دلال المقهوي لـ"الرؤية": عُمان أهلي وناسي.. وتعاون مرتقب مع صلاح الزدجالي ونوال الكويتية
تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT
◄ "تعبان شوق" أول قصيدة غنائية من ألحان خالد ناصر الصالح
◄ قلة المهرجانات أدت إلى غياب الشعراء المميزين عن الساحة
◄ عدد "الفولوورز" معيار الكثير من شركات الإنتاج للتعامل مع الشعراء
الرؤية- سعيد االهنداسي
تؤكد الشاعرة الكويتية دلال المقهوي حضور المرأة وبوقة في الساحة الأدبية بشكل عام وفي مجال الشعر بشكل خاص، سواء كان ذلك في دول مجلس التعاون أو في الوطن العربي بأكمله، مضيفة أنه على الرغم من هذا التواجد القوي إلا أن بعض الأسماء الشعرية النسائية مازالت تعمل باسم مستعار أو بألقاب خاصة للظهور الإعلامي.
وبرز اسم الشاعرة دلال المقهوي في وطنها الكويت، لتعبر أعمالها بعد ذلك إلى الكثير من الدول بالوطن العربي، إذ إنها تتمتع بحضور لافت في كل محفل أدبي تشارك فيه، كما أنها شاركت في مهرجان الوطن العربي للإبداه الثقافي الدولي في نسخته الثانية بصلالة.
وتقول المقهوي في تصريحات لـ"الرؤية": "كانت بداياتي في الشعر بعمر 14 سنة، وكنت أكتب على سجيتي دون الاتجاه إلى بحر شعر معين، ومع مرور الوقت وجدت نفسي أميل لكتابة الشعر الغنائي، وأول قصيدة حزت فيها على إطراء جميل من معلمتي في المرحلة الثانوية كانت عن فلسطين، ومن يومها شعرت بثقة في النفس وأخذت الموضوع بشكل أكثر جدية، فيما كانت أول قصيدة عاطفية شجعتني أن أكمل مشواري في الشعر الغنائي كانت من ألحان الملحن السعودي خالد ناصر الصالح بعنوان (تعبان شوق)".
وتشير الشاعرة الكويتية إلى أن أول أغنية مع الفنان الكويتي حسين الأحمد كانت بعنوان "تخيل" في عام 2017، وهي أول أغنية أقدمها وتمت ترجمتها للغة التركية، ثم مع الفنان عبدالسلام محمد بعنوان "بدوني قدر" والفنانة العراقية شجن .
وعن مشاركتها في الفعاليات الشعرية والأدبية بعمان تقول: "أشعر أني بين أهلي وناسي، كانت أول أمسية شعرية تشرفت أن أقدمها في بلدي الحبيب سلطنة عمان كانت هنا في صلالة وتحديدا في شهر أغسط الماضي في مهرجان خريف صلالة، ولاقت صدى كبيرا، واليوم أنا متواجدة هنا في صلالة مرة أخرى في مهرجان الوطن العربي للابداع الثقافي الدولي وتشرفت بتقديم مجموعة من قصائدي الشعرية".
وتؤكد الشاعرة دلال المقهوي أهمية تواجد الشاعر مع جمهوره وأهمية قربه من محبيه الذين يعشقون قصائده ويسعدون بمساعها منه مباشرة، لأن الجمهور يحب حالة التفاعل بينه وبين الشاعر.
وتوضح: "الشعر الغنائي بالنسبة لي يحتاج لجرس موسيقي، وهذا أهم شيء، وليس بالضرورة أن يكون شعرا عموديا، وحتى لو كان شعرا تفعيلته وكلماته متناسقة، والقصائد النبطية يمكن أن تغنى متى وجد لها جرس موسيقي ".
وحول غياب الشعراء المميزين وابتعادهم عن الساحة الشعرية، تقول الشاعرة الكويتية: "سبب ذلك هو غياب الأمسيات الشعرية عن المهرجانات، وعلى سبيل المثال في دولة الكويت كنا نشاهد تواجد عدد كبير من الشعراء ولهم حضورهم، وكذلك كنا نرى حضورا جماهيريا واسعا للأمسيات في مهرجانات هلا فبراير تحديدا، ولكن في السنوات الأخيرة غياب الأمسيات جعل الشاعر أيضا غائب وقلل من حضوره الإعلامي، وفي المقابل هناك تجارب شعرية جميلة على سبيل المثل في إمارة الشارقة بدولة الإمارات من خلال تنظيم مهرجانات شعرية مثل مهرجان الشارقة للشعر النبطي الذي أوجد حراكا شعريا جميلا".
وتتحدث دلال المقهوي عن أعمالها الجديدة قائلة:"بشرى سعيدة للجمهور، يتم تنفيذ مجموعة من الأعمال الغنائية بالتعاون مع فنانين مثل الفنانة الكويتية نوال بعنوان (أنا مجنون) من ألحان الفنان السعودي طلال سلامة، وكذلك تعاون قادم مع الفنان العماني صلاح الزدجالي بعنوان (أجمل في عيوبك) وهناك مجموعة أعمال مع المطرب الكويتي حسن العطار من ألحان الملحن السعودي متعب الفرج، ومع الفنان العماني الشاب أبوبكر باعمر بعنوان (عظيمة).
وترى الشاعرة الكويتية أن منصات التواصل الاجتماعي كان لها أثر كبير على شركات الإنتاج من خلال اختيار الأشعار الغنائية، موضحة: "بعض شركات الإنتاج تقتصر على أعمال بعض الشعراء، وأنا على سبيل المثال قدمت مجموعة من القصائد الوطنية التي لم يتم غناؤها، وأتمنى أن يكون لي عمل غنائي وطني، كما أن بعض شركات الإنتاج تنفذ أعمالا لشعراء وفنانين وفق معيار عدد المتابعين أو الفولوورز، وهذا الأمر من وجهة نظري ليس معيارا حقيقيا لنجاح الفنان أو اشاعر، وأنا شخصيا يهمني الكيف في الأعمال التي أقدمها وليس الكم".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الرؤيةُ الاستراتيجيةُ لأنصار الله.. الهُوية والمقاومة
فاطمة السراجي
تعد قيادة أنصار الله، وعلى رأسها السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، عنصرًا محوريًّا في التحولات السياسية والأمنية التي تشهدها اليمن، خَاصَّة في ظل الصراع المُستمرّ منذ عام 2014.
وتقدم الرؤية الاستراتيجية لأنصار الله نموذجًا يتجاوز الأبعاد السياسية التقليدية؛ مما يمكّنهم من تعزيز قضيتهم، والدفاع عن السيادة الوطنية.
تأسَّست حركةُ أنصار الله في بداية التسعينيات كأحد الحركات الدينية والاجتماعية، ولكن سرعان ما تطورت إلى حركة سياسية تأخُذُ على عاتقها مقاومةَ التدخلات الخارجية والفساد الداخلي.
وفي خضم الصراع المسلح، تعززت هذه الرؤية لتجعل من “أنصار الله” محورًا رئيسيًّا في الصراع ضد العدوان.
تركز الرؤية الاستراتيجية لـ “أنصار الله” على تعزيزِ الهُوية الوطنية والدينية، حَيثُ تتجلَّى في سياستهم للتمسك بالقيم الإسلامية والهُوية اليمينة.
يرى “أنصار الله” أن مواجهة التحديات الخارجية تتطلَّبُ الحفاظ على هذه الهُوية؛ مما يجعل المقاومة جزءًا لا يتجزأ من رؤيتهم؛ فالمقاومة ليست مُجَـرّد خيار عسكري، بل هي تعبير عن الوجود والموقف المشروع ضد الاحتلال والهيمنة.
تفهم حركة أنصار الله القضايا الاجتماعية والاقتصادية كعواملَ مؤثرة في السياق اليمني؛ فتعمل الحركة على تعزيز العدالة الاجتماعية وتقليل الفجوة بين الشرائح الاجتماعية من خلال برامج اجتماعية واقتصادية تهدفُ إلى تطوير الظروف المعيشية للمواطنين.
وهذا الأُسلُـوب يعكس الوعي العميقَ بأن الاستقرار الداخلي هو ركيزةٌ أَسَاسية لمواجهة التحديات الخارجية.
تتميز رؤية أنصار الله أَيْـضًا بالقدرة على بناء تحالفات استراتيجية مع قوىً محلية وإقليمية، بغضِّ النظر عن الاختلافات الأيديولوجية؛ فالحركةُ تسعى إلى توحيدِ صفوف القوى المناهضة للهيمنة الخارجية؛ مما يعكسُ فهمًا عميقًا لمتطلبات المرحلة الحالية. وهذا التحالف لا ينحصر في البُعد العسكري بل يتجاوز إلى الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
تعتبر السيادة الوطنية مفهومًا محوريًّا في رؤية أنصار الله؛ إذ يرَون أن الحفاظَ على استقلالية القرار السياسي والاقتصادي هو السبيل للتغلب على تأثيرات الخارج. تتجلى هذه الرؤية في التصدِّي للتدخلات الأجنبية، والعمل على بناء دولة قوية وقادرة على الدفاع عن حقوقها ومصالحها.
على الرغم من التوجُّـهات العسكريةِ لحركة أنصار الله، تتمتعُ الرؤيةُ السياسية لأنصار الله بالقدرة على استكشاف الحلول السلمية. يتجلى ذلك في التفاعلات مع المبادرات الدولية والعربية؛ مِن أجلِ التوصل إلى تسويات؛ مما يعكس استراتيجيتهم تسعى إلى استثمار أية فرصة للحوار.
تتعدى الرؤية الاستراتيجية لقيادة أنصار الله البُعدَ السياسي التقليدي، حَيثُ تدمج بين الهُوية الوطنية، والمقاومة، والعدالة الاجتماعية، وبناء التحالفات.
وتستند هذه الرؤية على فهم عميق لسياق الصراع اليمني؛ مما يساعد الحركة على تعزيز وجودها واستمرار تأثيرها في الأوضاع الإقليمية والدولية.
وإذَا نجحت هذه الاستراتيجية في تحقيق أهدافها، فقد تسهمُ في إعادة تشكيل المشهد السياسي في اليمن بما يخدم تطلعات الشعب اليمني في السلام والاستقرار.