في تعليقه على المعلومات التي أوردتها صحيفة "بوليتيكو" بأن إسرائيل تنوي تهجير السكان في رفح إلى منطقة المواصي على ساحل غزة، قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد ركن حاتم كريم الفلاحي إن هذه المنطقة لا يمكن أن تستوعب الموجودين في رفح وعددهم مليون و400 ألف.

وكانت بوليتيكو نقلت عن مسؤول أميركي قوله إن إسرائيل أبلغت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ومنظمات إغاثية أنها وضعت خطة لإجلاء السكان من مدينة رفح استعدادا لاجتياحها بريا.

وأضافت أن الخطة الإسرائيلية تتضمن نقل السكان من رفح إلى منطقة المواصي.

وقال العقيد الفلاحي -في تحليله العسكري لقناة الجزيرة- إن ما يتداول من تصريحات يفيد بأن المدنيين الغزيين في رفح سيتم نقلهم إلى المواصي ثم التوسع باتجاه النصيرات، مؤكدا أن هذه المنطقة ممتلئة بالنازحين الذين قدموا من الشمال ومن المناطق الوسطى ومن خان يونس جنوبي القطاع، وبالتالي فهي لن تستوعب الغزيين القادمين من رفح.

وما تحدثت عنه صحيفة بوليتيكو يعطي دلالة واضحة على أن الإسرائيليين ليس لديهم خطة واضحة وحقيقية لعملية إجلاء سكان رفح، ولذلك يعلن الأميركيون معارضتهم لاجتياح رفح ما لم تكن هناك خطة لنقل المدنيين وتوفير الحماية لهم، بحسب ما قال الخبير الذي أشار أيضا إلى أن منطقة المواصي سبق أن تم اختيارها خلال اقتحام جيش الاحتلال خان يونس.

البقاء في نتساريم خطأ إستراتيجي

وفي السياق، يرى العقيد الفلاحي أن التدمير الممنهج الذي يمارسه الجيش الإسرائيلي منذ بداية حربه على قطاع غزة، وتدمير المربعات السكنية تحديدا يهدف إلى تهجير سكان قطاع غزة من مناطقهم، وهو ما تؤكده تصريحات المسؤولين الإسرائيليين، لكن الغزيين يرفضون هذا المخطط من خلال تمسكهم بأرضهم، كما يشير الخبير.

وبشأن التطورات على محور نتساريم، أكد العقيد الفلاحي أن الوجود الحقيقي لقوات الاحتلال في قطاع غزة هو على هذا المحور، مما يجعله هدفا لمقاتلي فصائل المقاومة الفلسطينية، حيث تقصف المقاومة قوات الاحتلال الموجودة هناك بالصواريخ وبالهاون وكافة الأسلحة التي بحوزتهم.

ورغم أن محور نتساريم -كما يواصل العقيد الفلاحي- يتعرض للاستهداف من قبل المقاومة، فإن جيش الاحتلال يسعى إلى تحقيق الكثير من الأهداف الإستراتيجية من خلال وجوده فيه، ومنها أن الاتفاق بين الأميركيين والإسرائيليين يقضي بأن يكون الرصيف العائم الذي يبنيه الأميركيون محميا من القوات الإسرائيلية، مما يعني أن هذه القوات ستقدم دعما لوجيستيا وعملياتيا للقطاعات التي توجد على البحر.

كما أن محور نتساريم يفصل شمال قطاع غزة عن جنوبه، ويتحكم في حركة المدنيين، ويمنع وصول التعزيزات ما بين الطرفين، كما أنه يعتبر موطأ عملياتيا متقدما لجيش الاحتلال.

ويشير الخبير الإستراتيجي إلى أن عمليات القصف التي تشنها المقاومة بدأت تؤثر على القوات الإسرائيلية الموجودة على محور نتساريم، مما يعني أنها ستكون عاجزة عن تأمين الحماية للرصيف العائم، مبرزا أن العسكريين الإسرائيليين أنفسهم يقولون إن بقاء القوات في هذا المحور خطأ إستراتيجي كبير.

ويذكر أن الجيش الأميركي أعلن أمس الجمعة أن قواته نقلت موقع بناء الرصيف العائم لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة من منطقة في عرض البحر إلى ميناء أسدود الإسرائيلي "بسبب الأمواج العالية والرياح القوية"، لكن العقيد الفلاحي يستبعد عامل الجو.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات محور نتساریم قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري يوضح أهمية عملية انتشار القوات السورية في حلب ومحيطها

أكد الخبير العسكري والاستراتيجي العميد عبد الله الأسعد أن عملية إعادة انتشار وتموضع القوات السورية -في مدينة حلب وريفها الشرقي- تأتي ضمن خطة عسكرية متكاملة تم التخطيط لها على عدة مراحل، مشيراً إلى أن هذه العملية لا تنفصل عن الإجراءات الأمنية الجارية في مناطق أخرى من البلاد.

وأوضح الأسعد -خلال فقرة نافذة من دمشق- أن إعادة الانتشار والتموضع سبقها استطلاع ومسح أمني وتوزيع مهام للقوى الموجودة في حلب، وتحديد الجهات التي ستستلم المناطق المختلفة، وتنظيم التعاون وتنسيقه بين كافة القوات الأمنية ضمن المدينة.

وكان مصدر عسكري سوري قد قال للجزيرة إن قوات الجيش تقوم بإعادة انتشار ضمن خطة لإعادة التنظيم والتموضع العسكري في ريف حلب، وأوضح أن الفيديوهات المنتشرة بشأن إرسال تعزيزات عسكرية إلى ريف حلب تعكس تحركات طبيعية في سياق تنظيمي معتاد.

ولفت العميد الأسعد إلى أن العملية الجارية في أحياء المدينة، ومن بينها حيا الأشرفية والشيخ مقصود، تتكامل مع الانتشار حول سد تشرين.

وفيما يتعلق بالسد، شدد الأسعد على أهميته الإستراتيجية قائلاً: سد تشرين من المنشآت الحيوية التي لا تحمى فقط بالبندقية والرشاش، بل تحتاج إلى سلاح وعتاد ثقيل، لأن أي تعدٍ عليه أو انفجار للسد سيؤدي إلى كارثة.

إعلان

تفاهمات مسبقة

وبيّن الخبير الإستراتيجي أن عملية استلام القوات الحكومية للمنطقة المحيطة بالسد جاءت بناءً على تفاهمات مسبقة مع مختلف الأطراف.

وكشف الأسعد عن وجود تنسيق بين مختلف القوى على الأرض، موضحاً أن هناك مساعدة من قبل قوات الجيش والفصائل المحلية، إضافة إلى السماح من قبل قوات "سوريا الديمقراطية" (قسد) لهذه القوى بالانتشار.

كما أشار إلى أن العملية تتضمن مسح المنطقة من الألغام والمتفجرات وبقايا الحرب الموجودة حول السد، مؤكداً أن هذا الموضوع بالكامل خطة تقويمية لا تنفصل أيضاً عن موضوع منطقة اللجاة التي تقع جنوب دمشق.

وانتقل الخبير العسكري للحديث عن التحديات الأمنية في اللجاة، موضحا أنها منطقة جبلية وعرة تكونت من بركان جبل العرب بمحافظة السويداء، وهي صخور فيها كهوف ومغارات يستخدمها اللصوص للاختباء بعد تنفيذ عملياتهم، وذكر بأن هذه المنطقة شهدت حوادث قطع للطريق واعتداءات على المسافرين.

وشدد العميد الأسعد على أهمية تأمين الطرق العامة قائلاً: نحن أمام حملة أمنية ليست أولها اللجاة وليست آخرها منطقة الكسوة الممتدة على يمين ويسار الطريق التي يجب تأمينها.

وأكد الخبير العسكري أهمية تأمين طرق المواصلات الدولية، مشيراً إلى أن هذا يتعلق باتصال دمشق مع عمان والخليج، خاصة للعربات السياحية، مؤكداً أن الدولة تنهض الآن بكامل قواها وجاهزيتها الأمنية من أجل تأمين الطرقات والمناطق.

مقالات مشابهة

  • 6 شهداء في قصف خيام نازحين بمنطقة المواصي غرب خانيونس
  • السرايا تبث مشاهد لاستهداف منزل تحصّن به جنود الاحتلال بحي التفاح
  • قصف إسرائيلي عنيف استهدف خيام النازحين بمنطقة المواصي
  • الاحتلال يقصف خيام النازحين: شهداء وجوع ينهش غزة / شاهد
  • قصف إسرائيلي يستهدف خيام النازحين في المواصي جنوب خان يونس
  • خبير عسكري يوضح أهمية عملية انتشار القوات السورية في حلب ومحيطها
  • مستوطنون يقتحمون الأقصى والاحتلال يواصل هدم المنازل بالضفة
  • عاجل - المقاومة الفلسطينية تستهدف جنود الاحتلال شرقي حي التفاح بمدينة غزة
  • خبير عسكري: المقاومة بغزة تزداد احترافية ومفاجآتها الميدانية مستمرة
  • المقاومة تستهدف جنود الاحتلال وتتصدى بغارات مضادة شرق غزة