قال سامح شكري وزير الخارجية، إن نشأة المنظمة التي أقيمت عام 1969، ارتبطت بالقضية الفلسطينية، التي تعتبر قضيتنا المركزية، فالمسلمون من مختلف بقاع العالم، يرجون يوما يحيا فيه الجميع بسلام، في أولى القبلتين وثالث الحرمين.

وشدد خلال كلمته في الدورة الخامسة عشر لمؤتمر القمة الإسلامي، على ضرورة أن يحيا الجميع في سلام، من شتى الديانات والأعراق والجنسيات، فالإسلام الحنيف دعانا لحفظ النفس البشرية كافة، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا.

وأكد إدانة مصر بأشد العبارات للعدوان الإسرائيلي على غزة، مثمنًا الدور الذي اضطلعت به منظمة التعاون الإسلامي، لتشكيل جبهة دعم للقضية الفلسطينية، لاسيما عبر الجهود الحثيثة للجنة الوزارية الإسلامية العربية، المنبثقة عن قمة الرياض.

وأوضح شكري، أنه يجب استكمال الجهد وتكثيف العمل على المحاور التالية، لوقف العدوان الجائر على الشعب الفلسطيني:

جهود وقف العدوان على قطاع غزة

أولا: الضغط لتنفيذ القرارات ذات الصلة لمجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، فيتعين الوقف الفوري لإطلاق النار في عدوان دموي، قتل فيه أكثر من 34 ألف مدني أغلبهم من النساء والأطفال، على مدار سبعة أشهر من الجحيم في غزة، وتحذر مصر بشدة، من إقدام إسرائيل على اجتياح رفح الفلسطينية، المأوى الأخير لما يقرب من مليون ونصف نازح فلسطيني.

ثانيا: وفرت مصر النصيب الأكبر من المساعدات إلى غزة، كما تدفق الدعم الإغاثي من الدول الإسلامية، ورغم التضامن الإسلامي، وفتح معبر رفح من الجانب المصري، إلا أن إسرائيل تفرض الحصار والعقاب الجماعي، وتضع العراقيل غير القانونية، أمام النفاذ الأمن والسريع والمستدام للمساعدات.

وفي هذا الإطار، نتمسك بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2720 واستحداث الآلية الأممية في غزة للإنفاذ الفوري غير المشروط للمساعدات الإنسانية لداخل القطاع.

ثالثا: مصر تطالب بوقفة حاسمة ضد أوهام تصفية القضية الفلسطينية، عبر التهجير القسري للفلسطينيين من الضفة الغربية وغزة، فالشعب الفلسطيني الأبي الصامد على أرضه، وإلى جواره كل الشعوب الإسلامية والعربية وشعوب العالم الحر، لم ولن تقبل بخروج أصحاب الأرض من أرضهم المحتلة بالمخالفة لكافة المواثيق الدولية.

رابعا: لتحقيق السلام الدائم والعادل، فلا بديل عن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقا لقرارات الشرعية الدولية لضمان استقرار الشرق الأوسط، ولعل اتساع رقعة الصراع الراهن في البحر الأحمر والمنطقة خير دلالة على أن المسلك الإسرائيلي الرافض للسلام، سيجر المنطقة بأكملها لتهديدات غير مسبوقة.

خامسا: ضرورة التصدي الحازم للمعايير المزدوجة، فالالتزامات الدولية، بما فيها قرارات محكمة العدل الدولية، واجبة النفاذ في كل الحالات، إلا أن غزة شهدت ضرب عرض الحائط بكافة المواثيق بما يبرهن أن هناك من يري أن القواعد القانونية تخص البعض وليس الجميع، الأمر الذي ترفضه جملة وتفصيلاً.

فغض الطرف والكيل بمكيالين، هو الجمرة التي يشعل بها المتطرفون نار التعصب والإرهاب في مواجهة مفاهيم الحوار والتسامح، وإن المباركة بالصمت لما يحدث في غزة تتجاوز في آثارها وتبعاتها الأراضي الفلسطينية والساحة الإقليمية، وتكرس الجرح غائر في ضمائر المجتمعات .... تشهد مظاهره، لا في البلدان الإسلامية فقط، وإنما في شتي بقاع العالم.

التنمية المستدامة تتطلب الاستقرار

أضاف وزير الخارجية، أن شعار المنظمة «الوحدة والتضامن من أجل التنمية المستدامة»، فما أحوجنا إلى تعزيز تلك القيم وترجمتها إلى واقع فعلي، لاسيما عقب ما عانته دولنا من تحديات جسمية كارتفاع التضخم العالمي المستويات قياسية وتنامي إشكالية الديون بصورة خطيرة.

وأوضح أن مصر نبهت، بأن تحقيق التنمية المستدامة يتطلب الأمن والاستقرار، ومن ثم ضرورة اقتلاع الإرهاب من جذوره، والتصدي للتعصب ومظاهر الكراهية، ومنها «الإسلاموفوبيا»، ونرحب بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، لاستحداث منصب المبعوث الخاص لمكافحة «الإسلاموفوبيا»، وتتطلع لتعزيز التعاون بين المبعوث الجديد ومنظمة التعاون الإسلامي.

ختاما، أؤكد أن مصر على عهدها في تعزيز دور منظمة التعاون الإسلامي، ونشدد على أهمية وحدة الصف والالتزام بنمط تصويت موحد لأعضاء المنظمة، بمختلف المحافل الدولية.

وبصفة خاصة إزاء القرارات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وستظل يد المسلمين والعرب ممدودة بالسلام، لتستطيع أن تنعم بالأمن والاستقرار كل دول المنطقة، بما فيها إسرائيل إن قبلت بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، على أساس قرارات الشرعية الدولية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: سامح شكرى وزارة الخارجية القمة الاسلامي المنظمة الاسلامية القضية الفلسطينية

إقرأ أيضاً:

وزير الأوقاف: تعزيز التعاون مع ماليزيا لنشر القيم الإسلامية ومواجهة التطرف

زار الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف أكاديمية الشرطة الملكية الماليزية، إذ استقبله قيادات الشرطة الماليزية وعلى رأسهم داتو سري أيوب خان، نائب رئيس الأكاديمية، والدكتور وان زاهيدي بن وان تيه، مفتي ولاية بيراق، وذلك خلال زيارة رسمية تهدف إلى تعزيز التعاون بين مصر وماليزيا في مجالات الأوقاف والتعليم الديني، وتوسيع آفاق العمل المشترك لنشر القيم الإسلامية السمحة وتعزيز خطاب الوسطية والاعتدال.

تفعيل مذكرة التفاهم 

وألقى وزير الأوقاف محاضرة في قاعة أحمد شاه بأكاديمية الشرطة الملكية الماليزية، ضمن تفعيل مذكرة التفاهم التي تم توقيعها في نوفمبر 2024 بالقاهرة، مؤكدًا أنه جاء محملًا برسالة ودّ وصداقة من مصر، رئيسًا وقيادةً وشعبًا، ومن الأزهر الشريف إلى أهل ماليزيا الكرام.

وأكد أن مهمة ضباط وضابطات الشرطة تتطلب التفاني في حماية أهل ماليزيا من كل خطر، مشيرًا إلى أن هذه المسئولية تُعَد قُربةً إلى الله -سبحانه وتعالى-، وتضاهي عبادة العابدين المعتكفين على الذكر والطاعات.

وأوضح الوزير أن مهمتهم بجوار محبة الله ورسوله وأداء العبادات هي الحفاظ على أمن البلاد، معتبرًا أن الواجب الأهم في هذا الوقت هو التفاني في أداء هذه المهمة، وهو ما يحبه الله منهم ويثيبهم عليه ويرفع به درجاتهم.

مداخلات الضباط والضابطات

وأشار وزير الأوقاف إلى أن الوسام الأعظم الذي يحصل عليه من يحمي وطنه هو الوسام الذي بشّر به النبي -صلى الله عليه وسلم- حين قال: «عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله»، موضحًا أن كل فرد من الشعب ينام مطمئنًا لأنهم يعلمون بوجود من يحميهم، وهو شرف عظيم ومنزلة رفيعة.

وخلال اللقاء، استمع وزير الأوقاف إلى مداخلات الضباط والضابطات، وأجاب عن أسئلتهم، مشددًا على أهمية دورهم الحيوي في حماية الوطن وتعزيز استقراره، ودورهم في ترسيخ قيم الأمان والثقة داخل المجتمع الماليزي.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية الأسبق: القضية الفلسطينية تواجه أكبر هجمة في تاريخها وتصفيتها مرفوضة
  • مصر تجدد رفضها تهجير الفلسطينيين وتحذر من تصفية القضية الفلسطينية
  • وزير الخارجية الروسي: تعزيز التعاون مع إيران وحل أزمات المنطقة وفق قرارات مجلس الأمن
  • وزير الخارجية الروسي: مستمرون بالتنسيق مع إيران في مختلف الملفات الدولية
  • وزير الأوقاف: تعزيز التعاون مع ماليزيا لنشر القيم الإسلامية ومواجهة التطرف
  • مجلس الأمن يناقش الثلاثاء القضية الفلسطينية
  • مجلس الأمن يناقش القضية الفلسطينية اليوم
  • مجلس الأمن يناقش اليوم القضية الفلسطينية
  • البرلمان العربي يدعو إلى مواجهة تحديات تصفية القضية الفلسطينية
  • «دبي الإسلامي» يصدر أول إطار عمل للتسهيلات المستدامة