغلت وأحكمت سيطرتها على المستشفى الرئيسي بالمدينة. وتحاول التقدم إلى داخل الفاشر، بعد أن تمكنت خلال المعارك الماضية من التوغل في الأحياء الطرفية، ونصبت خنادق دفاعية على مسافة قريبة من قيادة الفرقة لكنها تجد مقاومة شديدة من الجيش وقوات الفصائل المسلحة».
وقال مقيمون في الفاشر إن آلاف الأسر يواصلون النزوح من المدينة؛ بسبب القصف المدفعي والصاروخي العشوائي الذي يستهدف المناطق المأهولة بالمدنيين.
وتشير الإحصاءات الرسمية إلى مقتل وإصابة أكثر من 1000 شخص على الأقل في صفوف المدنيين في القتال الدائر بالمدينة منذ العام الماضي.
ووفقاً لحصر الأمم المتحدة وشركاء العمل الإنساني في السودان، فقد قُتِل أكثر من 188 ألف شخص، وأصيب أكثر من 33 ألفاً منذ اندلاع الصراع في أبريل (نيسان) 2023.
الشرق الأوسط: