دور المؤسسات في تجويد العمل الزكوي
تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT
مُحمَّد بن حمد البادي *
أوضحنا في المقالين السابقين: "وآتوا الزكاة" و"الزكاة والصدقة وجهان لعملة واحدة"، الدورَ الكبيرَ للزكاة -الرُّكن الثالث من أركان ديننا الحنيف- في إطار التنمية الاجتماعية، واليوم نتناول موضوعًا لا يقل أهمية عن سابقيه؛ ألا وهو: "دور المؤسسات في تجويد العمل الزكوي".
إنَّ رفع كفاءة الإنفاق الزكوي والخيري، وتعظيم القيمة المضافة لفريضة الزكاة في المجتمع، وفق الضوابط الشرعية، يُوْجِب علينا السَّعي الجاد نحو رفع واستدامة الموارد الزكوية؛ وتفعيل أدوار المجتمع ومؤسساته المختلفة؛ كلٌّ في مجاله، ومد جسور التواصل الفعال بين دائرة الزكاة والمجتمع، وتسويق العمل الخيري بصور إبداعية؛ بما يضمن لنا تحقيق الآثار الإيجابية للزكاة في المجتمع بصورتها المثالية.
ومن أجل ذلك، يجب أن تتضمَّن الخطط السنوية لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية بالسلطنة -التي تضم في هيكلها التنظيمي دائرة الزكاة- السعيَ لإيجاد موارد مُتعددة للزكاة؛ بهدف مُضاعفة إيراداتها وفق رؤية شرعية واضحة، ويأتي ذلك من خلال عملية تنسيق متكاملة مع المؤسسات الأخرى في السلطنة لتسهيل امتلاك الأراضي والعقارات -على سبيل المثال- أو أوقاف مُخصَّصة لاستثمارات لجان الزكاة في كل ولايات ونيابات السلطنة، على أن يعود دخلها لمستحقي الزكاة في تلك الولاية أو النيابة، أو من أجل تمويل الفعاليات والأنشطة والبرامج المختلفة التي تقوم بها اللجان، أو للمصروفات الإدارية وفق الضوابط المقرَّرة باللائحة التنظيمية لدائرة الزكاة التابعة للوزارة؛ وهذا الأمر إنْ تحقَّق فهو بلا شك يصب في مصلحة تجويد العمل الزكوي، وبذلك تنعكس صورته البهية على التنمية المجتمعية.
وأيضًا ممَّا قد يُسهم بصورة فعّالة في تجويد العمل الزكوي؛ سعي وزارة الأوقاف والشؤون الدينية وبالتنسيق مع المؤسسات الأخرى بالسلطنة تخصيص مشاريع استثمارية للجان الزكاة في الولايات والنيابات؛ من أجل رفد الصندوق الزكوي وفق رؤى شرعية؛ لما لذلك من دور فعَّال في تحقيق الأهداف الشرعية للزكاة؛ والمقاصد الربانية لفرضيتها، والغايات السامية لتشريعها.
كما أنَّ مُؤسسات القطاع الخاص لا يجب أن تقف بمنأى عن خطط السلطنة في تجويد العمل الزكوي؛ فهناك بعض التوصيات والمقترحات -سواءً على المستوى الرسمي أو الشعبي- التي تنادي باقتطاع نسبة معلومة من المساهمة المجتمعية التي تخصِّصها مؤسسات القطاع الخاص لإنفاقها على المشاريع المجتمعية كأن تكون هذه النسبة 20% أو أقل أو أكثر من جملة مُخصَّصات المساهمة المجتمعية لتُوْدَع في حساب الصدقات التابع لدائرة الزكاة؛ من أجل إنفاقها كصدقات على المستحقين من الفقراء والمساكين والمحتاجين من أبناء هذا الوطن؛ الذي يعدُّ من صميم التنمية المجتمعية.
إنَّ هذه الأعمال التي تقوم بها دائرة الزكاة والأعمال التي تقوم بها الفرق الخيرية المنتشرة في ولايات ونيابات السلطنة كنهرين يسوقان خيرًا وفيرًا للمجتمع لتنميته، وسد بعض من مآرب الفقراء والمساكين والمحتاجين، يلتقيان أحيانًا كثيرة ويفترقان في بعض الأوقات.
ومن أجل تجويد العمل الزكوي، وتوحيدًا للرؤى، وتضافرًا للجهود، ولَملمة للأوراق المبعثرة؛ كان لِزَامًا علينا السعي بجدية لِتبنّي رؤية واضحة من أجل إنشاء هيئة عامة للزكاة لها استقلاليتها الاعتبارية، على أن تؤول إليها جميع المُخصَّصات والأصول والحقوق والالتزامات والموجودات الخاصة بدائرة الزكاة التي تقع ضمن الهيكل التنظيمي لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية.
وبما أنَّ الأهداف متكافئة؛ والرؤى متوافقة، فيجب كذلك أنْ تنضوي تحت مظلة الهيئة العامة للزكاة جميع الفرق الخيرية التي تعمل تحت إشراف وزارة التنمية الاجتماعية، على أن يكون لهذه الهيئة هيكل تنظيمي يُمكِّنها من تحقيق رسالتها، واختصاصات تتناسب مع أهداف التنمية المجتمعية.
ولنا في بعض الدول العربية والإسلامية التي سبقتنا في هذا المجال خير مثال، ولا يُمنع أن نستفيد من خبراتها في مجال العمل الزكوي؛ مثل: بيت الزكاة (هيئة حكومية مستقلة) في دولة الكويت، وهيئة الزكاة والضريبة والجمارك (زاتكا) في المملكة العربية السعودية، وصندوق الزكاة (هيئة اتحادية غير حكومية وغير ربحية) في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهيئة الزكاة الفلسطينية... وغيرها في كثير من الدول الإسلامية.
* عضو لجنة الزكاة بولاية صحم
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
رضا المستفيدين بالشرقية يقيس أثر تجويد خدمات "المنافذ الحدودية"
يواصل مشروع قياس وتحقيق رضا المستفيدين من خدمات الأجهزة الحكومية والعامة بالمنطقة الشرقية، أسبوعه الثالث على التوالي في قياس "أثر" توصيات القياس السابق، الذي نفذه المشروع "للمنافذ الحدودية" بمدن ومحافظات المنطقة الشرقية، وذلك إنفاذًا لتوجيهات سمو أمير المنطقة الشرقية رئيس مجلس إدارة المشروع، وسمو نائب أمير المنطقة الشرقية نائب رئيس مجلس إدارة المشروع.
وأوضح صاحب السمو الأمير فهد بن عبدالله بن جلوي رئيس اللجنة التنفيذية للمشروع، أن القياس يتم من خلال عمليات المسح الميداني التي يقوم بها 12 باحثًا من ممثلي إمارة المنطقة ومحافظاتها وعلى مدى شهر، بعد أن تم تدريبهم من قبل المشروع، في إجراء المقابلات الميدانية مع المستفيدين والمستفيدات من مستوى الخدمات التي تقدمها المنافذ الحدودية بالمنطقة، وذلك وجهًا لوجه باختيار المجيبين بشكل عشوائي وتعبئة الاستبانات بنسختيها (العربية و الإنجليزية) آليًا عبر أجهزة لوحية في ظرف لا يتجاوز أكثر من ثلاث دقائق لكل مستفيد.مسح ميداني
أخبار متعلقة طقس المنطقة الشرقية.. رياح شديدة وأتربة مثارة خلال ساعات المساءبمناسبة زيارته.. نائب أمير الشرقية يقيم مأدبة غداء لأهالي القطيفولفت سموه إلى أن عمليات المسح الميداني تستهدف قياس خدمات منفذ مطار الملك فهد الدولي، ومنفذ جسر الملك فهد، ومنفذ سلوى، ومنفذ البطحاء، ومنفذ الرقعي، وصولًا لمنفذ الخفجي، ليتيح بعد ذلك لفريق الدعم الاستشاري بدراسة الاستبانات بعد تفريغها وتحليلها وإعداد تقرير مفصل بعد العرض على اللجنة التنفيذية للمشروع.
ويتضمن الكشف عن جوانب مواطن القوة لتعزيزها وفرص التحسين للاستفادة منها في تطوير أساليب تقديم الخدمة، إلى جانب تقديم المشروع الدعم الاستشاري والتدريب وأعمال القياس وإعادة قياس الأثر لتلك الجهات، للعمل على تحفيز الأجهزة الحكومية والعامة لبذل المزيد من العطاء والجهد في تجويد خدماتها.محاور رئيسية
أشار سموه إلى أن استبانة قياس رضا المستفيدين من خدمات المنافذ الحدودية بالمنطقة الشرقية تشتمل على خمسة محاور رئيسية ينبثق منها 20 سؤلًا تتمثل في قياس؛ محور جودة الخدمات، والإجراءات والوقت المستغرق للحصول على الخدمة، وأداء الموظفين، ومحور العناية بالمستفيدين، إضافةً إلى محور الرضا العام.