حددت منظمة «اليونسكو» في عام 1993 الثالث من شهر مايو من كل عام يومًا عالميًا لحرية الصحافة، ومنذ ذلك الحين أصبح هذا اليوم مناسبة عالمية تُثار حولها نقاشات حول نقطة واحدة وهي: «هل هناك حرية أصلًا؟»، لتتفاوت الإجابات بين التأكيد على وجودها، وبين المعارضين لفكرة الحرية، وبين المتوسطين الذين يرون أنه من الاستحالة أن تكون هناك حرية مطلقة، فالحرية المطلقة قد تكون لها عواقبها كذلك، خاصة عندما يتم التعدي على معتقدات الآخرين ومقدساتهم وإيمانياتهم باسم «الحرية»، كما حدث من إثارة موجة من الغضب نتيجة الرسومات المسيئة للإسلام -على سبيل المثال- على اعتبار أن هذا التعبير نوع من الحرية، فهل نقبل نحن، أو هل تقبل المجتمعات عمومًا، الحرية المطلقة؟!

وفي هذه الأثناء، التي تعيش فيها البشرية عددًا من الصراعات السياسية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية وما يصاحبها من تحركات مناصرة حول العالم لأهالي غزة، واستنكار ما تقوم به القوات المحتلة مما يوصف بالإبادة الجماعية من خلال التعبير عن طريق المظاهرات أو الاعتصامات أو الإضراب أو التحدث في مواقع التواصل الاجتماعي أو وسائل الإعلام، وأية صورة من صور التعبير، الذي من المفترض أن يُصان بأعراف «حرية الرأي»، فإننا نستغرب أن تقوم الجهات الأمنية في عدد من تلك الدول بكبت هذا التعبير وتجريم أصحابه واعتقالهم، وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية التي تشتهر بأبرز معلم يعبر عن الحرية «تمثال الحرية»، فهل أصبحت «الحرية» في تلك الدول مجرد شعار، أم أن الحرية هي مزاج يطبق في بعض الجوانب ويُمنع في جوانب أخرى الأمر الذي جعل «تمثال الحرية» مادة للسخرية على مستوى حرية الرأي؟ ومما ورد رسم كاريكاتيري يوضح كيف اعتقلت الشرطة الأمريكية «تمثال الحرية».

في اليوم العالمي لحرية الصحافة، تذكرنا «اليونسكو» في موقعها الإلكتروني بأهم ما تدعو إليه لضمان حرية الصحافة، وهذه الدعوى لم تكن وليدة اليوم، فهي تتمثل في حماية الصحفيين وتعزيز حرية التعبير في الحماية من الجرائم ضدهم، وضمان الحق في الوصول إلى المعلومات ومكافحة المعلومات المضللة، ودعم تعددية وتنوع وسائل الإعلام، وتعزيز حوكمة المنصات الرقمية لتحقيق شفافية ومساءلة أكبر وفقًا للمعايير الدولية لحقوق الإنسان، إضافة إلى ترويج برامج التربية الإعلامية للمشاركة النقدية في الفضاء الرقمي، ورغم ذلك تتواصل عمليات اغتيال الصحفيين، واعتقالهم، واستهداف أسرهم، وخير شاهد على ذلك ما يحدث اليوم في غزة، وما زلنا نشهد إغلاق عدد من حسابات برامج التواصل الاجتماعي التي تعكس ما يحدث من ظلم في حق الشعب الفلسطيني، فمن يحمي حرية الإعلام والصحافة من الكبت.

وفي هذه الصفحة نجمع لكم عددا من آراء كتاب المقالات في جريدة عمان، الذين تحدثوا في مقالات موجزة عن مستوى حرية الرأي في سلطنة عمان وما تشهده الصحافة العالمية فيما يُعنى بحرية الصحافة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: حریة الصحافة

إقرأ أيضاً:

اليوم العالمي لـ«الهيموفيليا».. «عبدالغفار»: ارتفاع نسبة الأطفال الذين يتلقون العلاج الوقائي لـ80%

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، ريادة مصر في علاج مرضى الهيموفيليا، من خلال اتباع نهج وقائي قائم على البيانات، ويركز على المريض، مما كان له أثر إيجابي، ليس فقط في النتائج الصحية، بل على حياة المرضى، وكفاءة النظام الصحي، والعبء الاقتصادي للدولة.

جاء ذلك في كلمة ألقاها الدكتور خالد عبدالغفار، خلال الاحتفال باليوم العالمي لمرض الهيموفيليا، والذي عقد في مستشفى المقطم للتأمين الصحي، حيث بدأ كلمته بتوجيه الشكر لجميع الأطقم الطبية بالهيئة العامة للتأمين الصحي، وجمعية أصدقاء الهيموفيليا، والمجتمع المدني، وجميع الشركاء الدوليين، الذين قدموا كل أوجه الدعم، لمرضى الهيموفيليا، مثمنًا دور الطبيب المصري في تطبيق خطة العلاجي الوقائي، بجميع مراكز التميز في مستشفيات وزارة الصحة والسكان.

إطلاق السجل الوطني لـ«الهيموفيليا»

ونوه عبدالغفار إلى إطلاق السجل الوطني لـ«الهيموفيليا» وإنشاء مراكز تميز، وتدريب الأطباء، والممرضين، لافتًا إلى تأكيد أهالي المرضى، حدوث تغير حقيقي في نمط حياة الأطفال المصابين، وفي قدرتهم على ممارسة الأنشطة الرياضية بشكل طبيعي.

واستعرض بعض الاحصائيات الخاصة بتقديم العلاج الوقائي لمرضى الهيموفيليا، حيث ارتفعت نسبة الأطفال الذين يتلقون العلاج الوقائي خلال عامين، من 20 إلى 80%، ما جعل مصر نموذجًا يُحتذى به عالميًا في علاج الهيموفيليا، كما تم تقليل عدد مرات النزيف بنسبة تزيد على 80%، وتقليل مضاعفات المفاصل، ومضاعفات نزيف المخ بنسبة تصل إلى 85%، بالإضافة إلى خفض أيام الحجز بالمستشفيات بنسبة 95%، ما خفف العبء على المرافق الصحية.

التوسع في التغطية وتسريع الرقمنة

 

وفي ختام، كلمته أكد الدكتور خالد عبدالغفار، أن العلاج الوقائي لا يعالج المرض فقط، بل يغير الحياة ويخفف العبء الاقتصادي، مؤكدًا التوسع في التغطية، وتسريع الرقمنة، وجعل مصر نموذجًا يحتذى به في علاج الهيموفيليا.

ومن جانبه، أكد الدكتور أحمد مصطفى، رئيس الهيئة العامة للتأمين الصحي، أن دعم مرضى الهيموفيليا يحظى باهتمام بالغ من الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، لذلك يتم تطوير مستشفيات التأمين الصحي بشكل مستمر، على غرار مستشفى أطفال مصر، والذي شهد استحداث قسم قسطرة القلب، مؤكدًا تقديم كل سبل الدعم لمرضى الهيموفيليا طبقًا لرؤية «مصر 2030».

توقيع مذكرة تفاهم 

وعلى هامش الاحتفالية، شهد الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، توقيع مذكرة تفاهم بين الهيئة العامة للتأمين الصحي، وشركة روش مصر، لتعزيز استدامة العلاج الوقائي وتعزيز انخفاض معدلات النزيف التي وصلت لنسبة 81%، حيث تهدف المذكرة إلى تحسين جودة حياة مرضى الهيموفيليا في مصر من خلال تطوير البنية التحتية، وتعزيز استدامة العلاج الوقائي وتعزيز انخفاض معدلات النزيف.

وأوضح الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن محاور المذكرة ترتكز على إنشاء مراكز تميز، وتعزيز تطوير 4 مراكز تميز بمستشفى أطفال مصر، ومستشفى النيل بشبرا، ومستشفى الزقازيق، ومستشفى أسيوط، لتكون مرجعية متميزة لعلاج الهيموفيليا في مصر عن طريق تجهيز غرف الحقن بأحدث الإمكانيات الطبية، وتطوير وحدات العلاج الطبيعي، وتوفير أدوات تعليمية للمرضى، وتوفير بيئة مصممة للأطفال لضمان تجربة علاجية مريحة، بالإضافة إلى دعم البنية التحتية الرقمية للهيئة لتطوير أنظمة بيانات واقعية تدعم الأبحاث واتخاذ القرارات، ما يوفر رعاية متخصصة وتحسين جودة البيانات ودعم اتخاذ القرار الصحي.

 

تطوير نظام الطوارئ الذكي

وأشار «عبدالغفار» إلى أن مذكرة التفاهم تنص على تطوير نظام الطوارئ الذكي، من خلال دعم، وتطوير بروتوكولات قياسية لاستخدام العوامل العلاجية في النزيف الطارئ، وتطوير نظام إلكتروني متكامل لمتابعة استخدام العلاجات وتقليل الهدر، ما يقلل سوء الاستخدام وضمان وصول العلاج للمحتاجين وتقليل التكلفة.

وأضاف «عبدالغفار» أن المذكرة تشمل تعزيز التدريب والتعليم، من خلال تدريب شامل للفرق الطبية والصيادلة على أحدث بروتوكولات العلاج، وبرامج توعية للمرضى وأسرهم لضمان الالتزام بالعلاج، ما يرفع كفاءة الفرق الطبية وتحسين النتائج الصحية وتقليل المضاعفات، وتدريب الصيادلة لتعزيز ممارسات صرف العلاج، وتدريبهم على أحدث بروتوكولات العلاج، وتمكينهم من دعم المرضى في الالتزام بالعلاج، لتحسين دقة صرف العلاج وتقليل احتمالات الأخطاء الدوائية.

ونوه «عبدالغفار» إلى أن مذكرة التفاهم تدعم البحث العلمي ونشر الدراسات من خلال إجراء دراسات سنوية لقياس تأثير العلاج الوقائي على المرضى، وتحليل التكلفة والعائد الصحي لتعزيز التمويل المستدام للرعاية، لتحسين السياسات الصحية وضمان استدامة الموارد، إلى جانب تعزيز العلاج المنزلي وتحسين وصول الأدوية، وتوفير صناديق نقل الأدوية المبردة لضمان وصولها بحالة سليمة، مع إمكانية التوصيل المباشر للأدوية للمرضى المؤهلين، وتقليل الحاجة لزيارات المستشفى وضمان استمرارية العلاج.
وقع مذكر التفاهم الدكتور أحمد مصطفى، رئيس الهيئة العامة للتأمين الصحي، والدكتور زياد الأحول رئيس قطاع الشئون الحكومية والسياسات الصحية ودعم الأسواق بشركة روش المتخصصة في مجال المستحضرات الدوائية والحلول التشخيصية.

IMG-20250412-WA0068 IMG-20250412-WA0069 IMG-20250412-WA0067 IMG-20250412-WA0066 IMG-20250412-WA0065 IMG-20250412-WA0064 IMG-20250412-WA0062 IMG-20250412-WA0061 IMG-20250412-WA0060 IMG-20250412-WA0063 IMG-20250412-WA0059

مقالات مشابهة

  • حرية الرأي.. بين الترهيب والترحيب
  • جمعية قرية القمر تختار جامعة دبي لاستضافة اليوم العالمي للقمر
  • «الملاذ الآمن»: 4.5% ارتفاعًا في أسعار الفضة بالأسواق المحلية خلال أسبوع
  • لسد الفجوة بين المصطلحات المحلية والعالمية.. إطلاق معجم السيارات الكهربائية
  • مدير التعليم بالغربية يفتتح معرض الصحافة المدرسية السنوي على مستوى الجمهورية
  • الحرية: زيارة الرئيس الإندونيسي لمصر دفعة قوية لمساعي دعم القضية الفلسطينية
  • الإعلام العالمي يتحدث عن خط ترامب-أردوغان: زيارة تركيا قد تغير التوازنات
  • مسؤولية التعبير عن الرأي
  • اليوم العالمي لـ«الهيموفيليا».. «عبدالغفار»: ارتفاع نسبة الأطفال الذين يتلقون العلاج الوقائي لـ80%
  • د. الزهراني يتلقى التهاني على ترقيته إلى أستاذ في الإعلام