صحفيون ضد حرية الصحافة ، نبيل جاسم نموذجاً
تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT
بقلم : احمد نعيم الطائي ..
قادني الاحتفال في اليوم العالمي لحرية الصحافة لاستذكار ما تعرضت له من ممارسات صدامية قمعية وأساليب دونية شرسة افتقرت بمجملها الى ابسط معايير الشرف وشكلت وصمة عار في تاريخ الصحافة العراقية ، وتبدأ حلقات تلك الممارسات الدونية عندما تسنم (نبيل جاسم) رئاسة شبكة الاعلام العراقي وهو الذي كان يوهم العامة بدفاعه المستميت عن حرية التعبير ، لكنه سرعان ما كشف بسماجة ووقاحة عن جماح عقده عند تسلمه المنصب ، فصدم هذا المأزوم الواهمين بنزاهته حين استهتر بمقدرات الشبكة واشاع الفساد فيها وبالوثائق التي قُدمت للنزاهة ، وكشف النائب الشجاع رائد المالكي عن عدد قليل منها اثناء استجوابه له في مجلس النواب.
مارس (نبيل جاسم) معي أبشع الأساليب القمعية والانتقامية والبوليسية والممارسات العدوانية المفرغة تماماً من أبسط معاني الشرف ، والتي عكست تفريغه الجامح لعقده العاجية المتلازمة وغروره الوظيفي وخواءه الفكري والاخلاقي ، وظهرت تلك الممارسات الصدامية على خلفية نصائح شخصية أرسلتها له مباشرة تتعلق بالانحرافات التي تحصل بالخطاب العام للشبكة وبالفساد المستشري فيها ، لكن ضيّق رؤيته المهنية وجماح عقده ونرجسيته العالية وعُمي بصيرته جعلته ينتفض بكبرياء الحالمين بالبقاء الى يوم يبعثون ويرفض بعدوانية أي انتقاد يسهم في معالجة الأخطاء وتصحيح مسار الخطاب وتقويض الفساد ، وقام بتحويل اختلافي معه بالرأي الى عداء شخصي وسارع الى شن حرب شرسة ضدي تفتقر الى ابسط معايير الشرف.
فبدأ (نبيل جاسم) مندفعاً بشراسة وعدوانية مفرطة مستغلاً صفته الوظيفية ومستقوياً بالدعم السياسي (الشيعي ) تحديداً وتخاذل نقابة الصحفيين في عدم الوقوف معنا بحجج مخجلة ، فارتكب مذابح حقيقية في الشبكة طالت مخلصييها واحرارها دون رقيب او حسيب ، وبمشورة من حوله وبتطوع عدد من الموظفين القانونيين ممن خانوا شرف مهنتهم وجانوا الحق وعصوا الله لمجرد التزلف والذلة له ، فقاموا باصدار ثلاث عقوبات باطلة متوالية ضدي تضمنت بشكل فاضح جملة من الأكاذيب والاتهامات الباطلة والالتفاف على القوانين بشكل شيطاني لإيقاع اكبر قدر من الأذى بحقي ، وبدأ يلوح (نبيل جاسم) ومن حوله متفاخرين بأمر فصلي من الوظيفية بهدف تخويفي وابتزازي، وكل هذه الممارسات المجردة من ابسط معايير الشرف كانت تهدف الى اسكاتي ومصادرة حريتي في أبداء الرأي او الاعتراض على الفساد المستشري والانحرافات التي كانت ترافق الخطاب العام للشبكة وبالوثائق التي كانت ترسل له مباشرة ومازلنا نحتفظ بها والتي اهملتها اللجان التحقيقية الصورية.
لم يكتفي (نبيل جاسم) وزبانيته ممن يسمون بالقانونيين بهذا القدر الكبير من الأذى وقطع جزء كبير من راتبي دون حق، بل ذهبوا الى ابعد من ذلك فاقترحوا عليه باجتزاء توصيات من العقوبات الباطلة لرفعها كدعاوى ضدي الى هيئة النزاهة ومحكمة النشر والاعلام ، وهي سابقة خطيرة وغريبة ومخجلة لم تحدث في تاريخ الصحافة العراقية منذ سقوط الحكم البائد ، حيث لم ولن تقوم يومأ مؤسسة صحافية او إعلامية برفع دعوى وليست دعاوى ضد صحافي يعمل لديها بتهم كاذبة خطيرة ومضللة للعدالة ، بل من المتعارف عليه ان انها تدافع عن صحفييها بكل ماتملك من قوة وان كان مخطئاً او معتدياً ، لكن بالنهاية عدالة وحكمة القضاة خيّبت ظنهم وسعيهم الخبيث وارتدت كل التهم الباطلة عليهم حين قال القضاء العادل كلمته الفصل بغلق تلك الدعاوى نهائياً واعطتني الحق في مقاضاتهم وملاحقتهم قضائياً.
ان الحديث عن الممارسات القمعية التي مارسها (نبيل جاسم) ضدي تحمل دون شك طبائعه الصدامية المتوارثة من خلال عمله ككادر متقدم في صحافة المقبورعدي الاستخبارية ، كما شكلت انعطافة خطيرة في مسار حرية الصحافة العراقية التي كفلها الدستور ويحميها القانون ، ومؤشر اخطر كونها أحدثت شرخاً كبيراً في مسار العمل الصحفي وتسببت بانتكاسات مؤلمة داخل مؤسسة إعلامية رسمية يفترض ان تكون أولى اهتماماتها حماية حرية التعبير وليست فرض القيود والتضيق ومصادرة الحريات، وبهذا شكلت تلك الممارسات المخلة بشرف المهنة أمراً مؤسفاً وتهديماً وشرخاً عميقاً في مسيرة الاعلام الرسمي سيتطلب ردمها وازالت مخلفاتها واثارها قدراً كبيراً من الشجاعة لمنع تكرار ماحصل من اعتداءات وتجاوزات عابرة لكل القيم والاعراف الاخلاقية والقانونية.
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات نبیل جاسم
إقرأ أيضاً:
أمين عام البحوث الإسلامية: النبي قدّم نموذجا واقعيا لتطوير الذات
أكد الدكتور محمود الهواري، الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، أن فكرة "تطوير الذات" والعمل على النفس ليست مجرد مفهوم عصري طارئ، بل هي قيمة أصيلة مغروسة في السيرة النبوية، موضحًا أن الإسلام لا يقف على الحياد من الدعوة للعمل والاجتهاد والتأهيل المستمر.
وقال الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الأربعاء، إن النبي ﷺ قدّم نموذجًا واقعيًا للتطوير الذاتي في حياته وسيرته، حيث مارس التجارة، وخالط الناس، وأسّس مجتمعًا جديدًا، فكانت حياته نموذجًا متكاملًا يشمل السياسة، والاقتصاد، والعلاقات الاجتماعية، والعمل والبناء، مما يحتم علينا أن نعيد قراءة سيرته قراءة عصرية تلامس واقعنا.
وأضاف: "ليس من الصواب أن نخضع الدين لكل ما يُطرح من مفاهيم عصرية بشكل مباشر، حتى لا نقع في التباسات فكرية أو نلبس الأهواء لبوس الدين، لكن في الوقت نفسه يجب ألا نغفل أن في السيرة النبوية إشارات واضحة على مفاهيم مثل احترام التخصص، وتقسيم الأدوار، والجدية في العمل".
وأشار الدكتور الهواري إلى واقعة بناء المسجد النبوي بعد الهجرة، باعتبارها أحد أبرز النماذج التي تكشف عن تنظيم العمل واحترام الكفاءات، قائلًا: “في مشهد بناء المسجد، كان الصحابة يعملون بجد واجتهاد، كل منهم يقدّم ما يحسنه، أحد الصحابة، طُلق بن علي اليمامي، عرض على النبي أن يشارك في حمل الحجارة مثل غيره، لكن النبي ﷺ رفض، ووجّهه إلى العمل بما يتقنه، قائلًا: (قرّبوا الطين من اليمامي، فإنه أحسنكم له مسيسًا).”
من النبي الوحيد الذي يعيش قومه بيننا حتى الآن؟ علي جمعة يكشف عنه
انتبه لـ7 أفعال عند النوم حذر منها النبي.. تفتح عليك أبواب الجحيم
دعاء الشفاء والوقاية من الحسد.. ردده كما قال النبي
أهم الأدعية المأثورة عن النبي .. اعرف أفضل ما يقال
وأوضح الهواري أن هذا التوجيه النبوي يعكس احترام التخصص، وتوزيع المهام على أسس عملية، وهو ما تحتاجه المجتمعات اليوم لتنهض، خاصة مع التحديات المعاصرة التي تستلزم أن يكون كل إنسان في مكانه المناسب.
كما ضرب مثالًا آخر بما وقع بين رجل ثقفي وآخر أنصاري حين تنافسا على الوصول للنبي أولًا، فقال له النبي ﷺ: "سبقك الأنصاري"، فبادر الرجل الثقفي قائلاً: "لكني أؤثره على نفسي يا رسول الله".
وقال الهواري: "هنا نرى موقفين في غاية الجمال: الأول هو احترام الدور، والثاني هو خلق الإيثار، وكلاهما من الأخلاق الإسلامية الرفيعة التي رسّخها النبي ﷺ في مجتمعه".
وتابع: "نحن بحاجة ماسّة إلى أن ننقل سيرة النبي صلى الله عليه وسلم من بطون الكتب إلى حياتنا اليومية، أن نقرأها بعين الواقع واحتياجات العصر، لنستخلص منها القيم العملية التي تنهض بالفرد والمجتمع، فالإسلام دين لا يعارض الاجتهاد والعمل، بل يدعمهما ويكرّس لهما مسارات واضحة".