جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-05@17:03:44 GMT

قبل تطبيق ضريبة الدخل على الأفراد

تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT

قبل تطبيق ضريبة الدخل على الأفراد

 

 

خلفان الطوقي

تُشِيرُ المُؤشِّرات إلى أنَّ مبادرة تطبيق ضريبة الدخل على الأفراد سوف يتمُّ تطبيقها في المستقبل القريب، خاصة وأنَّها -كما يُتداول- وَصَلت إلى الدورة التشريعية في مجلسيْ الشورى والدولة. وعليه، فمن المتوقع تطبيق القرار في بداية العام 2025.

وقد تطرقتُ في مقالات ومُداخلات عديدة إلى الآثار السلبية، والتوقيت غير المناسب، والمعطيات الخاصة في عُمان التي تُضَاعِف من هذه الآثار، لكن يبدو أنَّ للحكومة رأيًا آخر، وربما تنظُر للموضوع من مناظير أخرى، وضرورة التعاطي الإيجابي وتبادل الآراء والأفكار مع هذا الموضوع من الجميع -حكومة وأفرادًا- هو لأجل مصلحة عُمان وأهلها والمقيمين فيها لا أكثر ولا أقل.

وعليه، ومن هذا المنطلق، نكتب لإيصال وجهات نظرنا للحكومة، فقبل تطبيق هذه الضريبة التي تُعتبر الأولى بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومن القلة القليلة بين دول الوطن العربي، نتمنَّى مراعاة ما يلي:

- ردة الفعل: فإذا كان القرار الحكومي ناتجا عن ردة فعل نتيجة مطالبات بعض المغرِّدين ونشطاء ساحات التواصل؛ فمن الأفضل تأجيل تطبيقها أو إلغاؤها تماما.

- الثقة الكاملة: بمعنى إنْ كان الاستشاري الدولي يُوْصِي بتطبيق هذه الضريبة؛ فذلك لا يعنى تطبيق ما يقول، بل من الأفضل -ولا مانع من- دراسة مُتعمِّقة بما ينقض استشارتهم من الخبراء المحليين الذين تهمُّهم مصلحة عُمان اليوم وغدًا، فمعلوم أن الاستشاري الدولي مُوجَّه ومُنحَاز في أحيان كثيرة، مع كامل احترامي وتقديري للجهات المستقلة.

- الخصوصية العُمانية: فعُمان حالها حال أي دولة، لديها مُعطيات معينة؛ فهل تمَّ دراسة هذه المعطيات بشكل دقيق؟ على سبيل المثال من حيث: مَنْ المستهدفون؟ وكيفية الوصول إليهم؟ وكيف ستكون ردَّات فعلهم؟ وهل أعدادهم مُجدية؟ وغيرها من الأسئلة الكثيرة الموضوعية.

- الاستهداف: إذا كان الهدف هو استهداف أصحاب الدخول العالية؛ فلابد من توقُّع أن من يتم استهدفه لن يقفوا مكتوفي الأيدي، بل سوف يجدوا طرقًا كثيرة للتهرُّب والاختفاء، ولنا فيمن طبَّق هذه الضريبة دروس وعبر.

- العائد والأثر: على الحكومة وباقي المُشرِّعين طرح سؤال جوهري؛ وهو: هل العائد والأثر من تطبيق الضريبة مُجدٍ وإيجابي؟ أو أنَّ الآثار السلبية هي أكثر بكثير؟ وهل تطبيق هذه الضريبة سوف يجعلنا في وضع تنافسي، أو أنه سوف يهرِّب المستثمر المحلي والأجنبي؟ لذلك من المهم الإجابة عن هذه الأسئلة بحياد وواقعية، والنظر إلى مصلحة عُمان العليا أولا وأخيرا دون تحيُّز.

- المنافع: المستهدفون من ضريبة الدخل على الأفراد سوف يتساءلون عن فوائد دفعهم لهذه الضريبة؟ وهل هناك منافع سوف يجنونها مقابل ما يدفعونه؟ فهل الحكومة لديها ما تجيب به؟

- المُطالبات: سقف مطالبات المستهدفين سياسيًّا واقتصاديًّا سوف يرتفع؛ فعُمان ودول الخليج لا تزال دولًا ريعية، أما الدول الأخرى التي تُطبِّق ضريبة الدخل على الأفراد فتطبِّق مبدأ "الضرائب مقابل التمثيل السياسي والمساءلة"، فهل نحن مستعدون لذلك؟

- الشفافية والعدالة: هل التطبيق سوف يكون على الجميع وبشفافية مطلقة وعدالة كاملة، أو أن هناك استثناءات للبعض. وعليه، فلابد للحكومة أن تُقنع المستهدفون بذلك أولًا.

- التوقيت: هل توقيت تطبيق الضريبة الآن مناسب؟ وهل الحكومة -لهذه الدرجة- في عجلة من أمرها؟ خاصة وأنَّ كثيرًا من شركات القطاع الخاص -بأحجامها وقطاعاتها كافة- لم تخرج بعد من آثار تذبذب أسعار النفط منذ العام 2015، ومن جائحة "كوفيد 19"، ويمكن التأكد من ذلك بالحقائق والأرقام من الجهات المختصة كالبنك المركزي العُماني ومركز الإحصاء والمعلومات والمجلس الأعلى للقضاء...وغيرها من الجهات الحكومية المعنية!!

وأخيرًا.. وفي كل الاحوال، طُبِّقت الضريبة أو لم تُطبَّق، أو عند تطبيق أي قرار سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي أو أمني في المستقبل، نتمنَّى مُراعاة مصلحة عُمان وأهلها والمقيمين على أرضها، واقتصادها، وأن تكون المصلحة العُليا هي الفيصل.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

العنف الأسري: تحدي مستمر يتطلب حلولًا جماعية

العنف الأسري يمثل مشكلة عميقة ومعقدة تؤثر في حياة الأفراد والمجتمعات بشكل مباشر. 

فهو لا يقتصر على إلحاق الأذى الجسدي بالضحايا، بل يشمل أيضًا الضرر النفسي والاجتماعي الذي يترك آثارًا سلبية تمتد لسنوات طويلة. 

في حين أن العنف الأسري قد يكون ظاهرة قديمة في بعض المجتمعات، إلا أن تأثيراته الحالية على الأفراد والمجتمعات تجعلنا نواجه ضرورة معالجته من خلال حلول مستدامة.

تعريف العنف الأسري

العنف الأسري هو استخدام القوة أو السيطرة من قبل أحد أفراد الأسرة ضد آخر بهدف إلحاق الأذى الجسدي أو النفسي أو الجنسي أو الاقتصادي.

العنف الأسري: تحدي مستمر يتطلب حلولًا جماعية

 ويشمل هذا النوع من العنف كل من الزوج ضد الزوجة، والوالدين ضد الأطفال، وأحيانًا كبار السن ضد أبنائهم.

 من المؤسف أن العنف الأسري لا يحدث في مكان معزول، بل هو جزء من واقع الحياة اليومية لكثير من الأفراد الذين يعانون في صمت.

أشكال العنف الأسري

1. العنف الجسدي: يشمل الضرب، الركل، أو أي شكل من أشكال الإيذاء البدني باستخدام اليد أو الأدوات.


2. العنف النفسي والعاطفي: يتضمن إهانة الشخص، توجيه الشتائم له، التهديدات المستمرة، تجنب الحوار، وخلق بيئة مليئة بالخوف.


3. العنف الجنسي: يتضمن أي نوع من أنواع الاعتداء الجنسي داخل الأسرة، مثل الاغتصاب الزوجي أو التحرش الجنسي.


4. العنف الاقتصادي: يتعلق بالتحكم في أموال الأسرة ومواردها المالية، مما يمنع الشخص المعتدى عليه من الحصول على احتياجاته الأساسية أو اتخاذ قرارات مالية بشكل مستقل.

العنف اللفظي: كلمات تجرح أكثر من السيوف أسباب العنف الأسري

1. الضغوط الاقتصادية: التوترات الناتجة عن الظروف الاقتصادية الصعبة مثل البطالة أو الديون قد تؤدي إلى تفجر العنف داخل الأسرة.

 عندما يشعر الفرد بالعجز المالي، قد يتخذ العنف وسيلة للتنفيس عن غضبه.


2. الاعتداءات السابقة: الأفراد الذين نشأوا في بيئات مليئة بالعنف قد يتعرضون لتكرار نفس الأنماط السلوكية في علاقاتهم المستقبلية، سواء كانوا ضحايا أو معتدين.


3. الافتقار إلى مهارات التواصل: غياب مهارات حل النزاعات السلمية والتواصل الفعّال قد يؤدي إلى تصعيد الخلافات إلى عنف. 

في بعض الحالات، لا يعرف الأفراد كيف يعبّرون عن مشاعرهم أو احتياجاتهم بشكل غير مؤذي.


4. الإدمان: الأشخاص الذين يعانون من إدمان الكحول أو المخدرات قد يصبحون أكثر عرضة لممارسة العنف بسبب تأثير المواد المخدرة على قدرتهم في التحكم في تصرفاتهم.


5. التصورات الثقافية الخاطئة: في بعض المجتمعات، يُنظر إلى العنف كأسلوب لتعليم الأفراد أو كوسيلة للسيطرة على الآخرين. هذه التصورات قد تعزز من استمرارية العنف الأسري عبر الأجيال.

العنف اللفظي: كلمات تجرح أكثر من السيوف آثار العنف الأسري

على الضحية:

النفسية: الضحايا يعانون من اضطرابات مثل القلق، الاكتئاب، وصدمات نفسية طويلة الأمد، بالإضافة إلى تدني مستوى الثقة بالنفس.

الجسدية: الإصابات الجسدية التي قد تكون مؤقتة أو دائمة، تشمل الكدمات، الكسور، أو حتى الإصابات التي قد تؤدي إلى الوفاة.

الاجتماعية: الضحايا غالبًا ما يعانون من العزلة الاجتماعية، ويصبحون خائفين من الحديث عن تجربتهم خوفًا من العقاب أو اللوم.


على الأسرة:

تدمير الروابط الأسرية: العنف يقوض الثقة والاحترام بين أفراد الأسرة، مما يؤدي إلى تفكك العلاقة بين الزوجين أو بين الوالدين والأطفال.

تأثيرات سلبية على الأطفال: الأطفال الذين يشهدون العنف الأسري قد يتعرضون للتأثيرات النفسية والاجتماعية التي قد تستمر طوال حياتهم. قد يكتسبون سلوكيات عنيفة ويكررون نفس الأنماط في علاقاتهم المستقبلية.


على المجتمع:

ارتفاع معدلات الجريمة: العنف الأسري قد يساهم في زيادة السلوكيات الإجرامية في المجتمع، إذ قد يلجأ الأفراد الذين نشأوا في بيئات عنيفة إلى ارتكاب الجرائم.

الضغط على النظام الصحي والقضائي: العلاج الطبي للضحايا، والإجراءات القانونية لمحاكمة المعتدين، يحتاج إلى موارد كبيرة، مما يضغط على النظام الصحي والمحاكم.

 

كيفية مكافحة العنف الأسري

1. التوعية المجتمعية: من الضروري رفع الوعي حول العواقب الوخيمة للعنف الأسري من خلال حملات إعلامية تركز على حقوق الإنسان وكيفية التعامل مع الصراعات الأسرية بطريقة سلمية.


2. دعم الضحايا: يجب أن تتوفر خدمات الدعم النفسي والطبي للضحايا. كما يمكن تأسيس مراكز تقدم الحماية والمساعدة القانونية للنساء والأطفال وكبار السن الذين يتعرضون للعنف.


3. التشريعات والقوانين: من المهم تعزيز القوانين التي تجرم العنف الأسري وتوفر الحماية للضحايا. يجب أن تشمل هذه القوانين فرض عقوبات صارمة على المعتدين وتقديم الحماية القانونية الفورية للضحايا.


4. التعليم والتدريب: يجب التركيز على تعزيز التعليم حول التواصل الفعّال وحل النزاعات بشكل سلمي. يمكن تنفيذ برامج تدريبية في المدارس والمجتمعات المحلية لبناء مهارات الأفراد في التعامل مع التوترات دون اللجوء إلى العنف.


5. تشجيع الإبلاغ: من المهم إنشاء آليات سرية وآمنة للإبلاغ عن حالات العنف الأسري. هذا سيساعد في تسهيل تقديم المساعدة للضحايا ومنع استمرار العنف في الأسر.

 

 

 

مقالات مشابهة

  • التكنولوجيا وتأثيرها على حياتنا اليومية
  • أخنوش يعلن زيادة في الأجور بعد تخفيض الضريبة على الدخل
  • “الزكاة والضريبة والجمارك” تدعو المنشآت الخاضعة لضريبة الاستقطاع إلى تقديم نماذج استقطاع الضريبة عن شهر يناير الماضي
  • أخنوش : الحكومة أوفت بما تعهدت به بخفض ضريبة دخل صغار الموظفين والأجراء بداية من يناير 2025
  • العنف الأسري: أزمة مستمرة تستدعي الحلول الجذرية
  • بسمة وهبة تحذر من فبركة التسجيلات الصوتية وخطرها على المجتمعات
  • العنف الأسري: تحدي مستمر يتطلب حلولًا جماعية
  • دور وسائل الإعلام في تشكيل وعي المجتمع
  • إجراءات استثنائية من الضرائب لمواجهة الصعوبات التقنية لإقرار ضريبة المرتبات
  • 6.09 مليار دينار تحصيلات ضريبة الدخل والمبيعات في 2024