مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية.... أقصر الطرق إلى الموت
تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT
مشروبات الطاقة أداة قتل.. صورة حقيقية تُجسد كيف يشترى الإنسان سلاح نهايته بيده؟، وكيف يدفع أموالًا من أجل أن يمضى فى طريق الموت سريعًا.
أفكارٌ خاطئة يتم الترويج تزعم أن تلك المشروبات قادرة على منح متناوليها طاقة لا مثيل لها، وهذا الكلام أكاذيب، صنعت كارثة ثقافية لدى الأهالى وأولياء الأمور، ظنًا منهم أنهم يقدمون لأبنائهم محفزات تزيد نشاطهم وتساعدهم على السهر والتركيز فى المذاكرة، أو التمييز فى الألعاب الرياضية دون الانتباه إلى المخاطر الصحية الكارثية التى تسببها تلك المشروبات تؤدى إلى الوفاة.
تحتوى مشروبات الطاقة على كميات كبيرة من الكافيين والسكريات المضافة والمنشطات تساهم فى زيادة الانتباه واليقظة والطاقة، وفى ذات الوقت تؤدى إلى ارتفاع فى ضغط الدم وزيادة معدل ضربات القلب والتنفس، مما ينتج عنه تأثير سلبى على الجهاز العصبى، لذلك تزداد التساؤلات عن ماذا يحدث للجسم عند تناول مشروبات الطاقة بشكل يومى؟.
ويقول الدكتور محمود محمد - مؤسس المركز القومى للسموم إن هناك عدة أسباب لمنع تقديم مشروبات الطاقة للأطفال منها احتوائها على نسبة كبيرة من الكافيين والسكر والمنبهات ومشتقات الأحماض الأمينية والتورين التى تدخل فى صناعة مشروبات الطاقة ورغم فوائدها الصحية إلا أن ضمها مع الكافيين فى منتج واحد لا يزال يحتاج للمزيد من الدراسات لمعرفة آثارها.
وأضاف «تكرار تناول مشروبات الطاقة يسبب اضرارا صحية ويؤثر على الجهاز العصبى والكلى والكبد، ويسبب عدم انتظام ضربات القلب وزيادة الخفقان وهذا يؤدى إلى زيادة ارتفاع ضغط الدم، وزيادة احتمالية الاصابة بالنوبات القلبية.
وأكد مؤسس المركز القومى للسموم أن الإفراط فى تناول مشروبات الطاقة يسبب جلطات وتصلب الشرايين وسكتات قلبية الحادة، وسكتات الدماغية، بسبب احتواء هذا المشروب على كمية كبيرة من الدهون التى ينتج عنها الجلطات القلبية، مشددا على أن مشروبات الطاقة تؤدى إلى الوفاة بشكل مفاجئ لدى الرياضيين الذين يحرصون على تناولها بشكل دائم، مما تزيد من احتمالية الإصابة بالذبحة الصدرية المفاجئة، نتيجة زيادة خفقان القلب.
وقال: « بشكل عام لا يوصى للأطفال أو البالغين بشرب هذه النوعية من المشروبات لأنها لا تحتوى على فائدة صحية أو غذائية، وينصح بتقليل شربها والإكثار من المشروبات الصحية المفيدة مثل العصائر الطازجة وكذلك شرب كميات كافية من المياه بما لا يقل عن 2 لتر يوميا.
وأكد دكتور الأطفال أحمد غانم أن مشروبات الطاقة تؤثر سلبا على صحة الاطفال سواء الجسدية أو النفسية لما تسببه من القلق والأرق والصداع وفرط الحركة ومع تناول تلك المشروبات يزيد نشاطه فى المدرسة، ويتأثر سلوكه مع زملائه.
وقال: هناك دراسات أثبتت أنها تؤدى إلى كثير من الأمراض النفسية للأطفال والشباب كالاكتئاب، وأنها تشكل خطراً كبيراً على الصغار والكبار، حيث تحتوى على كميات عالية من الكافيين وهى مادة منشطة للدماغ يتم إدمانها، كما تحوى على كمية كبيرة من السعرات الحرارية والسكريات ورغم أن العديد من الشباب والأطفال يتناولونها بهدف زيادة التركيز والسهر خلال فترة الامتحانات، لكنها فى الحقيقة لا تزيد التركيز، فهى تعمل فقط على زيادة السهر، لذلك من يشربها لا يستفيد منها خلال المذاكرة.
وأضاف «يجب توعية أولياء الأمور والأطفال بمخاطر تناول تلك المشروبات ومنع مشروبات الطاقة للطلاب بالمدارس لأن هذه المشروبات خطيرة لأن الطاقة المبذولة من الجسم لابد من أن تساوى الطاقة التى تدخل له فالجسم يحتاج 200 سعر حرارى للبالغ فلابد أن يكون المجهود المبذول مماثل لما دخل الجسم، ولابد من منع الاطفال من شرب جميع تلك المشروبات لأنها تصيبهم بهشاشة العظام وضعف بنائهم الجسدى والتسمم».
المكملات الغذائية
وعلى الجانب الآخر زاد الإقبال على حقن الهرمونات المحفزة للنشاط الرياضى والتى تساعد على تنو وتضخيم العضلات بين الرياضيين، ورغم تحذير الأطباء من خطورة تناولها لأنها قد تسبب الوفاة، ومع ذلك يحرص بعض الشباب على تناولها كما أن بعض معدمى الضمير يبيعونها للشباب فى بعض صالات الجيم وكأنها عصا سحرية لنحت الجسم وتضخيم العضلات فى وقت قصير دون الحاجة إلى تمرينات، وقد تكون هذه المكملات مجهولة المصدر سواء مهربة أو تنتج فى مصانع بئر السلم ولا تخضع للإشراف الطبى.
محمد أسامة يبلغ من العمر 20 عاما يقول: منذ عامين وانا حريص على الذهاب إلى الجيم، ودائما ما كان يتم الاعلان داخل صالات الجيم هن توافر عبوات من المكملات الغذائية ذات شكل أنيق، ولما طلبت شرائها وعدنى مدرب الجيم بأنه سيوفر لى هذا النوع من المكملات الذى سيعمل على إعادة تشكيل عضلات جسمى ويبرزها كما الحال مع أبطال كمال الأجسام، وبعد مدة طويلة من تناولى المكملات بدأت أشعر بآلام أسفل الظهر وفى الجانب الأيسر، تغاضيت عنها فى أول الأمر ومع تكرارها أجريت فحوصات عديدة فأخبرنى الطبيب بحدوث تكاسل فى عمل الكلية على الرغم من أن عمرى 20 سنة، وعلمت أن السبب فى الإصابة يرجع للهرمونات التى تناولتها وترسبت بالكلية اليسرى، ولم يستطع الدم تنقيتها، ورغم مرارة التجربة لكنى أحمد الله أن التعب لم يصل للكلية الأخرى.
على الجانب الآخر يرى طارق عبدالهادى أن تناول المكملات أمر فى غاية الاهمية لممارسى الرياضة لمد الجسم بشكل يومى بالطاقة القوة واللياقة البدنية، وقال إنه حريص على ممارسة الرياضة بشكل منتظم منذ فترة طويلة للحفاظ على صحته، موضحا انه يستخدم أنواعا مختلفة من المكملات الغذائية ولم يجد أى ضرر منها.
ولم يكن الأمر مقتصر على الشباب فقط داخل صالات الجيم بل وصل الامر إلى بعض الفتيات وتحكى منار تجربتها وتقول إنها تناولت المكملات الغذائية دون استشارة الطبيب وتحديدا حبوب الكولاجين وهى من ضمن الفيتامينات التى تستخدم لتقوية خصلات الشعر والأظافر وتنقية البشرة، والتى وصفتها لها مدربتها فى الجيم وهى ليست طبيبة، وبعد أسبوع من الاستخدام لم تظهر أى نتيجة إيجابية وبدأت تتألم بل يزداد الألم يوما بعد الآخر، وبعد التحاليل والأشعة أخبرها الطبيب الذى قامت بزيارته أن كثرة تناول الفيتامينات هى السبب وأرجع حالتها إلى أن قدرة جسدها على التفاعل الحيوى مع بعض المواد التكميلية قاصرة، مما سبب آثارا سلبية.
وتقول الدكتورة انتصار سعد، مدرس كيمياء حيوية وتغذية بكلية البنات جامعة عين شمس، إنّ المُكملات الغذائية المتداولة داخل صالات الجيم، لها العديد من الآثار السلبية على صحة مستخدميها، لما تسببه فى خلل داخل الخلايا ووظائف الجسم.
أضافت: «كثير من الشباب يحاولون بناء أجسادهم بطريقة خاطئة من خلال تتناول الهرمونات لبناء العضلات فيصابون بأعراض عصبية مثل الصداع والقلق والدوار، وفى حالة تناول الجرعات العالية، قد يصاب الشخص بنوبات من التشنج ونزيف دماغى، وقد يرتفع مستوى سكر الدم وينخفض مستوى عنصر البوتاسيوم الضرورى فى تنظيم عمل القلب، كما تؤثر بشكل كبير على الجهاز العصبى فتسبب قلة النوم والأرق أحياناً، كما تسبب الضغط النفسى والعصبى، وتؤدى إلى حدوث مشاكل بالجهاز الهضمى، كما تسبب فشل كلوى أو كبدى، أو الإصابة بأمراض أخرى مثل الغثيان والإسهال والقىء، والافراط فى تناول كميات من الفيتامينات مثل فيتامين ب 6 بضر بالأعصاب والدماغ، وكذلك فإن زيادة مستويات فيتامين أ فى الجسم تسبب التسمم بفيتامين أ وهو حالة خطيرة تقلل فعالية أدوية المضادات الحيوية وهو ما يطيل مدة العدوى ويعرض المريض للخطر.
وفى المقابل أوضح كابتن أحمد السويفى مدرب كمال الأجسام أن المكملات الغذائية مهمة للغاية، ويتوجب على الأشخاص الرياضيين الحصول عليها لأنها تعطى الطاقة اللازمة خلال التدريب، فهى عبارة عن مواد مستخلصة من الطبيعة لا يوجد بها أى أضرار، لأنها تحتوى على فيتامينات الجولتامين، وهو من الأحماض الأمينية الموجودة فى اللحوم ولكن يتم تعويضه بالكيراتين الذى يعطى الجسم طاقة أكثر تساعده على حمل الأوزان الثقيلة.
وأكد على أن الشاب الذى يرغب فى التدريب يخضعون لبعض التحاليل الطبية، قبل أن يحصل على أى فيتامينات، لمعرفة الفيتامينات التى يفقدها الجسم ويحتاج تعويضها، أن الشخص الرياضى يحتاج إلى كميات كبيرة من البروتين، والتى يصعب الحصول عليها من الطعام، لذا يفضل للاعب كمال الأجسام استخدام المكملات الغذائية.
مشيرا إلى أن هناك أنواع معينة من المكملات لا ينصح استخدامها للمبتدئين فى الرياضة لبناء عضلاتهم، لأنهم لا يحتاجونها وهم يتدربون على أوزان خفيفة فى البداية ولكل جسم طريقة مُعينة فى التغذية والتدريب ولا تنطبق نفس التمرينات على جميع الأجسام، ولكل شخص هدف محدد يرغب الوصول إليه، وكل هدف له طريقة مُعينة فى الغذاء والتدريب، وحذر من استخدام الشباب الأقل من 18 عاما، المكملات الغذائية، لأنه يسبب خطرا كبيرا على صحتهم، ويجب أن يتناولوا الطعام الذى يحتوى على فيتامينات طبيعية لأنها تفيده أكثر من الحصول على المكملات الغذائية التى لا ينصح بتناولها قبل الـ18 عاما، حتى يكتمل نمو الشخص.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الطرق إلى الموت
إقرأ أيضاً:
الأطفال يعيشون حياة أقصر بسبب الوجبات السريعة
قال كبير المسؤولين الطبيين في إنجلترا، البروفيسور كريس ويتي، في تقريره السنوي، إن “الصحاري الغذائية” في المدن إلى جانب إعلانات الوجبات السريعة يتسببان في عيش الأطفال حياة “أقصر وغير صحية”.
ووفقا لما أوردته وكالة الأنباء البريطانية (بي أيه ميديا)، تحث دراسة ويتي الحكومة وصناع السياسات المحليين على التصدي للأسباب الجذرية للغذاء غير الصحي في مدن إنجلترا، بما في ذلك التوفر المرتفع للأغذية الغنية بالدهون والسكر والملح، وحقيقة أن الطعام الصحي، حسب السعرات الحرارية، “يكاد يكون أغلى مرتين من الطعام غير الصحي” مما يجعل الأسر الفقيرة الأكثر تأثرا.
وجاء في التقرير أنه من الأقل احتمالا أن يكون أمام الأطفال والأسر في المناطق الواقعة بوسط المدن فرصة للحصول على خيارات غذائية صحية وبتكلفة ميسرة في المحلات والمطاعم المحلية و”يتعرضون بشكل غير متناسب لإعلانات الطعام غير الصحي”.
ووجدت الدراسة أن أربعا من بين كل خمس لافتات خارجية في إنجلترا وويلز توجد في الأماكن الأكثر فقرا و”الكثير منها يروج للأطعمة السريعة” بينما غالبا ما تكون الأماكن الأكثر فقرا “متخمة بمنافذ الأطعمة السريعة الفعلية والافتراضية”.
وقال ويتي “التغيير الملموس لبيئات الطعام ممكن”، بحلول تشمل وضع أهداف مبيعات للأطعمة الصحية في الشركات وفرض ضرائب معينة على الأطعمة غير الصحية وجعله لزاما وليس طواعية على الشركات الإبلاغ عن أنواع وأحجام الطعام الذي تبيعه.
وقال التقرير إن الأماكن التي يذهب الناس للتسوق فيها خاصة الأسر ذات الدخول المنخفضة، غالبا ما تكون “مشبعة” بخيارات غذائية غير صحية.
وأضاف التقرير “هذا يعني أن الصحة الهزيلة المرتبطة بالغذاء لا يعاني منها الأطفال والأسر والمجتمعات بالتساوي عبر البلاد، حيث أن الأطفال والأسر الذين يعيشون في المناطق الأكثر عوزا هم الأشد تضررا من النظام الغذائي حيث أن غالبا ما تكون الخيارات غير الصحية هي الأكثر اتاحة”.
جريدة عمان
إنضم لقناة النيلين على واتساب