هل هي بداية جائحة جديدة؟..انفلونزا في حليب الأبقار بأمريكا
تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT
شهد العام الماضي انتقال فيروس أنفلونزا الطيور إلى الثدييات، وهو ما لم يكن أمرا مقلقا للعلماء، لكن انتقال الفيروس من الطيور إلى الأبقار يثير المخاوف بسبب تعامل البشر معها وتناول ألبانها ولحومها.
ونقلت شبكة فوكس نيوز عن سيما لاكداوالا عالمة الفيروسات، واخصائية انتقال الأنفلونزا في جامعة إيموري، قلقها من خطورة ذلك على الأنسان، حيث قالت: "أنا أكثر قلقا مما كنت عليه من قبل، وهذا ليس لعامة الناس بل لعمال الألبان".
يتفاعل الناس في مزارع الألبان بانتظام مع الأبقار وحليبها؛ عندما تصاب بفيروس يمكن أن يسبب المرض لدى البشر، ويتحول باستمرار، فإن كل من هذه التفاعلات تعمل كفرصة للفيروس لتحسين قدرته على التكيف.
وقد أدى تفشي فيروس أنفلونزا الطيور بين الأبقار في 34 مزرعة ألبان في تسع ولايات أميركية حتى الآن إلى إصابة بشرية واحدة فقط خفيفة للغاية.
ومع ذلك، فمن المرجح أن الفيروس كان ينتشر بين الأبقار لعدة أشهر قبل اكتشافه، ويتمثل مصدر القلق الأكبر لدى لاكدوالا في أن هذا الفيروس شديد التغير وقد وصل الآن إلى نقطة مهمة من التقارب بين الإنسان والحيوان من حيث الانتقال والتفاعل، وأن البشر ليسوا مستعدين لذلك.
وتوضح لاكدوالا أنه لكي يتسبب الفيروس في حدوث جائحة بين البشر، يجب أن يتمتع بثلاث خصائص مهمة، كما يقول خبراء الأنفلونزا:
• أن يصيب المرض الإنسان.
• أن يكون شيئًا لم تواجهه أجهزتنا المناعية من قبل.
• أن ينتشر بسهولة بين البشر، وخاصة عن طريق الهواء.
ولم تثبت الأحداث الأخيرة حتى الآن أن H5N1 المعروف أنفلونزا الطيور يتمتع بقدرات جديدة في أي من هذه الفئات، ومع ذلك، فإنهم يلمحون إلى أن الفيروس لديه الآلية اللازمة لتطوير تلك القدرات، وأنه يمكن أن يفعل ذلك قبل أن نعرف ذلك.
وفي الأبقار الحلوب، وجد فيروس أنفلونزا الطيور بيئة ممتازة لتطور السمات الخطرة على البشر، وعلى الرغم من أن لاكداوالا كانت لا تشعر بالقلق عندما أصيبت حيوانات المنك والفقمات والثدييات الأخرى بالفيروس في العام الماضي والعام الذي سبقه، إلا أن الأبقار مختلفة، حيث أن تفشي المرض بين "الثدييات ذات التفاعل الكبير مع البشر" يمثل علامة حمراء بالنسبة لها.
فيروس أنفلونزا الطيور له قدرات خاصة
جميع الفيروسات تتحور بشكل روتيني، إلا أن فيروسات الأنفلونزا جيدة بشكل خاص في تغيير الشكل، ويمكنها حتى مبادلة أجزاء كاملة من المادة الوراثية مع فيروسات أنفلونزا أخرى إذا كان الحيوان مصابًا بأكثر من واحد منها.
تحدث هذه الطفرات بشكل عشوائي، ومعظمها لا يجعل الفيروسات أكثر خطورة على البشر، ولكن من الواقعي تمامًا أن نتخيل أن بعضها يفعل ذلك أحيانًا.
إذا حدثت هذه الطفرة التي تهدد الإنسان في بعض الأحيان مثل حالة فيروس الأنفلونزا الذي أصاب ثعلبًا بريًا، فإنه لا يشكل خطرًا كبيرًا من حيث التسبب بجائحة، لأن عددا قيلا من الثعالب البرية لديها اتصال مع البشر، ومع ذلك، إذا حدث ذلك في بقرة، فهناك فرص أكبر بكثير للفيروس لتطوير ميزاته الجديدة بشكل فعال.
يتفاعل الأشخاص الذين يعملون في مزارع الألبان باستمرار مع الأبقار وحليبها، حيث يقومون بفحص الضرع، وربط آلات الحلب وفكها، ويقومون بمهام أخرى لرعاية الحيوانات، وهذا يجعلهم على اتصال كبير بأي فيروس يصيب الأبقار.
إذا كان الفيروس لا يصيب البشر ويقتلهم، أو لا يتحور ويتكيف بسهولة مثل الأنفلونزا، فربما لن يكون الأمر مثيرًا للقلق - لكن فيروس أنفلونزا الطيور يصيب الأشخاص على مقربة من الحيوانات، وقد توفي على الأقل نصف الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس منذ ظهوره في عام 1996، والذين يزيد عددهم عن 900 شخص.
تقول اخصائية انتقال الأنفلونزا في جامعة إيموري: "هناك نسبة عالية من الفيروس في حليب هذه الأبقار المصابة، ولذا فإن الأمر يثير قلقي من حيث انتقال العدوى من الأبقار إلى العمال"، وكلما حاول الفيروس الانتشار في كثير من الأحيان، زادت احتمالية التكيف معه."
كما تؤكد أن الأمر ليس وباءً في الوقت الحالي، ولكن حان الوقت للعمل على تقليل فرص الأحداث غير المباشرة.
عن سكاي نيوز عربيةالمصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: فیروس أنفلونزا الطیور
إقرأ أيضاً:
الفيروس القاتل يعود ليهدد إفريقيا..وفاة المصابين في غضون 8 أيام
في بيان مثير للقلق، أطلقت منظمة الصحة العالمية تحذيراً عاجلاً بشأن تفشي فيروس ماربورغ القاتل، الذي يهدد دول القارة الإفريقية بمعدلات وفاة مرتفعة تصل إلى 88%.
ماربورج الفيروس القاتل يعود ليهدد إفريقيا..وفاة المصابين في غضون 8 أيام وتحذيرات دولية عاجلةماربورج الفيروس القاتل يعود ليهدد إفريقياوصفت المنظمة الفيروس بأنه "شديد الخطورة"، حيث تؤدي الإصابة به إلى الوفاة في غضون ثمانية أيام فقط، وينتقل هذا الفيروس سريع العدوى عبر الاحتكاك المباشر بسوائل جسم المصاب، مما يجعله يشكل خطراً على المجتمعات ذات الأنظمة الصحية الضعيفة.
ما هو فيروس ماربورج؟ ينتمي فيروس ماربورج إلى عائلة الفيروسات الخيطية، وهو قريب لفيروس الإيبولا، اكتُشف لأول مرة عام 1967 في مدينة ماربورغ الألمانية، إثر تفشي إصابات بين عاملين في مختبر تعرضوا لقرود مستوردة من أوغندا.
خفافيش الفاكهة، وخاصة نوع "روستلوس"، تُعد المستودع الطبيعي للفيروس، مما يجعل انتشاره مرتبطاً بمناطق انتشار هذه الخفافيش.
أعراض الفيروس القاتلماربورج الفيروس القاتل يعود ليهدد إفريقياأعراض الفيروس القاتل تشمل أعراض فيروس ماربورج:
حمى شديدة
آلام عضلية حادة
نزيف داخلي وخارجي
فشل في وظائف الأعضاء الحيوية
وأكدت منظمة الصحة العالمية أن هذه الأعراض تظهر بسرعة، ما يجعل التشخيص المبكر والتدخل السريع ضرورياً لزيادة فرص النجاة.
تفشي الفيروس في إفريقيا سُجلت حالات مؤكدة في عدة دول إفريقية، وسط تحذيرات من تحوله إلى وباء واسع النطاق، وأفادت التقارير بأن المناطق الريفية هي الأكثر تضرراً بسبب ضعف الموارد الطبية وصعوبة الوصول إليها.
بدأت بعض الدول المجاورة بتشديد إجراءات السفر وإجراء الفحوصات الصحية على الحدود للحد من انتشار العدوى.
لا علاج فعال حتى الآن صرحت منظمة الصحة العالمية أن الفيروس لا يزال دون علاج فعّال أو لقاح، مما يزيد من خطورته. وأوضحت أن الجهود العالمية تُركز حالياً على الكشف المبكر، والعزل، وتدابير الوقاية.
ماربورج الفيروس القاتل يعود ليهدد إفريقيادعوات لدعم دولي عاجل دعت المنظمة المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم الفوري للدول المتضررة عبر توفير التمويل والمعدات الطبية اللازمة، مع تكثيف حملات التوعية لتجنب تفشي المرض.
بينما تراقب الجهات الصحية تطورات الوضع، يبدو أن العالم يقف أمام تهديد صحي جديد يتطلب استجابة دولية موحدة لاحتواء الكارثة .