الأربعاء الماضى أعلن وزير الخارجية التركى «هاكان فيدان» عن أن تركيا قررت الانضمام إلى جنوب أفريقيا فى القضية التى رفعتها على إسرائيل بمحكمة العدل الدولية فى معرض اتهامها بارتكاب الإبادة الجماعية فى قطاع غزة، مشددًا على مواصلة تركيا دعمها الشعب الفلسطينى فى جميع الظروف.
وكانت جنوب أفريقيا قد اتهمت إسرائيل بانتهاك اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، وأكدت أن ما قامت به حماس فى السابع من أكتوبر الماضى لا يبرر ما ترتكبه إسرائيل اليوم فى غزة من جرائم.
تعد كل من جنوب أفريقيا وإسرائيل من الدول الموقعة على اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية الصادرة فى عام 1948. ولقد حذت بولندا اليوم حذو جنوب أفريقيا فيما تبنته ضد إسرائيل واتهمتها بارتكاب جرائم الإبادة الجماعية. وكانت نيكاراجوا قد أعلنت انضمامها لجنوب أفريقيا فى دعواها ضد إسرائيل بارتكاب هذا الجرم، وتوضيح أن القرار المتخذ ينبع من الطابع العالمى لإدانة الإبادة الجماعية، بالإضافة إلى العمل والتعاون من أجل تحرير البشرية من آفة بغيضة كهذه.
كانت جنوب أفريقيا ومن تبعها على حق فى الموقف الذى قاموا باتباعه عندما اتهموا دولة الاحتلال بارتكاب الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين. وجاء هذا فى أعقاب استهداف إسرائيل لقطاع غزة ليسفر ذلك على تدمير أحياء بأكملها، ولينعكس ذلك بالسلب على الفلسطينيين البالغ عددهم نحو المليونين ونصف المليون تقريبًا، وهو ما خلف أزمة إنسانية كارثية. الجدير بالذكر أن اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الإبادة الجماعية ونظام روما الأساسى للمحكمة الجنائية الدولية يعرف الإبادة الجماعية بأنها أفعال ترتكب بقصد التدمير كليًا أو جزئيًا لمجموعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية.
لقد حذر خبراء قانونيون ومسئولون فى الأمم المتحدة ومئات الباحثين من أن تكون إسرائيل قد ارتكبت إبادة جماعية ضد الفلسطينيين بالفعل، ولهذا بادر وزير خارجية تركيا فأعلن انضمام أنقرة للدعوى التى رفعتها جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية تتهم فيها إسرائيل بارتكاب الابادة الجماعية. وقال الوزير التركي: (إن إسرائيل تواصل جرائمها بحق الشعب الفلسطينى، وعلى المجتمع الدولى إيقاف هذه الجرائم)، وأردف قائلًا: (إن إقامة دولة فلسطينية وحل الدولتين أمران أساسيان أكدت عليهما تركيا مع قادة دول الغرب، ولهذا أصبحت بعض الدول الغربية تعترف اليوم بأن حل الدولتين بات أمرًا لا مناص منه ).
كانت جنوب أفريقيا قد رفعت فى التاسع والعشرين من ديسمبر الماضى دعوى أمام محكمة العدل الدولية تتهم فيها إسرائيل بارتكاب جرائم الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين فى قطاع غزة. وفى يناير الماضى وبعد عدة جلسات أمرت المحكمة إسرائيل باتخاذ كل ما فى وسعها من إجراءات لمنع قواتها من ارتكاب أعمال إبادة جماعية، ولكن ورغم قرار المحكمة واصلت إسرائيل عملياتها الإجرامية والتى خلفت حتى اليوم نحو 35 ألف قتيل فلسطينى وجرح 80 ألفًا، بالإضافة إلى آلاف المفقودين. واليوم نتساءل: هل يمكن لإسرائيل أن ترتدع وتتوقف عن ارتكاب جرائمها؟. بالطبع لا، فقد جبلت على ارتكاب الإبادة، وغرقت فى بحور الإثم والعدوان.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: سناء السعيد قطاع غزة هاكان فيدان القضية وزير الخارجية التركي الإبادة الجماعیة جنوب أفریقیا
إقرأ أيضاً:
واشنطن بوست: على أميركا التحرك لوقف الإبادة الجماعية في السودان
حذرت صحيفة واشنطن بوست -في افتتاحية لها- من تكرار تقاعس الولايات المتحدة عن التحرك في وجه الفظائع الجماعية، كما حدث قبل 50 عاما عندما تجاهلت الإبادة الجماعية التي ارتكبها "الخمير الحمر" في كمبوديا.
ودعت الصحيفة إلى التحرك الفوري والفاعل لوقف المأساة الإنسانية الجارية في السودان، التي وصفتها بأنها الأسوأ في العالم حاليا.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مستوطن سابق يشرح أسباب رفضه الخدمة في الجيش الإسرائيليlist 2 of 2كاتب أميركي: روسيا تتفوق على الغرب بالمعركة الإعلامية في أفريقياend of listوأوضحت أنه يوم 15 أبريل/نيسان، دخلت الحرب الأهلية السودانية عامها الثالث، حيث خلّفت حتى الآن نحو 150 ألف قتيل وأكثر من 12 مليون نازح.
ولفتت الانتباه إلى أن وزارة الخارجية الأميركية كانت قد أعلنت رسميا أن ما يحدث في إقليم دارفور يشكل إبادة جماعية، في ضوء عمليات القتل الممنهج والعنف الجنسي ضد جماعة قبيلة المساليت في غرب دارفور
وأضافت أن الوزارة قد حددت قوات الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، بأنها مرتكبة لهذه الفظائع، مؤكدة ما سبق أن أعلنته إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن.
إعلانوترى الصحيفة أن إعلان وجود إبادة جماعية ليس كافيا، بل ينبغي اتخاذ خطوات عاجلة على الأرض. وتُشير إلى التشابه المقلق بين الوضع الحالي في السودان والصمت الدولي الذي رافق مجازر كمبوديا في السبعينيات.
وقالت إن الولايات المتحدة تجاهلت آنذاك تقارير تؤكد الإعدامات الجماعية في كمبوديا، رغم توفر الأدلة، وذلك بسبب انسحاب القوات الأميركية المحرج من فيتنام.
تهديد وحدة السودانواليوم، تقول واشنطن بوست إن المأساة تتكرر في السودان نتيجة الصراع على السلطة. وبينما استعاد الجيش السوداني السيطرة على الخرطوم مؤخرا، أقام حميدتي معقلا في الغرب وأعلن حكومة موازية، مما يهدد بتقسيم البلاد ويزيد من عمليات القتل العرقي.
وتوضح الافتتاحية أن تعقيد الصراع السوداني يعود إلى تشابك المصالح الإقليمية، ورغم هذا التعقيد، فإن الصحيفة تحذر من أن تجاهل المأساة سيكون خطأً أخلاقيا وإستراتيجيا.
ما يجب أن يفعله ترامب
وتقترح الصحيفة أن تتجنب واشنطن التدخل العسكري المباشر، لكنها تستطيع الضغط دبلوماسيا من خلال وقف مبيعات الأسلحة للداعمين الإقليميين لحميدتي، وفرض عقوبات، وتعيين مبعوث خاص لتحريك جهود السلام.
وتختم الصحيفة بأن على الرئيس الأميركي دونالد ترامب الساعي إلى ترسيخ صورته بوصفه صانع سلام أن يجعل السودان أولوية. فبمساعدة جهود إنهاء الحرب، يمكنه المساهمة في وقف الإبادة الجماعية وتخفيف معاناة ملايين السودانيين.