الهواري: نحتاج إلى مناهج تربية تكنولوجية لتحصين الشباب وحماية عقولهم
تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT
عقد مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف اليوم السبت بالتعاون مع جامعة قناة السويس بالإسماعيلية ندوة تثقيفية بعنوان «مواقع السوشيال ميديا ... مخاطر وإمكانيات» لطلاب كلية التربية بالجامعة، وذلك ضمن خطة المجمع الدعوية التي تستهدف التحصين الفكري للشباب، وبحضور عميد الكلية الدكتور ماجد العزازي، والدكتور أحمد عزيز وكيل الكلية، والدكتور محمد غنيم منسق الأنشطة الطلابية بالجامعة والشيخ أشرف السعيد مدير الوعظ، وعدد من أعضاء أمانة الوعظ بمحافظة الإسماعيلية وأعضاء هيئة التدريس بالجامعة، حيث حاضر في اللقاء الدكتور محمود الهواري الأمين المساعد لمجمع البحوث الإسلامية.
في بداية الندوة أشار الدكتور محمود الهواري الأمين المساعد لمجمع البحوث الإسلامية، إلى أن المواقع والتطبيقات التي بين يدي الشباب اليوم هي من عطاءات هذا العصر التي لا يمكن تجاهلها، كما أنها أتاحت كثيرًا من الفرص، وأضافت للحياة كثيرًا من الإمكانيات، وهو أمر لا يمكن أغفاله، بل علينا أن نتعامل معها لكن بعقل وفهم، مرتكزين على قيمنا العربية والإسلامية التي كانت سببا في أعظم حضارة عرفتها البشرية.
وأكد الأمين المساعد لمجمع البحوث الإسلامية، إنه في ضوء التطور الذي شهدته مواقع التواصل الاجتماعي في العالم، أصبح هذا العالم بما فيه من قارات، ودول، ومدن، قرية صغيره، بات التواصل فيها بين البشر أسهل وأسرع من أي وقت مضى، وأصبح تحصيل المعلومة والمعرفة أمرا سهلا، وهذا التطور الذي وصل إليه البشر في مجال الاتصال ونقل المعلومات وتبادل الأفكار والآراء من نعم الله على الخلق التي لا تعد ولا تحصى، قال الله تعالى: (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ)، وإنه يجب علينا استعمال هذه النعمة فيما يعود علينا بالخير على مجتمعاتنا، حتى لا تتحول هذه النعمة إلى أداة للفساد، كما هو حال المجتمعات التي تعاملت مع هذه الطفرة الاتصالية دون وعي أو تحلت بشيء من الضبط.
وأضاف الهواري، أن شبابنا اليوم يواجه عالمًا رقميًا معقدًا مليئًا بالفرص والتحديات، ونظرا لدورهم كركائز في بناء مستقبلنا، علينا جميعا أن نتحلى بالمسؤولية؛ لحماية شبابنا وتحصينهم بجملة من المعايير والأخلاقيات تساعد على دمجهم في هذا العالم الرقمي دون تعرضهم للمخاطر، لأن في عزلهم عن هذا الواقع ما لا يقل ضرره عن تركهم يسيرون فيه دون وعي وحكمة، لأن منافع هذا التطور أصبحت ضرورة لمستقبل شبابنا من اطلاعهم على العالم حولهم، ولكن يجب أن يكون تعاملهم محفوف بأخلاقيات وآداب نابعه من ثقافتهم العربية والإسلامية، لضمان حصولهم على المهارات والمعرفة في عالم سريع التغير.
وأوضح الهواري، إنه إذا كانت المؤسسات الدينية والهيئات التعليمية أصبحت تؤدي خدماتهم في سهولة ويسر في ظل اعتمادها على هذه المواقع، لذا فإنه حري بها أن تسعى لنشر الوعي للاستخدام الآمن لهذه المواقع، لحماية الشباب من الوقوع فريسه للمعلومات المغلوطة والأفكار المضللة، مما يدفعهم إلى الخوض في مسألة دون علم، كما أن غياب المراقبة الكامله على هذه المواقع يدفع الشباب إلى الوقوع في المعاصي والجرائم، وكثير من الحوادث حدثت نتيجة فقدان الوعي في التعامل مع هذه المواقع.
ضرورة توافر مناهج للتربية التكنولوجيةوطالب الأمين المساعد لمجمع البحوث، بضرورة أن يكون لدينا مناهج للتربية التكنولوجية، تدرس في المدارس والمعاهد والجامعات؛ لضمان تحصين شبابنا بقيمنا الأصيلة في التعامل مع الواقع الرقمي، لأن الرقابة الأسرية تحتاج إلى مجهود شاق من الأسرة مما يتطلب أن يكون لدي شبابنا رقابة ذاتية، وهذا لن ضمن وجوده بشكل كبير إلا من خلال مناهج معدة لذلك، وهذا الأمر هو مسؤولية الجميع دون استثناء.
وفي ختام كلمته للشباب، أوصاهم بأن يكونوا يقظين لما يخطط لهم، ولأوطانهم، وألا ينخدعوا بخطوات الشيطان يقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)، وأن يفهموا أن الله مطلع ورقيب وشهيد، والله عز وجل يقول: ﴿أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرَى﴾. ويقول: ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ﴾.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: البحوث الإسلامية الأزهر مواقع السوشيال ميديا كلية التربية الوعظ أعضاء هيئة التدريس الأمین المساعد لمجمع البحوث البحوث الإسلامیة هذه المواقع
إقرأ أيضاً:
البحوث الإسلامية يعقد الاختبارات التحريرية للمتقدمين لمسابقة الابتعاث الخارجي
عقد مجمع البحوث الإسلامية اليوم الاختبارات التحريرية للمتقدمين من وعاظ الأزهر الشريف لمسابقة الابتعاث الخارجي لشهر رمضان المبارك لدول العالم لهذا العام، وذلك بمقر مركز الأزهر للمؤتمرات بمدينة نصر.
وقال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية د. محمد الجندي، إن بعثات رمضان التي يرسلها الأزهر الشريف إلى مختلف دول العالم كل عام تمثل تجسيدًا لأحد الأدوار الخارجية التي يقوم بها الأزهر تحت قيادة فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب شيخ الأزهر لنشر سماحة الإسلام وترسيخ أسس التعايش السلمي بين الشعوب، مضيفا أن المجمع يعمل على اختيار أفضل الكفاءات العلمية والدعوية التي ستمثل الأزهر الشريف في الكثير من دول العالم خلال شهر رمضان المبارك.
أضاف الجندي أن مبعوثي الأزهر الشريف خلال شهر رمضان يقومون بدور مهم في إحياء شعائر هذا الشهر الكريم، فضلا عن القيام بالدور المهم في تصحيح المفاهيم المغلوطة حول الإسلام والعمل على نشر قيم الوسطية والاعتدال والسماحة التي يدعو إليها الإسلام، مشيرًا إلى أهمية توافر المهارات اللازمة لديهم لأداء رسالة الأزهر الشريف على أكمل وجه بما يحقق الهدف من هذه البعثات، ويلبي احتياجات الجمهور في دول العالم المختلفة خلال شهر رمضان المبارك.