7 أيام متبقية.. وينتصر الحق
تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT
راشد بن حميد الراشدي
في مَلْحَمة خالدة سطَّرها أبطالُ غزة العزة مُنذ السابع من أكتوبر المنصرم، تتلألأ بَارِقَةُ انتصار الحق على الباطل، والنور على الظلام.
وفي كَوْن يملكه ويديره الله جل جلاله تتوالى الانتصارات تلو الانتصارات رغم الجراح والاستشهاد، تحت أنقاض الغزوِ البربريِّ الغاشم الذي بلغ من الفجور مبلغه؛ ففي كل يوم تلوح -ولله الحمد- بارقة الأمل بالنصر بفضل أفعال الشجعان والأحرار.
إنَّها مُعادلة حياة ليس للقوة والطاعون يد فيها إذا حَضَر الإيمان وتماسَكَتْ قُوَى الخير لانتشال أخيهم الإنسان من براثن ذِئَاب المكر والخداع والتضليل.
إنَّها لحظات الحسم بعد طغيانً مُدمِّر لكل شيء، فلقد انتفضت اليوم الأرض عن بكرة أبيها، وعرَّت غزة كلَّ جبان وخائن ومنافق، فها هي بواكير النصر القادم تلوح من بعيد بأفعال أحرار العالم أجمع.
مَحَاكم تُدين أفعال الكيان، وعلاقات تمَّ قطعُها، ومظاهرات عمَّت البلدان، مع ما نراه اليوم ويُثلج الصدر من احتجاجات واعتصامات في مختلف الجامعات، دعمًا لحُرية فلسطين ووقفاً الحرب على غزة.
"سبعة أيام مُتبقية لينتصر الحق".. هو شعار سيبقى للأبد، فهي أيام الأسبوع ستمضي، ويأتي أسبوع آخر بسبعة أيام حتى يتحقَّق النصر؛ فالنصر قادم لا محالة بإذن الله.
حقوق الإنسان، وحقوق المرأة، وحقوق الطفل، وحقوق الحيوان، والحرية والديمقراطية والشفافية...وغيرها من الشعارات الرنَّانة التي زُرِعت في أذهان الناس، عرَّتها غزة اليوم فسقطتْ كلُّ هذه الشعارات بهيئتها ومُؤسَّساتها، حتى الخيرية منها، وبان حقدُها وسوء فعلها، فلقد سقطت ادعاءات الأخلاق والمُثل التي تغنَّت بها كثير من الدول، فلم تعد تمثل سوى كيان واحد مُحتل، فهي في صفِّه رغم ما يفعل وفعل من جرائم إبادة بشرية ستعود عليهم وعلى بني صهيون أجمعين بالويل والدمار قريبا بإذن الله.
اليوم.. تنتصر غزة بأفعال الصالحين، وجهاد المرابطين الشجعان، وأحرار العالم، وسيخرج الحقُّ رغما عن أنوفهم؛ فسبعة أيام تفصِلُنا عن نصرٍ قادمٍ طال أمده؛ ونصر الله قريب وستكون النهاية لعدو مُعتدٍ على يد شُجعان أحرار.
سبعة أيام بإذن الله والنصر سيرفرف علمه بين الخلائق، فلقد تبيَّن الحق وزهق الباطل، بعدما ضاقت الأرض بما رحبت من قتل وتنكيل وإبادة وسحق لكل شيء، وإنَّ غدا لناظره لقريب، فاللهم انصر إخواننا في فلسطين، وانصر الإسلام والمسلمين، ودمِّر أعداء الدين يا رب العالمين، فلقد اقترب الوعد الحق على الظالمين، فلا غالب اليوم سوى الله.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
على هامش الندوة الدولية للإفتاء.. الهباش: ماضون في دفاعنا عن فلسطين ولن نستسلم
ألقى الدكتور محمود صدقي الهباش، قاضي قضاة فلسطين، مستشار الرئيس الفلسطيني، في افتتاح أعمال الندوة الدولية الأولى التي نظَّمتها دار الإفتاء المصرية، كلمةً بارزة عبَّر فيها عن تقديره لجهود دار الإفتاء في جمع العلماء والمفكرين لمناقشة قضايا الأمة الإسلامية، معربًا عن شُكره العميق لفضيلة الأستاذ الدكتور نظير عيَّاد، مفتي الجمهورية، على تنظيم هذه الفعالية التي تفتح الأُفق للتشاور حول ما يُصلح حال الأمة. كما وجَّه تحياته للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مشيدًا برعايته لهذه الندوة التي تساهم في تعزيز التعاون بين الدول الإسلامية ودعم القضايا المصيرية للأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
ونقل الدكتور الهبَّاش في كلمته شكرَ الشعب الفلسطيني وقيادته لمصر، لما تقدِّمه من دعمٍ مستمر وثابت للقضية الفلسطينية، سواء من خلال مواقفها السياسية الثابتة أو من خلال دعمها الشعبي والعلمي، مؤكدًا أن مصر تمثل صمام الأمان لفلسطين ولقدسها ومقدساتها. وقال: "إن دعم مصر لفلسطين وحمايتها من التهجير والعدوان، هو مصدر قوة وصمود لنا في وجه المحاولات المستمرة لتدمير ما تبقى من هويتنا الوطنية والدينية."
وواصل الهباش حديثه عن التحديات الكبيرة التي تواجه الأمة الإسلامية في الوقت الراهن، مستعرضًا وضع المنطقة العربية التي تشهد صراعاتٍ مستمرةً، والتهديدات التي تواجه الشعب الفلسطيني. وذكَّر الحضورَ بحديثين نبويين شريفين يقدمان وصفًا دقيقًا لواقع الأمة الإسلامية، الأول، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها"، مبيِّنًا التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية في ظل الانقسامات والتدخلات الأجنبية في شؤونها. أما الحديث الثاني فكان عن فقدان العلم، حين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا، ولكن يقبضه بقبض العلماء." مستعرضًا بذلك أهمية دَور العلماء في حفظ القيم والثوابت الإسلامية في وجه محاولات تحريف الوعي.
وأشار الهباش إلى أن الشعب الفلسطيني يتعرض لمحاولات مستمرة لانتزاع هويته وحقوقه من خلال الاحتلال الصهيوني الذي يسعى إلى محو الوعي الفلسطيني وإجبار الشعب على الاستسلام. وقال: "إن الاحتلال يسعى من خلال قتل الأطفال، وتدمير المساجد والمستشفيات، وتخريب المنشآت، إلى زرع الإحباط في نفوس الفلسطينيين ودفعهم إلى الاستسلام. لكنهم، رغم كل ما يمارس عليهم من ظلم، لن ينكسروا ولن يتخلوا عن أرضهم."
وأكد الهباش أن الشعب الفلسطيني، كما هو الحال مع الأجيال السابقة، سيظل متمسكًا بأرضه ولن يغادرها، وأنه سيظل يدافع عن المقدسات الإسلامية، وعلى رأسها المسجد الأقصى، قائلًا: "كما بقي التين والزيتون في أرضنا، سيظل المسجد الأقصى حاملًا لآمالنا، وسننتصر في النهاية، إن شاء الله."
وفيما يتعلق بالتهديدات التي يواجهها الشعب الفلسطيني من جانب الكيان الصهيوني، أشار الهباش إلى تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي قال فيها إن "إسرائيل" يجب أن تبقى قائمة لـ 100 عام، مضيفًا: "لكن هذا الأمل الذي يراوده بعيد المنال، لأن وعد الله في سورة الإسراء حاسم وواضح: {إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا} [الإسراء: 108]، وكل ما يفعله الاحتلال لن يغير من هذه الحقيقة".
وأكمل الهباش متحدثًا عن التحدي الثاني الذي يواجهه الشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية، وهو التحدي الداخلي المتعلق بالوعي، حيث أشار إلى محاولات الاحتلال الصهيوني لتغيير وعي الأجيال الفلسطينية، وزرع أفكار تدفع إلى الاستسلام وإضعاف الهوية الوطنية. وأوضح أن هناك جهودًا مكثفة من قِبل بعض القوى الخارجية لاستغلال الفكر الإسلامي وتحريفه لصالح مصالح الاحتلال، من خلال حملات إعلامية وفكرية تسعى إلى غزو العقول وتضليل الشباب العربي والفلسطيني، وخلق حالة من الإحباط والتنازل عن الحقوق. وقال: "إن محاولات تغيير الوعي الفلسطيني تندرج ضمن مخطط استعماري طويل الأمد يهدف إلى تدمير فكرة المقاومة والتمسك بالأرض."
وأكد الهباش أنَّ هذه المحاولات يجب أن تواجَه بتعزيز الوعي الديني والسياسي، وتربية الأجيال القادمة على فهم تاريخهم ومقدساتهم، وعلى أن فلسطين ستظل قلب العالم العربي والإسلامي، وأن الطريق الوحيد هو المقاومة والصمود في وجه كل محاولات الاحتلال وأعوانه.
وفي ختام كلمته، أكد الهباش أن الشعب الفلسطيني ماضٍ في نضاله ولن ينهزم، مشيرًا إلى أن الشعب الفلسطيني لا يترقب إلا وعد الله بالنصر، مؤكدًا: "نحن ماضون في دربنا، ولن ننهزم، وسنبقى على عهدنا بالدفاع عن أرضنا ومقدساتنا. وإننا ننتظر وعد الله في النصر القريب، حيث سيكون المسجد الأقصى مسرحًا لصلاة المسلمين بأمان، وسنصلي في المسجد الإبراهيمي في الخليل، بإذن الله، لنحقق وعده سبحانه."
وتوجه الدكتور الهباش بالدعاء إلى الله أن يكتب لفلسطين النصر القريب، وأن يعيد للأمة الإسلامية عزتها وكرامتها، وأن يتمكن المسلمين من أداء صلواتهم في المسجد الأقصى الشريف، وفي المسجد الإبراهيمي في الخليل.
اقرأ أيضاًدار الإفتاء تطلق ندوتها الدولية الأولى بعنوان «الفتوى وتحقيق الأمن الفكري»
دار الإفتاء المصرية تُنهي استعداداتها لندوتها الدولية الأولى «الفتوى وتحقيق الأمن الفكري»
ضمن حملة «بداية جديدة لبناء الإنسان».. 6 رسائل من دار الإفتاء للتنمية الذاتية والروحية