بوابة الوفد:
2025-02-22@22:23:32 GMT

بيان مصر في الدورة 15 لمؤتمر القمة الإسلامي

تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT

ألقى سامح شكري، وزير الخارجية، كلمة جمهورية مصر العربية، في الدورة 15 لمؤتمر القمة الإسلامية . 

فخامة آداما بارو، رئيس جمهورية جامبيا

أصحاب الفخامة والسمو والمعالي،

السيد أمين عام منظمة التعاون الإسلامي، نيابةً عن الرئيس عبد الفتاح السيسي أتوجهُ بالتهنئة لجمهورية جامبيا على رئاسة الدورة الخامسة عشرة لمؤتمر القمة الإسلامي، وأتمني لها التوفيق والسداد .

 كما أشكر المملكة العربية السعودية على قيادة الدورة الماضية بحكمة واقتدار.

السيدات والسادة،

لقد ارتبطت نشأة منظمتنا عام ١٩٦٩ بالقضية الفلسطينية ... قضيتُنا المركزية ... فالمسلمون من مختلف بقاع العالم يرجون يوماً يحيا فيه الجميع بسلام في أولي القبلتين وثالث الحرمين ... أكرر "أن يحيا الجميع" ... من شتي الديانات والأعراق والجنسيات ... فالإسلام الحنيف دعانا لحفظ النفس البشرية كافة ... "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً".  

وإذ تُؤكد مصر إدانتها بأشد العبارات للعدوان الإسرائيلي على غزة، نُثمن الدور الذي اضطلعت به منظمة التعاون الإسلامي لتشكيل جبهة دعم للقضية الفلسطينية ... لاسيما عبر الجهود الحثيثة للجنة الوزارية الإسلامية العربية المنبثقة عن قمة الرياض، ونري أهمية استكمال الجهد وتكثيف العمل على المحاور التالية لوقف العدوان الجائر على الشعب الفلسطيني:

     

أولاً: الضغط لتنفيذ القرارات ذات الصلة لمجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ... فيتعين الوقف الفوري لإطلاق النار في عدوان دموي قُتل فيه أكثر من 34 ألف مدني أغلبهم من النساء والأطفال على مدار سبع أشهر من الجحيم في غزة ... وتحذر مصر بشدّة من إقدام إسرائيل على اجتياح رفح الفلسطينية المأوي الأخير لما يقرب من مليون ونصف نازح فلسطيني.

ثانياً: وفّرت مصر النصيب الأكبر من المساعدات إلى غزة، كما تدفق الدعم الإغاثي من الدول الإسلامية ... ورُغم التضامن الإسلامي وفتح معبر رفح من الجانب المصري، إلا أن إسرائيل تفرض الحصار والعقاب الجماعي، وتضع العراقيل غير القانونية أمام النفاذ الآمن والسريع والمستدام للمساعدات ... وفي هذا الإطار، نتمسك بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2720 واستحداث الآلية الأممية في غزة للإنفاذ الفوري غير المشروط للمساعدات الإنسانية لداخل القطاع.

ثالثاً: نُطالب بوقفة حاسمة ضد أوهام تصفية القضية الفلسطينية عبر التهجير القسري للفلسطينيين من الضفة الغربية وغزة ... فالشعب الفلسطيني الأبي الصامد على أرضه، وإلى جواره كافة الشعوب الإسلامية والعربية وشعوب العالم الحر ... لم ولن تقبل بخروج أصحاب الأرض من أرضهم المحتلة بالمخالفة لكافة المواثيق الدولية.

 

رابعاً: لتحقيق السلام الدائم والعادل ... فلا بديل عن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، لضمان استقرار الشرق الأوسط ... ولعل اتساع رقعة الصراع الراهن في البحر الأحمر والمنطقة خير دلالة على أن المسلك الإسرائيلي الرافض للسلام سيجر المنطقة بأكملها لتهديدات غير مسبوقة.

 

خامساً: ضرورة التصدي الحازم للمعايير المزدوجة ... فالالتزامات الدولية، بما فيها قرارات محكمة العدل الدولية، واجبة النفاذ في كل الحالات ... إلا أن غزة شهدت ضرب عرض الحائط بكافة المواثيق، بما يبرهن أن هناك من يري أن القواعد القانونية تخص البعض وليس الجميع، الأمر الذي نرفضه جملةً وتفصيلاً.

 فغض الطرف والكيل بمكيالين ... هو الجمرة التي يُشعل بها المتطرفون نار التعصب والإرهاب في مواجهة مفاهيم الحوار والتسامح ... وإن المباركة بالصمت لما يحدث في غزة تتجاوز في آثارها وتبعاتها الأراضي الفلسطينية والساحة الإقليمية، وتُكرّس لجُرح غائر في ضمائر المجتمعات ... نشهد مظاهره، لا في البلدان الإسلامية فقط، وإنما في شتي بقاع العالم.

 

أصحاب الفخامة، اسمحوا لي أن أتوقف قليلاً عند شعار قمتنا: "الوحدة والتضامن من أجل التنمية المستدامة" ... فما أحوجنا إلى تعزيز تلك القيم وترجمتها إلى واقع فعلي، لاسيما عقب ما عانته دولنا من تحديات جسمية كارتفاع التضخم العالمي لمستويات قياسية، وتنامى إشكالية الديون بصورة خطيرة.

 يُضاف إلى ذلك تضاؤل جدوى المعونات التنموية مقابل تعاظم المشروطيات المقترنة بها، فضلاً عن زيادة تكلفة الاقتراض بالدول النامية. هذا، وبينما تواجه دولنا تلك التحديات، فإنها تعاني من تحديات متزايدة لتغير المناخ، تلك الظاهرة التي لم نكن المتسبب بها، إلا أننا نعاني من الظواهر المترتبة عليها، ولعل عضوية الرئاسات الثلاث المتتالية للـ COP 27 و28 و29 -مصر والإمارات وأذربيجان- في منظمة التعاون الإسلامي تعكس إرادة دولنا وريادتها في سبيل تعزيز التعاون الدولي لمواجهة تلك الظاهرة، إلا أن الفيصل يكمن في توافر أدوات التنفيذ اللازمة.

لذا، تؤمن مصر بضرورة توحيد رسالتنا حول التمويل الدولي باعتباره العامل الحاسم في تحقيق التنمية المستدامة، بما فيها مواجهة تغير المناخ، فضلاً عن معالجة الاختلالات الهيكلية للنظام المالي العالمي التي تحد من قدرته على الاستجابة السريعة والفعالة للأزمات. ونقدر أن هناك حاجة لتبنى منظور شامل يضع "تمويل التنمية" في قلب أجندة العمل متعدد الأطراف، ويضمن عدالته واستدامته.

 ولطالما نبّهت مصر بأن تحقيق التنمية المستدامة يتطلب الأمن والاستقرار، ومن ثم ضرورة اقتلاع الإرهاب من جذوره، والتصدي للتعصب ومظاهر الكراهية، ومنها "الإسلاموفوبيا" ... ونرحب بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة لاستحداث منصب المبعوث الخاص لمكافحة "الإسلاموفوبيا"، ونتطلع لتعزيز التعاون بين المبعوث الجديد ومنظمة التعاون الإسلامي.

ختاماً، أؤكد أن مصر على عهدها في تعزيز دور منظمة التعاون الإسلامي، ونشدد على أهمية وحدة الصف والالتزام بنمط تصويت موحد لأعضاء المنظمة بمختلف المحافل الدولية ... وبصفة خاصة إزاء القرارات المتعلقة بالقضية الفلسطينية ... وستظل يد المسلمين والعرب ممدودة بالسلام ... لتستطيع أن تنعم بالأمن والاستقرار كافة دول المنطقة بما فيها إسرائيل إن قبلت بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني على أساس قرارات الشرعية الدولية.

 وفي النهاية لا يفوتني أن أتوجه بالشكر لجمهورية جامبيا على حسن الاستضافة والتنظيم، وللأمانة العامة للمنظمة على جهدها الدؤوب في تعزيز العمل الإسلامي المشترك.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الرئيس فلسطين غزة محكمة العدل المملكة العربية السعودية العراق السعودية جامبيا القضية الفلسطينية السيسي منظمة التعاون الإسلامی إلا أن

إقرأ أيضاً:

عينه ترامب..قاض أمريكي يرفض منع تسريح موظفي وكالة التنمية الدولية

مهد قاض اتحادي، الطريق لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لإعطاء نحو 2200 موظف من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، عطلة إدارية.

وألغى قاضي المحكمة الجزئية الأمريكية كارل نيكولز الحظر المؤقت الذي فرضه على الجهود لإبعاد موظفي الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، من مناصبهم باستثناء قطاع محدود منهم، ومنح العاملين في الخارج مهلة نهائية مدتها 30 يوما للعودة إلى الولايات المتحدة، على نفقة الحكومة.

Another court has ruled against challengers of the reduction of the USAID workforce. https://t.co/ANgjccqaCy As some of us have stated, the president clearly has authority for such reductions in force. https://t.co/E2l88PLGe4

— Jonathan Turley (@JonathanTurley) February 21, 2025

وحرك موظفان يمثلان الباقين دعوى، قالا فيها إن حكومة ترامب ليس مخولاً لها تسريح الموظفين.

غير أن نيكولز، الذي عينه ترامب في ولايته الأولى، قال إن المدعين لم يظهرا أنه قد تلحق بالموظفين "أضرار لا يمكن إصلاحها".

وقال نيكولز في حكمه: "في الوقت الحالي،لا تزال الوكالة قائمة.. وبالتالي فالأضرار المزعومة التي يعتمد عليها المدعون  للحصول على دعم قضائي تأتي في الأساس من علاقات العمل الحالية للأعضاء مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية".

يشار إلى أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية هي أكبر وكالة إغاثة في العالم، توظف نحو 10 آلاف موظف يعمل ثلثهم من خارج الولايات المتحدة. وهي مسؤولة عن توزيع أغلب المساعدة الإنسانية للحكومة الأمريكية إلى الدول النامية والدول التي تعاني من أزمات.

وقال ترامب مراراً وتكراراً، إن الوكالة تدار من "مجانين متطرفين" يسعون لعرقلة أجندة السياسة الخارجية التي تتمثل في عبارة "أمريكا أولاً".

مقالات مشابهة

  • تشكيل منتخب مصر تحت 17 عامًا أمام السنغال في دورة المغرب الدولية
  • أمين “البحوث الإسلامية” يتفقد الدورة التدريبية للمبتعثين إلى خارج مصر
  • هل من أفق للتنوير الإسلامي في ثقافتنا العربية الإسلامية؟ قراءة في كتاب
  • عينه ترامب..قاض أمريكي يرفض منع تسريح موظفي وكالة التنمية الدولية
  • التنمية المحلية تنظم جولة سياحية للكوادر الإفريقية .. صور
  • البحرين.. مؤتمر الحوار الإسلامي يؤكد دعم القضية الفلسطينية
  • بالإنفوجراف.. نشرة الحصاد الأسبوعي لرصد أنشطة وزارة التنمية المحلية
  • وزيرة التنمية المحلية ومحافظ القاهرة يشهدان ختام فعاليات الدورة التدريبية الرابعة للكوادر الأفريقية
  • وزارة التنمية المحلية تختتم الدورة الرابعة لتدريب الكوادر الأفريقية على إدارة الأزمات
  • وزير الأوقاف بالبحرين: لا سبيل للحفاظ على القضية الفلسطينية إلا باتحاد الدول الإسلامية