هل تضر الاحتجاجات في الحرم الجامعي الأمريكي بايدن وتفيد ترامب؟
تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT
في مناخ سياسي مشحون، أصبحت موجة الاحتجاجات الأخيرة في الجامعات الأمريكية نقطة محورية لعودة الجمهوريين والمعضلة الديمقراطية، مع ما قد يتردد صداه من عواقب في الانتخابات المقبلة. وسط التوترات المتصاعدة، يجد الرئيس جو بايدن نفسه يبحر في توازن دقيق بين دعم القيم الديمقراطية وقمع الاضطرابات، حيث تواجه إدارته تدقيقًا مكثفًا من جانبي الطيف السياسي.
مع تصاعد الاحتجاجات في الحرم الجامعي ضد الحرب الإسرائيلية في غزة، يواجه الرئيس بايدن معضلة صعبة. وفي حين أنه يعترف بأهمية المعارضة في أي نظام ديمقراطي، فإنه يدرك تماما ردة الفعل العنيفة المحتملة من الانحياز إلى إنفاذ القانون وسط الاضطرابات المتزايدة. ويعكس تأكيد بايدن الأخير على أن "النظام يجب أن يسود" محاولته السير على طريق وسط، لكنه يخاطر بتنفير الناخبين الشباب الذين يشكلون أهمية بالغة لقاعدته الانتخابية.
السرد الجمهوري: استغلال الفوضى في الحرم الجامعي
وقد استغل الجمهوريون، بقيادة الرئيس السابق دونالد ترامب، والذين عززتهم وسائل الإعلام اليمينية مثل فوكس نيوز، الاحتجاجات في الحرم الجامعي لتصوير بايدن على أنه ضعيف وغير فعال. ومن خلال تصوير الاضطرابات كرمز للفوضى الديمقراطية، يهدف الجمهوريون إلى تقويض قيادة بايدن واستعادة الزخم السياسي. إن دعوة ترامب الصريحة إلى "الإغلاق الكامل" للجامعات تعكس خطابه بشأن القانون والنظام، مما يجعله بمثابة الترياق للفوضى الديمقراطية المتصورة.
ديناميات الانتخابات: أصداء عام 1968 ومشاعر الناخبين
ويقارن المحللون بين الاحتجاجات الحالية في الحرم الجامعي والاضطرابات التي حدثت في أواخر الستينيات، والتي بلغت ذروتها بانتصار ريتشارد نيكسون الانتخابي. وفي حين يتوقع البعض أن التاريخ قد يعيد نفسه، يزعم آخرون أن الصراع في غزة يفتقر إلى نفس الصدى الذي خلفته حرب فيتنام، مما يقلل من تأثيره الانتخابي. تشير بيانات الاستطلاع إلى أن المخاوف الاقتصادية والعنف المسلح، بالنسبة للناخبين الصغار والكبار على حد سواء، تحتل مرتبة أعلى في قائمة أولوياتهم من الصراعات الدولية.
حسابات بايدن الانتخابية: المخاطر والمكافآت
بالنسبة لبايدن، يكمن التحدي في الحفاظ على دعم الناخبين الساخطين مع الحفاظ على ائتلافه ضد عودة ترامب. يمكن أن تكون الخسارة المحتملة حتى لنسبة صغيرة من الناخبين الشباب ضارة بآفاق بايدن الانتخابية. علاوة على ذلك، يجب على بايدن أن يتنقل عبر التوازن الدقيق بين دعم المبادئ الديمقراطية ومعالجة المخاوف الأمنية، وهي مهمة معقدة بسبب شبح الاحتجاجات المستمرة والتداعيات الانتخابية المحتملة.
السيناريوهات المستقبلية: القمع واستمرار الاضطرابات
إن فعالية حملات القمع ضد الاحتجاجات في الحرم الجامعي يمكن أن تشكل الخطاب الانتخابي في الأشهر المقبلة. وإذا نجح بايدن في قمع الاضطرابات، فقد يخفف من هجمات الجمهوريين على قيادته. ومع ذلك، فإن الاحتجاجات المستمرة التي يغذيها الصراع في غزة يمكن أن تطيل أمد الفوضى، مما يصب في مصلحة ترامب ويعقد محاولة إعادة انتخاب بايدن. يسلط التقاطع بين الجغرافيا السياسية والاضطرابات الداخلية الضوء على المخاطر الكبيرة للانتخابات المقبلة والتحديات التي تواجه إدارة بايدن.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الاحتجاجات فی الحرم الجامعی
إقرأ أيضاً:
الكشف عن ثلاثة أسباب لوجود فيتو إقليمي على الفتنة الطائفية في العراق
بغداد اليوم - بغداد
كشف الخبير في الشؤون الأمنية، صادق عبد الله، اليوم الثلاثاء (18 آذار 2025)، عن وجود ثلاثة اسباب لوجود ما أسماه بـ"الفيتو الإقليمي" على الفتنة الطائفية في العراق.
وقال عبدالله في حديثه لـ"بغداد اليوم"، إن "دول الجوار، بالإضافة إلى بعض الدول الإقليمية، قد أدركت خطورة الاضطرابات الطائفية في العراق، وأن هذه الاضطرابات قد لا تبقى داخل حدود العراق، بل تمتد إلى عواصم أخرى".
وأضاف أن "هذه الدول باتت تشعر بالقلق من ارتدادات الفتنة الطائفية، وبالتالي فإن هناك محاولات جادة لدعم استقرار العراق والتقليل من حدة التوتر الطائفي"، لافتًا إلى أن "هناك دوافع كبيرة لدى هذه الدول في عدم دعم أي طرف قد يساهم في تصعيد الأوضاع الطائفية".
وأشار إلى أن "العديد من الدوائر المخابراتية في دول الجوار وبعض الدول الإقليمية قد تورطت بشكل غير معلن في أحداث الاضطرابات التي شهدها العراق بعد عام 2006، عبر دعم مجموعات مسلحة لتحقيق أجندات خاصة، لكن مع تحول هذه الاضطرابات إلى فتنة طائفية امتد تأثيرها إلى عواصم عدة، ما دفع هذه الدول إلى اتخاذ موقف حازم ضد الفتنة الطائفية في العراق".
وأوضح عبد الله، أن "هناك ثلاثة أسباب رئيسية وراء هذا (الفيتو الإقليمي)، وهي ارتدادات الفتنة الطائفية إلى دول أخرى في المنطقة، وعودة العديد من المقاتلين من العراق إلى بلدانهم، مما يشكل تهديدًا لأمن هذه الدول، والتأثير السلبي للاضطرابات الأمنية على البيئة التجارية والاقتصادية في المنطقة، مما يفاقم حالة عدم الاستقرار".
وتابع، أن "أي جهة إقليمية لن ترغب في فبركة مقاطع فيديو أو استغلال الوضع في سوريا لإثارة الفتنة الطائفية بين العراق وسوريا، لأن ذلك يتعارض مع (مشروع الشرق الأوسط الجديد) الذي تسعى الولايات المتحدة إلى تحقيقه".
وأكمل أن "الأحداث في الساحل السوري، رغم حجم الفيديوهات المروعة التي انتشرت، لم تشير إلى تورط العراق في دعم العلويين أو الهجمات ضدهم، مما يعكس محاولات حثيثة لتجنب دخول العراق في أية صراعات طائفية".
وأكد، أن "الحكومة العراقية تتبنى سياسة واضحة بعدم التدخل في الشأن السوري"، مشيرًا إلى أن "هذه الرسالة قد وصلت إلى حكام دمشق بعد زيارة مدير المخابرات العراقية في الأيام التي تلت سقوط نظام الأسد".
وأختتم عبد الله حديثه بالتأكيد على حرص الحكومة العراقية على عدم الانخراط في الصراعات الطائفية في سوريا، مشيرًا إلى أن "هذا الموقف يعكس التزام العراق بعدم السماح بامتداد الفتنة الطائفية إلى أراضيه".
وكان وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني قد وصل الى العاصمة بغداد يوم الجمعة الماضي والتي تعد هي الأولى له منذ سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول الماضي وتشكيل حكومة سورية جديدة.
وقال الشيباني خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية فؤاد حسين: "نزور بغداد ضمن جهودنا لتأكيد وحدة الصف بين العراق وسوريا وبلدنا جاد في تعزيز روابطنا" مؤكدا ان "سوريا جادة في تعزيز الروابط مع العراق".
وأضاف الشيباني "نهدف من زيارتنا للعراق تعزيز التبادل التجاري وإزالة الحواجز بين البلدين".