أشار تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، إلى أن مصير محادثات وقف إطلاق النار في قطاع غزة بات معتمدا على اثنين من "الصقور" هما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وزعيم حركة حماس يحيى السنوار.
وأوضحت الصحيفة أن حسابات الرجلين لا تتركان مجالا كبيرا للتسوية، وتشكلان تحديا لجهود الرئيس الأميركي جو بايدن والوسطاء الآخرين في الوصول لوقف إطلاق نار وتحرير المحتجزين في غزة.
يواجه نتانياهو انتقادات داخلية قوية بسبب الإخفاق الأمني والاستخباراتي في هجوم السابع من أكتوبر، بجانب ضغوط دولية أخرى، وبحسب "وول ستريت جورنال" فهو يشعر حاليا بالقلق بسبب التقارير عن احتمالية توجيه المحكمة الجنائية الدولية اتهامات له بارتكاب جرائم حرب في غزة، كما أن وقف القتال سوف يكون مخاطرة بالنسبة له قد تدفعه إلى التنحي عن السلطة.
أما السنوار، فبحسب ما ذكر مفاوضون عرب يتعاملون معه للصحيفة، فإنه يعتقد أن بإمكانه الصمود، حتى لو شنت إسرائيل هجوما على مدينة رفح جنوبي القطاع.
كما أنه يواجه احتمالية توجيه لائحة اتهام بحقه أيضًا من الجنائية الدولية، وقال الوسطاء المشاركون في المحادثات الرامية لوقف إطلاق النار، إن هدف السنوار الأساسي هو إطلاق سراح المئات أو الآلاف من السجناء الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية مقابل إطلاق سراح المحتجزين وإنهاء الحرب وضمان بقاء حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى) في السلطة.
وأشار التقرير إلى أن السنوار من المتوقع ألا يقبل بأي اتفاق لا يشمل مسارا موثوقا لإنهاء الحرب.
كما أضافت الصحيفة أن "تصلّب" الرجلين لم يترك لهما مجالا كبيرا للوصول إلى حل وسط بشأن إنهاء الحرب، وهو ما يمثل تحديا لبايدن الذي تعمل إدارته على تحرير المختطفين وتأمين وقف إطلاق النار.
ووصل وفد من حركة حماس الفلسطينية إلى مصر، السبت، لمواصلة المباحثات بشأن اتفاق هدنة مع إسرائيل، حسب ما أكدت قناة القاهرة الإخبارية.
وأفادت القناة، نقلا عن مصدر مصري رفيع المستوى، عن "تقدم ملحوظ تشهده المفاوضات"، مشيرة إلى أن الوفد الأمني المصري الذي يتولى التفاوض "وصل إلى صيغة توافقية حول الكثير من نقاط الخلاف".
وكانت حركة حماس، قد قالت، الجمعة، إنها تؤكد على "الروح الإيجابية التي تعاملت بها عند دراستها مقترح وقف إطلاق النار"، وإنها "ستتوجه إلى القاهرة بالروح نفسها" للتوصل إلى اتفاق.
والمحادثات الرامية إلى وقف إطلاق النار مستمرة منذ أشهر دون تحقيق انفراجة كبيرة، في حين تقول إسرائيل إنها عازمة على القضاء على حركة حماس، بينما تقول الأخيرة إنها تريد وقفا دائما لإطلاق النار وانسحابا إسرائيليا كاملا من غزة.
وبحسب "وول ستريت جورنال"، فإن الوسطاء الذين يشاركون في المفاوضات يقولون إن التعامل مع نتانياهو والسنوار مسألة صعبة، حيث يرغب رئيس الحكومة الإسرائيلي في تمديد فترة حكمه، وهو الشخصية المثيرة للاستقطاب الذي يواجه اتهامات بالفساد.
وقال الدبلوماسي الإسرائيلي السابق، ألون بنكاس، إن نتانياهو "لديه هدف واحد فقط وهو البقاء السياسي، وهذا ما يملي عليه كل شيء، ما يعني أنه لن يكون هناك اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن لو تُركت المسألة تحت تصرفه".
كما أشار محللون إلى أن السنوار الذي صمد رغم العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة "من المرجح أنه وحركته قادرون على الصمود لأشهر وحتى لسنوات من الصراع".
وقال الزميل البارز بمؤسسة كارنيغي للسلام، آرون ديفيد ميلر: "الوقت والأنفاق والرهائن يمنحون السنوار شعورا بأنه ليس مضطرا" إلى عقد صفقة.
وبحسب ما نقلته الصحيفة الأميركية عن وسطاء عرب يتعاملون مع حماس، فإن السنوار يعتقد أنه انتصر في الحرب بالفعل سواء نجا منها أم لا، وذلك بسبب "تسليط الضوء على معاناة الفلسطينيين وجعل الصراع في مقدمة الاهتمامات العالمية".
وأشار الوسطاء إلى أن هدف السنوار على المدى الطويل هو رفع الحصار عن قطاع غزة وإنهاء الضغط العسكري الإسرائيلي على حماس وضمان بقاء الحركة.
وبدأت الحرب بعدما شنت حركة حماس هجوما على إسرائيل في السابع من أكتوبر قتلت خلاله نحو 1200 شخص، معظمهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، واحتجزت 253 رهينة، وفقا للإحصائيات الإسرائيلية.
في المقابل، قالت وزارة الصحة في غزة إن نحو 35 ألف فلسطيني قتلوا، أغلبهم من النساء والأطفال، جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: وقف إطلاق النار لوقف إطلاق إطلاق سراح حرکة حماس إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
حماس توافق على مقترح مصري لوقف إطلاق النار.. وإسرائيل ترد بآخر مضاد
كشفت شبكة "سي إن إن" الأمريكية أن حركة حماس وافقت على مقترح مصري جديد ينص على إطلاق سراح خمسة رهائن، بينهم الأمريكي-الإسرائيلي "إيدان ألكسندر"، مقابل تجديد وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ونقلت الشبكة عن مصدر في الحركة أن حماس تتوقع العودة إلى المرحلة الأولى من اتفاق التهدئة، التي تتضمن إدخال مساعدات إنسانية إلى القطاع، والتوصل إلى اتفاق بشأن بدء مفاوضات المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار.
وأكد القيادي في حماس، خليل الحية، في خطاب تليفزيوني اليوم، أن الحركة تفاعلت بشكل "إيجابي" مع مسودة الاتفاق التي قدمها الوسطاء المصريون، وقبلت شروطه. وأضاف أن حماس "التزمت بالكامل" بالاتفاق الأول، معربًا عن أمله في ألا تعطل إسرائيل هذا المقترح.
وأوضحت "سي إن إن" أن المقترح المصري يشبه مقترحًا قدّمه قبل أسابيع المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، لكن لم يتضح ما إذا كان يتضمن تسليم جثامين رهائن متوفين.
وفي المقابل، ردت إسرائيل على العرض المصري بمقترح مضاد، وفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي أجرى مشاورات مكثفة قبل إرسال الرد للوسطاء، بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة.
وقال مسؤول إسرائيلي رفيع للشبكة إن تل أبيب تطالب بالإفراج عن 11 رهينة على قيد الحياة، بالإضافة إلى نصف الرهائن القتلى، مقابل وقف إطلاق نار لمدة 40 يومًا.
وتشير التقديرات إلى أن هناك 24 رهينة ما زالوا أحياء في غزة، بينما تحتفظ حماس بجثامين 35 رهينة آخرين، وسط استمرار المساعي الدولية للتوصل إلى اتفاق يضمن إطلاق سراح الأسرى ووقف العمليات العسكرية في القطاع.