صحيفة صدى:
2025-04-29@05:35:18 GMT

خاطرة (غاب البدر)

تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT

خاطرة (غاب البدر)

غاب البدر هذا المساء عن ليل القصيد ، وأخذ معاه نجوم السماء والكوكب والفجر البعيد..
هذا قمرنا عشق الليل ، غربة وليل ، عزّ الكلام ، ردي عليّ الصوت ، في أول ليلة ، صعب السؤال ..؟!
معذور ، هذا زمان الصمت..
.
غاب البدر
ترك أم الجدايل مع عقدها وسوار ولهانة في ليل التجافي ، تعشق الليل ، في يدها جمرة غضى ترقب النجمة ونهر ، تنثر رماد الرسايل بسكات وتقول عطني المحبة .

.
.
غاب البدر
والطفلة تحت المطر ، فاترة اللحظ ، ما أنكرتْ العطر ، قصّت ضفايرها ، تجمع الرمل ، وترفض المسافة..
تخيّل ! أوقات تصرخ أحبابك سروا..
.
غاب البدر
قل لي بربك : كيف نطفي قمرنا..؟!
آه يا لجراح ، صدقيني ، ضماي أنت..
قلتْ : ردي سلامي ، يا سلام عليك..
قالتْ : أنا أحبك ، كل عام وجرحي بخير ..
.
غاب البدر
تركنا مع أحزاننا حسايف بدروب العاشقين بلا موعد مع الأحباب ، تعب الطريق ، يا صاحبي طالت عليه المسافة ، على النوى تسرق النوم مني..
.
غاب البدر
أنتظروني نسيت الزمن ، مهاجر مع شعاع الشمس ، رفعت الراس ذابل وقلت يا كريم ، قادر الله..
قال : هذا يكفي ، سيدي قم..!
و كل ما أقفيت ناداني تعال..
زدني غضب وأعذرني أنا معك نطرد سراب اللال في مرتع النوق ..
.
غاب البدر
رفعت الصوت أكتب مع الريح أنت ولا الموت ، إلى من يهمها أمري..
بالإشارة ، أكتب لها حرف ، أنتِ حُلم ، الله يعين الروح..
ماهي أحزان ومرت ، على قلب قاسي ، يا جبين الصبح أنتَ سواد العين..
.
غاب البدر
ناحت حمامة ، ليلة تمرين ، يا حمام أحبك والسلام ..
لا تقول ودعتني ، ولا تشدي القيد ، لا تعاتب مالي على الحب وعطني في هواك الصبر ..
أنا غادي وضعت بالطريق لي طلب ، ألا يا خلي ساعدني..
.
غاب البدر
وأنا أنتظر شباك المواعيد ، مرتني الدنيا تسأل عن خبر..؟
قلت : سرى ليلي سرى ، الوعد باكر ..
قالوا : معذور ، لا تسأله ناسي الموعد الثاني مع عشاق النصيحة..
يا صاحبي :
رافع الجبهة ، أحد سأل عني..؟!
يا صاحبي : لا تنسانا يا أغلى الناس..
يا صاحبي : أجمل زمان مع المرايا وزل الطرب..
.
غاب البدر
قلت يا ويلاه ياليلي
لك الله يالعاشق
في عيونك العتيم
غاب البدر
رحلت سوالف الليل
كان الليل زمانه
غاب البدر
كانت بسمته تخجل الضي
غاب البدر
صار فوق هام السحب..

المصدر: صحيفة صدى

إقرأ أيضاً:

منهج الله أم العلمانية

#منهج_الله أم #العلمانية ؟
مقال الإثنين: 28 / 4 / 2025

د. #هاشم_غرايبه

ليس للدين تأثير مسلكي على الأوروبيين، فلا يرونه إلا بصورة الكنيسة ورجال دين يقدمون خدمات وعظية أو عند الزواج اوالموت، وليس كما نعرف الدين عندنا بصورة نظام اقتصادي اجتماعي سياسي متكامل.
وبما أنهم لا يعترفون بالإسلام دينا سماويا، لذلك لا يبذلون أي جهد بالإطلاع على القرآن، بل يرفضونه مسبقا، باعتبار أن كتاب الله عندهم محدد بالعهدين القديم والجديد فقط.
من هنا جاء رفض الأوروبيين العلمانيين مبدئيا لتدخل الدين في حياة البشر، ومن غير بحث لما يمكن أن يقدمه الإسلام من حلول (قال مارتن لوثر في مذكراته إنه كان يرغب في الإطلاع على القرآن لكن لم يتيسر له الحصول على ترجمة له !!)، ولما كان العلمانيون العرب استوردوا المقولات الغربية، من غير محاولة الاطلاع على الدين، فكل وجباتهم الفكرية مستوردة من الغرب، وسواء كانت من المطبخ الماركسي أو الرأسمالي، إلا أنها موحدة بالنكهة الليبرالية، لذلك تجدهم يسارعون الى المناداة بفصل الدين عن الدولة بببغائية، من غير ان يفهموا أن منهج الله يحقق الدولة المدنية وليس الكهنوتية، لأن عقولهم لم تستطع أن تتجاوز الفكرة الأوروبية عن سيطرة الكهنوت وامتيازات رجال الدين، رغم أن هذه الصورة مرتبطة تحديدا بالكنيسة الكاثوليكية، والتي لا يقابلها المسجد قطعا وبتاتا، فلا يتمتع إمام المسجد أو المؤذن بأية امتيازات، ولا أحد يطلب من إمام الأزهر البركات كالبابا، ولا يشتري أحد منهم صك غفران ولا حتى دعاء!.
هنا نصل الى عدم وجود المبرر لفصل الدين عن الدولة كما في الحالة الأوروبية، فليس في الإسلام مؤسسة دينية تكون صلاحياتها فوق الدستور، بل يوكل الى السلطة التنفيذية تطبيق الأحكام الشرعية، والتي يشتق الدستور والقوانين منها، وتطبق على الرعايا المسلمين ولكنها غير ملزمة لمتبعي الشرائع الأخرى، لذلك فإن الدولة الإسلامية تحافظ على حرية المعتقد لغير المسلمين وتحترم استقلاليتهم بصورة أفضل من الصورة العلمانية المفترضة، لأنها هنا لا تكفل حريتهم فحسب، بل وتؤمن لهم حياة كريمة وضمانا، بدلالة قصة الخليفة عمر مع المتسول اليـ.ـهودي.
لو تجاوزنا أن منهج الله أمر إلهي واجب العمل به، ولو تجاوز العلمانيون الفكرة الحمقاء القائلة بأن الدين رجعي يعيد الناس الى العصور القديمة، وتقبلوا لدقيقة واحدة ان يتحلوا بالموضوعية العلمية، فيلجؤا الى المقارنة المحايدة بين التشريعات البشرية في أحدث صورة، والشريعة الإسلامية، سيجدوا:
1 – شمولية الشريعة الإسلامية ومعالجتها لأدق التفصيلات، ابتداء من طرح التحية، وانتهاء بتفصيلات الحقوق بعد الموت (الميراث).
2 – المزاوجة بين التحفيز والردع في الشريعة وهو مزدوج أيضا: في الدنيا والآخرة، بينما تقتصر البشرية على الردع، بالتلويح بالعقوبة للمتجاوز إذا ضبط.
3 – منهج الله أكثر فاعلية في تحقيق الإصلاح، فهو يوزع مسؤلية صلاح المجتمع على الدولة والأفراد، بينما تحمل التشريعات البشرية المسؤلية للدولة فقط، فلا حوافز فيه للأفراد بمساعدة الآخرين (الأعمال الصالحة)، ولا أحكام لتقديم العون للمحتاجين (الصدقات)، ولا للمبادرة بالدعوة لللصلاح وإزالة المضار والمعيقات (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر).
4 – تخلو التشريعات البشرية من مراعاة الأخلاق العامة، ولا تضع أية ضوابط للإضرار بالآخرين وبمصالحهم استباقيا (الغيبة والذم والكذب وحنث اليمين ورمي الناس بأخلاقهم وأعراضهم ..الخ)، بل لا تضع أية عقوبة على كل الإساءات الإجتماعية والنفسية، فتترك ذلك للمتضرر أن يقاضي المؤذي أو لا.
5 – العلاقات الشخصية والمجتمعية، المادية والمعنوية، لها حيز كبير في الشريعة، ومفصلة بشكل واضح بحيث تضمن للبشرعلاقات متوازنة وحياة كريمة، في حين لا تتطرق التشريعات البشرية لها تنظيميا، بل تعالج الإختلالات إن ضبطت فقط.
6 – لا يوجد في أي دستور وضعي معالجة لمشكلات الأسرة ولا تحديد للعلاقات بين أفرادها، بل تترك كل التفصيلات للتعليمات غير الملزمة، بينما تحدد الشريعة كل الحقوق والواجبات بدقة، وتحظى الأسرة بمعالجات استباقية لدرء المشاكل قبل حلولها، لأن الأسرة هي الوحدة الأساسية للمجتمع وبصلاحها يصلح.
الخلاصة: هذه أبرز ميزات التشريعات الإلهية التي عالجت كل مشكلات المجتمع، ولم تترك عنصرا واحدا … لذا فالقول أن يترك كل ذلك، ويتبع تشريع تجريبي، أمر لا يقول به عاقل، ولا يعارض العمل به إلا الحاقدون على الإسلام.

مقالات ذات صلة في العمق 2025/04/27

مقالات مشابهة

  • حدث في منتصف الليل| موعد افتتاح حديقة الحيوان بالجيزة.. والأرصاد تحذر من منخفض خماسيني
  • عَميدُ الشُهَداء
  • ابن شقيقة مسنة القابوطي: زوجها قتلها أثناء صلاة قيام الليل
  • منهج الله أم العلمانية
  • اتكاءة عجلي علي إبداعاتهم !
  • دعاء الثلث الأخير من الليل.. اغتنم الوقت وردده الآن
  • حدث في منتصف الليل| سبب غرق أراضي طرح النهر.. وضعف الإقبال على التصالح بمخالفات البناء
  • البدور تضيء سماء الثقافة في ليلة أكاديمية فنسفة الثقافية في اليوم العالمي للفن
  • لا تغضب!
  • تحت الضوء