من الهندي إلى المتوسط.. الحوثي يُدشن حرباً إيرانية مفتوحة مع العالم
تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT
هددت جماعة الحوثي الإرهابية والمدعومة من إيران باستهداف السفن التجارية في البحر الأبيض المتوسط، بعد أشهر من تهديدات مماثلة أطلقتها قيادة الحرس الثوري الإيراني.
وأعلنت المليشيات الحوثية في بيان ألقاه ناطقها المدعو يحيى سريع تدشين ما أسمته المرحلة الرابعة من التصعيد التي كان قد هدد بها زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي في خطاب له الخميس.
وهددت المليشيات في البيان باستهداف كافة السفن التجارية المتجهة إلى موانئ إسرائيلية في البحر الأبيض المتوسط، أو في "أي منطقة تطالها أيدينا"، كما هددت المليشيا باستهداف شامل لجميع السفن ترى بأنه لها علاقة بإسرائيل "من أي جنسية.. وبغض النظر عن وجهتها".
هذا التصعيد الخطير من قبل مليشيا الحوثي الإرهابية، يأتي تنفيذاً لتهديدات سابقة أطلقتها قيادات بازرة بالحرس الثوري الإيراني خلال الأشهر الماضية بإغلاق الملاحة الدولية في البحر الأبيض المتوسط.
حيث هدد الجنرال محمد رضا نقدي مساعد قائد الحرس الثوري للشؤون التنسيقية أواخر ديسمبر الماضي بأن البحر الأبيض المتوسط "قد يُغلق" دون أن يوضح كيف سيحدث ذلك، مكتفياً بالحديث عن "ولادة قوى مقاومة جديدة وإغلاق ممرات مائية أخرى".
ونقلت وكالة تسنيم للأنباء الإيرانية عن نقدي قوله مخاطباً أمريكا وحلفائها: "سيتعين عليهم قريبا انتظار إغلاق البحر المتوسط ومضيق جبل طارق وممرات مائية أخرى".
وفي سياق إشادته بالهجمات التي تشنها جماعة الحوثي في اليمن ضد الملاحة الدولية منذ نوفمبر الماضي، أضاف القيادي بالحرس الثوري الإيراني قائلاً: "بالأمس صار الخليج الفارسي ومضيق هرمز كابوسا بالنسبة لهم، واليوم هم محاصرون... في البحر الأحمر".
وفي يناير الماضي تحدث قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي خلال حفل تدشين سفينة حربية إيرانية جديدة، عما أسماها بـ"حرب شاملة مع العدو"، وعن وجود خطط لخوض معارك في "البحار البعيدة" بعد تزايد ما وصفه بـ"القوة الإيرانية".
الحرب الشاملة أو المفتوحة ضد العالم في "البحار البعيدة" التي يُهدد بها قادة الحرس الثوري الإيراني، تجسدها الهجمات التي تشنها جماعة الحوثي في اليمن عبر الأسلحة المقدمة من إيران ضد السفن التجارية منذ نوفمبر من العام الماضي.
وبحسب زعيم الجماعة في خطابه الأخير الخميس، فقد بلغ عدد السفن التي استهدفتها مليشياته 107 سفن نُفذت بـ606 صواريخ باليستية ومجنحة وطائرة مسيرة، في البحر الأحمر وخليج عدن، وتوسعت مؤخراً إلى المحيط الهندي، حيث أعلنت المليشيا خلال أبريل الماضي استهداف 3 سفن هناك.
وهو ما أكده مؤخراً بلاغ من هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية (UKMTO) عن تلقيها بلاغا من ربان أحد السفن التجارية بمحاولة مهاجمتها بطائرة بدون طيار بالمحيط الهندي في الـ24 من أبريل الماضي، في أول تأكيد غربي بوصول هجمات المليشيات الحوثية إلى المحيط الهندي.
ما يجعل من تهديد جماعة الحوثي اليوم باستهداف الملاحة في البحر الأبيض المتوسط، تهديداً جدياً باعتباره تهديدا صادرا عن إيران وإعلانا منها بأنها قد زودت الجماعة بالسلاح الذي يمكنها من تنفيذ هذا التهديد، ليرسم مشهداً جديداً لتصعيد مفتوح تقوده إيران ضد الغرب عبر ذراعها الحوثي.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: فی البحر الأبیض المتوسط الحرس الثوری الإیرانی السفن التجاریة جماعة الحوثی
إقرأ أيضاً:
كيف تؤثر عدة ترامب للبيت الأبيض على انتشار الإيدز في أفريقيا؟.. نخبرك ما نعرفه
تنذر قرارات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بوقف المساعدات الخارجية، وإغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، بارتفاع إصابات مرض نقص المناعة المكتسب "الإيدز" حول العالم.
وأكبر المتضررين من قرارات ترامب أفريقيا جنوب الصحراء التي يعيش فيها ثلثا المصابين بالمرض الذي لا علاج له حتى الآن.
أين تتركز الإصابات بالإيدز؟
تعتبر أفريقيا جنوب الصحراء المنطقة الأكثر تضررا حول العالم بسبب ضعف الرعاية الصحية، ومعدلات الفقر العالية، وأبرز البلدان المتضررة جنوب أفريقيا، وموزمبيق.
يأتي بعد أفريقيا، آسيا والمحيط الهادئ بسبب التعداد الكبير للسكان، لا سيما في الهند وإندونيسيا.
بعدها تأتي أمريكا الشمالية وأوروبا حيث المعدلات أقل، ولكنها تتركز في المدن الكبرى مثل نيويورك وسان فرانسيسكو.
وفي أمريكا اللاتينية تعتبر الأنظمة العلاجية لمرضى الإيدز أفضل حالا من أماكن أخرى في العالم، لكن الإصابات تتركز في البرازيل.
وفي أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى، تتركز الإصابات في روسيا وأوكرانيا، وتعزى في الغالب إلى تعاطي المخدرات عن طريق الحقن.
وتعتبر منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الأقل عالميا، وتعزى النسبة المنخفضة فيها إلى ضعف التسجيل الرسمي للحالات.
كم تنفق واشنطن على دعم مكافحة المرض؟
أنفقت الولايات المتحدة الأمريكية على المساعدات الخارجية 71.9 مليار دولار في السنة المالية 2023 ويعادل هذا المبلغ 1.2٪ من إجمالي النفقات الفيدرالية في ذلك العام، والتي تجاوزت 6.1 تريليون دولار.
وبحسب معهد "بيو الأمريكي للأبحاث، فإن المبلغ الذي أنفق على الجهود الرامية لمكافحة فيروس نقص المناعة المكتسبة "الإيدز" كان 10.6 مليار دولار، أو ما نسبته 14.7% من المساعدات الخارجية.
وأظهرت أحدث بيانات للحكومة الأمريكية أن الولايات المتحدة تعهدت بتقديم مساعدات بقيمة نحو 440 مليون دولار لجنوب أفريقيا في 2023.
وقال رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوسا إنه باستثناء مساعدات تشكل 17 بالمئة من برنامج مكافحة الإيدز في بلاده ليس هناك تمويل كبير تقدمه الولايات المتحدة.
وأوقف ترامب أيضا حزمة مساعدات خارجية، كان يفترض أن تذهب إلى موزمبيق على شكل شحنة واقيات ذكرية بقيمة 50 مليون دولار، لمجابهة الإيدز والأمراض المنقولة جنسيا هناك.
تراجع قد لا يستمر
انخفضت أعداد الإصابات الجديدة بالإيدز في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بمقدار الخُمس في مختلف أنحاء العالم، بحسب تقرير حديث نشر في في مجلة "ذي لانسيت اتش آي في"، لكن قرارات ترامب ربما تغير هذا المسار.
وانخفضت نسبة الوفيات الناجمة عموما عن الإصابات بفيروس نقص المناعة البشرية عندما يكون الإيدز في المرحلة الأخيرة من العدوى، بنحو 40% ليصبح دون عتبة المليون إصابة سنويا.
وهذا الاتجاه يغذيه بشكل رئيسي التحسن الواضح الذي تشهده إفريقيا جنوب الصحراء، وهي المنطقة التي تشهد أكبر تفشّ لوباء الإيدز في العالم.
لكنّ الوضع لا يزال متباينا، إذ أن الإصابات تعاود الارتفاع في دول أخرى في أوروبا الشرقية والشرق الأوسط مثلا.