تاج السر عثمان بابو (1) اشرنا سابقا بعد مرور عام على الحرب اللعينة الي اهمية وقف الحرب واسترداد الثورة، وتوصيل المساعدات الإنسانية ، وأن الطريق لوقف الحرب لايستوجب تكرار التسوية والشراكة مع العسكر والدعم السريع مرة أخرى، التي تعيد إنتاج الأزمة والحرب مرة أخرى، والافلات من العقاب، كما حدث في تجربة الوثيقة الدستورية التى انتهت بانقلاب ٢٥ أكتوبر 2021، وتجربة الاتفاق الإطاري التي أدت للحرب اللعينة الجارية حاليا.

فهي حرب لتصفية الثورة، وبالوكالة بين المحاور الاقليمية والدولية الهادفة لنهب ثروات البلاد. وعدم تحويل الحرب الي أهلية وعرقية واثنية تهدد وحدة الوطن، فضلا عن خطر انتقالها للبلدان المجاورة. إضافة لضرورة الخروج من الحلقة الجهنمية للانقلابات العسكرية التي دخلت فيها البلاد منذ الاستقلال، واخذت أكثر من ٥٧ عاما من عمر الاستقلال البالغ أكثر من٦٨ عاما ، والسير قدما في ترسيخ الحكم المدني الديمقراطي والسلام، والحل الداخلي بديلا للحلول الخارجية التي أكدت فشلها كما اوضحنا سابقا. فما هو البدبل؟ (2) البدبل: أوسع تحالف قاعدي جماهيري لوقف الحرب واسترداد الثورة ، يستند التحالف علي تجاربنا السابقة، والإصرار على تنفيذ الميثاق ومهام الفترة الانتقالية، ويسير قدما بعد إسقاط حكومة الأمر الواقع الانقلابية نحو اقامة البديل المدني الديمقراطي الهادف لترسيخ الحكم المدني الديمقراطي، ومواصلة الثورة حتى تحقيق أهدافها مثل: أ – وقف الحرب واستعادة الثورة، وتوصيل المساعدات الإنسانية، وتحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية التي تدهورت ، وصرف مرتبات العاملين، وتركيز الأسعار مع زيادة الأجور التي تآكلت، ودعم الإنتاج الزراعي والسلع الأساسية، وزيادة ميزانية التعليم والصحة وتوفير الدواء وإعادة تأهيل المستشفيات. ب – خروج الدعم السريع والجيش من السياسة والاقتصاد، والترتيبات الأمنية لحل المليشيات (دعم سريع ومليشيات الكيزان وجيوش الحركات) وقيام الجيش القومي المهني الموحد الذي يعمل تحت إشراف الحكومة المدنية . ج – المحاسبة وعدم الافلات من العقاب، بتقديم مجرمي الحرب والجرائم ضد الانسانية للمحاكمة، إلغاء كل القوانين المقيدة للحريات. د – إجازة قانون ديمقراطي للنقابات يؤكد ديمقراطية و استقلالية العمل النقابي، وإصلاح النظام القانوني والعدلي والامني، وتكريس حكم القانون، وإعادة هيكلة الشرطة وجهاز الأمن، وتحقيق قومية ومهنية الخدمة المدنية والقوات النظامية ، وعودة المفصولين من العمل مدنيين وعسكريين، وتسليم البشير ومن معه للمحكمة الجنائية الدولية، وتكوين المجلس التشريعي والمفوضيات. ج – تحقيق السلام بالحل الشامل والعادل الذي يخاطب جذور المشكلة وينجز التحول الديمقراطي ، ودولة المواطنة التي تسع الجميع، وتفكيك التمكين واستعادة أموال الشعب المنهوبة ، والتنمية المتوازنة، وتحديد نصيب المجتمعات المحلية من عائدات الذهب والبترول.الخ لتنمية مناطقها، والعدالة والمحاسبة علي جرائم الحرب والابادة الجماعية – عودة النازحين لقراهم ومناطقهم ومنازلهم، وتوفير الخدمات لهم ” تعليم ، صحة، مياه، كهرباء، خدمات بيطرية.الخ”، حل كل المليشيات وجمع السلاح ، وقيام المؤتمر الجامع الذي يشارك فيه الجميع من حركات وقوي سياسية ومنظمات مدنية وجماهير المعسكرات، للوصول للحل الشامل الذي يخاطب جذور المشكلة، ووقف التدخل الخارجي.. د- – تحقيق السيادة الوطنية والعلاقات الخارجية المتوازنة مع كل دول العالم، وعدم التدخل في شؤون الدول الأخري والابتعاد عن الأحلاف العسكرية وعدم قيام القواعد العسكرية ، واستعادة كل الأراضي السودانية المحتلة ( الفشقة ، حلايب ، شلاتين. الخ”. – قيام المؤتمر الدستوري في نهاية الفترة الانتقالية الذي يحدد شكل الحكم في البلاد، وهوّية البلاد وعلاقة الدين بالدولة.الخ، والتوافق علي دستور ديمقراطي وقانون انتخابات ديمقراطي ، يتم علي أساسه انتخابات حرة نزيهة في نهاية الفترة الانتقالية، وغير ذلك من مهام الثورة. الوسومتاج السر عثمان بابو

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

إقرأ أيضاً:

الثامن من مارس: و الجالسات على أرصفة العدالة في السودان

 

الثامن من مارس: و الجالسات على أرصفة العدالة في السودان

ايمان بلدو

 

تحُدر الثامن من مارس- يوم المرأة العالمي- في الزمان و لم يفرغ علينا من رضابه..في زمن الحرب في السودان.تحول الناس الى أرقام حسب مرات النزوح و قبلته و حسب موقعهم من مقاييس الجوع التي تحددها المنظات الدولية قبل أن تعلن المجاعة و تناشد الشعوب علها تنقذ البلاد.و العباد..على أن الحرب قد شنت على اجساد النساء منذ اول يوم اندلاعها في العاصمة الخرطوم و على ذلك و ثقت أضابير مجلس الامن الدولي… في الأثناء، ما يزال السياسيون السودانيون يحاولون عقلنة موا قفهم تجاه الحرب بعضهم آثر الرجوع الى المدرسة الدينتولوجيكالية و بعضهم اعتمد على المدرسة التيليولوجيكالية “حتى يظهر كل طرف تفوقه الاخلاقي” كما ذكر د. بكري الجاك في مقاله “المأزق الاخلاقي الماحق في حروب السودان”.

هل تمكن العسكريون من إيجاد الصيغة المثلى لتكتيكاتهم في استئصال شأفة الآخر؟ ربما فشلت “الالياذه” و استراتيجيات الحروب البيزنطية في تحقيق النصر الكاسح و استئصال (العدو) ..لكن البطولة و الخلود تاتي عبر السلام و إحياء الانفس و الحفاظ على وحدة البلاد..بيدهم.. لا بيد عمرو لو كانوا يعلمون!

 

في يوم المرأة العالم تتذكر شعوب الأرض الأعلام من النساء و كفاحهن و لعل من أروع ما خلد من أعمال عن مآسي الحروب وويلاتها ما كتبته نساء من روايات مثل “كوخ العم التوم” لهاريت بتشر ستو كما كتبت بيتى سميث و غيرهن.فابدعن..وفي السودان سيذكر التاريخ أبطالاً لنا..ست النفور و رفيقاتها..و رفاقها ” آباؤهم نحن…اخوانهم نحن..اخواتهم نحن.. و نحن امهات الشهداء” …و تستمر سير الكفاح ف ليس “كل شئ هادئ على الضفة الغربية”.

و بعيداً عن المدارس الفلسفية لتبرير الحرب، تحولت النساء الى ارقام و حيوات مختفية قسرياً في احصائيات الحروب في السودان..و هي حروب لم تبدأ في ابريل 2023 م كما نعلم، و لا زالت النساء يعانين جراءها … داخل البلاد في اماكن النزوح و في مضارب خارج البلاد منذ بداية الالفية..في دارفور وفي المناطق الثلاث ( جبال النوبة و النيل الأزرق و منطقة ابيي) حسب توصيف “اتفاقية نيفاشا” التي ظلت شاهداً على كيف تؤدي اتفاقيات السلام الى وأد السياسة في بلاد السودان.

من اماكن الايواء و الغابات الى المعسكرات و في المهاجر، تفضح أحوال النساء المفاهيم الكسلى و المعاقة لحماية المدنيين و حقوق الانسان ..و منابر التفاوض تتمطى و تتزمل وتتدثر “و تتوه لما يجي الميعاد” … فهي غير قادرة على ضبط البوصلة على الاحداثيات المطلوبة … و الاتفاقيات بغير ضامن..تبحث عن الفضل بيننا …فمن دخل دار ابي سفيان فهو أمن… أو كما قال.

حدثوا مارس عنا و الزمانا عندما كانت سماؤنا ذات رجع و ارضنا ذات صدع. ذات أحقاب..و اذا بالنساء بفعل الحروب … ساجيات… تحت التطهير العرقي و الاسترقاق و الاختطاف اما الاغتصاب فاصبح مسرحاً للإذلال لادمية البشر برافعة القبلية ..كلما ردوا الى الفتنة اركسوا فيها. و تسيًد الجوع و المتربة و ترويع الأطفال و قهر الرجال و اذلالهم و تعذيبهم و التصفية على الهوية ..مما يضاعف من ماساة الحرب ووقعها على المرأة اينما كانت.

..نسيت النساء في دارفور شواء المونساس و مشروب البركيب.. وطفقن يجمعن اوراق الاشجار لاطعام الصغار في مخيم ابو شوك و مخيم زمزم …منصات الاملاق… حيث يموت الاطفال يومياً من المجاعة … أفلت الهولاكيون من العقاب.. و ام قرقداً سايح الجمتها الكوارث فتركت الغناء و الشكر” و في الفاشر الكبير طلعوا الصايح…دقوا الجوز عديل اصلو العمر رايح”.

يابنية مالكي …زعلانة مالكي…الدمار… الحصار في كردفان..هربت “الكمبلة” من اقنعة القبيلة و هجر “المردوم” الساحات…و لم تجزعي ..”خلوني يا خلايق حبل الصبر ممدود… للخير بجيك سايق”…و غد العدالة لناظره قريب.

يا لاجئة تتوه من مرفأ… لمرفأ..لك العتبى ف “لا أحد يترك و طنه اذا لم يكن قد اصبح فك سمكة قرش. يجب أن تفهم ان لا أحد يضع الاطفال على متن قارب الا أذا كان الماء اكثر أمناً من اليابسة”..(من قصيدة ورسان شاير التي اصبحت رمزاً للاجئين).

و يا سارية الجبال و الغابات…بتطلعي من وديان مع النسمة الصباحية و من صوت طفلة بتحفظ في كتاب الدين… و طفلة ..وسط اللمة منسية في معسكرات.اللاجئين . فاقدة للرعاية الاسرية… و فاقدة الهوية..قطعت الاميال في وهاد السافنا “شكت الالم من لمسات حجولا… ليه ببعادا الأيام عجولة”… و لم تكن الوحوش البشرية بارفق عليها من.الضباع..سنرجع يوماً الى أحيائنا و مدننا …لكنها مع التايهين تفضل تعد…و تنسى العدد …و يوم في الشتات بالف سنة مما تعدون.

 

يا نازحة…و” شوق لي نيلنا ..الاهل و الطيبة و باقي ذكرى حبيبة ..وين غسيل النيل و شر هدوم في رمالو وينو ماضي الحلة و ين و مين الشالو”. انها حرب ضد الجميع وضد الذاكرة و التاريخ..و ضد الحياة..مدعاة للحزن و النحيب “.يا سواقي بلدنا..مالو صوتك مالو…وينو فارع مويتك غنى باسم حالو”…لعل السواقي فقدت صوتها بعبرات حرًى .سكبتها على من غابوا…اني خيرتك فاختاري ما بين ان نتاسف على الماضي اللي ما برجع…على الفرقة الزمانا طويل .. و بين أن نقبض على الامل و الذكرى كالقابض على الجمر…تودع لدى الامواج و الشطئان..فهي حاديها و دايماً…دليلا:

يا ترع حلتنا و حفير حلتنا و يا بحر حلتنا …في رمالك ذكرى لا بتشيلها الموجة و لا بتفارق الفكرة..نلقاها في الميعاد..و يا وطناً وقت اشتاق له برحل ليه من غير زاد:

غداً نعود…حتماً نعود.

 

و يا من على موازين العدالة…لا يجرمنكم شنأن قوم على الا تعدلوا..اعدلوا هو اقرب للتقوى.

 

ايمان بلدو

الوسومإيمان بلدو الأعلام الثامن من مارس النساء

مقالات مشابهة

  • رمضان يخفف من قساوة التحديات التي يواجهها رواد الأعمال السودانيون
  • غربال الثورة الناعم
  • وزارة الإعلام: ننوه إلى وسائل الإعلام العربية والغربية التعامل بدقة ومصداقية مع الأحداث الجارية وعدم الوقوع في فخاخ الشائعات التي يتم ضخها على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل متصاعد وممنهج
  • وزارة الإعلام: نهيب بالمواطنين التحلي بالوعي وعدم الانجرار وراء الأخبار المضللة التي تستهدف النسيج الاجتماعي، ونؤكد على ضرورة الاعتماد على المصادر الرسمية للحصول على المعلومات الدقيقة، لما لذلك من أهمية في الحفاظ على الأمن والسلم الأهلي
  • شاهد.. الصحفي حسين خوجلي يحكي قصة فضيحة تحكيمية حدثت بإحدى مباريات الهلال بالدوري حينما هدد حكم المباراة لاعب الخصم بالابتعاد عن “النقر” وعدم الاقتراب منه نهائياً وقرار شداد بتكريم الحكم يثير الدهشة!!
  • الشرع: لا خوف على البلاد ما دامت الثورة خرجت من هذه المساجد
  • خطة الجحيمفي غزة.. ما الذي تخطط له حكومة نتنياهو ؟
  • على طريقِ الانعتاقِ من الهيمنةِ المصرية (5 – 20)
  • الثامن من مارس: والجالسات على أرصفة العدالة في السودان
  • الثامن من مارس: و الجالسات على أرصفة العدالة في السودان