يمانيون – متابعات
أكّد وزيرا الخارجية المصري سامح شكري، والإيراني حسين أمير عبد اللهيان اليوم السبت، رفض بلديهما الكامل لقيام الاحتلال الإسرائيلي بعمليات عسكرية برية في رفح.
وخلال لقاء جمعهما في غامبيا، على هامش مؤتمر القمة الإسلامي، ناقش الجانبان آخر التطورات في المنطقة، وخاصةً الوضع في فلسطين وقطاع غزة، والجهود الحالية لوقف جرائم كيان الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى بحثهما في آخر تطورات الجهود بينهما لتحسين العلاقات الثنائية.

وصرح السفير أحمد أبو زيد، المُتحدث الرسمي ومدير إدارة الدبلوماسية العامة بوزارة الخارجية، بأنّ اللقاء تطرق إلى البنود المدرجة على جدول أعمال القمة الإسلامية، حيث توافق الوزيران على أهمية تعزيز التضامن والوحدة بين الدول الإسلامية في هذا التوقيت الذي يواجه فيه العالم الإسلامي تحديات جسام.

في هذا السياق، شكر أمير عبد اللهيان مصر على جهودها لوقف الإبادة في قطاع غزة، مجدداً استعداد بلاده لإرسال المساعدات الإنسانية، وطالب القاهرة بتسهيل الأمور في هذا المجال.

كما قدّر الوزير الإيراني إدانة مصر للعدوان الإسرائيلي على قنصلية إيران في سوريا. وعدّ تبادل الوفود بين المؤسسات الدينية في إيران ومصر أمراً مفيداً للعلاقات الثنائية، وذلك انطلاقاً من اتفاق رئيسَي البلدين.

بدوره، أمل شكري أن تفضي الجهود السياسية الجارية في إطار المفاوضات إلى وقف الحرب وتحقيق حقوق الشعب الفلسطيني واستمرار إرسال المساعدات الإنسانية العاجلة بشكل كامل وآمن ودون عوائق”.

وجدّد شكري إدانته لاستهداف “إسرائيل” القنصلية الإيرانية في سوريا. كما رحّب بتنفيذ اتفاق رئيسَي إيران ومصر لتبادل الوفود بين المؤسسات الدينية، مؤكّداً عزم الأزهر على الحوار بين المذاهب وتعزيز العلاقات الشعبية والسياحية.

وأشار إلى أنّ بلاده “تولي أهمية كبيرة للحوار ومواصلة الاتصالات مع إيران باعتبار البلدين حضارتين كبيرتين”.

وفي الختام، أعرب الوزيران عن أملهما في أن يؤدي انعقاد قمة التعاون الإسلامي في غامبيا، إلى تعزيز تضامن العالم الإسلامي ووحدته في دعم الشعب الفلسطيني وحل قضايا المنطقة ومشكلاتها.

وكان أمير عبد اللهيان، قد صرّح في وقت سابق، بأنّ هناك قنوات مباشرة ورسمية بين إيران ومصر، معرباً عن أمله بـ “انفتاح العلاقات مع مصر عبر اتخاذ خطوات جديدة ومتبادلة لتحقيق ذلك”.

وتناول موقع “Responsible Statecraft”، مسار التقارب المصري – الإيراني، وأشار إلى أنّ هذا التقارب يشير إلى نمط إقليمي من الدبلوماسية المتجددة، وأنّ العلاقات الودية مع مصر يمكن أن تساعد طهران في مواجهة الجهود الأمريكية – الإسرائيلية لإنشاء تحالف عربي ضدها.

الجدير ذكره أنّ الدورة الـ 15 لمؤتمر القمة الإسلامي تبحث عدداً من الملفات، من بينها نبذ خطاب الكراهية، وظاهرة كراهية الإسلام (إسلاموفوبيا)، وتعزيز الحوار، وقضايا التغير المناخي والأمن الغذائي.

وتُعقد القمة، التي انطلقت اليوم، وتستمر يومين، تحت شعار “تعزيز الوحدة والتضامن من خلال الحوار من أجل التنمية المستدامة”، في ظرف دقيق يشهد تطورات بالغة الأهمية، لا سيما القضية الفلسطينية.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: إیران ومصر

إقرأ أيضاً:

إثيوبيا ومصر.. صراع النفوذ والمياه

 

إثيوبيا ومصر.. صراع النفوذ والمياه
بقلم م. فؤاد عثمان عبدالرحمن

سباق محموم تشهده منطقة القرن الافريقي وشرق أفريقيا مابين إثيوبيا ومصر لإعادة تشكيل التحالفات وترتيب الأوراق بالاقليم في سبيل تحقيق كل دولة لمصالحها الاستراتيجية وفقا لما تخطط له وتنتهجه.
فضمن مساع مصرية متواصلة لتعميق حضورها في تلك المنطقة الحيوية، وقع أواخر يناير 2025 الرئيسان المصرى والكيني بالقاهرة على إعلان مشترك يقضي برفع العلاقات الثنائية إلى مستوي الشراكة الاستراتيجية الشاملة، وقبلها شهدت الأسابيع الماضية استقبال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي نظيره الصومالي حسن شيخ محمود، ووقعا على إعلان سياسي يقضي أيضا بترفيع العلاقات لمستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة.
بالمقابل، هل تسرع المفاوضات مابين الصومال واثيوبيا وتختبر سياسة خفض التوتر بالقرن الأفريقي ام تعيد تصعيدها.
فبعد عام من الخلاف زار حسن شيخ محمود، أديس ابابا والتقى برئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، لحل الخلاف والتوتر مابين البلدين والذي توسطت فيه تركيا والذي توج بتوقيعهما (إعلان انقرة) ولتسريع وتيرة المفاوضات بينهما.
إذ تعهد الإتفاق الذي رعته تركيا بإنهاء الخلاف والذهاب إلى محادثات في نهاية فبراير 2025، بهدف التوصل لاتفاق نهائي في غضون ٤ أشهر بمساعدة تركية. في ظل رفض مقديشو ماعرف باتفاق المؤاني مابين الحكومة الإثيوبية واقليم ارض الصومال الانفصالي، تحصلت بموجبه أديس أبابا على منفذ بحري للاستخدامات المدنية والعسكرية في بربرة لمدة 50 عام، مقابل اعتراف إثيوبيا بارض الصومال كدولة مستقلة ودعم تحركاتها الباحثة عن الاعتراف بها إقليميا ودوليا.
وعقب لقاء الرئيسان باديس ابابا، صدر بيان مشترك بين البلدين، يؤكد إتفاق الجانبين لاستعادة التمثيل الدبلوماسي الكامل بينهما، والتزامهما بإعلان انقره وروح التضامن والصداقة وتسريع المفاوضات الفنية المنصوص عليها في الإعلان.
ويبقى السؤال، لماذا توترت العلاقات مابين مصر و إثيوبيا، ماجعل كل دولة تسعي لتعميق حضورها بقرن أفريقيا وشرقها؟.
# سد النهضة : محور التوتر الإقليمي :
أثار بناء إثيوبيا لسد النهضة على هضبتها، نزاعا تحول لنقطة خلاف وتوتر بين إثيوبيا من جهة، والسودان ومصر من جهة أخرى.
تعتبر إثيوبيا السد مشروعا تنمويا حيويا، بينما يريان مصر والسودان فيه تهديدا لحقوقهما المائية في نهر النيل بجانب مخاوف أخرى حول سلامة السد كون أن موقع السد يقع في منطقة زلازل مما يشكل خطرا حال حدوث هزات.
ورغم المساعي الدبلوماسية المتواصلة لاتفاق ينهى النزاع، مايزال يشكل هذا الملف تحديا رئيسيا لعلاقات هذه الدول.
# كيف تقرئ التحركات المصرية في المنطقة:
التحليل الفاحص حول تأثير التكتلات مابين مصر ودول بالاقليم في إعادة تشكيل التحالفات الاقليمية في منطقة البحر الأحمر وشرق افريقيا لايمكن فصله عن السياق الجيوسياسي المعقد في المنطقة خلال الأعوام الأخيرة، العلاقات في هذه الفترة شهدت تحولا ملموسا في مواقف عدة دول وتطورات على الأرض قد تؤدي لإعادة رسم الخريطة الجيوسياسية بهذه المنطقة الحيوية.
التوافق المصري الكيني مؤخرا وتوقيع إتفاق الشراكة الاستراتيجية وماسبقه من توقيع مصر والصومال لمعاهدة دفاع مشترك واحلال مصر قواتها بديلة للقوات الإثيوبية المشاركة ضمن بعثة حفظ السلام بالصومال، وتكوينها الحلف الثلاثي (مصر ارتريا الصومال)، كل ذلك قد يكون بمثابة رافعة في مفاوضات سد النهضة فيما يلي مواضيع أسس الملء والتشغيل، حيث يمكن أن تشكل هذه التحالفات والحراك الدبلوماسي الكثيف منصة للضغط على إثيوبيا فى قضايا أخرى مثل الأمن المائي ومشاركة الموارد الطبيعيه وأمن البحر الأحمر.
في 30 نوفمبر 2020 أعدت هيئة عمليات الجيش المصري بحثا تطرق إلى الاستراتيجية المقترحة لتفعيل الدور المصري مع دول حوض النيل في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية، والاحتياجات المصرية المائية وفقا لبيان أصدره الجيش عبر ناطقه الرسمي حينها العقيد تامر الرفاعي عقب زيارة رئيس أركان الجيش المصري لكينيا ورواندا، ووقعت مصر في ذلك الوقت 4 اتفاقات للتعاون الدولي والدفاعي مع كينيا، بورندي، رواندا واوغندا.
ذلك ماذهب إليه د. حمدي عبدالرحمن، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة في مقال له 2021 بعنوان (الصعود المصري في القرن الأفريقي وحوض النيل)
يقول فيه، أن أحد دوافع التحركات المصرية الفاعلة في المنطقة، هو عزل النهج التوسعي الذي يمارسه نظام أبي أحمد منذ 2018.
وحسب د. حمدي فإن رئيس الوزراء الإثيوبي يحاول إن يعيد رسم خارطة القرن الأفريقي وفقا لمفهوم السلام الإثيوبي (باكس إثيوبيانا)، وأن الهدف من ذلك هو الوصول إلى البحر والتخلص من لعنة الدولة الحبيسة التي تطارد هضبة الحبشة، فعمل على تشكيل أسطول بحري وتبني إستراتيجية الموانئ، كما تبني سلفه ميليس زيناوي إستراتيجية السدود.
ويضيف ان تحالفات مصر الجديدة لاتقتصر على مجرد مسألة سد النهضة وإنما هي أعمق وابعد من ذلك، حيث تهدف إلى حماية مصالح الدولة المصرية وتوجهها جنوبا ولاسيما الدفاع عن أمنها المائي، وتسعى الحركة المصرية لاحتواء النفوذ السلبي _حسب تعبيره _ لبعض القوى الإقليمية المنافسة مثل تركيا، إذ استطاعت السياسة الخارجية لتركيا، اكتساب المزيد من النفوذ في القرن الأفريقي (خاصة في الصومال والسودان) حيث تنظر مصر للأدوار الجيوسياسية والأمنية التركية الأكثر طموحا في المنطقة بحذر شديد.
أيضا جدير بالذكر وإضافة لما ذكر أعلاه، سبق وأن أشارت مصر مرارا إلى تأثر حركة الملاحة في قناة السويس بالتوترات الإقليمية، وخلال اجتماع سابق برئاسة السيسي في ديسمبر 2024، تمت خلاله الإشارة إلى أن (إيرادات قناة السويس شهدت انخفاضا تجاوز 60% مقارنة بعام 2023، مايعني ان مصر قد خسرت قرابة 7 مليارات دولار في عام 2024, إثر الأحداث الراهنة في منطقة البحر الأحمر وباب المندب وفقا لمتحدث الرئاسة المصرية انذاك).
وكانت القاهرة أعلنت رفضها وجود أي طرف (غير مشاطئ) في البحر الأحمر في إشارة أكثر من واضحة لاتفاق الموانئ مابين إثيوبيا وأرض الصومال، وقال وزير الخارجيه المصري في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الصومالي أحمد معلم، في ديسمبر 2024، ان البحر الأحمر للدول المشاطئة له، ولايمكن القبول بوجود أي طرف غير مشاطئ له.
وسابقا وفى نفس السياق، أشار نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الأفريقية السفير صلاح حليمة إلى الجهود المبذولة لمنع أي وجود عسكري لأي دولة غير مشاطئة في البحر الأحمر، حيث كان أخرها إثيوبيا وقال :
مصر تعتبر وجود أي دول غير مشاطئة مساسا بأمن واستقرار المنطقة، مضيفا بأنه وفي هذا السياق دعمت مصر وحدة الصومال، وكذلك جهوده في مكافحة الإرهاب لتحقيق الإستقرار والأمن في منطقة البحر الأحمر.
قراءة التحركات الإثيوبية بالمنطقة :
بالمقابل، إثيوبيا تشعر بأنها محاصرة من قبل تحالفات إقليمية ضدها، وتعمل بحذر على تفكيك تلك التحالفات وإضعافها، إذ عملت سريعا على تفكيك الحلف الثلاثي مصر إريتريا الصومال، بأن وقعت إتفاق انقره مابينها والصومال لخفض التوترات واستعادة التمثيل الدبلوماسي كما ذكرنا سابقا. ولكن قد ترى إثيوبيا فى إتفاق مصر وكينيا تهديدا لمصالحها الاستراتيجية واستمرارا لمصر في محاولات حصارها.
وفقا لدكتور عبدالله أحمد إبراهيم الخبير في الشؤون الأفريقيةو مدير مركز دراسات شرق أفريقيا بنيروبي، يرى ان إثيوبيا فى حراكها الأخير مع الصومال له هدفان :
الأول تشكيك وتفكيك الحلف الثلاثي (مصر ارتريا الصومال)، والثاني خفض التوترات ضدها.
مرجحا أن تكون تلك المحادثات تخديرا منها للمشاكل دون حل في النهاية.
وباعتقاده أن زيارة الرئاسة الصومالية لاديس أبابا تحمل ابعادا أكبر من الاتفاق على تسريع مفاوضات البلدين، موضحا ان مقديشو تجس نبض أديس ابابا ونواياها، وتريد ان تختبر مدى جدية وإمكانية أن توقف أديس ابابا دعمها للتحركات المزعزعة للاستقرار في الصومال، خاصة في ظل وجود مشاكل داخلية بمعظم الأقاليم مثل إقليم جوبالاند وبونتلاند، وهما اقليمان يتلقيان دعما عسكريا من إثيوبيا وفقا لزعم د. عبدالله أحمد ابراهيم مدير مركز دراسات شرق افريقيا.
ختاما سيظل احتواء محاولات القوى الرامية لتقليص النفوذ المصري ضرورة استراتيجية بالنسبة لها، لاسيما مع تنامي التهديدات التي قد تطال أمنها القومي.
خاصة بعد وجود انباء عن احتمالية تأسيس حلف بين إسرائيل وأرض الصومال، وهو ماكشف عنه موقع (ميدل إيست مونيتور) في أكتوبر 2024، بأن هناك نوايا إسرائيلية لإنشاء قاعدة عسكرية في إقليم أرض الصومال، وردا على التهديد الإيراني للمصالح الإسرائيلية، من خلال المواجهات غير المباشرة مع الحوثيين بعد عملية طوفان الأقصى.
جدير بالذكر أن إسرائيل تدعم إتفاق الموانئ مابين إثيوبيا وأرض الصومال، وفق ماصرح به سفير إثيوبيا لدي إسرائيل بداية العام 2024، وقد أوضح أن المسؤولين الاسرائليين تعاطو ايجابا لتطلع إثيوبيا وصولها البحر الأحمر وخليج عدن، واضافو بأن حصول إثيوبيا على قاعدة عسكرية هو خطوة جيدة لتحقيق الإستقرار في المنطقة المضطربة.
ولكن بعض المراقبين يرون أن هذا التقارب إن ترجم على أرض الواقع، ربما يقود لتزايد الهجمات الإرهابية من قبل حركة الشباب الصومالي الرافضة لوجود إسرائيل، وستعمل على شن مزيد من الهجمات عبر حشد مزيد من المقاتلين، مستغلة مشاعر العداء تجاه إثيوبيا ولشن حرب دينية ضد إسرائيل، علاوة على إحتمال تنسيق حركة الشباب وجماعة الحوثي اليمنية أمنيا واستخباريا، لتهديد مصالح إسرائيل في المنطقة. إلى جانب توسيعهم عملياتهم البحرية ضد خطوط الملاحة الدولية وهو ماقد يشكل تهديدا للأمن البحري والتجارة الدولية.

الوسومإثيوبيا القرن الأفريقي فؤاد عثمان عبدالرحمن مصر

مقالات مشابهة

  • إثيوبيا ومصر.. صراع النفوذ والمياه
  • وزير خارجية السودان: تشاور متواصل مع مصر بسبب خطورة الأوضاع في المنطقة
  • البحرين.. مؤتمر الحوار الإسلامي يؤكد دعم القضية الفلسطينية
  • بالتفصيل.. توصيات «مؤتمر الحوار الإسلامي» في البحرين
  • البيان الختامي للحوار الإسلامي يدعو لتوحيد الجهود في دعم القضية الفلسطينية
  • مؤتمر الحوار الإسلامي يعلن عن انطلاق النسخة الثانية من القاهرة
  • مؤتمر الحوار الإسلامي يؤكد دعم القضية الفلسطينية.. اعرف أهم التوصيات
  • بحضور المفتي.. مؤتمر الحوار الإسلامي - الإسلامي: أمة واحدة ومصير مشترك يختتم أعماله
  • «الحوار الإسلامي - الإسلامي» يؤكد أهمية التفاهم بين المذاهب
  • مستشارة شيخ الأزهر: مؤتمر الحوار الإسلامي خطوة نحو توحيد الأمة