أنساك ده كلام! .. أم كلثوم صوت لا يخفت وميراث يتجدد
تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
لسه فاكر! يفكروني إزاي هو أنا نسيتك وكان ليك معايا أجمل حكاية في العمر كله ومين يقدر على بعدك فأنت سيرة الحب وأنت عمري والحب كله، يرجعوني عنيك لأيامي اللي راحوا، يرافقانا في كل زمان ومكان ويعيد أمل حياتي ، عشان ديما القلب يعشق كل جميل، وأنت أجمل صوت، فقد عشنا معاه "ألف ليله وليلة"، حيث تجسدت فيك جماليات الحب والأماني، وتبخرت في سماء الفن كأحلى أحلام الليالي، فما فات المعاد ولا طول غيابي
في ضوء العزف الهادئ للتاريخ، وترنيم الذكريات العتيقة، تبرز شخصية أسطورية من بساطة الأيام الأولى للقرن العشرين، تنشد أحلام الأمس وتردد ألحان اليوم.
في قرية تاماي الزاهرية، في قلب دلتا النيل ، نشأت هذه الأسطورة، وسط أروقة البساطة وزهور الطفولة، حيث ازدهرت موهبتها كأميرة في عالم الفن قبل أن تحصد ألقاب العظمة وتعلو قمم الشهرة. تحكي قصة حياتها عن تحديات الصعود، وعن فنانة استثنائية تحولت إلى رمز للقوة والأصالة والإبداع.
ترافقنا في هذا التقرير في رحلة استكشافية عبر أرجاء حياتها المذهلة، لنرتشف من ينابيع تجاربها، ونستلهم من حكاياها العظيمة، فتعيش معنا وترنو إلى الأبدية، كما عاشت في قلوب محبيها.
خلاف على الاسم وتاريخ الميلادمن الشائع أن يُذكر اسم أم كلثوم كـ "فاطمة إبراهيم السيد البلتاجي"، وأنها وُلدت في قرية تاماي الزاهرية في محافظة الدقهلية عام 1898. ومؤخرًا، ظهرت وثيقة تشير إلى أن تاريخ ميلادها يعود إلى عام 1904 وأن اسمها الحقيقي هو "أم كلثوم". يُمكن تفسير ذلك بأنه في ذلك الوقت، كان تسجيل المواليد متأخرًا وكان الأطفال يُلقبون باسمين: اسم رسمي في الوثائق الحكومية واسم شائع يُستخدم على مر السنين بواسطة أهلهم.
موهبة فرضت نفسهاكان والدها الشيخ المؤذن لجامع القرية، وكانت والدتها تهتم بتربية أم كلثوم وشقيقيها منذ سن صغيرة، برزت موهبة أم كلثوم الغنائية، حيث كانت تتجول مع والدها وتؤدي الأغاني في الأعراس والمناسبات الدينية.
لكن بسبب التقاليد والعادات الاجتماعية في ذلك الوقت، كان يُمنع عادةً النساء من قراءة القرآن علانية في المناسبات، لذلك كان يتم تقديم أم كلثوم على أنها صبي. وكانت موهبتها الفطرية وصوتها القوي يجذبان انتباه الحضور ويثيران إعجابهم.
ومع مرور الوقت، اشتهرت أم كلثوم في القرية بفضل صوتها القوي وأدائها المميز، وكانت تتلقى تقديراً كبيراً من الأثرياء الذين كانوا يدفعون لها مبالغ رمزية كإكرامية، مثلما حدث في إحدى المرات عندما حصلت على عشر قروش، وهو مبلغ كبير في ذلك الوقت، كان يعادل نصف مرتب والدها.
هذه البدايات المتواضعة كانت النقطة الأساسية في تكوين شخصية أم كلثوم وتحفيزها للسعي نحو تحقيق أحلامها الفنية وتحقيق النجاح الباهر الذي عرفت به لاحقًا.
صعود نحو النجوميةبعد بداياتها المبهرة في قريتها، انتقلت أم كلثوم إلى القاهرة لتبدأ رحلة صعودها نحو النجومية. في العاصمة ، بدأت تعمل على تطوير موهبتها الفنية بجدية أكبر، حيث استطاعت أن تجمع بين العمل الشاق والتفاني في التدريب على الغناء.
لم تكن بداياتها سهلة، فقد واجهت تحديات عديدة في مجتمع فني يهيمن عليه الرجال، ولكنها استطاعت تحدي الصعوبات والتغلب على العقبات. في عام 1926، وقَّعت عقودًا غنائية تمهيدًا لانطلاقتها الفنية، ومن هنا بدأت رحلة النجومية التي لاحقاً أصبحت جزءًا لا يتجزأ من تاريخ الموسيقى العربية.
أم كلثوم لم تكن مجرد مطربة، بل كانت قائدة فنية بامتياز، استطاعت أن تحقق نجاحًا هائلًا على المستوى الفني والجماهيري. حفلاتها الغنائية أصبحت واحدة من أهم المناسبات الثقافية في العالم العربي، وتجمع الجماهير من مختلف الطبقات الاجتماعية للاستمتاع بصوتها الساحر وأدائها الرائع.
بفضل تفانيها وإصرارها، استطاعت أم كلثوم أن تحقق شهرة واسعة وتُصبح واحدة من أهم الشخصيات الفنية في العالم العربي، وبذلك بنت تراثًا فنيًا لا ينسى، يظل حاضرًا حتى يومنا هذا.
رمز الفن العربيأم كلثوم لم تكن مجرد مطربة، بل كانت رمزًا للفن العربي التقليدي ومنارة تضيء درب الثقافة والفن في المنطقة. بفضل صوتها القوي وأدائها الراقي، استطاعت أن تلامس قلوب الملايين وتترك بصمة لا تنسى في عالم الموسيقى.
كانت أم كلثوم تمتلك قدرة فريدة على نقل العواطف والمشاعر من خلال أغانيها، حيث كانت كلماتها تحمل معاني عميقة ومعقدة تلامس القلوب والعقول. وعلى الرغم من تنوع أنواع الموسيقى في فترتها، إلا أنها استطاعت أن تحافظ على الطابع التقليدي للموسيقى العربية وتطويرها بأسلوبها الفريد.
كما كانت شخصية قوية ومؤثرة خارج المسرح، حيث تُعتبر رمزًا للقوة والإصرار والثقة في الذات. وكانت تتمتع بشعبية كبيرة واحترام واسع النطاق من قبل الجماهير والنخب الثقافية على حد سواء.
باعتبارها واحدة من أهم الشخصيات الثقافية في التاريخ العربي، فإن إرث أم كلثوم الفني والثقافي يظل حيًا ومتجددًا، وتظل أغانيها تُغنى وتُعزف حتى اليوم، مستمرة في إلهام الأجيال الجديدة والحفاظ على قيم وتقاليد الفن العربي التقليدي.
ميراث يتجددميراث أم كلثوم الفني يتجدد ويستمر في إلهام الأجيال الجديدة، حيث تظل أغانيها الخالدة تحافظ على شعبيتها وتصل إلى قلوب المستمعين في كل مكان. فالأغاني التي قدمتها تعبر عن مشاعر جميلة وعميقة، وتحمل رسائل تتنوع بين الحب والفراق والوطنية والأمل، مما يجعلها مفضلة لدى جمهور متنوع.
رغم مرور السنوات، إلا أن إرث أم كلثوم لم يفقد بريقه أو جاذبيته. ففي كل عرض أو حفل غنائي يتم تذكير الجمهور بتلك الفترة الذهبية من تاريخ الموسيقى العربية، وبالفنانة التي لا تضاهى في موهبتها وتأثيرها.
وبفضل التكنولوجيا الحديثة، يمكن للأجيال الجديدة الوصول بسهولة إلى أغاني أم كلثوم والاستماع إليها عبر مختلف الوسائط الرقمية، مما يساهم في نشر إرثها الفني وتأثيرها على نطاق أوسع.
ومع ذلك، لا يقتصر ميراث أم كلثوم على المجال الفني فحسب، بل يتعداه ليشمل القيم والمبادئ التي رسمت مسيرتها، مثل الإصرار والتفاني والتمسك بالهوية الثقافية. وهذا يجعلها مصدر إلهام للشباب الطموح والفنانين الطامحين، الذين يسعون لتحقيق النجاح بأخلاقها وموهبتها.
بهذه الطريقة، يظل ميراث أم كلثوم يتجدد ويستمر في إثراء الثقافة العربية وإلهام الأجيال القادمة، مما يجعلها تبقى رمزًا حيًا للفن والثقافة العربية على مر العصور.
رحيل صادم وجنازة مثيرةتوفيت أم كلثوم يوم الاثنين الموافق 3 فبراير 1975م، في القاهرة، متأثرة بإصابتها بقصور في القلب، وذلك عن عمر يناهز 76 عاماً. رحلت عنا أسطورة الفن العربي الذي لن يمحى، وتركت وراءها إرثاً فنياً يتجدد ويستمر في إلهام الأجيال القادمة.
جنازة أم كلثوم، لحظة تأمل وتأثير، حيث انعكست شهرتها العالمية وتأثيرها العميق على المجتمع المصري والعربي. حضرت جنازتها أكثر من مليون شخص في عام 1975، ليكون وداعًا مهيبًا مليئًا بجموع عشاقها ومعجبيها الذين امتعتهم بألحانها الساحرة.
بدأت مراسم الجنازة بتغسيل جثمانها بماء زمزم، حيث قامت شقيقتها بذلك بجانب ماء الغسل، وتأثرت هذه اللحظة بحضور الأمير عبد الله الفيصل الذي غنى أشعارها وقدم زجاجة من ماء زمزم خصيصًا لهذه الغاية.
تم لف جثمانها بـ 11 ثوبًا، وآخرها كان ثوبًا من الملس الأخضر الفلاحي، مما يرمز إلى نشأتها الريفية وبساطة حياتها الطيبة.
انطلقت جنازتها من مسجد عمر مكرم، حيث أغلق المسجد بالكامل وأقيمت صلاة الجنازة بحضور الشيخ حلمى عرفة إمام مسجد الحسين، وتمت الصلاة بمشاركة أمنية كبيرة واحتياطات أمنية مشددة.
حضر الجنازة عدد كبير من الشخصيات البارزة، بما في ذلك الملوك والرؤساء العرب، وكانت الصحف تنقل خبر وفاتها بعناوين مؤثرة تعبر عن حجم الفقدان والحزن، وعن أثرها الكبير في قلوب الملايين.
كانت جنازة أم كلثوم لحظة تاريخية في عالم الفن، حيث تجسدت فيها وفاء واحترام الجماهير لهذه الأسطورة، التي ستظل تحتل مكانة خاصة في قلوب محبيها إلى الأبد.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: ام كلثوم كوكب الشرق أنت عمري أغاني أم كلثوم الفن العربی استطاعت أن أم کلثوم فی قلوب فی ذلک
إقرأ أيضاً:
نقيب التمريض ترد على إساءة طبيب: "كلام غير أخلاقي وغير مقبول"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعربت الدكتورة كوثر محمود، نقيب التمريض وعضو مجلس الشيوخ، عن استيائها بعد التصريحات المسيئة التي نشرها طبيب عبر حسابه الرسمي بموقع "فيس بوك"، بحق مهنة التمريض، لافتة إلى أن ما صدر منه يمثل إساءة غير أخلاقية وغير مقبولة.
الدكتورة كوثر محمود مداخلة هاتفية مع الإعلامية لميس الحديديوقالت نقيب التمريض خلال مداخلة هاتفية في برنامج "كلمة أخيرة" مع الإعلامية لميس الحديدي: “الاعتذار الذي قدمه الطبيب لا يكفي لتهدئة غضب جموع التمريض، مفيش حد عاقل يكتب كلام زي ده، وما فعله الطبيب غير أخلاقي سواء كان التمريض من الذكور أو الإناث”.
وأضافت نقيب التمريض: “أن النساء يشكلن النسبة الأكبر في المهنة، حيث تصل إلى نحو 70%، مشيرة إلى أن مثل هذه التدوينات تثير القلق لدى الأسر والمجتمع بشأن بناتهن العاملات في المجال، خصوصًا في ظل وجود عناصر طبية قد تُظهر سلوكًا غير مسؤول، حتى وإن ادعت أن الأمر كان مزاحًا”.
وتابعت نقيب التمريض: “عندنا عدد كبير من الممرضات المتزوجات، بخلاف حديثات التخرج، وتدوينات زي دي بتخلينا نخاف على بناتنا من التردد على بيئة عمل فيها أطباء من النوع ده، مهما كان شأنه أو سنة”.
قمر الليالي.. تفاصيل المنشور المسيء لمهنة التمريضكتب استشاري المخ والأعصاب، محمد الجوهرى، عبر حسابه الرسمي بموقع "فيس بوك"، حيث قال: “الجراحين العواجيز اللي زي حالاتي طول عمرهم متعودين إن حكيمة العمليات بتبقى واحدة ست، متجوزة بقى ولا بنت بنوت مش مهم، المهم إنها تكون ست، البصة في وشهم بتشفي العليل، فما بالك بالجراح الشقيان”.
وحمل المنشور حديثًا عن النساء من التمريض في غرف العمليات، ما أعتبره البعض تحرشًا لفظيًا، وآخرون اعتبروا إياه تجاوزًا في حق التمريض، قائلًا: “الستات برضوا حنينين، وبعدين هما أساتذتنا القدام زمان كانوا هبل مثلًا، اشمعنا يعني اختاروا الستات لغرف العمليات، كانوا أساتذة بجد، حتى في اختياراتهم، وعشنا على كده سنين وسنين أنا والجراحين، المخضرمين اللي زي حالاتي”.
وتابع: “الحكيمات ستات، لغاية ما اقتحم المهنة، الخناشير، الرجالة يعني، تلاقي الواحد من دول طول بعرض بيشتغل، حكيمة عمليات، طيب أنا طول عمري باسمي حكيمة العمليات اللي تشتغل معايا في العملية، بسميها قمر الليالي: هاتي مشرط يا قمر الليالي، هاتي مقص يا قمر الليالي، أو امسكي الشفاط يا قمر الليالي، وبتبقى مبسوطة وقلبها بينط من الفرحة، من اسمها الجديد.. إنما الأخ الخنشور ده هانده عليه وأقول يا إيه”.