كيف يرى العالم احتجاجات الحرم الجامعي الأمريكي.. البعض يشيد وآخرون يصفون النفاق والتفكك
تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT
إن أنظار العالم منصبة على الجامعات الأمريكية، حيث أشعلت الاحتجاجات وحملات القمع اللاحقة مجموعة واسعة من ردود الفعل التي تتراوح بين الإعجاب والإدانة. ووفقا لنيويورك تايمز، من باريس إلى طهران، هيمنت مشاهد المعارضة وردود الفعل العنيفة على العناوين الرئيسية والمحادثات، مما يعكس ليس فقط الخلاف الأميركي، بل أيضاً التصورات العالمية لقيم الأمة وأفعالها.
فرنسا: تحذيرات
في فرنسا، يُنظر إلى الاحتجاجات من خلال عدسة التحذيرات، مع إثارة المخاوف بشأن استيراد الحركات الثقافية الأمريكية التي تهدد القيم الجمهورية الفرنسية. ووصف رئيس الوزراء غابرييل أتال الاحتجاجات بأنها فرض لأيديولوجيات عبر المحيط الأطلسي، مما يسلط الضوء على الانقسام بين أولئك الذين يتبنون المظاهرات وأولئك الذين يشعرون بالقلق من آثارها.
مصر: تحول في ديناميكيات السلطة
تستعرض وسائل الإعلام المصرية الاحتجاجات في الحرم الجامعي بالولايات المتحدة لانتقاد مصداقية واشنطن في مجال حقوق الإنسان، ومقارنتها بتجاربها الخاصة. بالنسبة للنقاد المصريين، فإن صور وحشية الشرطة في الجامعات الأمريكية بمثابة تذكير قوي بديناميكيات السلطة والنفاق الأمريكي المتصور.
ألمانيا: مواجهة معاداة السامية
في ألمانيا، ركزت التغطية الإعلامية للاحتجاجات الأمريكية بشكل حاد على حلقات معاداة السامية، مما دفع إلى التفكير في السياسات المحلية فيما يتعلق بالانتقادات العامة لإسرائيل. يسلط السرد الضوء على الحساسيات الألمانية تجاه معاداة السامية والتحديات المتمثلة في الموازنة بين حرية التعبير والمسؤوليات التاريخية.
الصين: السرد المضبوط
تتجنب وسائل الإعلام الصينية إلى حد كبير تغطية الاحتجاجات في الحرم الجامعي في الولايات المتحدة، مما يعكس خوف الحكومة من معارضة مماثلة داخل حدودها. ومع ذلك، فإن وسائل الإعلام القومية تصور الأحداث على أنها مؤشر على انقسامات مجتمعية أوسع في الولايات المتحدة، مما يخدم روايتها عن استقرار الصين وقوتها.
كولومبيا: التضامن مع فلسطين
تقدم الصحف الكولومبية الدعم لاحتجاجات الطلاب، وتستخدمها كمنصة لرفع مستوى الوعي حول الأزمة الإنسانية في غزة. يتماشى قرار الرئيس غوستافو بيترو بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل مع مشاعر الاحتجاجات، ويؤكد التضامن مع القضية الفلسطينية.
إيران: انتقاد النفاق الأمريكي
تصور وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية احتجاجات الحرم الجامعي في الولايات المتحدة كدليل على المعايير المزدوجة التي تتبعها أمريكا فيما يتعلق بحرية التعبير. وتقترن صور حملات القمع التي تقوم بها الشرطة بتاريخ إيران الخاص بالنشاط الطلابي، مما يرسم أوجه تشابه وينتقد التناقضات الملحوظة في السياسات الأمريكية.
وفقا لنيويورك تايمز، الاستجابة العالمية لاحتجاجات الحرم الجامعي في الولايات المتحدة تؤكد مدى تعقيد التصورات الدولية للقيم والأفعال الأمريكية. فمن المخاوف بشأن الإمبريالية الثقافية إلى انتقادات النفاق، تخدم المظاهرات كمرآة لا تعكس المجتمع الأميركي فحسب، بل تعكس أيضاً وجهات النظر والاهتمامات المتنوعة في العالم. ومع استمرار الاحتجاجات، فإنها لا تثير التأمل الداخلي فحسب، بل إنها تثير أيضا التدقيق العالمي، وتكشف عن خطوط الصدع وتتحدى الافتراضات حول الديمقراطية والحرية والعدالة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فی الولایات المتحدة وسائل الإعلام الحرم الجامعی
إقرأ أيضاً:
حقوق الأنسان تنتقد التحول الجذري في التوجهات الأمريكية وتدعو دول العالم لمواجهة السلطة المطلقة
قلق حيال تزايد نفوذ " أوليغارشية التكنولوجيا"على البيانات الشخصية والتلاعب بحياة الناس
جنيف"وكالات": أعرب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك اليوم عن قلقه البالغ من "التحول الجذري" في توجّهات الولايات المتحدة منذ عودة دونالد ترامب إلى السلطة، منددا بـ"السلطة المطلقة" لـ"أوليغارشية التكنولوجيا غير المنتخبين".
وعبر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان عن قلق عميق بسبب "تحول جذري" في توجهات الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترامب وممارسات إسرائيل في الضفة الغربية المحتلة.
وقال تورك إنه قلق من استخدام الأسلحة والأساليب العسكرية مع الفلسطينيين في الضفة الغربية، بما في ذلك الدبابات والضربات الجوية، ومنزعج من تدمير وإخلاء مخيمات لاجئين وتوسيع المستوطنات غير القانونية والقيود الصارمة على التنقل ونزوح عشرات الآلاف.
وتابع قائلا "يجب أن تتوقف تحركات إسرائيل الأحادية وتهديداتها بالضم في الضفة الغربية"، مشيرا إلى أن ذلك يشكل انتهاكا للقانون الدولي.وقطعت إسرائيل مثل الولايات المتحدة صلتها بالمجلس وعللت ذلك بأنه منحاز ضدها.
وفي خطاب أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وجّه تورك انتقادات تعد الأقوى التي تصدر عنه حتى اللحظة للتحوّلات التي شهدتها الولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة.
وقال "كان لدينا دعم من الحزبين في الولايات المتحدة الأمريكية في ما يتعلق بحقوق الإنسان على مدى عقود طويلة". وأضاف "أشعرالآن بقلق بالغ من التحول الجذري في التوجهات محليا ودوليا".
وأوضح أن "السياسات الهادفة لحماية الناس من التمييز باتت تصنّف الآن على أنها تمييزية"، من دون أن يأتي على ذكر ترامب بالاسم.
وقال "تم إلغاء التقدّم الذي تحقق في ما يتعلق بالمساواة المرتبطة بالنوع الاجتماعي. يحمل التضليل والترهيب والتهديدات، خصوصا تجاه الصحافيين والموظفين الحكوميين، خطر تقويض عمل الإعلام المستقل وأداء المؤسسات".
وتابع تورك "يُستخدم خطاب مثير للانقسامات للتشويه والخداع وإثارة الاستقطاب.. يولّد ذلك الخوف والقلق في أوسط كثيرين" مؤكدا أن مكتبه سيواصل "تاريخنا الطويل في التواصل البنّاء بشأن هذه القضايا وغيرها".
ولم تشارك الولايات المتحدة في الجلسة، بعدما وقّع دونالد ترامب مرسوما بسحب الولايات المتحدة من مجلس حقوق الإنسان.
- "غير منتخبين" -
ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في 20 يناير، وقّع ترامب 79 أمرا تنفيذيا بشأن مسائل تتراوح من السياسة الخارجية إلى حقوق المتحولين جنسيا.
وفي ظل امتلاك حزبه الجمهوري غالبية ضئيلة فقط في الكونغرس وسعيه للتحرك سريعا لإعادة تشكيل الحكومة الأميركية، أصدر ترامب مراسيم تستهدف التجارة والحقوق المدنية والوظائف الفدرالية.
وعيّن مالك "إكس" و"تيسلا" إيلون ماسك رئيس ما أطلق عليها "إدارة الكفاءة الحكومية" "دوج" موكلا إياه مهمة خفض التكاليف.
وفي هذا الصدد، عبّر تورك عن قلقه حيال تزايد نفوذ "حفنة من أوليغارشية التكنولوجيا غير المنتخبين" قادرة على الوصول إلى البيانات الشخصية للناس، من دون أن يذكر اسم ماسك.
وفي تصريحات لا تقتصرعلى الوضع في الولايات المتحدة فحسب، حذّر مفوض الأمم المتحدة من أن أوليغارشية التكنولوجيا "يعرفون أين نعيش وماذا نفعل وجيناتنا وظروفنا الصحية وأفكارنا وعاداتنا ورغباتنا ومخاوفنا. يعرفوننا بشكل أفضل مما نعرف أنفسنا. ويعرفون طريقة التلاعب بنا".
وحذّر من أن "أي شكل من أشكال السلطة غير المنظّمة يمكن أن يؤدي إلى الاضطهاد والإخضاع وحتى الطغيان: قواعد اللعبة التي يستند إليها المستبدون".ودعا دول العالم إلى "التأقلم سريعا" لمواجهة هذه التطورات.
وقال "على الدول تأدية واجبها المتمثل بحماية الناس من السلطة المطلقة والعمل معا لتحقيق ذلك".
من جهته، قدّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن التراجع في عمليات التحقق من المنشورات وإدارة المحتوى على بعض الشبكات الاجتماعية يهدد بـ"الحد من حرية التعبير"، متخذا وجهة نظر معاكسة لإيلون ماسك ومارك زاكربيرغ، بعد إعلان رئيس "ميتا"، وهي الشركة الأم لفيسبوك وإنستغرام وواتساب، التخلي عن برنامج تقصي الحقائق في الولايات المتحدة.
كذلك، انضم جيف بيزوس، مؤسس أمازون ومالك صحيفة "واشنطن بوست" وشركة "بلو أوريجين" للفضاء، علنا إلى مواقف ترامب.وعلى غرار "ميتا"، انضم إلى الهجوم على سياسات "التنوع والمساواة والإدماج".
- روسيا والصين -
ولا يقتصر هذا الهجوم على الولايات المتحدة.وقال تورك "بشكل عام، أشعر بالقلق إزاء عودة ظهور أفكار سامة حول الذكورية في بيئات معينة. من الأنظمة الاستبدادية إلى الديموقراطيات، تُحرم النساء والفتيات من حقوقهن بطرق متعددة".
في الوقت نفسه، تستمر انتهاكات القانون الإنساني الدولي في كل أنحاء العالم فيما تتزايد الصراعات، من غزة إلى أوكرانيا مرورا بالسودان وجمهورية الكونغو الديموقراطية، وفق ما أضاف.
وأشار إلى أن الحريات مهددة أيضا بسبب الهجمات ضد الصحافيين والمدافعين عن حقوق الإنسان والمعارضين السياسيين، مثل روسيا حيث "اعتُمدت قوانين صارمة لخنق حرية التعبير".كما جدّد المفوض السامي التعبير عن "مخاوفه البالغة" بشأن الوضع في الصين، خصوصا في التيبت وشينجيانغ.
ومنذ توليه السلطة في 20 يناير، أصدر ترامب سلسلة من الأوامر التنفيذية لتفكيك وإيقاف برامج لدعم التنوع والمساواة والشمول في مؤسسات اتحادية وفي القطاع الخاص. كما أوقف برامج الوكالة الأمريكية للتنمية 90 يوما لحين مراجعة إدارته لمدى مناسبتها لسياسة "أمريكا أولا".
وسيتفاقم نقص التمويل المزمن الذي يعاني منه مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بسبب خفض الولايات المتحدة للمساعدات الخارجية. وتبرعت الولايات المتحدة بمبلغ 35 مليون دولار العام الماضي وهو ما يوازي نحو 15 بالمئة من المساهمات الإجمالية التطوعية في 2024.
وقال تورك "التخفيضات الكبيرة لشبكات الأمان الاجتماعي المحلية وتمويل ملفات تغير المناخ والمساعدات الأجنبية انتكاسة ضخمة لحماية حقوق الإنسان ولمنع الصراعات وللاستقرار العالمي".
وفي مراجعته لأوضاع حقوق الإنسان في العالم، حذر تورك من خطر انهيار جوهر نظام دولي، قال إنه أرسى استقرارا غير مسبوق، في وقت يشهد فيه العالم احتدام 120 صراعا.كما تطرق إلى مخاوف تتعلق بقوانين الأمن القومي التي تقلص مساحة العمل المدني في هونج كونج وقال إنه سيثير هذا الأمر وملفات أخرى مثل شينجيانغ والتبت مع السلطات الصينية.