الكاتبة الصحفية علا الشافعي: نجيب محفوظ فتح لي مكتبه في بداية حياتي المهنية
تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT
أدارت الكاتبة الصحفية علا الشافعي، رئيس تحرير جريدة اليوم السابع، ندوة بعنوان «نجيب محفوظ على الشاشة»، والتي عقدت ضمن فعاليات اليوم السادس لمعرض أبو ظبي الدولي للكتاب، وروت لقاءً لها لا ينسى مع الأديب الراحل نجيب محفوظ خلال بداية مسيرتها الصحفية في جريدة الأهرام.
وألقت الندوة الضوء على بعض الأعمال التي تعرضت لظلم كبير عند تحويلها من روايات إلى أفلام أو مسلسلات، بسبب تغيير أحداثها بشكل كبير، وفقدان جوهرها الأصلي، كما ناقشت تأثير المرأة في أعمال نجيب محفوظ ومدى إمكانية رؤية نصوص مسرحية لأعمال أديب نوبل.
وقالت علا الشافعي: «كان شرفًا عظيمًا لي مقابلة نجيب محفوظ في مقتبل رحلتي الصحفية بجريدة الأهرام، تلك الجريدة العريقة التي كان يحوي طابقها السادس عظماء الأدب والثقافة، وقد صادفتُه وطلبتُ منه لقاءً صحفيًا، وبالفعل فتح لي أبواب مكتبه وقرأت له بعض الصحف، وكان ذلك من أهم لحظات حياتي المهنية».
وخلال الندوة، أكد الكاتب حاتم حافظ أستاذ الدراما بأكاديمية الفنون أن رواية الحرافيش لنجيب محفوظ، والتي تُعد العمل الملحمي الأعظم له، تعرضت للانتهاك على جميع المستويات عند تحويلها إلى أفلام سينمائية.
وقال حافظ: «كانت أفلام مثل الباطنية والتوت النبوت من الأعمال التي ظلمت روايات نجيب محفوظ، حيث تم تغيير الأحداث بشكل كبير وفقدت الرواية جوهرها الأصلي».
وأوضح أن في نهاية السبعينيات، شهدت السينما المصرية تغيرًا كبيرًا في جمهورها، كما حصل نجيب محفوظ على جائزة نوبل للآداب عام 1988.
وتابع: «بعد حصوله على جائزة نوبل، تم إنتاج فيلم الحرافيش باسم الرواية، لكنه لم ينجح في نقل روعة العمل الأدبي إلى الشاشة».
ومن جانبه، أشار الكاتب والسيناريست محمد هشام عبيه إلى أن نجيب محفوظ كان مخلصًا للجمالية في أعماله الأدبية.
وقال عبيه: «أفضل مثال على ذلك هو رواية زقاق المدق، حيث كان نجيب محفوظ يذهب إلى منطقة الجمالية قبل كتابة الرواية ويستقي شخصياته من هناك، وكل الشخصيات التي كتب عنها كانت حقيقية وليست من الخيال».
وأكد عبيه، أن العمل السينمائي يختلف عن الأدبي، ونجيب محفوظ كان مدركًا لهذا الفرق.
روايات نجيب محفوظ تعرضت للظلموقال: «لقد تعرضت بعض روايات نجيب محفوظ للظلم عند تحويلها إلى أعمال سينمائية، وكان المخرج صلاح أبو سيف من أكثر المخرجين فهمًا لِأعمال نجيب محفوظ».
واختتمت الندوة بفتح باب النقاش أمام الحضور لمناقشة تحويل أعمال نجيب محفوظ إلى السينما والتلفزيون.
وتناول النقاش مختلف الآراء حول مدى نجاح هذه التحويلات، والأسباب التي أدت إلى ظلم بعض الأعمال، وسبل تحسين عملية تحويل الأعمال الأدبية إلى أعمال سينمائية في المستقبل.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أديب نوبل أعمال سينمائية أفلام سينمائية أكاديمية الفنون السينما المصرية الكاتبة الصحفية المخرج صلاح أبو سيف اليوم السابع أبو ظبي نجیب محفوظ
إقرأ أيضاً:
المصور العالمي فرانك جازولا: مشروع استكشاف جرينلاند غير مجرى حياتي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
لم يكن فرانك جازولا مجرد مصور مغامر، بل أنه رجل استجاب لنداء البحر منذ أكثر من عشر سنوات، وغاص في أعماقه، مسجّلًا بعدسته تحولاته الحيوية والبيولوجية، وصار واحدًا من أبرز المصورين البيئيين الذين وهبوا حياتهم لرصد الجمال الهش تحت الماء، والتحذير مما يهدده.
في حديثه خلال جلسة ملهمة على هامش مهرجان التصوير الدولي "إكسبوجر" 2025، الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، استعاد جازولا لحظة التحوّل الأولى في مسيرته، قائلاً: “كان لقاءً عابراً مع مصور شهير، أعلنت أمامه عن رغبتي بأن أصبح ”مصورًا مهمًا"، فدعاه الأخير للانضمام إلى مشروع استكشاف في جرينلاند، إلا أنه لم يكن يعلم آنذاك أن تلك الدعوة ستغير مجرى حياته، وتأخذه إلى حيث لا نهاية للمغامرة.
اللون الازرق
يقول جازولا: "منذ ذلك الحين لم أنفصل عن اللون الأزرق، فهو يحيطني، ويسكنني، ويدفعني لمواصلة التوثيق، ليس فقط لحياة المحيطات، بل أيضًا للآثار التي يتركها الإنسان عليها بسبب السياسات البيئية غير الرشيدة". وهكذا امتزج شغفه بالمغامرات بمهمة أعمق؛ وهي الدفاع عن الكوكب، عبر عدسة تكشف للعالم ما يجري تحت سطح الماء.
حماية البيئة البحرية
لم يكن التصوير وحده سلاحه، فقد أصبح محاضرًا في مجال حماية البيئة البحرية، مسلطًا الضوء على تدهور الشعاب المرجانية، والتلوث الناجم عن البلاستيك، والتغير المناخي. لكن شغفه هذا لم يكن بلا ثمن.
تحدث جازولا عن أحد أكثر تجاربه تحديًا: "مكثت شهرًا في القطب الشمالي، أمارس الغطس في المياه المتجمدة. كان ذلك شاقًا للغاية، ولكنني لم أتمكن من التوقف، لأنني أحب ما أفعله". ولم تكن تلك المغامرة الوحيدة، فقد جاب ألاسكا أكثر من مرة، وواجه الدببة القطبية وجهًا لوجه. وأفاد "كان يمكنني أن أبتعد عن المخاطر، لكنني لم أفكر يومًا في التراجع. هذا الشغف يجذب محبيه حتى النهاية".
في مسيرته الممتدة، جاءت لحظة فارقة حين نشرت مجلة "ناشيونال جيوغرافيك" أول صورة التقطها بعدسته، حيث يقول: "كانت نقطة تحول كبرى، أعطتني الأمل في تنفيذ مشروعات بيئية ضخمة، من بينها مشروع لدراسة الشعاب المرجانية أطلقت عليه اسم 'الأمل العميق'، ليجمع بين معنى الطموح واستكشاف الأعماق".
ضمن هذا المشروع، غاص مع فريقه حتى 80 مترًا تحت سطح الماء، وهناك واجهوا أكثر من مرة خطر هجوم الكائنات البحرية. لكنه يؤمن أن مواجهة المخاطر جزء لا يتجزأ من المهنة، ما دام الهدف هو حماية البيئة البحرية.
في ختام جلسته، عرض جازولا مادة فيلمية توثق أبرز ما التقطته عدسته، من المحيطات الشاسعة إلى المرتفعات الجليدية الوعرة، مؤكدًا أن "إكسبوجر" ليس مجرد منصة للصور، بل فضاء يعيد تعريف دور المصورين، ويمنحهم الفرصة لإيصال رسائلهم إلى العالم.