في خضم الصراع المستمر بين إسرائيل وحماس، يقدم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن رؤى حول طريقة تعامل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع الوضع، وتسليط الضوء على الاعتبارات السياسية الداخلية والمشاعر الإسرائيلية الأوسع، وفقا لما نشرته تايمز أوف إسرائيل.

يعترف بلينكن بتعقيدات موقف نتنياهو داخل الحكومة الائتلافية، مشددًا على ضرورة التنقل في المشهد السياسي بعناية.

ويشير إلى أن تصرفات نتنياهو لا تعكس سياساته الشخصية فحسب، بل تلقى صدى أيضًا لدى جزء كبير من الشعب الإسرائيلي. ويؤكد هذا المنظور التحدي المتمثل في معالجة الصراع بشكل شامل، مع الأخذ في الاعتبار وجهات النظر المتنوعة داخل المجتمع الإسرائيلي.

في معرض تناوله للانتقادات الموجهة لجهود العلاقات العامة التي تبذلها إسرائيل، يشير بلينكن إلى البيئة الإعلامية المتطورة، وخاصة تأثير وسائل التواصل الاجتماعي. وهو يسلط الضوء على هيمنة الروايات والصور العاطفية على المنصات، مما يشير إلى أن السياق الدقيق والحقائق التاريخية غالبًا ما يتم حجبها. وتؤكد هذه الملاحظة صعوبة تشكيل الرأي العام وسط النشر السريع للمعلومات وانتشار المحتوى المثير.

يتتبع بلينكن تطور مفاوضات السلام، مشيراً إلى العقبات السابقة التي فرضها الرفض العربي والتردد الفلسطيني في قبول الصفقات المقترحة. ومع ذلك، فهو يشير إلى حدوث تحول حديث، مع احتمال تزايد رضا إسرائيل عن الوضع الراهن.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

تقرير بهآرتس: كاريزما نتنياهو مجرد نرجسية جوفاء

بعد آلاف السنين من انهيارها، عادت مدينة إسبرطة اليونانية القديمة إلى عناوين الأخبار، كنموذج صالح للمقارنة مع إسرائيل 2024، من حيث هي مثال يحتذى أو يخشى منه، بما تجسده من عسكرة وتمجيد للدم مهما كلف الثمن، وكذلك بتعريفها للتماسك الوطني والسلطة بأنها معاداة للإنسانية لا تتحقق إلا بحرب لا نهاية لها.

بهذه المقدمة انطلق الكاتب يوآف رينون في تقريره بصحيفة هآرتس في مقارنة بين إسرائيل واليونان القديمة، معتبرا أن مثال إسبرطة بما تجسده من نزعة عسكرية جامحة، لا ينطبق تماما على إسرائيل، بل إن المثال الأقرب إليها هو أثينا بنزعتها الإمبراطورية التي أعلنت عنها صراحة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"شلت يداي من التعذيب".. غزيون يكشفون أهوال معتقل عوفر الإسرائيليlist 2 of 2تلغراف: تعامل أوروبا مع ترامب ساذج ويحتاج لتغيير جذريend of list

ومن السمات البارزة لأثينا أثناء فترة الحرب أزمة الزعامة، حيث كان الزعيم الأثيني بريكليس يعمل على أساس رؤية سياسية محددة، ويميز بين مصلحته الشخصية ومصلحة الدولة، إلى أن اغتصب مكانته الديماغوجيون الذين حوّلوا رؤيتهم الخاصة لنجاحهم الشخصي إلى رؤية عامة، وإن لم يعلنوا "أنا الدولة" لأن دولتهم كانت تقوم على الديمقراطية، ولكنهم تصرفوا على ضوء هذا المبدأ التوجيهي، يوضح الكاتب.

كاريزما نرجسية جوفاء

وكان ألكيبياديس من ديماغوجيا بارزا -يضيف رينون- يشترك في العديد من السمات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولكن هناك فرقا كبيرا بين الرجلين، إذ كان ألكيبياديس واحدا من أكثر القادة والعسكريين موهبة في عصره، وهو ما لا يمكن أن يقال عن نتنياهو.

إعلان

ورغم أن نتنياهو يتمتع بالكاريزما مثل ألكيبياديس، فإن جاذبيته لا تستند إلى أي محتوى جوهري خلافا للأثيني، بل هي كاريزما نرجسية جوفاء، لا يوجد خلفها سوى فراغ -كما يقول الكاتب- فلا إيمان بالسلام ولا أمن ولا اقتصاد ولا شيء.

بل كل ما هو موجود هو نتنياهو نفسه، وقد وُصِف بأنه "ساحر"، وهو كذلك بالفعل، ولكنه يذكرنا بساحر أوز الزائف الذي نجح في تسويق نفسه على أنه ساحر، ولكن هذا الرجل يشبه عناوين الصحف الشعبية التي لا شيء وراءها.

وكان ألكيبياديس هو الذي دفع أثينا، في خضم الحرب مع إسبرطة، إلى فتح جبهة إضافية خارج اليونان في صقلية، وكانت النتيجة تشكيل اتحاد غير عادي بين دول المدن في صقلية وإسبرطة، وانتهت الحملة بهزيمة أثينا في الحرب وخسارة الإمبراطورية التي كانت تمتلكها ذات يوم.

ويضيف الكاتب أنه بعد أن كانت أثينا تعتبر المحرر لكل اليونان من التهديد الفارسي، أصبح ينظر إليها بسبب بحروبها الداخلية باعتبارها وكيلا للطغيان يهدف إلى إخضاع اليونان كلها، وبدأت إسبرطة تدريجيا في تولي دور ممثل الحرية، كمحرر مستقبلي لليونان من نير أثينا.

فرق رئيسي

وعلى الرغم من بعض أوجه التشابه بين هذا الوضع وإسرائيل اليوم -كما يقول الكاتب- فهناك أيضا فرق رئيسي، وهو أن القرن الخامس قبل الميلاد كان قرن السفسطائيين، وهم خبراء فن الإقناع، ومن مبادئهم الأساسية "المعقولية"، وكان على المرء، لإقناع الجمعية العامة المسؤولة عن اتخاذ القرارات السياسية، عرض قضيته بحجج عقلانية تستند إلى تقييم واقعي للموقف.

وتابع رينون أنه عندما أقنع ألكيبياديس الأثينيين بالذهاب إلى الحرب مع صقلية تقدم بحجج عقلانية واستند إلى الحقائق ومسار الأحداث الفعلي، أما إسرائيل اليوم، تحت قيادة نتنياهو، فلا تقودها الحقائق بل الأكاذيب، والمبدأ التوجيهي المركزي الأساسي هو الاعتبارات المسيحانية، وبالتالي غير العقلانية، فالمسيحانية لها عقلانية ومنطق غير عقلاني على الإطلاق، إنه منطق مجنون.

إعلان

وإذا تكرر التاريخ، كما تنبأ ثوسيديدس، فإن مصير أثينا واليونان ينبئان بما سيحل بإسرائيل والمنطقة بأسرها، وقد أدت نهاية الحرب التي مرت منذ قرون إلى نهاية الديمقراطية في أثينا، وإلى بداية حكم الطغيان الذي استلزم ذبح العديد من مواطني أثينا الديمقراطيين، ودفع أكبر عدد منهم إلى ارتكاب أعمال إجرامية.

مقالات مشابهة

  • الصفقة المنتظرة: نتنياهو يريد ولا يريد
  • حرق شجرة الميلاد في قرية سورية ذات غالبية مسيحية يؤدي إلى تظاهرات
  • هآرتس تحذر من كارثة بالنسبة للرهائن الإسرائيليين فى غزة بسبب نتنياهو
  • خيارات نتنياهو لمواصلة الحروب العدوانية
  • قلق متصاعد في “إسرائيل”.. ما خيارات نتنياهو لردع اليمنيين؟
  • المجر: ترامب لا يحتاج لوسطاء لوقف الحرب الأوكرانية
  • أوربان:  مبادرة السلام لم تنجح لوقف الصراع في أوكرانيا
  • تقرير بهآرتس: كاريزما نتنياهو مجرد نرجسية جوفاء
  • أستاذ علوم سياسية: 75% من الإسرائيليين يرغبون في إنهاء الحرب على غزة
  • كيف يستغل نتنياهو الحرب للبقاء في السلطة؟| أستاذ علوم سياسية يجيب