"الجارديان" تسلط الضوء على إدانة المظاهرات المناهضة لغزة في جامعة ميسيسيبي الأمريكية
تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تجمع العشرات من الطلاب في جامعة ميسيسيبي الأمريكية، هذا الأسبوع، للاحتجاج على عدوان الاحتلال الإسرائيلي علي قطاع غزة والدعوة إلى أن تكون الجامعة الرائدة في الولاية شفافة في تعاملاتها المحتملة مع إسرائيل، بحسب ما ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية.
كان هناك المئات من المتظاهرين المعارضين، على عكس العشرات من المتظاهرين المؤيدين لفلسطين.
وكان من بين المتظاهرين المعارضين أفراد يلوحون بالأعلام الأمريكية وأعلام الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وغنوا النشيد الوطني الأمريكي، وأغرقوا هتافات المجموعة المؤيدة لفلسطين. ورفع الطلاب المؤيدون لفلسطين لافتات كتب عليها "أوقفوا الإبادة الجماعية" و "اقطعوا كل العلاقات مع إسرائيل."
وبعد أقل من ساعة من بدء الاحتجاج، قامت الشرطة بتفريقه، لا سيما بعد أن ألقي المشاركون في الاحتجاجات المضادة أشياء، بما في ذلك زجاجات المياه، على المجموعة المؤيدة لفلسطين.
لم تكن هناك اعتقالات، لكن تصرفات المتظاهرين المناهضين، الذين صرخوا "اللعنة على (الرئيس الأمريكي) جو بايدن"، أدينت على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي.
وانتقد فرع الرابطة الوطنية للنهوض بالمواطنين الأمريكيين ذو أصول الأفريقية بجامعة ميسيسيبي، المتظاهرين المعارضين في بيان عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وجاء في البيان أن: "السلوك الذي شوهد اليوم لم يكن بغيضا فحسب، بل كان أيضا غير مقبول تماما. إنه لأمر محبط للغاية أن نشهد مثل هذا التجاهل الصارخ لمبادئ التجمع السلمي وحرية التعبير."
وعلق الرئيس الأمريكي علي الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد، قائلا: "مبدأين أمريكيين أساسيين على المحك، الأول هو الحق في حرية التعبير وحرية الناس في التجمع السلمي وتوصيل أصواتهم. والثاني هو سيادة القانون. يجب التمسك بكليهما ".
وشهدت مختلف الجامعات في جميع أنحاء الولايات المتحدة مظاهرات دعما للفلسطينيين وضد عدوان الاحتلال الإسرائيلي علي قطاع غزة، حيث قامت الشرطة الأمريكية بقمع واعتقال العديد منهم، كما وجهت لهم تهم جنائية، بحسب ما ذكرت صحيفة "يو اس ايه توداي".
وأشارت الصحيفة إلي أن المئات من طلاب الجامعات الأمريكية، الذين تم اعتقالهم هذا الأسبوع أثناء احتجاجهم على عدوان الاحتلال علي غزة، يواجهون اتهامات جنائية، بما في ذلك تجمعات غير قانونية والاستيلاء على المباني وإثارة الاضطرابات المدنية.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أنه تم اعتقال 1300 من الطلاب في عدد من الجامعات.
وألقت شرطة نيويورك، الأربعاء، القبض على ما يقرب من 300 شخص في جامعة كولومبيا وسيتي كوليدج، وأفادت شبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية، بأن إدارة جامعة كولومبيا بدأت بفصل الطلاب المشاركين في المظاهرات المؤيدة لغزة.
وفي اليوم السابق، أسفرت الاشتباكات مع المتظاهرين في جامعة تكساس في أوستن عن 79 حالة اعتقال. وقالت جامعة تولين إن 14 متظاهرا اعتقلوا خلال المشاركة في "مخيم غير قانوني" في حرم نيو أورلينز الجامعي. وقام الضباط باعتقال ما لا يقل عن 70 في أواخر الأسبوع الماضي وخلال عطلة نهاية الأسبوع في جامعة ولاية أريزونا.
ولكن تم بالفعل إسقاط عشرات التهم الجنائية للطلاب في جامعات أخرى. وفي تكساس، أسقط المدعون العامون في مقاطعة ترافيس التهم الموجهة إلى 57 شخصا اعتقلوا في حرم أوستن الأسبوع الماضي. وقال مسؤولو مقاطعة ترافيس إن الاعتقالات، وكلها بتهمة التعدي الجنائي، تفتقر إلى سبب محتمل.
وقالت عدد من منظمات حقوق الإنسان إن رد الفعل على الاحتجاجات الطلابية المؤيدة لغزة كان قاسيا للغاية وحرم المشاركين من الحق في الاحتجاج السلمي.
وسبق أن ألقت السلطات الأمريكية القبض على ما يزيد عن 100 شخص في الأسبوع الماضي وأزالت الخيام من الحديقة الرئيسية لحرم جامعة كولومبيا، لكن المحتجين عادوا بسرعة وأقاموا الخيام مجددا.
ومنذ ذلك الحين، اعتقلت الشرطة مئات المتظاهرين في جامعات أمريكية عديدة حيث أقام الطلاب اعتصامات بالخيام على غرار تلك الموجودة في جامعة كولومبيا، مطالبين الجامعات بالتوقف عن الاستثمار في شركات مرتبطة بجيش الاحتلال الإسرائيلي.
وشهدت الجامعات الأعلى تصنيفا في البلاد، بما في ذلك برينستون ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وهارفارد وستانفورد وييل، مؤخرا، احتجاجات مناهضة للعدوان الإسرائيلي على غزة.
كما شهدت أكثر من نصف أفضل 50 جامعة أمريكية، مؤخرا، مظاهرات ضد العدوان الإسرائيلي على غزة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الجامعات الأمريكية مظاهرات احتجاجات الفلسطينيين غزة الاحتلال الإسرائيلي الرئيس الأمريكي جو بايدن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب جامعة کولومبیا فی جامعة
إقرأ أيضاً:
تحقيق العدالة في الجامعات.. استيقاظ “التعليم العالي” ضرورة ملحة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تستمر المنشورات المتداولة حول عضو هيئة تدريس في كلية الزراعة بجامعة سوهاج، الذي أساء التعامل مع الطلاب بأسلوب غير لائق، في إثارة الجدل واستنكار المجتمع الأكاديمي.
قد يعتقد البعض أن هذه الواقعة حالة فردية، لكن الحقيقة أن ما يحدث يشير إلى خلل عميق في النظام التعليمي الذي يعاني من غياب الرقابة والمحاسبة الفعّالة.
هذه الواقعة ليست مجرد تصرف شخصي، بل هي بمثابة جرس إنذار لوزارة التعليم العالي.. المشكلة ليست في سلوك فرد واحد، بل في ظاهرة قد تتكرر في جامعات عديدة، نتيجة لغياب آليات المراقبة والرقابة الحقيقية من قبل الجهات المعنية.
ورغم أن الجامعات تتحمل جزءًا من المسؤولية في حل هذه الأزمات، يبقى دور الوزارة في إدارة هذه الملفات غائبًا أو متأخرًا بشكل يثير القلق.
في النظام التعليمي الحالي، يصبح الطلاب ضحايا لإهمال بعض الأساتذة الذين يفتقرون إلى القيم الأخلاقية والاحترام الواجب لهم.. وفي وقت تشهد فيه بعض الجامعات ضعفًا في القيادة، لا يمكن أن يُحمل اللوم فقط على المؤسسات التعليمية؛ بل يقع العبء الأكبر على وزارة التعليم العالي التي يبدو أنها غافلة عن هذه التجاوزات أو تتعامل معها بطريقة غير جادة.
المؤسف أن هذه المشكلات لا تقتصر على التصرفات الفردية لبعض الأساتذة، بل تتسع لتشمل قضايا أخرى تهدد استقرار النظام التعليمي.. من ذلك ما حدث في جامعة جنوب الوادي، حيث تم استغلال المرضى في المستشفيات الجامعية لصالح مراكز طبية خاصة بهدف تحقيق الأرباح على حساب صحة المواطنين.. وفي حادثة أخرى، تم إحالة مسؤولين في المعهد القومي للأورام بجامعة القاهرة إلى المحاكمة الجنائية بتهمة اختلاس أجهزة طبية بقيمة 8 ملايين جنيه، وهي قضية تشكل تهديدًا حقيقيًا لأرواح المرضى وتكشف عن حجم الفساد في بعض المؤسسات الجامعية.
المنظومة التعليمية بحاجة إلى إصلاح جذري:
لا تقتصر المشكلات في الجامعات على التصرفات الأخلاقية غير المقبولة فقط، بل تشمل العديد من القضايا التي يجب معالجتها بشكل فوري.. مثل المشاكل المستمرة لطلاب مدارس STEM وطلاب التكنولوجيا التطبيقية، التي تتعلق بطريقة قبول الطلاب في الجامعات بناءً على معايير غير واضحة أو غير عادلة خاصة في الجامعات الأهلية، مما يفتح المجال للتساؤلات حول العدالة والمساواة في الفرص الأكاديمية.
كل هذه القضايا تشير إلى أن وزارة التعليم العالي إما غافلة أو متقاعسة عن معالجة المشكلات الحقيقية التي تهدد جودة التعليم في مصر.
هل يعقل أن تظل الوزارة في حالة تقاعس بينما تتفاقم الأزمات في العديد من الجامعات؟.. هل سيستمر هذا الوضع المتراخي في التعامل مع القضايا الأكاديمية والإنسانية على حد سواء؟
أما فيما يتعلق بالمعيدين والمدرسين الذين يتجاوزون المدة القانونية لتقديم بحوث الترقية، فإن تساهل الكليات في التعامل مع هذه التجاوزات يعد أحد أكبر الأخطاء التي تؤثر مباشرة على جودة التعليم.
إذا كان النظام الأكاديمي غير قادر على محاسبة موظفيه المتجاوزين، فكيف له أن يحقق التميز الأكاديمي ويعزز من مهنية طلابه؟
إن التساهل مع مثل هذه التجاوزات يضر بمصلحة الطلاب والنظام الأكاديمي بشكل عام.
إن الواقع المؤلم الذي نشهده اليوم يتطلب من وزارة التعليم العالي تحركًا حقيقيًا وإجراءات ملموسة لحل هذه الأزمات.. لا بد من تشكيل لجان فاعلة من الوزارة، بالتعاون مع مستشارين أكفاء، لمراجعة القضايا العالقة وتطبيق حلول عملية تضمن بيئة تعليمية صحية وآمنة.
يجب أن تكون هناك محاسبة حقيقية للمسؤولين عن الإهمال أو التجاوزات.. لقد أصبح ذلك ضرورة ملحة لضمان مستقبل أكاديمي يتسم بالعدالة، الاحترام، والمهنية!
"كفاية نوم في العسل"، إذا أردنا تحقيق العدالة الأكاديمية وتقديم تعليم يتناسب مع تطلعات الطلاب ويخدم مصلحة الوطن في النهاية، فإن الوقت قد حان لتصحيح المسار وتطبيق إصلاحات جذرية في النظام التعليمي!