إلى متى السكوت والشعب الفلسطيني يُذبح؟
تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT
حمد الناصري
مع مرور أكثر من 200 يوم على بدء العُدوان الهمجي الصهيوني على غزة وأهلها أبطالًا صامدين .. ونتساءل ماذا فعلنا كعرب وكمسلمين لغزة وهل قدّمْنا كُل ما نستطيع.؟!
بداية ومُنذ اغتصاب فلسطين من قبل الصهاينة وقبْلها بوعد بلفور وبعدها من حروب مرّ بها شعبنا العربي الفلسطيني بمآسي وقتل وتشريد مُمنهجة من قبل عصابات الآرغون والهاغانا والشتيرن الارهابية الصهيونية والتي أدخلها الانكليز بعد احتلالهم لفلسطين وعاثت تلك العصابات قتلًا وتدميرًا في أرض فلسطين حتى أنّ الغرب كُله أطلق عليها عصابات إرْهابية ، قبل مئة سنة واكثر.
حينها كانت كل الدول العربية مُحتلة من قبل الاستعمار الانجليزي والفرنسي والايطالي ورغم ذلك هبّت الجيوش العربية عام 1948 لنجدة فلسطين وأهلها وقاتلت الجيوش الصهيونية المدعومة من بريطانيا بكل بسالة وشجاعة وقدموا ٱلاف الشُهداء ولا تزال مقابرهم شواهد على التضحيات العربية من أجل فلسطين وبالرغم من ذلك فقد صدرت قرارات أُممية بتقسيم فلسطين بين اليهود والعرب عام 1948.
ولم تهدأ المُقاومة الفلسطينية ولم يتوقف الدّعم العربي طوال الفترة من 1948 وإلى حرب اكتوبر 1973؛ حيث كانت فرصة ذهبية للقضاء على ذلك الكيان الدّخيل لكن تدخّل الدول الكبرى والخيانات في بعض القيادات العربية أوقفت الحرب وبادر بعض القادة العرب لتوقيع مُعاهدات مع اسرائيل أعادت بموجبها سيناء الى مصر وبعض الاراضي إلى الاردن ومنحت الفلسطينيين حُكم شِبه أو ذات سيطرة اسرائيلية.
واستمرّ الدعم العربي من خلال إنْشاء مُنظمة الاونروا وهي منظمة أممية لغوث ومُساعدة اللاجئين الفلسطينيين اللذين طُردوا من أرضهم وبُيوتهم وفي تلك المُدة ، كان العرب هُم من يدعم فلسطينيي الداخل بالمال والخدمات وحملات الاعمار وخصوصًا دول الجزيرة العربية في حين كانت تركيا الاتاتوركية أوّل من اعترف بدولة اسرائيل وفتحت سفارة لها في تركيا وكذلك إيران الشاهنشاهية أو البهلوية ، فكانت إيران من أوائل الدول الإقليمية التي اعترفت بإسرائيل بعد أحداث حرب 1948 واغتصاب نصف أرض فلسطين بالقوة الغاشمة أو ما يُعرف بولادة إسرائيل وقد تحسّنت علاقات البلدين بعد عودة محمد رضا بهلوي لحكم إيران في 1953.
ولا ريْب فإنّ صِراعًا مُعلنًا قد تطوّر بين البلدين عقب أحداث الثورة الإيرانية في 1979 فقطعت العلاقات بين الطريفين تدريجيًا.
ولو تطرّقنا لأدوار الدولة الإسلامية في إيران ، فبعد الثورة الايرانية وخلال الحرب العراقية الايرانية في ثمانينيات القرن الماضي أعلنت إيران قطع علاقتها مع اسرائيل وأعلنت تأسيس فيلق أو جيش أسْمته فيلق القُدس لغرض تحرير فلسطين من الاحتلال الصهيوني ورغم ذلك فإنّ ذلك الفيلق ومُنذ تأسيسه قبل 43 عاما لم يخض معركة واحدة ولم يطلق رصاصة واحدة تجاه اسرائيل!
وبعد عام 2007 تشكّل ما يُعرف بمحور المُقاومة على أنه تحالفٌ مُعادي لإسرائيل تتزعمه إيران ويتألّف من سُوريا والعراق واليمن وحزب الله في لبنان وداعم للقضية الفلسطينية من خلال دعم حركة "حماس". وهو مِحور ذو طابع عسكري مُناهض للغرب وسياساته ومُعْلِنًا احتكار القضية الفلسطينية ومُقاومة العُدوان الصهيوني ضِمن ذلك المحور رغم أنّ ذلك المحور لم يُقدّم شيئًا ملموسًا لفلسطين وأهلها ومُكتفيًا بالدعم الاعلامي فقط وخصوصًا بعد بدء معركة طوفان الاقصى.
ونأتي إلى الموقف التركي الذي طالما تبنّى إعلاميًا وسياسيًا وأحيانًا اقتصاديًا القضية الفلسطينية ولكن ومُنذ بدء معركة طوفان الاقصى انكمش ذلك الدور وأصْبح بلا تأثير تقريبًا.
أمّا عالميًا فلا يُمكن لنا إلا الاشادة والتقدير بموقف الشعوب الاوربية والامريكية وموقف دول افريقية وآسيوية الحكومي والشعبي وخصوصًا المُظاهرات المُستمرة والمُنددة بالإبادة الصهيونية للشعب الفلسطيني ورغم كل التعتيم والقمع الاعلامي الحكومي من دول الغرب تحديدًا وامريكا خصوصًا وما يحدث من قمع وإرهاب لم يسبق له مثيل للمُحتجين من الطلاب والهيئات التدريسية في حرم الجامعات الامريكية والاوربية.
إنّ ما يحدث اليوم في غزة من إبادة بشرية لشعب بأكمله على أثر طوفان الأقصى يُشكل صدمة كبيرة للشعوب ولعالم طالما تشدّق بحقوق الانسان ولكنه يتجاهل تلك الابادة بسبب المواقف الضعيفة والمُتخاذلة للعرب والمُسلمين كون القضية تخصّهم دينيًا وشعبيًا وتأريخيًا وحتى سياسيًا.
إنّ الشعب الفلسطيني جُزء مِن أمّتنا العربية ولطالما كانت فلسطين وطنهم لآلاف السنين ناهيك عن أهميتها بعد الاسلام كونها تضم أولى القِبْلتين وثالث الحرمين والمسجد الاقصى مسْرى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.
خلاصة القول.. إنّ معركة طوفان الأقصى ليست معركة وقتية؛ بل هي امتداد لحروب العرب ضِد الكيان المُحتل الغاصِب لفلسطين وهي معركتنا العربية والإسلامية ، وفلسطين لا تزال قضيتنا العربية الاولى وهي قضية مصيرية إسلامية وفي المحافل الدولية سياسيًا واعلاميًا.. وهي قضية شُرفاء الإنسانية ولِمن له قلب نقيّ وداعمٌ للحق وله ضمير حيّ ناصِرٌ للمظلوم في كل مكان.؛
والدّعم العربي لا يزال قائمًا ولم يتوقّف من خلال الاونروا أو من خلال إيصال المُساعدات بشكل مُباشر، أو غير مُباشر ورغم ذلك ، فإنّ ما تُقدّمه بعيدًا جدًا عن الايفاء بواجبها التأريخي والديني والقومي تجاه فلسطين وأهلها الابطال.
والمُقاومة الفلسطينية ليست مُجرّد حِراك سياسي وعسكري مُقاوم للاحتلال الغاصب بل هي حقّ مشروع كفلته كل القوانين السماوية والوضعية والأُممية وأنّ ما ترتكبه اسرائيل من جرائم وحشية بحق المدنيين والاطفال في فلسطين تُعدّ جرائم ضِد البشرية ويجب إيقافها فورًا ومُحاسبة القادة الاسرائيليين والقصاص منهم.
أمّا أمة المليار ونصف المليار مُسلم وعربي فأقول لهم لقد بلغ السّيْل الزُبى، فمتى ستهبّون لِنُصرة إخوانكم في غزة وفلسطين؟ ومتى ستذكرون الله والتأريخ يُسجل مواقفكم وستقفون أمام عدالة ربّكم وستُسألون يومئذ، ولْتعتبروا يا أولي الالباب، فما تخشونه من الصّهاينة قادم إليكم لا محالة.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
لو يصرف حزب الله تهديداته ضد اسرائيل
كتب معروف الداعوق في" اللواء": لم يجد حزب الله امامه، للرد على الدعوات والضغوط المطالبة بتسليم سلاحه للدولة اللبنانية، سوى توجيه تهديداته ضد خصومه بالداخل، مستعيدا عبارات لطالما استعملها كبار قادة الحزب سابقا، مثل «قطع الايادي» التي تمتد لسلاح الحزب وما شابه، بينما يتناسى انه وافق على اتفاق وقف اطلاق النار وتنفيذ القرار الدولي١٧٠١، الذي ينص على حصر السلاح بيد الدولة، وبموجبه فهو مجبر على تسليم سلاحه باقرب وقت ممكن، تفاديا لمضاعفات وردات فعل سلبية، تكون اشد وطأة ضده .
يتجاهل الحزب وكل من تبقى منه، ان زمن تهديداته، بقطع اصبع خصومه الداخليين، في حال طالبوا بوضع سلاحه تحت سلطة الدولة، كان يخيف البعض منهم، طيلة وصاية الحزب وهيمنته على لبنان خلال السنوات الماضية. اما اليوم فلا يهابه احد منهم، بعد ان فقد هذا السلاح يافطة وجوده، وسقطت كل وظائفه، بعد حرب المشاغلة التي شنها الحزب ضد اسرائيل،لمناصرة الشعب الفلسطيني واسفرت عن الحاق الضرر الفادح بالحزب، قيادة وافرادا، وتدمير منازل وممتلكات عشرات الالاف من منازل اللبنانيين، والحاق خسائر فادحة بالاقتصاد اللبناني عموما.
لو اثبت حزب الله ان سلاحه اظهر فاعليته بالدفاع عن لبنان، وعن الحزب نفسه، ولم يتسبب باحتلال قسم من اراضيه من جديد، بعدما تم تحريره من الاحتلال الاسرائيلي عام الفين، وبتهجير مئات الالاف من سكان الجنوب وتدمير منازلهم وقراهم ومدنهم، لكان بالامكان تسليط الضوء على اسباب عدم تسليمه للدولة .
تعبّر التهديدات التي يطلقها بعض قادة حزب الله ومسؤوليه، ضد السلطة، او اي طرف سياسي، كلما تعالت المطالبة بتسليم سلاح حزب الله، عن تخبط ملحوظ لدى هؤلاء، والعجز عن اتخاذ قرار نهائي بخصوص حل مشكلة السلاح، الذي بات يشكل عبئا ثقيلا على الحزب نفسه، ولم تعد له وظيفة، الامواجهة اللبنانيين دون سواهم.
مواضيع ذات صلة الاتحاد الأوروبي: إسرائيل لديها الحق بالدفاع عن نفسها ضد حماس أو الحوثي أو حزب الله Lebanon 24 الاتحاد الأوروبي: إسرائيل لديها الحق بالدفاع عن نفسها ضد حماس أو الحوثي أو حزب الله 17/04/2025 05:38:32 17/04/2025 05:38:32 Lebanon 24 Lebanon 24 وزير دفاع إسرائيل: أنشطة الجيش ستستمر بقوة ضد حزب الله Lebanon 24 وزير دفاع إسرائيل: أنشطة الجيش ستستمر بقوة ضد حزب الله
17/04/2025 05:38:32 17/04/2025 05:38:32 Lebanon 24 Lebanon 24 إسرائيل تعاود الاغتيالات ضد قادة "حزب الله" الميدانيين Lebanon 24 إسرائيل تعاود الاغتيالات ضد قادة "حزب الله" الميدانيين
17/04/2025 05:38:32 17/04/2025 05:38:32 Lebanon 24 Lebanon 24 نتنياهو لزعيم المعارضة: لو أصغينا إليك لكان حزب الله وحماس على حدودنا Lebanon 24 نتنياهو لزعيم المعارضة: لو أصغينا إليك لكان حزب الله وحماس على حدودنا
17/04/2025 05:38:32 17/04/2025 05:38:32 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً
القرار 1701 امام مجلس الوزراء اليوم وتهديد "حزب الله" بـ"قطع اليد" يتفاعل
Lebanon 24 القرار 1701 امام مجلس الوزراء اليوم وتهديد "حزب الله" بـ"قطع اليد" يتفاعل
22:08 | 2025-04-16 16/04/2025 10:08:00 Lebanon 24 Lebanon 24 توتر دبلوماسي بين بيروت وبغداد.. ولبنان يتخذ القرار بتفكيك الجناح العسكري لـ"حماس"
Lebanon 24 توتر دبلوماسي بين بيروت وبغداد.. ولبنان يتخذ القرار بتفكيك الجناح العسكري لـ"حماس"
22:09 | 2025-04-16 16/04/2025 10:09:00 Lebanon 24 Lebanon 24 انسحاب "المستقبل" من الانتخابات البلدية يعرقل اللائحة الائتلافيّة
Lebanon 24 انسحاب "المستقبل" من الانتخابات البلدية يعرقل اللائحة الائتلافيّة
22:11 | 2025-04-16 16/04/2025 10:11:00 Lebanon 24 Lebanon 24 تحضيرات سعودية لعقد قمة رئاسية رباعية
Lebanon 24 تحضيرات سعودية لعقد قمة رئاسية رباعية
22:28 | 2025-04-16 16/04/2025 10:28:00 Lebanon 24 Lebanon 24 حل أزمة الودائع يبدأ من السراي.. لا من واشنطن
Lebanon 24 حل أزمة الودائع يبدأ من السراي.. لا من واشنطن
22:18 | 2025-04-16 16/04/2025 10:18:00 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة
بعد ارتدائه بدلة رقص نسائية.. ياسمين صبري "تنتقم" من محمد رمضان؟
Lebanon 24 بعد ارتدائه بدلة رقص نسائية.. ياسمين صبري "تنتقم" من محمد رمضان؟
00:59 | 2025-04-16 16/04/2025 12:59:17 Lebanon 24 Lebanon 24 طُرِدَت من إحدى القنوات بعد 20 عاماً من العمل.. مُذيعة لبنانيّة تبكي على الهواء: أندم على الزواج
Lebanon 24 طُرِدَت من إحدى القنوات بعد 20 عاماً من العمل.. مُذيعة لبنانيّة تبكي على الهواء: أندم على الزواج
06:00 | 2025-04-16 16/04/2025 06:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 صوت انفجار يُسمع في بيروت.. طائرة إسرائيلية تخرق جدار الصوت
Lebanon 24 صوت انفجار يُسمع في بيروت.. طائرة إسرائيلية تخرق جدار الصوت
13:18 | 2025-04-16 16/04/2025 01:18:35 Lebanon 24 Lebanon 24 بشأن تصحيح رواتب العسكريين... بيان توضيحيّ من وزير الماليّة
Lebanon 24 بشأن تصحيح رواتب العسكريين... بيان توضيحيّ من وزير الماليّة
05:25 | 2025-04-16 16/04/2025 05:25:49 Lebanon 24 Lebanon 24 أُصيب بشللٍ نصفيّ... يوسف الخال: لم أكن قادراً على المشي
Lebanon 24 أُصيب بشللٍ نصفيّ... يوسف الخال: لم أكن قادراً على المشي
09:31 | 2025-04-16 16/04/2025 09:31:38 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان
22:08 | 2025-04-16 القرار 1701 امام مجلس الوزراء اليوم وتهديد "حزب الله" بـ"قطع اليد" يتفاعل 22:09 | 2025-04-16 توتر دبلوماسي بين بيروت وبغداد.. ولبنان يتخذ القرار بتفكيك الجناح العسكري لـ"حماس" 22:11 | 2025-04-16 انسحاب "المستقبل" من الانتخابات البلدية يعرقل اللائحة الائتلافيّة 22:28 | 2025-04-16 تحضيرات سعودية لعقد قمة رئاسية رباعية 22:18 | 2025-04-16 حل أزمة الودائع يبدأ من السراي.. لا من واشنطن 22:15 | 2025-04-16 قرار نزع سلاح المخيمات الفلسطينية متّخذ... وهذه أسباب تأجيل التنفيذ فيديو ميقاتي: الحل للوضع في الجنوب بتشكيل لجنة أمنية قانونية لتثبيت اتفاق الهدنة ونقاط الحدود
Lebanon 24 ميقاتي: الحل للوضع في الجنوب بتشكيل لجنة أمنية قانونية لتثبيت اتفاق الهدنة ونقاط الحدود
01:00 | 2025-04-15 17/04/2025 05:38:32 Lebanon 24 Lebanon 24 نجا من الموت بأعجوبة.. إعلامي لبناني شهير يعترف بأنه كان سببًا في فقدان إنسانة حياتها (فيديو)
Lebanon 24 نجا من الموت بأعجوبة.. إعلامي لبناني شهير يعترف بأنه كان سببًا في فقدان إنسانة حياتها (فيديو)
04:17 | 2025-04-14 17/04/2025 05:38:32 Lebanon 24 Lebanon 24 جويس عقيقي تتمنى مُقابلة بشار الأسد لهذا السبب.. وهذا ما قالته عن ترك هشام حداد محطة الـ MTV (فيديو)
Lebanon 24 جويس عقيقي تتمنى مُقابلة بشار الأسد لهذا السبب.. وهذا ما قالته عن ترك هشام حداد محطة الـ MTV (فيديو)
01:42 | 2025-04-12 17/04/2025 05:38:32 Lebanon 24 Lebanon 24
Download our application
مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة
Download our application
Follow Us
Download our application
بريد إلكتروني غير صالح Softimpact
Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24