جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-29@03:39:12 GMT

الأم.. وقدسيَّة حياة

تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT

الأم.. وقدسيَّة حياة

 

 

مُحمَّد بن رامس الرَّواس

عندما نعيشُ مع أناسٍ أعزَّاء، نُحبُّهم ويحبُّوننا، قد لا نكتشف جميع مآثرهم وسماتهم ونحن معهم، لكن وبعد فُرَاقِهم وفقدانهم تتَّضح لنا العديد من خِصَالهم وطباعهم السامية العظيمة.

لقد كانْ لأمي -رحمها الله- مآثر كثيرة؛ منها: تيسيرها للأمور، ومباركتها لكل عمل فيه خير، وعدم قولها لا، أو مُعارضتها لشيء فيه صلاح للجميع، وإن كان على حساب حقِّها؛ فهي لا تُحبُّ أن تُشعِرَ من حولها بأدنى أنواع التعب أو الإرهاق، ولو بأقل القليل، كما أنَّها لا تحب أن تُثقِل أحدًا بمطالبها حتى ولو كانوا أبناءها، سواء بقول أو فعل؛ فأخلاقها السامية لا تسمح لها بتعنيف أو توبيخ من حولها، رغم أنه قد يكون على غير حق؛ فتشعر وأنت معها أنك مع إنسان لا تخشى معه ضررًا قد يُصيبك، أو أن يقول لك قولً قد لا يُعجبك، أو كلامًا قد يُزعجك، فتستأنس في الجلوس معها: كرمًا في قولها، وعطفها، وعطائها، ولطف أفعالها.

رَحِمَ الله أمِّي.. فقد كانت من المُحْسِنات، والمُكِثرات من الدعاء للجميع بالصَّلاح والنجاح والفلاح، ومن المُوَاظِبَات على كثرة الصلاة على النبي -عليه أفضل الصلاة والسلام- حتى تصل لألف صلاةٍ باليوم؛ بقولها: "اللهم صلِّ وسلم على سيدنا مُحمد وآله واملأ قلوبنا بأنواره عددَ نعم الله وأفضاله"، وهذا الرقم هو المتوسط، فقد تزيد في أحيان كثيرة على ذلك طمعًا في نيل بركات الصلوات المباركات على رسولنا الكريم.

إنَّ رَابِطة الأمومة القدسية التي زَرَعَها الله في أفئدة الأمهات لا تتأثر بالزمان ولا بالمكان، فهي من أعظم القيم الإنسانية وأهمها، التي أوْدَعَها الله بقلوب البشر، ولقد اجتمعت كافة العقائد والأديان على ذلك وتوحَّدت عليه؛ فهذه المحبة قيمة كبرى في الأمم والمجتمعات.

إنَّ برَّ الأمهات على أحسن وجه يجعل الإنسانَ يعيشُ سعيدًا ومحبوبًا بين الناس؛ فهي مصدرُ صلاح علاقة الإنسان بربه، وينبوع الحنان والإحسان والمحبة الذي يفيضُ خيرًا لنا. هُنَّ مصدر كل خير من السمات الفاضلة، وبفضلهن نقوم بتصدير هذه السمات لغيرنا، وعند برِّنا بهنَّ ذلك البر الذي أمر الله به، نرى بأمِّ أعيننا أبناءنا يقومون بمثله معنا.

محبَّةٌ عظمية وقُدسيَّة حياة لا تنتهي، تلك هي الأم باختصار؛ فهي رابطة محبة وفؤاد مليء بالشفقة، يحنو عليك ويدعو لك في غيابك وعند سفرك وعندما تبتعد عن ناظريها.. قال تعالى: "وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ".

إنَّ طاعة الأم ورضاها بابٌ من أبواب الجنة؛ فبما تملكه من رحمة أودعها الله بفؤادها إنَّما هي رحمة مُتصلة برحمته عز وجل بالناس، وعندما نفقد أمهاتنا تتقلَّص في الحياة أمور كثيرة، ونفقد ركنًا من أركان الحياة كان ينبوعَ رحمة يدعو لنا، كما تنقطع عنا إحدى السُّبل التي تُوْصِلنا إلى الجنة، وينقطع معها واحدٌ من أفضل الأعمال ألا وهو البر.. لقد قضى الله وأمر في مُحكم التنزيل ببر الوالدين، وتقدَّمت الأم بثلاث درجات لتصبح قُدسيَّة بِرِّهَا هي السِّراج المنير لنا بالحياة.

وختامًا.. لم يبقَ لنا من بِرِ أمهاتنا بعد مماتهن إلا الدعاء والتصدق وبر أرحامهن؛ فذلك هو الوفاء والإحسان لهن بعد مماتهن، رحم الله أمهاتنا وأسكنهن الفردوس الأعلى من الجنة.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

ماراطون الرباط: المغربية رحمة الطاهيري تتوج باللقب والإثيوبية كالكيدان فينتي ديبيب بنصفه

أحرزت العداءة المغربية، رحمة الطاهيري، لقب الدورة الثامنة لماراطون الرباط الدولي، الذي أقيم اليوم الأحد، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

وتمكنت العداءة المغربية، من الفوز باللقب، بعد أن قطعت مسافة السباق، في زمن قدره ساعتان و25 دقيقة وثانيتان، متقدمة على مواطنتها كوثر فركوسي، « ساعتان و25 دقيقة و12 ثانية، ومواطنتها سكينة أتانان « ساعتان و25 دقيقة و46 ثانية ».

وفي السياق ذاته، فازت العداءة الإيثيوبية كالكيدان فينتي ديبيب، اليوم الأحد، بلقب الدورة الثامنة لنصف الماراطون الدولي للرباط، قاطعة مسافة السباق في ظرف ساعة واحدة و10 دقائق و06 ثواني.

وكان المركز الثاني من نصيب الكينية فيفيان جيبكوجي شيرويوت « ساعة و10 دقايق و18ثانية »، متقدمة على الإسبانية ميريتكسيل صولير ديلغادو « ساعة و10 دقائق و22 ثانية ».

وعرفت هذه الدورة مشاركة عدائين مرموقين من ذوي الخبرة، إلى جانب مواهب واعدة حيث كان هناك أزيد من 200 حكم سهروا على إنجاح هذه النسخة الحالية، علما أن الماراطون عرف مشاركة أزيد من 30 ألف عداء يمثلون 76 جنسية، تبارون في ثلاثة أصناف هي الماراطون ونصف الماراطون وسباق 10 كيلومترات.

كلمات دلالية الماراطون الدولي للرباط رحمة الطاهري

مقالات مشابهة

  • السيد عبدالملك ومشروع استنهاض الأمّة في زمن الغفلة
  • اليونيسف: غزة تحوّلت إلى مقبرة أطفال.. يواجهون الموت والجوع بلا رحمة (فيديو)
  • "الفجر" تنعى وفاة مصممة الأزياء جينا سلطان
  • رمضان عبد المعز: الجنة منحة من الله وليست استحقاقا حتى للمتقين
  • لك أن تتخيل كيف يكون حال دولة يتحكم فيها هؤلاء
  • أمين الفتوى: العناية بالحيوانات والمحافظة عليها من أسباب دخول الجنة
  • مفتاح النجاة للمسلم.. يدخلك الجنة بغير حساب
  • ماراطون الرباط الدولي 2025 (فئة الإناث).. العداءة المغربية رحمة الطاهيري تحرز اللقب
  • ماراطون الرباط: المغربية رحمة الطاهيري تتوج باللقب والإثيوبية كالكيدان فينتي ديبيب بنصفه
  • ما جزاء من يمنع الميراث عن إخوته؟.. أمين الفتوى: يمنع الله عنه ميراثه فى الجنة